معاناة النازحين الفلسطينيين في غزة تزداد جحيماً بسبب ارتفاع درجات الحرارة

أمل نصير بمعية أطفالها داخل إحدى مدارس الأمم المتحدة في خان يونس 25 يونيو 2024 (رويترز)
أمل نصير بمعية أطفالها داخل إحدى مدارس الأمم المتحدة في خان يونس 25 يونيو 2024 (رويترز)
TT

معاناة النازحين الفلسطينيين في غزة تزداد جحيماً بسبب ارتفاع درجات الحرارة

أمل نصير بمعية أطفالها داخل إحدى مدارس الأمم المتحدة في خان يونس 25 يونيو 2024 (رويترز)
أمل نصير بمعية أطفالها داخل إحدى مدارس الأمم المتحدة في خان يونس 25 يونيو 2024 (رويترز)

تزيد حرارة الصيف الحارقة من صعوبة الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، إذ تسببت العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة في نزوح معظم سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة تقريباً من منازلهم، إلى حيث لا توجد كهرباء تقريباً ولا يوجد سوى القليل من المياه النظيفة.

وتواجه الأسر التي تعيش في خيام أو في مراكز إيواء مزدحمة في مدارس تابعة للأمم المتحدة أو في منازل خاصة ممتلئة عن آخرها، ارتفاع درجات الحرارة في الصيف دون أجهزة تكييف أو حمامات نظيفة أو نظام صحي فعال، وسط ارتفاع معدلات سوء التغذية وانتشار الأمراض.

في غرفة مشتركة مع عائلات أخرى داخل إحدى مدارس الأمم المتحدة في خان يونس جنوب قطاع غزة، تخشى أمل نصير البالغة من العمر 38 عاماً تأذي أسرتها بسبب ارتفاع الحرارة والرطوبة وزيادة البعوض والحشرات الأخرى.

أمل نصير بمعية أطفالها داخل إحدى مدارس الأمم المتحدة في خان يونس 25 يونيو 2024 (رويترز)

لا يستطيع ابنها النوم بينما لا تملك هي ما يخفف عنه حرارة الطقس سوى مروحة مصنوعة من الورق المقوى. وكان منزل الأسرة في بيت حانون شمالي قطاع غزة لكنهم تركوه في وقت سابق من الصراع. وقالت لوكالة «رويترز» للأنباء: «درجة الحرارة عالية كتير. تطلع الرطوبة تطلع العرق في الولاد تطلع الحرارة قد إيش. بدي أطفي حرارتهم كيف؟ لو الواحد مفكر أنه يجيب هواية. مفيش كهربا. كيف بدي أشغل إيلهم مراوح؟ بندبر إلنا خشبة بندبر كرتونة نهوي على حالنا».

أمل نصير بمعية أطفالها داخل إحدى مدارس الأمم المتحدة في خان يونس 25 يونيو 2024 (رويترز)

وأوضحت وهي تحاول مساعدة ابنها على النوم: "هاي هو صحي من الشوب. هو عارف ينام؟! مش عارفين يناموا من الشوب. حرارة بشكل مش طبيعي. إيش نعمل؟ إيش نعمل في هاي الحياة هادي الصعبة».

وأضافت: «يعني بنيم ابني لتشوف كل جسمه مليان حرارة. كنت دايماً نحنا زمان دايماً بنحمم. لو بدي أحمم ابني أبرد عليه متطلعش الحرارة... بدي ماية. طيب أنا صرت خايفة على صحة زوجي كمان لأنه رايح جاي خس النص من حمل الماية. كل إيشي مش متوفر عنا».

الحرارة تتجاوز 30 درجة في غزة

ومن المتوقع أن تتجاوز درجات الحرارة في قطاع غزة هذا الأسبوع 30 درجة مئوية، وشهدت السنوات القليلة الماضية سلسلة من موجات الحر الشديدة في دول البحر المتوسط، خاصة ​​مع المجيء المبكر لشهور الصيف.

وكان يتم توفير معظم الكهرباء في قطاع غزة من إسرائيل، ولكن جرى قطعها بعد بداية الحرب كما توقفت إمدادات الوقود اللازمة لتشغيل محطة الطاقة الوحيدة في القطاع. ونفد الوقود المستخدم في تشغيل المولدات الخاصة بعد ذلك بوقت قصير.

وبدأت الحرب بعد أن شن مسلحو حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية «حماس» هجوماً مباغتاً على بلدات جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) من عام 2023، ما أسفر عن مقتل أكثر من 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، واحتجاز 253 رهينة، وفقاً لإحصائيات إسرائيلية.

وأطلقت إسرائيل عملياتها العسكرية في قطاع غزة في اليوم نفسه، ودمّرت مساحات واسعة من القطاع، ما أدى لدمار معظم البنى التحتية ومقتل أكثر من 37600 فلسطيني، وفقاً لوزارة الصحة في غزة.

