تباهي جنود إسرائيليين بتفجير خزان ماء لـ100 ألف فلسطيني برفح

الجيش اضْطُر إلى بدء تحقيق في الحادثة

طفل فلسطيني يحمل غالوني ماء فارغين في رفح (أ.ف.ب)
طفل فلسطيني يحمل غالوني ماء فارغين في رفح (أ.ف.ب)
TT

تباهي جنود إسرائيليين بتفجير خزان ماء لـ100 ألف فلسطيني برفح

طفل فلسطيني يحمل غالوني ماء فارغين في رفح (أ.ف.ب)
طفل فلسطيني يحمل غالوني ماء فارغين في رفح (أ.ف.ب)

بعد أن كشف أحد الجنود الإسرائيليين كيف قام ورفاقه بتدمير خزان ماء مركزي في مدينة رفح، وراح يتباهى بذلك في الشبكات الاجتماعية، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قرر إجراء تحقيق في هذه الجريمة «بشبهة انتهاك القانون الدولي».

وجاءت هذه الخطوة بعد أن كشف هذا الجندي شريطاً يبين فيه أن الوحدة العسكرية الإسرائيلية التابعة للواء 401 في سلاح المدرعات، قامت بنسف شبكة مركزية لمجمع مياه للشرب في مدينة رفح بموجب أوامر قادة اللواء، الأسبوع الماضي، مستخدمة متفجرات نشرتها القوات في موقع مجمع المياه الواقع في حي تل السلطان الذي لم يخلِ الجيش الإسرائيلي سكانه.

وقالت مصادر محلية إن هذا الخزان يخدم 100 ألف شخص في العادة، لكنه يخدم أضعاف هذا العدد اليوم، بسبب نزوح مئات الآلاف. وذكرت صحيفة «هآرتس»، أن الجيش الإسرائيلي يدعي أنه على الرغم من مصادقة قادة اللواء على تفجير مجمع مياه الشرب، الواقع في شمال غربي رفح وبالقرب من مناطق وصفها الجيش بأنها آمنة، فإن «التفجير لم تصادق عليه القيادة العليا في مقر المنطقة الجنوبية للجيش».

ونشر أحد الجنود توثيقاً للتفجير في شبكات التواصل الاجتماعي، وكتب إلى جانبها بتباهٍ وتهكم: «تفجير مجمع مياه تل السلطان تكريماً ليوم السبت». وقال الجيش إنه سيقرر في نهاية التحقيق الأولي إذا كان هناك مجال لفتح الشرطة العسكرية تحقيقاً في الجريمة. وذكرت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي رفض التعقيب على الموضوع، لكن مصادر في الجيش أكدت صحة التفاصيل.

يشار إلى أنه منذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة، نشر الجنود الإسرائيليون عدداً كبيراً من الصور التي توثق جرائم حرب في أنحاء قطاع غزة، وأثارت انتقادات حول العالم، من بينها نشر الجنود صوراً لهم تؤيد الاستيطان في القطاع، وأخرى وهم يفجرون، ويدمرون بنايات.

ويمتنع الجيش الإسرائيلي عن التحقيق في الغالبية الساحق من جرائم الحرب التي يرتكبها في القطاع منذ بداية الحرب. لكن مؤسسات دولية كثيرة تهتم بقضايا حقوق الإنسان، وبينها حركات إسرائيلية، تنقل هذه المنشورات كأدلة على ارتكاب جرائم حرب في غزة.

وبات الأمر يهدد باعتقال كبار المسؤولين الإسرائيليين العسكريين، في دول الغرب وتقديمهم للمحاكمة في محكمة الجنايات الدولية. وكانت مؤسسة النيابة العسكرية في الجيش الإسرائيلي، التي ترافق عملياته الحربية، قد طلبت إجراء تحقيقات مع الجنود المتورطين، لأن التحقيق معهم سيعفي إسرائيل من تحقيقات ومحاكمات دولية.

ومجرد الإعلان عن تحقيق كهذا يتيح لإسرائيل الادعاء بأن لا صلاحية لهيئات دولية، مثل محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية، بإجراء تحقيقات في جرائم الحرب، بزعم أن الجيش نفسه يحقق فيها.


