القوات الإسرائيلية تقتحم مخيمي طولكرم ونور شمس بالضفة الغربية

اعتقال 16 فلسطينياً... وتدمير واسع في البنية التحتية

عمود من الدخان يتصاعد خلال مداهمة للجيش الإسرائيلي في مخيم نور شمس للاجئين الفلسطينيين شرق طولكرم بالضفة الغربية المحتلة في 9 يوليو 2024. (أ.ف.ب)
عمود من الدخان يتصاعد خلال مداهمة للجيش الإسرائيلي في مخيم نور شمس للاجئين الفلسطينيين شرق طولكرم بالضفة الغربية المحتلة في 9 يوليو 2024. (أ.ف.ب)
TT

القوات الإسرائيلية تقتحم مخيمي طولكرم ونور شمس بالضفة الغربية

عمود من الدخان يتصاعد خلال مداهمة للجيش الإسرائيلي في مخيم نور شمس للاجئين الفلسطينيين شرق طولكرم بالضفة الغربية المحتلة في 9 يوليو 2024. (أ.ف.ب)
عمود من الدخان يتصاعد خلال مداهمة للجيش الإسرائيلي في مخيم نور شمس للاجئين الفلسطينيين شرق طولكرم بالضفة الغربية المحتلة في 9 يوليو 2024. (أ.ف.ب)

اقتحمت قوات إسرائيلية، اليوم (الثلاثاء)، مخيمي طولكرم ونور شمس، بعد أن فرضت حصاراً مشدداً، وألحقت دماراً واسعاً في البنية التحتية وممتلكات المواطنين.

وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا»، اليوم (الثلاثاء)، بأن «قوات الاحتلال دفعت بمزيد من آلياتها تجاه مخيم نور شمس، وسط أعمال التجريف والتدمير، مع تحليق متواصل ومكثف لطيران الاستطلاع».

جنود إسرائيليون يغلقون طريقاً في الضفة الغربية (د.ب.أ)

وأضافت الوكالة أن جرافات القوات الإسرائيلية تجرف وتدمر منذ الساعة الثانية فجراً البنية التحتية في حارات المخيم، وتحديداً حارة المحجر ومنطقة الجورة في حارة المنشية، وجبل الصالحين، كما تعمدت تخريب الممتلكات العامة والخاصة من منازل ومحال تجارية على طول شارع نابلس المحاذي لمداخل المخيم، وهو المدخل الرئيسي لمدينة طولكرم من جهتها الشرقية.

كما واصلت القوات الإسرائيلية اقتحامها لمدينة طولكرم، وحصارها لمخيم طولكرم، منذ ساعات الفجر الأولى، وسط حظر للتجوال.

وأفادت الوكالة بأن آليات الاحتلال برفقة 5 جرافات عسكرية اقتحمت فجراً، مخيم نور شمس، وتمركزت قرب حارة المسلخ، تزامناً مع الاقتحام المستمر للمدينة ومخيم طولكرم، ودفعت بمزيد من التعزيزات العسكرية تجاهه، وفرضت حصاراً مشدداً عليه.

جرافة تابعة للجيش الإسرائيلي تتحرك خلال مداهمة في مخيم نور شمس للاجئين الفلسطينيين شرق طولكرم بالضفة الغربية المحتلة في 9 يوليو 2024. (أ.ف.ب)

وأطلقت القوات الإسرائيلية الأعيرة النارية بشكل عشوائي في محيط مخيم نور شمس، مما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي عن أجزاء من المخيم بعد إصابة أحد محولات الكهرباء المغذية له، وسط سماع أصوات انفجارات داخل المخيم.

وفرضت قوات الاحتلال حصاراً على مخيم طولكرم، وعززت من دورياتها على مداخله وتحديداً الشمالية والشرقية والجنوبية.

