إطلاق 28 مشروعاً ممولة سعودياً في لبنان

بخاري: استمراراً لمسيرةِ التضامنِ التي تنتهِجُها المملكةُ تجاهَ الشعبِ اللبنانيِّ

توقيع مذكرة التعاون بين «مركز الملك سلمان» و«الهيئة العليا للإغاثة» ويبدو في الصورة السفير بخاري والرئيس ميقاتي (الشرق الأوسط)
توقيع مذكرة التعاون بين «مركز الملك سلمان» و«الهيئة العليا للإغاثة» ويبدو في الصورة السفير بخاري والرئيس ميقاتي (الشرق الأوسط)
TT

إطلاق 28 مشروعاً ممولة سعودياً في لبنان

توقيع مذكرة التعاون بين «مركز الملك سلمان» و«الهيئة العليا للإغاثة» ويبدو في الصورة السفير بخاري والرئيس ميقاتي (الشرق الأوسط)
توقيع مذكرة التعاون بين «مركز الملك سلمان» و«الهيئة العليا للإغاثة» ويبدو في الصورة السفير بخاري والرئيس ميقاتي (الشرق الأوسط)

وقع «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية» و«الهيئة العليا للإغاثة» في لبنان مذكرة تعاون مشترك لتنفيذ 28 مشروعاً في المناطقِ اللبنانيةِ مولتها المملكة العربية السعودية بقيمة 10 ملايين دولار، وذلك «استمراراً لمسيرةِ التضامنِ التي تنتهِجُها المملكةُ تجاهَ الشعبِ اللبنانيِّ الشقيق»، حسبما أكد سفير المملكة لدى لبنان وليد بخاري.

ورعى حفل التوقيع في السراي الحكومي رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، وحضره حشد من الوزراء والنواب والسفراء والهيئات الدبلوماسية.

جانب من الحضور الواسع في السراي الحكومي (الشرق الأوسط)

وأكد ميقاتي «أن العلاقة الأخوية المتينة التي تجمع بين لبنان والمملكة العربية السعودية الشقيقة زادتها السنوات عمقاً ورسوخاً وكانت فيها المملكة إلى جانب لبنان دائماً السند والعضد في الملمات، وصمام الأمان الذي حفظ وحدة اللبنانيين، إلى أي طائفة أو مذهب أو فريق سياسي انتموا».

وشدد ميقاتي على أن المناسبة «تشكل تعبيراً عن حرص المملكة العربية السعودية بشخص خادم الحرمين الشريفين وولي العهد على لبنان واستقراره، وعلى دعمه في كل المجالات»، مضيفاً: «إنني واثق أن المملكة كانت وستبقى الشقيق الأكبر للبنان، وتسعى في كل المحافل العربية والدولية للمحافظة على أمنه واستقراره، وسلامته، ووحدة أبنائه».

الرئيس ميقاتي متحدثاً في الحفل (الشرق الأوسط)

وقال: «تلك الثوابت الأساسية ترجمتها المملكة العربية السعودية الشقيقة وقائع وأفعالاً، من خلال (اتفاق الطائف) الذي نتمسك بتنفيذه كاملاً والذي لا يزال يُشكّل الإطار المناسب لإدارة شؤون البلاد». وأشار إلى أنه «في كل اللقاءات التي عقدتها مع سمو ولي عهد المملكة الأمير محمد بن سلمان عبّر عن دعمه للبنان للخروج من أزمته، ودعم مؤسساته، ولكن شرط تنفيذ الإصلاحات البنيوية المطلوبة، وقيام المؤسسات اللبنانية بدورها الكامل، لا سيما لجهة انتخاب رئيس جديد للبنان»، مضيفاً: «هذه المسؤولية تقع علينا حكماً نحن اللبنانيين، والمطلوب منا أولاً وأخيراً أن نقوم بواجباتنا بدعم من الدول الصديقة وفي مقدمها المملكة العربية السعودية».