مقالات ذات صلة

«حماس» وإسرائيل تتبادلان الاتهامات بعرقلة اتفاق الهدنة في غزة

المشرق العربي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (د.ب.أ)

«حماس» وإسرائيل تتبادلان الاتهامات بعرقلة اتفاق الهدنة في غزة

تبادلت حركة «حماس» وإسرائيل الاتهامات اليوم (الاثنين) فيما يتعلق بعدم إحراز تقدم في التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن في قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب )
المشرق العربي الدخان يتصاعد بالقرب من الحدود اللبنانية مع إسرايل عقب قصف إسرائيلي (د.ب.أ)

واشنطن: هضبة الجولان جزء من إسرائيل ولها الحق في الرد على هجوم «حزب الله»

قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي اليوم الاثنين إن إسرائيل لها كل الحق في الرد على جماعة حزب الله اللبنانية بعد هجوم صاروخي على هضبة الجولان

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
المشرق العربي تظاهر أهالي مجدل شمس ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي خلال زيارته لقرية مجدل شمس الدرزية في مرتفعات الجولان الاثنين (أ.ف.ب)

مجدل شمس ترفض المتاجرة بمأساتها

هذه المشاهد التي يعرفها أهل غزة جيداً من خلال أكثر من 4 آلاف مذبحة منذ بداية الحرب، كانت جديدة على أهل مجدل شمس الجيل الجديد من أبناء وبنات الجولان.

نظير مجلي (تل أبيب )
المشرق العربي مسافرون ينتظرون مع حقائبهم في مطار رفيق الحريري الدولي (رويترز)

اللبنانيون يستعدون لـ«الحرب»: المطار يزدحم بالمغادرين والمستشفيات تجري مناورات

يعيش اللبنانيون حالةً من الإرباك التي تكبّل حياتهم منذ مساء السبت على وقع التهويل والتهديد بالحرب بانتظار ما ستؤول إليه الجهود المبذولة لعدم التصعيد الكبير.

كارولين عاكوم (بيروت)
شؤون إقليمية الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (الرئاسة التركية)

تهديد إردوغان بالتدخل في حرب غزة أشعل التوتر مع تل أبيب

تصاعدت حدة التوتر بين أنقرة وتل أبيب على خلفية تصريحات للرئيس رجب طيب إردوغان عن احتمالات تدخل تركيا لوقف إسرائيل في حربها على غزة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

أجواء سورية محمومة في أطرافها الثلاثة

السويداء تتضامن مع مجدل شمس (السويداء 24)
السويداء تتضامن مع مجدل شمس (السويداء 24)
TT

أجواء سورية محمومة في أطرافها الثلاثة

السويداء تتضامن مع مجدل شمس (السويداء 24)
السويداء تتضامن مع مجدل شمس (السويداء 24)

تواصَل التصعيد والمواجهات على الساحة السورية شرقاً وشمالاً، بين قوات «التحالف الدولي» وقوات سوريا الديمقراطية «قسد» من جانب، والميليشيات السورية التابعة لإيران من جانب آخر. وعلى مسار آخر بين «قسد» و«التحالف» من جهة، وتنظيم «داعش» من جهة أخرى. إضافةً إلى هجمات «داعش» ضد القوات الحكومية والميليشيات الرديفة لها التابعة لإيران.

وبذلك يزداد الوضع الميداني تعقيداً، في ظل تصعيد خطير تشهده المنطقة، وتوارُد الأنباء عن استنفار القوات الحكومية السورية، والميليشيات التابعة للحرس الثوري الإيراني وحزب الله جنوب سوريا، بعد تهديدات إسرائيلية بضرب مواقع لحزب الله، على خلفية سقوط صاروخ في قرية مجدل شمس السورية في الجولان المحتل.

مقاتلون أكراد في بلدة تل أبيض السورية (أرشيفية - رويترز)

وتعرّضت 15 قرية بريف محافظة الرقة الغربي شمال سوريا للقصف من القوات التركية، في ظل اشتباكات عنيفة دارت بين «قسد» وفصائل سورية مدعومة من تركيا بمنطقة «نبع السلام».

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في تقرير، الاثنين، إن الاشتباكات اندلعت إثر محاولة «قسد» التسلل على محور عريضة عجيل بريف تل أبيض في ريف الرقة الغربي، ضمن منطقة «نبع السلام»، وتخلّل الاشتباكات قصف مدفعي نفّذته «قسد»؛ لتغطية انسحاب عناصرها، وسط معلومات عن سقوط جرحى في صفوف الفصائل، فيما تمكّنت القوات المهاجمة من الانسحاب، دون معلومات عن سقوط قتلى، أو وقوع عناصر في الأسر.

كما أفاد المرصد باستهداف القوات التركية والفصائل الموالية لها بقصف مدفعي ثقيل عدة قرى في ريف تل أبيض الغربي. وطال القصف قرية الدبس وهوشان وتغليب بريف عين عيسى، تزامناً مع اندلاع اشتباكات بين الفصائل الموالية، دون تسجيل خسائر بشرية.

القاعدة الأميركية في حقل كونيكو للغاز بريف دير الزور الشمالي بسوريا (أرشيفية)

وشرقاً تَواصل تبادُل الضربات بين قوات التحالف المتمركزة في قاعدة كونيكو للغاز شمال دير الزور والميليشيات الإيرانية شرق دير الزور، وأظهر مقطع فيديو بثّه ناشطون احتراق سيارة مزوّدة براجمة صواريخ، قيل إنها تتبع الميليشيات الإيرانية، وعقب إطلاقها صاروخاً باتجاه قاعدة كونيكو، استهدفت بطائرة مسيرة تتبع للتحالف على أطراف بلدة بقرص.

