اليمين الإسرائيلي يتهم هاريس بمقاطعة خطاب نتنياهو عمداً

كامالا هاريس تتعرض لهجوم من اليمين الإسرائيلي لتغيبها عن كلمة نتنياهو أمام الكونغرس (أ.ف.ب)
كامالا هاريس تتعرض لهجوم من اليمين الإسرائيلي لتغيبها عن كلمة نتنياهو أمام الكونغرس (أ.ف.ب)
TT

اليمين الإسرائيلي يتهم هاريس بمقاطعة خطاب نتنياهو عمداً

كامالا هاريس تتعرض لهجوم من اليمين الإسرائيلي لتغيبها عن كلمة نتنياهو أمام الكونغرس (أ.ف.ب)
كامالا هاريس تتعرض لهجوم من اليمين الإسرائيلي لتغيبها عن كلمة نتنياهو أمام الكونغرس (أ.ف.ب)

على الرغم من أن الحكومة الإسرائيلية طلبت من وزرائها ونواب الائتلاف الحاكم الامتناع عن إطلاق تصريحات ناقدة للإدارة الأميركية؛ خوفاً من أن تشوّش على زيارة رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، لواشنطن، امتلأت الشبكات الاجتماعية بنشر انتقادات شديدة لنائبة الرئيس الأميركي، كامالا هاريس، لتغيُّبها عن جلسة الكونغرس التي سيلقي فيها نتنياهو خطابه مساء الأربعاء.

فقد رفض هؤلاء، وبينهم عدد من الشخصيات القيادية في «حزب الليكود» وغيره من أحزاب الائتلاف، التفسير الذي أعطته كامالا هاريس لتغيبها، بأنها مضطرة إلى المشاركة في اجتماع طلابي في أنديانابوليس، وفق التزام مسبق. وعدّوا هذا التغيب «مقاطعة متعمدة لخطاب نتنياهو». وعزوها إلى شخصية كامالا هاريس، «التي اتخذت مواقف متشددة من نتنياهو، وكانت على خلاف مع الرئيس جو بايدن، لمسايرته الحكومة الإسرائيلية، وأبدت تعاطفاً مع الفلسطينيين المدنيين في غزة».

ونشرت وسائل الإعلام العبرية على لسان مسؤولين إسرائيليين قولهم إن «قرار هاريس مقاطعة الخطاب في وقت تخوض فيه إسرائيل حرباً قاسية ضد الإرهاب الإيراني، وأذرعه هو أمر مخيب للآمال، بل هو عار. فليس هكذا يتعاملون مع الحلفاء». وأضاف: «العالم الحر لا يستطيع السماح لقادة بألا يميزوا ما بين الخير والشر».

المعروف أن كامالا هاريس، بحكم مسؤوليتها بصفتها نائبة لرئيس، تتولى أيضاً رئاسة مجلس الشيوخ وعندما يلتئم مجلسا النواب والشيوخ في جلسة مشتركة للكونغرس تجلس في الرئاسة إلى جانب رئيس مجلس النواب، مايك جونسون، وهو من الحزب الجمهوري. وما يضايق أنصار نتنياهو، كما يستدل من منشورات «جيش الإنترنت» اليميني في إسرائيل، هو أن كثيراً من نواب الحزب الديمقراطي يتخذون إجراءات احتجاجية على زيارة نتنياهو، ومنحه هذا (المجد الأميركي) بأن يخطب للمرة الرابعة في حياته أمام الكونغرس، وهو أمر لم يسبق أن حصل في تاريخ السياسة الأميركية. ومن بين هذه الإجراءات، قرار عدد كبير منهم، قد يصل إلى ربع عدد النواب الديمقراطيين، مقاطعة الخطاب. ومن بين من قرروا المشاركة، هناك كثيرون ينتقدون نتنياهو، ويشاركون من منطلق آداب المهنة، وأحدهم، النائب اليهودي البارز، جيري ندلر، كتب قائلاً: «نتنياهو هو أسوأ قائد في التاريخ اليهودي، منذ عهد ملك المكابيين، الذي استدعى الرومان إلى القدس قبل أكثر من 2100 سنة». وأضاف: «إنه رئيس حكومة يضع في خانة الخطر أمن دولة إسرائيل، وحياة المخطوفين الإسرائيليين، واستقرار المنطقة والمنظومة الديمقراطية الإسرائيلية. ويفعل كل ذلك فقط في سبيل الحفاظ على استقرار ائتلافه اليميني المتطرف، والتحرر من ضائقته القضائية».

تجمع تضامناً مع الأسرى الإسرائيليين في غزة أمام مقر الكابيتول في واشنطن يوم الثلاثاء (أ.ف.ب)

وكشفت عضو الكونغرس الديمقراطية، بيتي ماري، القائمة بأعمال رئيسة مجلس الشيوخ، ورئيسته المؤقتة التي كان يفترض أن تدير الجلسة بدلاً من كامالا هاريس، قررت هي أيضاً التغيب. وأوضحت أنها تفعل ذلك بشكل صريح لمقاطعة خطاب نتنياهو. ووجهت رسالة إليه تدعوه فيها إلى انتهاز فرصة الخطاب للإعلان عن قبول اتفاق وقف النار وتبادل الأسرى.

وبناءً على ذلك، سيدير الجلسة إلى جانب جونسون، النائب اليهودي المعروف بمناصرة إسرائيل وحكومتها، بن كاردين.

يذكر أن هاريس ستلتقي نتنياهو، بعد انتهاء اللقاء بينه وبين الرئيس بايدن.

وتشهد إسرائيل عاصفة من الانتقادات لنتنياهو، بسبب زيارته هذه، التي تشير كل الأدلة إلى أنها غير مرغوبة في الولايات المتحدة، حتى في بعض أوساط الحزب الجمهوري. وقد ساهم الرئيس السابق، دونالد ترمب، في الحملة ضد نتنياهو عندما كشف أنه سيلتقيه في فلوريدا يوم الجمعة. وقال ترمب في البداية إنه سيلتقي نتنياهو، الأربعاء، ثم محا المنشور وقال إنه سيلتقيه الخميس، ثم محا المنشور وكتب أنه بناءً على طلب نتنياهو جرى تأجيل اللقاء إلى يوم الجمعة. وقد هوجم نتنياهو على أنه قرر تمديد الزيارة حتى يمضي عطلة نهاية الأسبوع في الولايات المتحدة، كي يحتفل بعيد ميلاد ابنه يائير، الذي يعيش منذ سنتين تقريباً في ميامي على حساب الخزينة العامة. ويقولون إن نتنياهو يحب إمضاء نهاية الأسبوع في الخارج، ويتعمد إجراء لقاءات أيام الجمعة ليستخدمها حجة يتذرع بها لتمديد زيارته على حساب الدولة، ولذلك يعدّونها «رحلة فساد أخرى».

وكما كتبت صحيفة «هآرتس» الأربعاء: «نتنياهو يُستقبل في واشنطن بعدم اهتمام. الأسبوع الأكثر صخباً في الانتخابات الأميركية، في البداية محاولة اغتيال مرشح للرئاسة، وبعد ذلك انسحاب المتنافس. الرئيس الذي يتولّى منصبه يحتل كل اهتمام وسائل الإعلام في العالم؛ لذلك، ما كان يتوقع أن يكون خطاباً تاريخياً في الكونغرس سيجري إبعاده إلى مكان أقل مركزية في نشرات الأخبار. المحللون الأميركيون يهتمون أكثر بمسألة من سيوقف دونالد ترمب في طريق عودته إلى البيت الأبيض، وهل نائبة الرئيس كامالا هاريس حقاً مستعدة لذلك بصفتها مرشحة عن الحزب الديمقراطي للرئاسة. وفي ظل غياب الاهتمام الأميركي، فإن هذه الرحلة انكشفت بطابعها الحقيقي: إنها عرض نرجسي يستهدف بالأساس الاحتياجات السياسية الحزبية لإسرائيل».