وقالت نصير: «يكفي الحشرات والبعوض اللي طول الليل تقرص فينا. والله ما بنام عشان أضلني أدهن لابني أي حاجة أي دهون أي مرهم إلا ما تلسعوش البعوضة. طول الليل يحكحكوا».


مقالات ذات صلة

انتقادات من الجيش لنتنياهو: عرقلة الاتفاق مع «حماس» سيقويها

شؤون إقليمية عناصر من حركتي «حماس» و«الجهاد» يسلمون رهائن إسرائيليين للصليب الأحمر في نوفمبر 2023 (د.ب.أ)

انتقادات من الجيش لنتنياهو: عرقلة الاتفاق مع «حماس» سيقويها

حذر عسكريون إسرائيليون، في تسريبات لوسائل إعلام عبرية، من أن عرقلة نتنياهو لصفقة تبادل أسرى، تؤدي إلى تقوية حركة «حماس»، وتمنع الجيش من إتمام مهماته القتالية.

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي رجل يحمل جثة طفل قُتل في غارة إسرائيلية على مدرسة في مخيم النصيرات للاجئين بغزة (أ.ف.ب)

غزة: 71 قتيلاً جراء القصف الإسرائيلي في يوم واحد

أعلنت وزارة الصحة  الفلسطينية في قطاع غزة، اليوم (الخميس)، ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي إلى 44 ألفاً و56 قتيلاً، إلى جانب 104 آلاف و268 إصابة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية وزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف غالانت (رويترز)

بن غفير وسموتريتش يتهمان غالانت بالسماح لـ«حماس» بالاستمرار في حكم غزة

انتقد أعضاء اليمين المتطرف في الحكومة الإسرائيلية غالانت بعد أن حذر من أنّ تحمل المسؤولية عن توزيع المساعدات الإنسانية في غزة قد يجر إسرائيل للحكم العسكري.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي فلسطينيون يحملون جثمان أحد القتلى جراء القصف الإسرائيلي على النصيرات وسط قطاع غزة (أ.ب)

قصف طال مدرسة وخيمة للنازحين... الجيش الإسرائيلي يقتل 16 فلسطينياً بغزة

قتل الجيش الإسرائيلي اليوم (الأربعاء) 16 فلسطينياً على الأقل في هجمات جوية على مناطق مختلفة بقطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
الخليج الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والملك عبد الله الثاني بن الحسين ويظهر الشيخ عبد الله بن زايد وأيمن الصفدي وعدد من المسؤولين خلال اللقاء (وام)

تأكيد إماراتي أردني على أهمية تكثيف الجهود لوقف إطلاق النار في غزة ولبنان

الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، بحث مع العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني بن الحسين، قضايا المنطقة والعلاقات الثنائية.

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)

لبنان: مقتل 24 وإصابة 45 في غارات إسرائيلية على بعلبك الهرمل

عناصر الدفاع المدني يبحثون عن ضحايا بعد قصف إسرائيلي على مدينة بعلبك في 14 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)
عناصر الدفاع المدني يبحثون عن ضحايا بعد قصف إسرائيلي على مدينة بعلبك في 14 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)
TT

لبنان: مقتل 24 وإصابة 45 في غارات إسرائيلية على بعلبك الهرمل

عناصر الدفاع المدني يبحثون عن ضحايا بعد قصف إسرائيلي على مدينة بعلبك في 14 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)
عناصر الدفاع المدني يبحثون عن ضحايا بعد قصف إسرائيلي على مدينة بعلبك في 14 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

أفادت وزارة الصحة اللبنانية اليوم (السبت)، بأن الغارات الإسرائيلية على بعلبك الهرمل اليوم، قتلت 24 وأصابت 45 آخرين في حصيلة غير نهائية.

وأوضحت الوزارة أن 5 مدنيين قتلوا في بوداي و13 في شمسطار و4 في فلاوي وقتيلاً واحداً في كل من بلدة الفكهاني وبلدة بريتال.

واستيقظ سكان العاصمة اللبنانية على وقع 3 انفجارات ضخمة عند الفجر، وأدت الضربات إلى تدمير مبنى سكني بالكامل في منطقة البسطة المكتظة بقلب بيروت. ولم يعلق الجيش الإسرائيلي على هذه الضربات إلى الآن. كذلك استهدفت ضربات ضاحية بيروت الجنوبية، معقل «حزب الله»، غداة غارات عنيفة على هذه المنطقة وعلى جنوب لبنان وشرقه.

وفي الشياح أحد الاحياء المستهدفة، تحول مبنى إلى ركام من الحديد والحجارة، تحوطه واجهات مدمرة ونوافذ محطمة. وفي الحدث، التهمت النيران عدداً من المباني. كذلك، قصفت إسرائيل قرى وبلدات في جنوب لبنان، خصوصاً الخيام التي يسعى الجيش الإسرائيلي إلى السيطرة عليها لتسهيل تقدمه في المنطقة، بحسب الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية.