عائلات إسرائيلية تقاضي إيران وسوريا لتعويضها عن هجوم «حماس»

فلسطينيون في خان يونس أعلى مركبة عسكرية إسرائيلية جرى الاستيلاء عليها ضمن عملية «طوفان الأقصى» في 7 أكتوبر الماضي (د.ب.أ)
فلسطينيون في خان يونس أعلى مركبة عسكرية إسرائيلية جرى الاستيلاء عليها ضمن عملية «طوفان الأقصى» في 7 أكتوبر الماضي (د.ب.أ)
TT

عائلات إسرائيلية تقاضي إيران وسوريا لتعويضها عن هجوم «حماس»

فلسطينيون في خان يونس أعلى مركبة عسكرية إسرائيلية جرى الاستيلاء عليها ضمن عملية «طوفان الأقصى» في 7 أكتوبر الماضي (د.ب.أ)
فلسطينيون في خان يونس أعلى مركبة عسكرية إسرائيلية جرى الاستيلاء عليها ضمن عملية «طوفان الأقصى» في 7 أكتوبر الماضي (د.ب.أ)

أقامت 54 عائلة إسرائيلية تحمل الجنسية الأميركية دعوى تعويضات ضخمة ضد إيران وتستعد لإقامة دعوى مماثلة ضد سوريا، تطلب منهما فيها مليار دولار تعويضاً لأفرادها عما تسبب لهم من أضرار جراء الهجوم الذي قامت به «حماس» في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

أقيمت الدعوى أمام المحكمة الفيدرالية المركزية في واشنطن، بواسطة مكتب محاماة أميركي كبير، مرفقة بنحو 1250 إفادة من شهود عيان وخبراء، وفيها يؤكدون أن هجوم «حماس» تسبب لجميع أفراد هذه العائلات بالمآسي. فإما قُتل أحد أفرادها، وإما أصيب بجروح جسدية، أو أصيب بجروح نفسية. وتم إرفاقها أيضاً بكمية من الأشرطة الوثائقية التي قامت الحكومة الإسرائيلية بتجميعها وتوضح كم كان الهجوم صعباً ومفزعاً.

وقُدّمت الدعوى على مرحلتين: الأولى ضد إيران؛ كونها ممولة لـ«إرهاب حماس» ومدربة على العمليات ومزودة للسلاح، والأخرى ستقدم قريباً ضد سوريا، بوصفها «مأوى للإرهاب». ويقول مكتب المحاماة الذي يمثل المدعين (المحامي آشر فيرلين، والمحامي دان كليشلر)، إن المعركة القضائية ضد «حماس» وإيران وسوريا وكل من يدعم «إرهاب حماس» لا تقل أهمية عن المعركة العسكرية التي يخوضها الجيش الإسرائيلي بدعم من الإدارة الأميركية. ويقول المقدم في جيش الاحتياط الإسرائيلي، موريس هيرش، إن «أهم عنصر حاسم في توجه (حماس) وغيرها من تنظيمات الإرهاب في العالم هو المال. إذا ضربتهم في المال سترى ذلك مؤثراً عليهم بشكل فوري». وتابع أنه بالإضافة إلى الرغبة في منح العائلات المتضررة بعض المال للتخفيف عن مصابها «فإننا نريد أن يتضرر الإيرانيون والسوريون وكل من يدعم الإرهاب ويتلقوا عقاباً مباشراً». ووعد بأن يتسع نطاق هذه الدعاوى لكي يشمل جميع دول العالم.

ويستمد المدعون التشجيع في هذه القضية من قرار سابق اتُّخذ في محكمة فيدرالية بنيويورك وتم بموجبه إلزام إيران بدفع أكثر من 6 مليارات دولار تعويضات لأقارب نحو 1000 من ضحايا هجمات 11 سبتمبر (أيلول) عام 2001. وقضى الحكم الذي أصدره القاضي جورج دانيلز بمسؤولية الدولة الإيرانية و«الحرس الثوري» والبنك المركزي الإيراني عن مقتل 1008 أشخاص رفعت أسرهم دعوى قضائية. وحدد القاضي الأميركي التعويضات وفقاً للجدول التالي: 12.5 مليون دولار للزوج أو الزوجة، و8.5 مليون دولار للوالدين، و8.5 مليون دولار لكل طفل و4.25 مليون دولار لكل شقيق. كما ترك القاضي الباب مشرعاً أمام طلب المدعين تعويضات تأديبية في وقت لاحق.

وأفادت شبكة «إيه بي سي نيوز»، في حينه، بأن هذه الدعوى القضائية التي رُفعت للمرة الأولى في عام 2004 ثم سُمح باستئنافها في عام 2016 عقب إصدار الكونغرس قانون العدالة ضد الدول الراعية للإرهاب، زعمت بأن إيران قدمت المساعدة إلى مختطفي طائرات هجمات 11 سبتمبر بما في ذلك التدريب، «على الرغم من أن لجنة الحادي عشر من سبتمبر لم تجد دليلاً مباشراً على الدعم الإيراني».

وقال المحامي روبرت هايفلي، وكيل أسر الضحايا في هذه القضية في حينه، إن «محكمة فيدرالية في نيويورك عقدت جلسة استماع في ديسمبر (كانون الأول) 2011، ووجدت أن الأدلة المقدمة تثبت أن تقديم إيران الدعم المالي لـ(القاعدة)، كان السبب وراء هجمات 11 سبتمبر وما نجم عنها من أضرار وإصابات ووفيات».

ووصفت الشبكة الإخبارية الأميركية هذا الحكم ضد إيران بأنه رمزي، مشيرة إلى أن طهران لم ترد بتاتاً على الدعوى القضائية ضدها، ومن غير المرجح أن تمتثل للحكم. إلا أنها لفتت إلى أن هذه الأسر يمكن أن تستفيد من أصول إيرانية صغيرة وُضعت اليد عليها واستُخدمت في الماضي في تعويض عائلات ضحايا هجمات منسوبة لـ«حزب الله» وأعمال أخرى تُلصق بإيران.


مقالات ذات صلة

اتفاق غزة... انسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية وإطلاق سراح 3 رهائن أسبوعياً

المشرق العربي فلسطينيون في دير البلح يحتفلون باتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة (أ.ب)

اتفاق غزة... انسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية وإطلاق سراح 3 رهائن أسبوعياً

قال مسؤول مطلع لـ«رويترز»، الأربعاء، إن إسرائيل وحركة «حماس» اتفقتا على وقف القتال في غزة وتبادل للرهائن الإسرائيليين والسجناء الفلسطينيين.

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية إسرائيلية تمر أمام لوحة تضم صور مخطوفين لدى «حماس» (أ.ب)

نتنياهو يلغي كل برامجه ويتفرغ لتمرير الصفقة مع «حماس»

ألغى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كل برامجه المقررة، معلناً أنه يتفرغ لتمرير الصفقة مع «حماس» لوقف النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى.

نظير مجلي (تل أبيب)
شؤون إقليمية غزيون يتفقدون الدمار الذي خلَّفته غارة إسرائيلية على مدرسة الفارابي وسط مدينة غزة الأربعاء (أ.ف.ب)

إسرائيل تستعد لتشويش «أفراح حماس» عند تنفيذ الصفقة

تحتل مهمة التشويش على ما يسمى في تل أبيب «أفراح حماس» مكانة رفيعة.

نظير مجلي (تل أبيب)
تحليل إخباري أشخاص يمرون أمام لوحة إعلانية تعرض صوراً لرهائن إسرائيليين محتجزين لدى «حماس» في غزة مكتوباً عليها «لا تتوقفوا حتى يعود الجميع» (إ.ب.ا)

تحليل إخباري هل تنجح المحطة الـ8 من جهود «هدنة غزة»؟

مرت محاولات التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وتحرير بعض الرهائن لدى «حماس» مقابل إطلاق أسرى فلسطينيين، بكثير من المحطات.

هبة القدسي (واشنطن)
تحليل إخباري رد فعل امرأة وهي تتفقد الدمار الذي خلفته غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين وسط غزة (أ.ف.ب)

تحليل إخباري هل تكون خطة «اليوم التالي» في غزة «نقطة خلاف» جديدة؟

وسط جهود مكثفة نحو تنفيذ هدنة جديدة في قطاع غزة، تزايد الحديث عن خطة «اليوم التالي» لانتهاء الحرب، كان أحدثها تصريحات أميركية شملت تفاصيل، بينها وجود أجنبي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

سلام «يستشير» النواب في شكل حكومته… وتفاؤل بـ«أداء جديد»

رئيس الوزراء اللبناني المكلف نواف سلام (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء اللبناني المكلف نواف سلام (إ.ب.أ)
TT

سلام «يستشير» النواب في شكل حكومته… وتفاؤل بـ«أداء جديد»

رئيس الوزراء اللبناني المكلف نواف سلام (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء اللبناني المكلف نواف سلام (إ.ب.أ)

برزت دعوات الكتل النيابية اللبنانية إلى تشكيل «حكومة كفاءات» مع إطلاق الرئيس المكلف، نواف سلام، الاستشارات النيابية غير الملزمة، فيما أحجمت الكتل عن الإعلان عن مطالبها بشأن الحقائب الوزارية. وفي حين طالبت كتلة «القوات اللبنانية» و«تحالف التغيير» بـ«عدم العودة إلى ثلاثية: (جيش... شعب... مقاومة)» التي كان يشرَّع من خلالها، بشكل غير مباشر، لعمل «حزب الله» العسكري، دعا «اللقاء الديمقراطي» إلى «تخفيف الطلبات» عن الرئيس المكلف.

وانطلقت، الأربعاء، الاستشارات النيابية غير الملزمة؛ حيث يلتقي سلام، على مدى يومين في المجلس النيابي، الكتل النيابية؛ للوقوف على آرائها في تشكيل الحكومة. واستهلّ سلام الاستشارات بلقاء نائب رئيس مجلس النواب، إلياس بوصعب، بعد عدم حضور رئيس مجلس النواب نبيه بري، فيما لم تحضر كتلتا «حركة أمل» و«حزب الله» إلى «ساحة النجمة»، في موقف احتجاجي على وصول سلام إلى رئاسة الحكومة، خلافاً لما تقول إنها «تفاهمات مسبقة» كانت تقتضي وصول الرئيس نجيب ميقاتي.

بوصعب

وبعد اللقاء، قال بوصعب: «مع انتخاب الرئيس عون وتكليف سلام، رأينا أن هناك نوعاً من الأمل وفرصة، وكي يتحققا، فيجب أن نتصرف بعقلانية ونفكر بطريقة لا إقصائية... ومن هذا المنطلق، دولة الرئيس (نواف سلام) سيكون أداؤه غير تقليدي، وليس لدينا أي مطلب، ونريد حكومة تعطي أملاً». وأضاف: «هناك ضرورة لتتضح بعض الأمور أكثر، وسنعطي فرصة، وسلام منفتح على كل الفرقاء، وعلى التواصل مع الجميع، وليست لديه نية بإقصاء، ولكن لديه مسؤولية للتغيير مع الحفاظ على التوازن». كما أشار إلى أن التواصل بين بري وسلام قائم، مطمئناً إلى أن الاتجاه صحيح لحل الأزمة.

«تحالف التغيير»: حكومة أصغر بوجوه جديدة

وبعد لقاء «سلام - بوصعب»، استقبل سلام كتلة «تحالف التغيير». وقال النائب مارك ضو، باسم التحالف: «تناقشنا بشأن شكل الحكومة وآلية عملها... تمثل طموح اللبنانيين لإنقاذ البلد في الاتجاه الصحيح». وأضاف: «طالبنا بحكومة أصغر حجماً تتكون من وجوه جديدة تتمثل فيها المرأة، بعيداً من المحاصصة الحزبية، مع ضرورة لعب دور سياسي كبير، ولا خلط للنيابة مع الوزارة، ولا عودة إلى الثلاثية: (جيش... شعب... مقاومة)، مع بعض الصلاحيات التشريعية».

«اللقاء الديمقراطي» يدعو لـ«تخفيف الطلبات»

ثم استقبل سلام كتلة «اللقاء الديمقراطي» برئاسة النائب تيمور جنبلاط، الذي أوضح بعد اللقاء أنه «جرى التركيز (خلال اللقاء مع سلام) على ضرورة التواصل مع الجميع وفتح حوار مع الجميع، فلا أحد يستطيع إلغاء الآخر». وتمنى على «الفاعليات السياسة تخفيف الضغوطات والطلبات عن الرئيسين جوزيف عون وسلام كي يتمكنا من تشكيل الحكومة».