دخان يتصاعد في السماء خلال عملية عسكرية إسرائيلية في مخيم نور شمس بالقرب من مدينة طولكرم بالضفة الغربية (إ.ب.أ)

إلى ذلك، اعتقلت القوات الإسرائيلية منذ مساء أمس وحتى صباح اليوم الثلاثاء 16 فلسطينياً، على الأقل، من الضفة الغربية، بينهم أطفال، ومعتقلون سابقون.

وأفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير، في بيان صحافي، بأن «عمليات الاعتقال توزعت على محافظات رام الله، وقلقيلية، والخليل، ونابلس، وبيت لحم، وأريحا، رافقها اعتداءات وتهديدات بحق المعتقلين وعائلاتهم، إلى جانب عمليات التخريب والتدمير الواسعة في منازل المواطنين».

وأشار البيان إلى أن حصيلة الاعتقالات بعد السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بلغت نحو 9600، وهذه الحصيلة تشمل من جرى اعتقالهم من المنازل، وعبر الحواجز العسكرية، ومن اضطروا لتسليم أنفسهم تحت الضغط، ومن احتجزوا كرهائن.


مقالات ذات صلة

إسرائيل تُصعّد مداهمات الضفة بعدما حولتها إلى سجن معزول

شؤون إقليمية جنود إسرائيليون يعتقلون فلسطينيين خلال مداهمة مخيم بلاطة للاجئين شرقي مدينة نابلس في الضفة الغربية يوم الأربعاء (أ.ف.ب)

إسرائيل تُصعّد مداهمات الضفة بعدما حولتها إلى سجن معزول

لم تكبح الحرب مع إيران التصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية التي تحولت إلى سجن كبير يشهد عمليات قتل واعتقالات وهدم وملاحقة للمحتفلين بصواريخ طهران.

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي جنود إسرائيليون أثناء مداهمة في مدينة نابلس بالضفة الغربية... 10 يونيو 2025 (أ.ب)

إسرائيل تفرض إغلاقاً على المدن الفلسطينية بالضفة الغربية

فرضت القوات الإسرائيلية إغلاقا على المدن الفلسطينية في الضفة الغربية، وذلك في أعقاب الهجوم الإسرائيلي على إيران، بحسب تقارير إعلامية.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية مستوطنون وعسكريون إسرائيليون داخل «قبر يوسف» في نابلس عام 2022 (إكس) play-circle 01:51

خطة إسرائيلية لإعادة احتلال «قبر يوسف» في نابلس... فماذا نعرف عنه؟

«قبر يوسف» الذي يعد «جيباً» داخل مناطق السلطة يعود للواجهة، بعد محاولات قادة الاستيطان اليهودي احتلاله مرة أخرى، مستغلين العملية العسكرية الحالية في نابلس.

كفاح زبون (رام الله)
شؤون إقليمية وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو (أ.ب)

أميركا تنتقد فرض 5 دول عقوبات على وزيرين إسرائيليين

انتقدت واشنطن، الثلاثاء، عقوبات فرضتها المملكة المتحدة (بريطانيا) و4 دول حليفة لها على وزيرين إسرائيليين من اليمين المتطرف.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية السفير الأميركي لدى إسرائيل مايك هاكابي خلال زيارة للحائط الغربي في البلدة القديمة بالقدس، 18 أبريل 2025 (رويترز)

السفير الأميركي لدى إسرائيل: واشنطن لم تعد تؤيد بشكل كامل قيام دولة فلسطينية مستقلة

قال السفير الأميركي لدى إسرائيل مايك هاكابي، اليوم الثلاثاء، إن الولايات المتحدة لم تعد تؤيد بشكل كامل قيام دولة فلسطينية مستقلة.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

تطوّرات الحرب تسرّع وتيرة مغادرة السياح من لبنان

مسافرون ينتظرون مع حقائبهم في مطار بيروت (رويترز)
مسافرون ينتظرون مع حقائبهم في مطار بيروت (رويترز)
TT

تطوّرات الحرب تسرّع وتيرة مغادرة السياح من لبنان

مسافرون ينتظرون مع حقائبهم في مطار بيروت (رويترز)
مسافرون ينتظرون مع حقائبهم في مطار بيروت (رويترز)