مقالات ذات صلة

الديمقراطيون يقرون آلية اختيار مرشحهم الرئاسي... ولا منافس لهاريس حتى الآن

الولايات المتحدة​ ألقت هاريس كلمة أمام المؤتمر الـ88 للمعلمين في هيوستن 25 يوليو (أ.ف.ب)

الديمقراطيون يقرون آلية اختيار مرشحهم الرئاسي... ولا منافس لهاريس حتى الآن

أقرّت لجنة قواعد المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي آلية اختيار مرشحها لانتخابات الرئاسة بعد أيام من الفوضى التي تسبّب بها انسحاب الرئيس جو بايدن من السباق.

إيلي يوسف (واشنطن)
الولايات المتحدة​ كامالا هاريس نائبة الرئيس الأميركي (د.ب.أ)

كامالا هاريس تندد بحرق عَلم أميركا خلال احتجاج مؤيد للفلسطينيين في واشنطن

نددت كامالا هاريس اليوم بما وصفتها بأنها أعمال حقيرة حيث أحرق بعض المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين الأعلام الأميركية احتجاجاً على زيارة نتنياهو للولايات المتحدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ المرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترمب يشير إلى مؤيديه خلال تجمع انتخابي في شارلوت بنورث كارولاينا (أ.ف.ب)

ترمب يطلق العنان لحملته ضد هاريس «الكذّابة» و«المتطرفّة»

أطلق الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب العنان لحملته ضد نائب الرئيس كامالا هاريس واصفاً إياها بأنها «كذابة» و«يسارية متطرفة» أخفت عجز بايدن عن مواصلة معركته

علي بردى (واشنطن)
الاقتصاد تلفزيون في بورصة نيويورك يُظهر نائبة الرئيس الأميركي تتحدث بينما متداول يراقب تطور الأسهم (أ.ب)

المستثمرون العالميون يعززون محافظهم لتفادي تقلبات الانتخابات الأميركية

سارع المستثمرون إلى تعزيز محافظهم العالمية، في مواجهة التقلبات الشديدة في السوق، قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في الخامس من نوفمبر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ كامالا هاريس تصفق بينما يتعانق جو بايدن وباراك أوباما (أ.ف.ب)

تقرير: أوباما يعتزم دعم هاريس في السباق الرئاسي

ذكرت شبكة «إن بي سي نيوز»، الخميس، أن الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما يعتزم دعم ترشيح الحزب الديمقراطي لنائبة الرئيس كاملا هاريس لخوض سباق الرئاسة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

المعارضة اللبنانية تدرس خطة «المواجهة» بعد فشل مبادرتها الرئاسية

نواب المعارضة خلال لقائهم نواب الحزب «التقدمي الاشتراكي» لطرح خريطة الطريق الرئاسية (موقع القوات)
نواب المعارضة خلال لقائهم نواب الحزب «التقدمي الاشتراكي» لطرح خريطة الطريق الرئاسية (موقع القوات)
TT

المعارضة اللبنانية تدرس خطة «المواجهة» بعد فشل مبادرتها الرئاسية

نواب المعارضة خلال لقائهم نواب الحزب «التقدمي الاشتراكي» لطرح خريطة الطريق الرئاسية (موقع القوات)
نواب المعارضة خلال لقائهم نواب الحزب «التقدمي الاشتراكي» لطرح خريطة الطريق الرئاسية (موقع القوات)

بدأت المعارضة اللبنانية بدراسة أفكار لما بعد «المبادرة الرئاسية» التي سقطت نتيجة أسباب عدة، أبرزها رفض «الثنائي الشيعي» (حزب الله وحركة أمل) البحث بها وحتى اللقاء بالنواب. وترتكز المعارضة التي تدرك عدم امتلاكها الأكثرية النيابية لإيصال رئيس للجمهورية على قدرتها على التعطيل، ومنع «الثنائي» من الإتيان بمرشحه الرئاسي الذي لا يزال يتمسك به حتى الآن، وهو رئيس «تيار المردة» الوزير السابق سليمان فرنجية. خطة المواجهة ليست كاملة أو واضحة حتى الآن، إنما «هدفها الأساسي سيكون المحافظة على البلد ورفض أخذه رهينة بيد (حزب الله) ومن خلفه إيران»، بحسب ما يؤكد النائب أشرف ريفي.

