اختفاء مواطن صيني في السويداء جنوب سوريا

آخر رسائله: «الجو مريح وجميل»

صورة من تأشيرة السائح الصيني المفقود في السويداء (شبكة «السويداء 24»)
صورة من تأشيرة السائح الصيني المفقود في السويداء (شبكة «السويداء 24»)
TT

اختفاء مواطن صيني في السويداء جنوب سوريا

صورة من تأشيرة السائح الصيني المفقود في السويداء (شبكة «السويداء 24»)
صورة من تأشيرة السائح الصيني المفقود في السويداء (شبكة «السويداء 24»)

«الجو جميل ومريح»، كانت هذه آخر رسالة من مواطن صيني إلى صديقه في دمشق، يعلمه فيها بأنه وصل إلى السويداء، جنوب سوريا، لينقطع بعدها الاتصال معه، وفق ما ذكره ناشطون في السويداء قالوا إن المواطن الصيني «هان مينجي» وصل إلى السويداء يوم الاثنين الماضي، ثم اختفى.

ونشرت شبكة «السويداء 24» صورة لتأشيرة دخول الصيني إلى سوريا وعليها بياناته الشخصية، وقالت إن الاتصال انقطع معه بعد وصوله إلى السويداء ولا معلومات عنه، موضحة أن «السائح الصيني من مواليد 2003، نزل في فندق بدمشق يملكه رجلٌ صيني، وبقي على اتصال معه. ويوم الاثنين الماضي، غادر السائح الفندق، وقال إن وجهته إلى محافظة درعا. لكن بعد ساعات عقب خروجه من دمشق، أبلغ مواطنه الصيني صاحب الفندق بأنه وصل إلى السويداء، بواسطة رسائل: (لقد وصلت إلى السويداء، الجو جميل ومريح). وكانت هذه هي الرسالة الأخيرة التي وصلت منه».

ووفق الشبكة انقطع الاتصال معه بعد هذه الرسالة، لافتة إلى أنها تواصلت مع مصدر من الأجهزة الأمنية في السويداء، أكد «أنه لم يُعلم بأي بلاغ عن فقدان سائح صيني في السويداء أو درعا حتى هذه الساعة»، مشيراً إلى أن «السياح يتنقلون عادة ضمن مجموعات سياحية، وتحت مراقبة أمنية».

وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن «الاتصال انقطع مع سائح من الجنسية الصينية في مدينة السويداء منذ أيام، وسط معلومات عن اختطافه، من دون ورود معلومات عن مصيره حتى اللحظة»، مضيفاً أن السفارة الصينية بدمشق تلقّت بلاغاً باختفاء السائح أثناء خروجه من العاصمة باتجاه جنوب سوريا، وفُقد الاتصال به في محافظة السويداء، بعد أن أجرى مخابرة هاتفية مع مواطنه صاحب الفندق.

وتشهد مدن الجنوب السوري حالة من الفوضى والانفلات الأمني؛ إذ تنتشر العصابات المسلحة رغم وجود الحواجز الأمنية. ما أدى إلى توقف حركة السياحة بشكل شبه تام جنوب سوريا، بما فيها السياحة الداخلية.

وأثار اختفاء المواطن الصيني في السويداء الاستهجان، كون السياحة شبه متوقفة في سوريا عموماً، وفي جنوب سوريا خصوصاً، مع اضطراب الأوضاع هناك. فعدا السياحة الدينية إلى المراقد الشيعية، وزيارات المغتربين السوريين، لا توجد حركة سياحية تُذكر.

إلا أن مصادر متابعة في دمشق قالت لـ«الشرق الأوسط» إن «وجود الأجانب من أوروبيين وصينيين لم ينقطع في سوريا خلال فترة الحرب، لكنه اقتصر على موظفي المنظمات والشركات الدولية، ورأينا خلال فترة الحرب صينيين يجولون في مناطق متفرقة من سوريا، ويقومون بنشاط سياحي على هامش المهام التي جاءوا بها». ولفتت المصادر إلى أن الصين سبق أن أعلنت عن طموحها للعب دور فاعل في حل الأزمة السورية، كما عيّنت مبعوثاً خاصاً إلى سوريا عام 2016. إلا أن الطموحات الصينية كانت تصطدم بعدم استقرار الأوضاع، وبالعقوبات الاقتصادية الدولية المفروضة على دمشق التي لا تزال تعيق الاستثمار.