قلبت الحرب الإسرائيلية-الأميركية الأوضاع في لبنان، وحوّلت آمال اللبنانيين بصيف واعد وقدوم مئات آلاف السياح إلى هجرة معاكسة ترجمتها كثافة المغادرين من العرب والأجانب مطار رفيق الحريري الدولي، خوفاً من تطوّر أمني يؤدي إلى توقف حركة الطيران بشكل مفاجئ، خصوصاً بعد دخول الولايات المتحدة هذه الحرب، وتوجيه ضربات إلى المفاعل النووي الإيراني، ما ينذر بتوسّع دائرة هذه الحرب.

وقال مصدر أمني لـ«الشرق الأوسط» إنه «بسبب توقّف أغلب شركات الطيران، بدّل آلاف المسافرين تذاكرهم إلى طيران (الميدل إيست) ليتمكنوا من مغادرة لبنان، سواء ممن انتهت إجازاتهم، أو الذين آثروا السفر مبكراً تحسباً لأي طارئ». ولم يخفِ المصدر أن «المخاوف الأمنية من انعكاسات الحرب على لبنان تسرّع في إنهاء السياح إقامتهم وإجازاتهم في لبنان، والسفر إلى بلادهم».

وفي وقت كانت الحجوزات على شركات الطيران المدني تتحدث عن 120 رحلة جويّة في اليوم الواحد إلى مطار بيروت، تبدّل المشهد وبات الضغط بالاتجاه المعاكس، وأشار مصدر في المطار إلى أن «معظم شركات الطيران متوقفة عن تسيير رحلاتها إلى بيروت بسبب ارتفاع منسوب المخاوف الأمنية». وأوضح لـ«الشرق الأوسط» أنه بالإضافة إلى شركة «طيران الشرق الأوسط الوطنية» (ميدل إيست) هناك 5 شركات ما زالت تسيّر رحلات إلى مطار بيروت هي: «الاتحاد» (الإماراتية) و«فلاي دبي»، و«التركية» و«القبرصية» و«القطرية»، وهذا انعكاس للقلق من تداعيات الحرب، والتي تشكل خطراً على الملاحة الجوية في معظم مطارات المنطقة، ومنها لبنان.

وهذا الوضع ينعكس تراجعاً بالموسم السياحي في الفنادق والمطاعم وباقي المؤسسات السياحية التي ألغيت حجوزاتها بنسبة كبيرة. وقال رئيس الهيئات الاقتصادية، الوزير السابق محمد شقير، إن «الموسم السياحي ضُرب، بدليل إلغاء آلاف الحجوزات في الفنادق، وعزوف الإخوة العرب والخليجيين عن المجيء إلى لبنان بفعل خطر الحرب». أضاف شقير لـ«الشرق الأوسط»: «موسم الاصطياف الذي كان واعداً تبدد إلى حدّ كبير، ولا يمكن تغيير الواقع إلّا في حال توقفت الحرب خلال أيام قليلة»، مشيراً إلى أن معظم شركات الطيران التي كانت تكثّف رحلاتها إلى بيروت توقفت نهائياً.

ضربة قاسية للموسم السياحي

وأكثر من تلمّس التأثيرات السلبية لهذه الحرب هي الشركات السياحية التي رصدت مدى التراجع في نسبة تذاكر السفر وحجوزات الفنادق، واعتبرت إيميه أشقر، المديرة العامة لشركة «تانيا ترافل» للسياحة والسفر، أن الحرب «سددت ضربة قوية للموسم السياحي في لبنان، وتسببت بإلغاء آلاف الحجوزات وتسريع مغادرة سياح عرب وأجانب على وجه السرعة». وأكدت لـ«الشرق الأوسط» أن «شركات السياحة تراقب مدى تحسّن الحجوزات وتراجعها عبر طريقتين، الأولى حركة الطائرات في مطار بيروت الدولي، والثانية تذاكر السفر والإقامة في الفنادق، من دون إغفال أهمية قطاع تأجير السيارات». وأشارت إلى أنه في الثلث الأول من شهر يونيو (حزيران) تراجعت الرحلات القادمة إلى مطار بيروت من 85 رحلة يومياً إلى ما بين 30 و35 أغلبها لـ(طيران الشرق الأوسط) اللبنانية».