«اللقاء التشاوري»: الأهم نوع الحكومة وشكلها

بعدها، التقى سلام «اللقاء التشاوري المستقلّ»، وضم النواب: إبراهيم كنعان وسيمون أبي رميا وألان عون، وبعد اللقاء قال كنعان: «ما سمعناه اليوم يبشّر بالخير. فقد وجدنا أنفسنا أمام شخص منفتح ومستمع». وأكد أن «لدى دولة الرئيس المكلف الرغبة في التواصل مع الجميع»، وأضاف: «لدينا تَمَنٍّ، نحن (اللقاء)، على ثنائي (أمل) و(حزب الله) الذي لديه مسؤولية كبيرة مع سائر الكتل في المشاركة بتحديات المرحلة المقبلة... المطلوب أن نضع يدنا بيد بعض ونضع الحسابات السياسية جانباً، وأن نتشارك جميعاً في إنقاذ البلد الذي هو الأساس... والإرادة للإصلاح هي الموقف الاستراتيجي الذي يجب أن نتخذه، وأمام ذلك تسقط كل المعوقات، على الرغم من أن بعض الهواجس محقة، والرئيس المكلف مستعد للاستماع إليها للخروج من النفق المظلم».

«الاعتدال الوطني» يريد حكومة تمثل الجميع

ثم كان لسلام لقاء مع تكتل «الاعتدال الوطني»، وبعد اللقاء أشار النائب سجيع عطية إلى أن التكتل يريد «حكومة ممثِّلة لكل مكونات البلد؛ كي تكون فعالة وناجحة وعلى مستوى لبنان الجديد، ولرئيس الحكومة المكلف نواف سلام نَفَسٌ إنمائي، وأكد على الإنماء المتوازن».

«لبنان القوي» لم يطالب بأي وزارة

ثم التقى سلام تكتل «لبنان القوي»، وبعد الاجتماع، أشار رئيس «التيار الوطني الحر»، النائب جبران باسيل، إلى أن مطالب التكتل في البيان الوزاري تتركز على تنفيذ القرار «1701» واتفاق وقف إطلاق النار، إلى جانب بسط سلطة الدولة اللبنانية على أراضيها كافة. وقال: «نحن أمام فرصة حقيقية للإصلاح، ويجب التركيز على أولوياتنا الوطنية».

«الجمهورية القوية»: لا للعودة لمعادلة «جيش وشعب ومقاومة»

وقال النائب جورج عدوان، باسم كتلة «القوات اللبنانية»: «لقاؤنا اليوم مع الرئيس المكلّف حواري بنّاء لتأليف الحكومة، ومن الطبيعي بعد المعركة التي خاضها تكتلنا أن تكون الأجواء إيجابية».

وأضاف: «نريد أن نبدأ بالجمهورية الثالثة التي تحترم قواعد الدستور والقانون، وألا تكون مشابهة للجمهوريات السابقة، ومطلبنا الأساسي، قبل الأحجام والحصص، أن تكون خطة الحكومة خطاب القسم، ولا نُريد أنّ نعود إلى أيّ معادلات سابقة؛ منها: (جيش وشعب ومقاومة). ويجب أن يكون خطاب القسم خطة الحكومة، ويجب بسط سلطة الدولة على كامل أراضيها، ويجب أن ننتهي من حكومات الوفاق الوطني».

«التكتل الوطني المستقل» لحكومة كفاءات

وتحدث النائب طوني فرنجية باسم «التكتل الوطني المستقلّ»، مشيراً إلى أن «(التكتل) تمنى على الرئيس المكلف تأليف حكومة كفاءات تكون على قدر تطلّعات المرحلة، ونقف إلى جانب هذا العهد والحكومة».

«الكتائب اللبنانية» تطلب حكومة كفاءات

والتقى سلام كتلة حزب «الكتائب اللبنانية» برئاسة النائب سامي الجميل، وتضم النواب: نديم الجميل، وإلياس حنكش، وسليم الصايغ. وتمنى الجميل، في تصريح بعد لقائه سلام، أن «تكون هذه الحكومة حكومة كفاءات»، وقال: «شكل الحكومة نتركه للرئيس عون والرئيس المكلف سلام».

ولفت إلى أن «الإقصاء هو عدم تقصد الإقصاء، وما نراه اليوم بعيد كل البعد عن أي منطق إقصائي»، وأكد أن «ما يهمنا هو انطلاقة جديدة للبنان».

«كتلة نواب الأرمن» لحكومة جامعة تراعي التمثيل

بدوره، دعا النائب آغوب بقرادونيان، بعد لقاء «كتلة نواب الأرمن» الرئيس المكلف القاضي نواف سلام، إلى «تشكيل حكومة جامعة، مع ضرورة مراعاة الدستور و(اتفاق الطائف) في التمثيل، ولدينا كل الاستعداد للمشاركة في الحكومة».