يشار إلى أن الرئيس السوري بشار الأسد، وخلال زيارته مع عائلته إلى الصين العام الماضي، وقّع ثلاث اتفاقيات تعاون مع الصين لم يكشف عن تفاصيلها، وهي اتفاقية تعاون اقتصادي، ومذكرة تفاهم مشتركة للتبادل والتعاون في مجال التنمية الاقتصادية، ومذكرة تفاهم حول السياق المشترك لخطة تعاون في إطار مبادرة «الحزام والطريق». إلا أن تلك الاتفاقيات لم تُفعل، ووفق المصادر لا تزال الصين مترددة حيال الدخول إلى سوريا عبر بوابة الاستثمار الاقتصادي، رغم رغبتها في ذلك، لعدم وضوح الأفق السياسي في منطقة الشرق الأوسط.


مقالات ذات صلة

«الرفض» العنوان الأبرز للتسوية في كناكر بريف دمشق

المشرق العربي متداولة لطريق ريف دمشق الغربي المؤدي إلى بلدة كناكر

«الرفض» العنوان الأبرز للتسوية في كناكر بريف دمشق

لا يزال الرفض هو العنوان الأبرز للتسوية التي تسعى السلطات السورية، بالتعاون مع جهات محلية، إلى فرضها في بلدة كناكر بريف دمشق الغربي قريباً من محافظة القنيطرة.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
خاص خريطة انتشار القوات الخارجية في سوريا منتصف 2023 - 2024 (مركز «جسور»)

خاص إيران لا تزال صاحبة النفوذ الأكبر على الأرض السورية

شهدت خريطة انتشار الوجود العسكري الأجنبي في سوريا «انخفاضاً محدوداً» بين منتصف عامَيْ 2023 و2024، حسب التحديث السنوي لمركز «جسور للدراسات».

«الشرق الأوسط» (لندن)
المشرق العربي طفل سوري يحمل دلواً فارغاً في مخيم للنازحين بالقرب من سرمدا في محافظة إدلب شمال سوريا (أ.ف.ب)

القضايا الشائكة بين سوريا وتركيا تجعل تطبيع العلاقات تدريجياً

يرى محللون أن تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق لا يمكن أن يحصل، إلا بشكل تدريجي وطويل الأمد نظراً للقضايا الشائكة بين الطرفين.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي لاجئون سوريون على أحد المعابر بين تركيا وسوريا (المرصد السوري لحقوق الإنسان)

«المرصد السوري»: تركيا ترحّل آلاف السوريين قسراً

أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن تركيا رحّلت قسراً، منذ مطلع شهر يوليو (تموز) الحالي، 3540 سورياً يحملون بطاقة الحماية المؤقتة باتجاه شمال سوريا.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي أحد أبراج المراقبة التي تبنيها قوات التحالف الدولي على نهر الفرات (شبكة الخابور)

قوات التحالف الدولي تقيم أبراج مراقبة على طول نهر الفرات شرق سوريا

أفادت مصادر محلية بأن قوات التحالف الدولي بدأت إنشاء أبراج مراقبة على طول نهر الفرات شرق سوريا، ضمن مناطق سيطرة «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد).

«الشرق الأوسط» (دمشق)

«الرفض» العنوان الأبرز للتسوية في كناكر بريف دمشق

وضع غير مستقر في كناكر بريف دمشق الغربي (مواقع)
وضع غير مستقر في كناكر بريف دمشق الغربي (مواقع)
TT

«الرفض» العنوان الأبرز للتسوية في كناكر بريف دمشق

وضع غير مستقر في كناكر بريف دمشق الغربي (مواقع)
وضع غير مستقر في كناكر بريف دمشق الغربي (مواقع)

لا يزال الرفض هو العنوان الأبرز للتسوية، التي تسعى السلطات السورية، بالتعاون مع جهات محلية، إلى فرضها في بلدة كناكر بريف دمشق الغربي، قريباً من محافظة القنيطرة.