السفير بخاري

من جهته، أعلن السفير وليد بخاري أن مذكرة التعاونِ المشترك بين «مركزِ الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية» و«الهيئةِ العليا للإغاثة اللبنانية» هي لتنفيذِ نحو 28 مشروعاً في المناطقِ اللبنانيةِ المختلفة، حيث ستقدّمُ المملكةُ العربيةُ السعوديةُ مساهمةً ماليةً بقيمة عشرةِ ملايين دولارٍ من خلال مركز الملك سلمان. وقال: «يأتي هذا الدعمُ امتداداً لحرصِ القيادةِ الرشيدةِ في المملكةِ العربيةِ السعوديةِ بتوجيهٍ من خادمِ الحرمينِ الشريفينِ الملكِ سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وسموِّ وليِّ عهدِه الأمين الأميرِ محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود -يحفظهُما الله- على دعمِ العملِ الإنسانيِّ والإغاثيِّ وتحقيقِ الاستقرارِ والتنميةِ في الجمهوريةِ اللبنانيةِ بأقصى معاييرِ الشفافيةِ والمساءلة».

السفير بخاري متحدثاً في الحفل (الشرق الأوسط)

ولفت بخاري إلى أن المملكة «كرّست جُهوداً مُتميزةً مُفعمةً بالعَطاءِ والرُّوحِ الإنسَانيَّةِ التي تُقدّرُ قيمَةَ الإنسان حيث يُعدُ مركزُ الملكِ سلمان للإغاثةِ والأعمالِ الإنسانية مركزاً دولياً رائداً لإغاثةِ المجتمعاتِ التي تُعاني من الكوارثِ والأزماتِ بهدف مساعدتِها ورفعِ معاناتِها لتعيشَ حياةً كريمة».

وأضاف: قدمَ المركزُ منذ إنشائِه أكثرَ من سبعةِ آلافِ مشروعٍ إنسانيٍ متنوعٍ في 169 دولةً حول العالمِ بمبلغٍ إجمالي 129.68 مليون دولار أميركي استطاعَ من خلالها المركز أن يرسمَ صورةً إنسانيةً يُحتذى بها من حيث الحياديةِ والشفافية، تماشياً مع رسالتِه النبيلةِ في تقديمِ المساعدةِ للمحتاجينَ والمتضررينَ كافةً في جميعِ أنحاءِ العالم.

ولفت إلى أنَ المملكةَ العربيةَ السعوديةَ نفذت مشاريعَ إغاثيةً وإنسانيةً وتنمويةً لجمهوريةِ لبنان بعددِ 129 مشروعاً موزعةً على أكثرِ من قطاعٍ وبمبلغ يزيد عن مليارين وسبعمائةٍ وسبعةَ عشرَ مليون دولار أميركي.

وقال إن «هذا الدعمَ الذي تقدمُه المملكةُ يأتي استمراراً لمسيرةِ التضامنِ التي تنتهِجُها المملكةُ تجاهَ الشعبِ اللبنانيِّ الشقيق، انطلاقاً مما يمليه علينا واجبُ الأخوّةِ العربيةِ الأصيلة وتعاليمِ الإسلامِ الحنيف».

بعد ذلك وقع الأمين العام لـ«الهيئة العليا للإغاثة» اللواء محمد خير ومدير «مركز الملك سلمان للأعمال الإنسانية في لبنان» عبد الرحمن القريشي مذكرة التعاون المشترك.


مقالات ذات صلة

تواصل غربي مع «حزب الله» لا يشمل أميركا وبريطانيا

المشرق العربي عناصر من «حزب الله» يسيرون حاملين أعلام الحزب خلال تجمع ببيروت في 31 مايو 2019 (رويترز)

تواصل غربي مع «حزب الله» لا يشمل أميركا وبريطانيا

عكس لقاءان عقدهما نائب مدير المخابرات الألمانية، أولي ديال، مع نائب الأمين العام لـ«حزب الله»، في بيروت، انفتاحاً سياسياً وأمنياً غربياً على الحزب.