ويقول ريفي لـ«الشرق الأوسط»: «نحن قمنا بواجبنا وهم أسقطوا كل المبادرات، واليوم ندرس خيارات المواجهة منها اللجوء إلى العصيان المدني وهو ما اقترحته على المعارضة»، مستعيناً بمقولة: «إن لله رجالاً إذا أرادوا أراد»، ومضيفاً: «لا يريدون اللقاء بنا، ونحن أيضاً لم نعد نريد ذلك، إنما نؤكد لهم أنهم لن يتمكنوا من التغلب علينا، ولن نسمح لـ(حزب الله) الذي أخذ البلد إلى المجهول بأن يستخدم ورقة الحرب للمقايضة على رئاسة الجمهورية وفي الداخل اللبناني»، مذكراً بأن «(حزب الله) وحلفاءه كانوا يملكون 74 نائباً في البرلمان في حين لا يتعدى عددهم اليوم 51 نائباً».

وفي حين أتى رفض «الثنائي الشيعي» بعد رفض المعارضة طرح رئيس البرلمان نبيه بري الدعوة للحوار تمهيداً لإنجاز الاستحقاق الرئاسي، يضع ريفي موقف «الثنائي» في «خانة الاستهتار بالشراكة الوطنية والقوى السياسية»، مؤكداً: «لم ولن نقبل بالمخالفات الدستورية وما تطرحه المعارضة وطني سيادي ودستوري وهي لن تتخلى عن وطنيتها ولن تصرخ أولاً».

من هنا يرى ريفي أن «(حزب الله) لا يريد اليوم إنجاز الاستحقاق الرئاسي؛ لأن الضوء الأخضر لم يأتِ من إيران بعد»، لكنه يرى أن هناك مؤشرات لتراجعه عن التمسك بفرنجية وقبوله بالخيار الثالث، معتبراً أن الأوامر الإيرانية قد تعطى قبيل الانتخابات الأميركية بناء على ما ستظهره استطلاعات الرأي، على غرار ما حصل عند انتخاب ميشال عون رئيساً للجمهورية عام 2016.

من جهتها، تقول مصادر نيابية في «القوات» لـ«الشرق الأوسط» إنه «لا يمكن الكلام عن خطة جاهزة للمواجهة، إنما هناك حديث مستمر داخل صفوف المعارضة حول نقطتين: الأولى تتعلق بالحرب وتجنب توسعها واليوم التالي لانتهائها لجهة ضمان التطبيق الفعلي للقرارات الدولية وتحديداً القرار (1701)، الموضوع الثاني هو رئاسة الجمهورية، وما بينهما أن الفريق الثاني يريد الاحتفاظ بسلاحه ويمنع انتخاب الرئيس ويعطل الدستور، وبالتالي يجب التفكير كيف يمكن التعاطي معه». من هنا تؤكد المصادر، أن «الخطة الأساسية التي تعمل عليها المعارضة هي إبقاء ملف الرئاسة حياً وتذكير اللبنانيين كل يوم بأن الممانعة هي التي تمنع إنجاز الاستحقاق إلا بشروطها»، مشيرة إلى أن دعم المعارضة لمبادرة «الاعتدال الوطني» ومن ثم طرح مبادرتها، إنما هو «لتؤكد المؤكد أن الممانعة هي التي تخطف الانتخابات وتريد أن تكون المعبر له وأن تقوم بدور الوصاية الذي كان يقوم به النظام السوري».

جعجع يتّهم بري بتطيير الانتخابات الرئاسية

ومع تمسك كل فريق بموقفه، بين من لا يتنازل عن شرط الحوار وبين من يرفضه، اتهم رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، رئيس البرلمان نبيه بري بتطيير الانتخابات الرئاسية في رده عما نُقل عن الأخير بقوله إن حل الأزمة الرئاسية جاهز عبر ثلاثية «تشاور فتوافق فانتخاب»، وإنه لا مجال لانتخاب رئيس للجمهورية من دونها.