في غضون ذلك نصبت قوات «قسد» حواجز جديدة على طريق بلدة العزبة كونيكو والطرق الرئيسية بمحيط قاعدة كونيكو، حسب مصادر محلية قالت إن قوات التحالف استقدمت خلال اليومين الماضِيَين تعزيزات عسكرية كبيرة، تضمّنت معدات ثقيلة إلى قاعدتها شمال دير الزور.

كما أفادت المصادر باستهداف قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، مناطقَ سيطرة القوات الحكومية السورية والميليشيات الرديفة للحرس الثوري بريف دير الزور، وذلك بعد استهداف مقاتلي العشائر رتلاً عسكرياً مشتركاً للتحالف و«قسد» قريباً من البصيرة بريف دير الزور الشرقي، بصواريخ موجّهة، وتحقيق إصابات مباشرة.

ودوّت في المنطقة أصوات انفجارات عنيفة وفق موقع «دير الزور one»، لافتاً إلى استنفار قوات التحالف، التي حلّق طيرانها بكثافة في المنطقة. ونفى الموقع نقلاً عن مصادر «خاصة» استهداف قاعدة كونيكو، وإنما الرتل العسكري المشترك.

غارات ليلية على البوكمال شرق سوريا (المرصد السوري - أرشيفية)

في ظل ذلك، ذكرت مصادر إعلامية متقاطعة، أن الميليشيات الإيرانية أخْلت مقرّات لها في البوكمال بريف دير الزور الشرقي، وبدّلت مواقع مخازن للسلاح.

كما كشفت شبكة «دير الزور 24» المحلية عن إجراء الميليشيات الإيرانية في مدينة دير الزور تغييرات على مواقعها.

من جانبه قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، الاثنين، إن قوات التحالف استهدفت من قاعدة كونيكو مناطق سيطرة القوات الحكومية والميليشيات الإيرانية بالمدفعية الثقيلة، في ريف دير الزور الشرقي، وسُمع دويّ انفجارات متتالية نتيجة القصف، ما أدّى إلى «استنفار أمني من قِبل الميليشيات، فيما لم ترِد معلومات عن سقوط خسائر بشرية».

وبالتوازي أقدم تنظيم «داعش» على قتل عنصر من «قسد» بريف دير الزور الشرقي، فيما قُتل عنصران وأُصيب 3 آخرون من الميليشيات التابعة لإيران في هجوم لمسلّحين، رجّح المرصد تبعيّتهم لـ«داعش»، على عناصر في طريق عودتهم من إحدى النقاط العسكرية ببادية الصالحية في ريف البوكمال.

وشهدت الأيام القليلة الماضية تصعيداً في المواجهات بين ميليشيات الحرس الثوري وقوات التحالف في محافظة دير الزور، بينما تستنفر القوات الحكومية والميليشيات الرديفة التابعة لإيران وحزب الله اللبناني جنوب سوريا، مع تصاعد التوتر عقب سقوط صاروخ على قرية مجدل شمس في الجولان المحتل.

ونقل موقع «صوت العاصمة» عن مصادر خاصة، «استنفار في ثكنات الدفاع الجوي جنوب ووسط سوريا، بعد التهديدات الإسرائيلية بقصف مواقع الحـزب والحرس الثوري في سوريا ولبنان».

رجال دين من مختلف الطوائف للتضامن مع مجدل شمس (السويداء 24)

وفي سياق متصل، أقامت مشيخة عقل طائفة الموحّدين الدروز في السويداء، مجلس عزاء وتأبين لضحايا قرية مجدل شمس بساحة سمارة، وسط المدينة، شارك فيها رجال دين مسلمون ومسيحيون، إضافةً إلى وفد من العشائر؛ لإعلان التضامن مع أهالي بلدة مجدل شمس.

وكان لافتاً صدور 3 مواقف عن الزعماء الروحيين الثلاثة في السويداء، كان أولها موقف الشيخ حكمت الهجري، الذي أعلن رفض استخدام سماء المناطق الدرزية ساحات تدريب وتجريب عسكري، تلاها موقف الشيخ يوسف جربوع، الذي أعلن التضامن مع أهالي مجدل شمس، مؤكداً الانضواء تحت قيادة دمشق، والموقف الثالث جاء من الشيخ حمود الحناوي، الذي أكّد التضامن مع ضحايا مجدل شمس، مستنكراً قتل الأطفال، وتحدث عن القتَلة بصيغة المجهول.

شارك في العزاء وفود من مختلف مناطق المحافظة وأريافها، ووفود رسمية واجتماعية ونقابية وأهلية.