وبعد توصّل الجهات الأمنية المعنية ووجهاء وشخصيات محلية إلى اتفاق جديد للتسوية قبل أيام، هاجم رافضون للتسوية، مساء السبت، حاجزاً للقوات الحكومية، أسفر عن إصابة ملازم أول في الهجوم، وبثّت صفحات إخبارية محلية على وسائل التواصل الاجتماعي، الأحد، فيديو يُظهر وصول الجريح، الملازم أول محمد فؤاد حسن، إلى بلدته في ريف مصياف بمحافظة حماة. وحسب الفيديو، تعرّض الملازم لطلق ناري أثناء هجوم «إرهابي» في كناكر على حاجز للقوات الحكومية مساء السبت.

من جانبه، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، الأحد، إن ضابطاً من قوات النظام برتبة ملازم أول، أُصيب بجراح إثر هجوم مسلح بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة، مساء السبت، نفّذه «عدد من المسلحين الرافضين لعمليات التسوية» على أحد حواجز القوات الحكومية ببلدة كناكر في ريف دمشق. وأشار المرصد إلى أن بلدة كناكر تشهد حالة من «التوتر والاستياء الشعبي رفضاً لعمليات التسوية».

متداولة لطريق ريف دمشق الغربي المؤدي إلى بلدة كناكر

مصادر محلية قالت لـ«الشرق الأوسط»، إن السلطات السورية افتتحت مركزاً للتسوية في 13 يونيو (تموز) الحالي بمقر الفرقة السابعة قريباً من البلدة، على أن تشمل حالات الفرار والتخلّف عن الخدمتين الإلزامية والاحتياطية، بالإضافة إلى المطلوبين بقضايا أمنية.

كما تشمل من سبق إجراؤه عملية تسوية من الفارّين والمتخلّفين عن الخدمة الإلزامية والاحتياطية، على أن يلتحقوا بعدها بالخدمة في الفيلق الأول أو الفرقة السابعة أو اللواء 90، إلا أن العرض قُوبل بالرفض، وفشلت التسوية.

صور متداولة لآثار القصف على منازل في كناكر

وبعد مفاوضات بين المسؤولين الأمنيين ووجهاء من البلدة، جرى التوصل إلى اتفاق جديد، الاثنين الماضي، ووجّهت الدعوة، السبت، للراغبين في التسوية بالتوجه، صباح الأحد، إلى مركز التسوية عند باب اللواء 121، مع وعود بمنح المتخلّفين عن الخدمة تأجيلاً مدته 6 أشهر، مع إذن سفر خارجي، «فرصةً لرافضي التسوية للخروج من البلاد».

وتابعت المصادر أن التسوية الجديدة مثل سابقتها تشمل الفارّين والمتخلّفين عن الخدمة العسكرية، سواء الإلزامية أو الاحتياطية، والمطلوبين بتُهَم أمنية أو جنائية، شرط عدم وجود ادِّعاء شخصي ضدهم، وتشمل أيضاً مَن أجرى تسوية سابقة.

وأضافت أن من تتم تسوية وضعه سيترتب عليه الالتحاق بالخدمة في الفيلق الأول والفرقة السابعة واللواء 90، أي نفس بنود التسوية التي فشلت سابقاً، والتجديد هو منح فرصة للتأجيل والمغادرة، وفق المصادر.

وحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن سبب فشل التسوية السابقة هو الرفض المطلق ممن تنطبق عليهم «التسوية» من أهالي كناكر «للالتحاق بالخدمة ضمن ألوية وفِرق عسكرية تابعة للقوات الحكومية، مثل اللواء 90 والفيلق الثاني».

وتخضع كناكر للقوات الحكومية السورية، وبإشراف القوات الروسية، منذ استعادة السيطرة عليها عام 2016، بموجب تسوية تضمّنت تسليم السلاح، وتسوية أوضاع المطلوبين، وخروج المعتقلين على دفعات.

إلا أن البلدة لم تشهد استقراراً منذ ذلك الحين، وبين فترة وأخرى يعود التوتر إلى البلدة.

وفي مطلع الشهر الحالي انفجر التوتر، وأدّى إلى حصول اشتباكات بين مسلحين محليين والقوات الحكومية، التي استخدمت القصف المدفعي، ما أسفر عن مقتل 5 مدنيين، وجرح آخرين، وإلحاق أضرار بمنازل سكنية، وذلك بعد احتجاز 5 من القوات الحكومية على خلفية اعتقال أحد أبناء البلدة.