نذير رضا (بيروت)
المشرق العربي جزء من مجمع السفارة الأميركية في عوكر بلبنان (أ.ب)

لبنان: توجيه تهمة الانتماء إلى «داعش» لمطلق النار على السفارة الأميركية

وجّهت السلطات اللبنانية تهمة الانتماء إلى تنظيم «داعش» لرجل فتح النار على السفارة الأميركية في بيروت، وفق ما أفاد مصدر قضائي اليوم (الثلاثاء).

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي دخان يتصاعد نتيجة مقذوفات أطلقت من جنوب لبنان قرب الحدود الإسرائيلية - اللبنانية (إ.ب.أ)

بعد مقتل مدني بضربة... «حزب الله» يُطلق صواريخ على شمال إسرائيل

أعلن «حزب الله» اللبناني اليوم (الثلاثاء) إطلاق عشرات الصواريخ على شمال إسرائيل «رداً» على مقتل لبناني في غارة جوية إسرائيلية على قرية حدودية جنوب البلاد.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شاطئ مدينة صور وتبدو في الخلفية جبال حدودية مع إسرائيل تتعرض لقصف إسرائيلي متكرر (أ.ف.ب) play-circle 01:27

الحرب تقوّض النشاط السياحي في جنوب لبنان... وصور استثناء

لا تمنع الحرب رواد شاطئ صور من الاستمتاع ببحر المدينة وشمسها، رغم أن القصف لا يبعد أكثر من 10 كيلومترات عنه، بينما تخلو المنتجعات جنوبه من أي حركة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي لبناني يتفقد حطام منزل تعرض لغارة إسرائيلية في شبعا بجنوب لبنان (أ.ب)

لبنان يطلق حملة دبلوماسية لتجنّب حرب واسعة في الجنوب

أطلق لبنان، الأربعاء، حملة دبلوماسية سعياً إلى تجنّب حرب واسعة في جنوب لبنان، تلت حراكاً دبلوماسياً غربياً باتجاه بيروت.

نذير رضا (بيروت)

اجتماع بين «اليونيفيل» ونواب لبنانيين على وقع صفارات الإنذار في الناقورة

القائد العام لـ«اليونيفيل» الجنرال أرلدو لاثارو متوسطاً نواب لجنة الشؤون الخارجية (الوكالة الوطنية للإعلام)
القائد العام لـ«اليونيفيل» الجنرال أرلدو لاثارو متوسطاً نواب لجنة الشؤون الخارجية (الوكالة الوطنية للإعلام)
TT

اجتماع بين «اليونيفيل» ونواب لبنانيين على وقع صفارات الإنذار في الناقورة

القائد العام لـ«اليونيفيل» الجنرال أرلدو لاثارو متوسطاً نواب لجنة الشؤون الخارجية (الوكالة الوطنية للإعلام)
القائد العام لـ«اليونيفيل» الجنرال أرلدو لاثارو متوسطاً نواب لجنة الشؤون الخارجية (الوكالة الوطنية للإعلام)

جددت قوة الأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان (اليونيفيل) التأكيد على ضرورة تنفيذ القرار الدولي «1701»، وذلك «للوصول إلى حل سياسي ودبلوماسي يعيد الاستقرار على المدى الطويل إلى جنوب لبنان»، في حين أكد رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب النائب فادي علامة، أن «لبنان لا يريد الحرب».

وأتت هذه المواقف خلال الزيارة التي قام بها إلى المقر العام لقيادة «اليونيفيل» في الناقورة، وفد من لجنة «الخارجية» برئاسة علامة، وضم: بيار أبو عاصي النائب عن حزب «القوات اللبنانية»، وإبراهيم الموسوي النائب عن «حزب الله»، وناصر جابر عن كتلة «التنمية والتحرير»، والنائب المستقل حيدر ناصر. ووصل الوفد النيابي إلى الناقورة، عند الحدود اللبنانية التي شهدت تصعيداً كبيراً الخميس، على وقع إطلاق صفارات الإنذار التي دوّت في المقر الدولي بعد سماع دوي انفجارات وقصف إسرائيلي عند الحدود، بحسب ما أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام».