عائلات تنتظر في قاعة المغادرة في مطار بيروت (رويترز)

ويدفع قطاع الفنادق الثمن الأكبر لهذه الأزمة، إذ لفتت إيميه أشقر إلى أن «نسبة الإشغال في الفنادق قبل 13 يونيو تراوحت ما بين 80 و90 في المائة، لكنها تراجعت بعد اندلاع الحرب إلى ما دون الـ30 في المائة»، لافتة إلى أن «الحجوزات المسبقة على الرحلات الجوية كانت تنبئ باستقبال مطار بيروت نحو 125 رحلة يومياً خلال شهري يوليو (تموز) وأغسطس (آب)، ونسبة الحجوزات في الفنادق نحو 95 في المائة». أضافت: «مؤشرات موسم الاصطياف كانت واعدة جداً، وبدأنا باستقبال الآلاف من الأشقاء العرب، من كويتيين وقطريين وإماراتيين ومصريين وعراقيين، لكن بعد أيام قليلة على اندلاع الحرب، غادر معظم هؤلاء لبنان، ومعهم أيضاً مغتربون لبنانيون ممن آثروا قطع إجازاتهم والعودة من حيث أتوا».

وهذا ما كان أشار إليه نقيب أصحاب الفنادق، بيار الأشقر، لافتاً في بيان له قبل أيام إلى «حصول إلغاءات وبنسب كبيرة في حجوزات القادمين إلى لبنان، وفي حجوزات الفنادق أيضاً».

وقال الأشقر: «بعدما كانت كل المؤشرات بشأن الموسم السياحي في الصيف مشجعة وإيجابية بشكل كبير، بات القطاع السياحي اليوم برمته متشائماً»، لافتاً إلى أن «انعكاس الحرب سيطال مختلف القطاعات السياحية من دون استثناء، وصولاً إلى الاقتصاد الوطني».

إصرار المغتربين على القدوم إلى لبنان

مقابل عزوف السياح عن القدوم إلى لبنان للأسباب الأمنية، ثمّة إقبال لافت من المغتربين اللبنانيين على القدوم إلى بلدهم، وقال مسؤول في شركة «ميدل إيست»، في هذا الإطار لـ«الشرق الأوسط»، إن «رحلات المغادرة وأغلبها على متن طيران (ميدل إيست) ممتلئة بنسبة 90 في المائة، وهذا مفهوم في ظلّ تقصير بعض السياح لإجازاتهم في لبنان والمغادرة تحسباً لأي طارئ»، لافتاً إلى أن شركة «ميدل» لم تزد في نسبة الرحلات من لبنان إلى الخارج باستثناء رحلة واحدة إلى باريس يوم السبت». وأكد في الوقت نفسه أن «الرحلات من الخارج إلى لبنان مزدحمة، وأن أغلب الركاب من المغتربين اللبنانيين القادمين لقضاء إجازاتهم في لبنان». وقال: «كل الرحلات المعتمدة سواء من قبل الـ(ميدل إيست) أو من شركات الطيران العربية والأجنبية ما زالت قائمة في مواعيدها المحددة سابقاً».

لبنانيون يشاركون في إحياء مهرجان «عيد الموسيقى» السنوي في بيروت قبل ثلاثة أيام (إ.ب.أ)

وهذا الأمر أشار إليه رئيس الهيئات الاقتصادية الوزير السابق محمد شقير، لافتاً إلى أن «الحركة التي تشهدها الأسواق والمطاعم والأماكن السياحية تقتصر على المواطنين والمغتربين اللبنانيين الآتين من الخارج لتمضية إجازة الصيف، والذين حتى الآن لا يزال عدد كبير منهم مصراً على القدوم إلى لبنان».