وقال جعجع في بيان له: «إن هذا المنطق يشكل ضرباً كاملاً للدستور»، مؤكداً: «لم ولن نألوَ جهداً من أجل أي تشاور يؤدي إلى انتخاب رئيس، وحاولنا كثيراً التوافق ضمن ما ينص عليه الدستور، وقد تبيّن أنه لا التشاور أدى إلى نتيجة، ولا التوافق بسبب التعطيل الممنهج، ومن هنا حتمية إجراء الانتخابات الرئاسية كما ينص عليها الدستور، وليس ربط إتمامها بتوافق مزعوم قوامه الفعلي موافقة الجميع على مرشح (حزب الله)».

ولفت جعجع إلى أن ثلاثية بري الجديدة «تذكرنا بالثلاثية القديمة: جيش وشعب ومقاومة، والتي أدت إلى مصادرة دور الجيش وتهجير الشعب الذي يعاني الأمَرّين من تغييب الدور الفعلي للدولة».

قوة «حزب الله» من ضعف معارضيه

ويقر ريفي بضعف المعارضة في مواجهة «حزب الله» قائلاً: «(حزب الله) وهْم صنعه ضعفنا»، وهو الأمر الذي تحدث عنه رئيس «المجلس الوطني لرفع الاحتلال الإيراني عن لبنان» النائب السابق فارس سعيد، كاتباً على حسابه على منصة «إكس».

«قوّة (حزب الله) الحاليّة لا تأتي من قدرته بل من ضعف معارضيه. ما دام لا وجود لبرنامج للمعارضة يتولّى تحديد مصلحة لبنان بعد الحرب يبقى (حزب الله) منتصراً».

ودعا المعارضة لقراءة أحداث المنطقة خاصة بعد كلام رئيس الحكومة الإسرائيلي وتقدير الموقف والمبادرات والاحتمالات والارتقاء إلى مستوى الأحداث، و«وضع (مانيفاست) سياسي يحددّ مصلحة لبنان في ظلّ الواقع والدفاع عن لبنان حرّ سيّد مستقلّ عربيّ الهويّة والانتماء».

«الثنائي» متمسك بالحوار والمعارضة ترفض مخالفة الدستور

وكان «الثنائي الشيعي» قد ألغى مواعيد اللقاءات التي حُدّدت للقاء نواب المعارضة الذين بدأوا بلقاء الكتل النيابية الأسبوع الماضي لطرح «خريطة طريق لحل الأزمة الرئاسية»، من دون أن يتم تحديد مواعيد أخرى. ويتمسك «الثنائي» بمبادرة بري التي تنص على عقد حوار بدعوة منه للاتفاق على اسم أو عدد من الأسماء للانتقال بعدها إلى جلسات انتخاب رئيس، وهو ما ترفضه المعارضة معتبرة أن ربط إنجاز الاستحقاق بالحوار مخالف للدستور.

أما خريطة المعارضة الرئاسية فترتكز على اقتراحين: الأول أن «يلتقي النواب في المجلس النيابي ويقومون بالتشاور فيما بينهم، دون دعوة رسمية أو مأسسة أو إطار محدد لينتقلوا بعدها، بغض النظر عن نتائج المشاورات، إلى جلسة انتخاب مفتوحة، بدورات متتالية إلى حين انتخاب رئيس للجمهورية كما ينص الدستور، ويلتزم جميع الأفرقاء بحضور الدورات وتأمين النصاب».

أما الاقتراح الثاني فينص على «دعوة رئيس مجلس النواب إلى جلسة انتخاب رئيس للجمهورية. إذا لم يتم الانتخاب خلال الدورة الأولى، تبقى الجلسة مفتوحة، ويقوم النواب والكتل بالتشاور خارج القاعة، على أن يعودوا إلى القاعة العامة للاقتراع، في دورات متتالية دون انقطاع ودون إقفال محضر الجلسة، وذلك إلى حين انتخاب رئيس للجمهورية...».