والتقى الوفد القائد العام لـ«اليونيفيل» الجنرال أرلدو لاثارو، والضباط الكبار، حيث عُقد لقاء مغلق عرض لدور ومهام القوات الدولية في هذه الظروف، على أبواب التجديد لها سنة جديدة. وفي كلمة له بعد الاجتماع، أكد علامة أن «لبنان لا يريد الحرب، يريد تنفيذ القرارات الدولية». وبينما أثنى على دور القوات الدولية، مؤكداً على حاجة لبنان لها، قال: «يحضر موعد التجديد لقوة حفظ السلام بعد تصاعد الأعمال العدوانية الإسرائيلية والخرق المتواصل للقرار (1701) خلال السنوات الماضية من خلال آلاف الطلعات الجوية والخروق البرية والجوية والبحرية وخطف المزارعين اللبنانيين، وغيرها الكثير من الاعتداءات التي أحصتها التقارير الصادرة عن الأمم المتحدة، لينتقل للخروق المتفجرة من خلال الاعتداءات اليومية على العديد من المناطق، لا بل أكثر، حتى إنه في تلك الاعتداءات التي هي أشبه بحرب، فإن العدو الإسرائيلي لم يلتزم بالقانون الدولي الإنساني. وثبت مسلسل اعتداءاته على مدنيين ومسعفين وإعلاميين، كذلك استعمل القنابل الفوسفورية الحارقة والمحرمة، ولا بد أنكم تلحظون ذلك بشكل يومي حيث لم توفر إسرائيل استهداف البشر والبنى التحتية، فضلاً عن تدميرها البيوت والمؤسسات الاقتصادية والتجارية».

وتوجه إلى قائد «اليونيفيل» والضباط قائلاً: «من هنا لا بد أن نؤكد موقف لبنان المتعاون معكم بشكل مطلق وواضح لتطبيق القرار الدولي (1701) والذي يشكل طريقاً ومدخلاً للتهدئة ووقف الحرب على غزة».

من جهتها، أكدت المتحدثة باسم «اليونيفيل» كانديس أرديل، على أهمية الزيارة؛ «لأنها تظهر أهمية العمل الذي تقوم به (اليونيفيل) تجاه الحكومة اللبنانية»، لافتة إلى أن «الحكومة طلبت مؤخراً من مجلس الأمن تجديد ولايتنا لمدة عام آخر. وهذا يبين الأهمية التي نقوم بها لتحقيق المنفعة التي تجلبها قوة حفظ السلام للمجتمعات المحلية في جنوب لبنان والأمن والاستقرار الذي تجلبه قوات حفظ السلام»، وأشارت إلى أنهم أبلغوا الطرفين، «السلطات اللبنانية والإسرائيلية، أن القرار (1701) هو الإطار المناسب للتحرك نحو حل سياسي ودبلوماسي دائم. وعليه، فإن هذه الزيارة هي جزء من دعم القرار (1701)».

وبينما أتت الزيارة في ظل التصعيد الذي شهدته جبهة الجنوب إثر اغتيال القيادي في «حزب الله» نعمة ناصر، وصفت كانديس الوضع في الجنوب الخميس بـ«المتوتر»، مشيرة إلى أن هذا الأمر تكرر كثيراً منذ الثامن من أكتوبر (تشرين الأول). وأضافت: «نواصل العمل من خلال آليات الارتباط والتنسيق لدينا، ونتحدث إلى السلطات على جانبي الخط الأزرق لحثها على العودة إلى وقف الأعمال العدائية، وحث جميع الأطراف الفاعلة على إلقاء أسلحتها حتى نتمكن من المضي قدماً من خلال القرار (1701)، من خلال إطار وقف الأعمال العدائية نحو حل سياسي ودبلوماسي يعيد الاستقرار على المدى الطويل إلى جنوب لبنان».