مع استمرار القصف الإسرائيلي... أهالي غزة يتعاطفون مع لبنان

تصاعد الدخان جراء الغارات الجوية الإسرائيلية على قرية كفررمان في جنوب لبنان (أ.ب)
تصاعد الدخان جراء الغارات الجوية الإسرائيلية على قرية كفررمان في جنوب لبنان (أ.ب)
TT

مع استمرار القصف الإسرائيلي... أهالي غزة يتعاطفون مع لبنان

تصاعد الدخان جراء الغارات الجوية الإسرائيلية على قرية كفررمان في جنوب لبنان (أ.ب)
تصاعد الدخان جراء الغارات الجوية الإسرائيلية على قرية كفررمان في جنوب لبنان (أ.ب)

في حين سوت الضربات الإسرائيلية المباني بالأرض، موقعة مئات الضحايا، وتصاعدت أعمدة الدخان في سماء لبنان، فإن أهالي غزة عبروا عن تعاطفهم وخوفهم من تأثير اتساع الحرب عليهم، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

لليوم الثالث، واصلت إسرائيل غاراتها الجوية على جنوب لبنان وشرقه بشكل رئيسي، اليوم (الأربعاء)، موقعة مئات القتلى والجرحى، معلنة أنه استهداف لمخابئ الأسلحة والبنية التحتية لـ«حزب الله».

وتسبب التصعيد الكثيف بعد نحو عام من تبادل القصف عبر الحدود بنزوح أكثر من 90 ألف شخص من المناطق المعرضة للقصف، منذ الاثنين، حين قتلت الغارات الجوية الإسرائيلية ما لا يقل عن 558 شخصاً في لبنان مسجلة أكثر عدد قتلى في يوم واحد منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990.

وقال شادي نوافل، (24 عاماً)، الذي دمر القصف الإسرائيلي منزله في مدينة غزة اليوم، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «صراحة المشاهد الدامية التي نشاهدها عن الشعب اللبناني قاسية جداً... نحن في قطاع غزة الشعب الوحيد حالياً الذي يشعر مع الشعب اللبناني بالوجع الذي يعيشه».

الغارات الجوية الإسرائيلية التي لا تهدأ تأتي بعد سلسلة هجمات بدأت الأسبوع الماضي بتفجيرات متزامنة على يومين لأجهزة اتصال يستخدمها عناصر «حزب الله»؛ أسفرت عن مقتل نحو 40 شخصاً وإصابة نحو ثلاثة آلاف آخرين.

أعقبت ذلك ضربة قاتلة، الجمعة، استهدفت في الضاحية الجنوبية لبيروت القائد البارز في «حزب الله» إبراهيم عقيل.

نقل المعركة إلى الشمال

أسفرت ضربة أخرى قرب العاصمة اللبنانية، الثلاثاء، عن مقتل قائد قوات الصواريخ التابعة لـ«حزب الله» إبراهيم قبيسي.

تسببت رشقات «حزب الله» الصاروخية ومسيَّراته بنزوح عشرات الآلاف من شمال إسرائيل. وقالت حكومة بنيامين نتنياهو إنها عازمة على إعادتهم إلى منازلهم على الحدود مع لبنان.

أيمن العمريطي (42 عاماً) النازح من مدينة غزة، قال إن «الناس هنا في غزة جزء كبير منهم أصيب بالإحباط لأن قضية الحرب في قطاع غزة صارت الآن مهمشة والثقل العسكري ينتقل إلى لبنان، وحتى تسليط الضوء الإعلامي على قطاع غزة أصبح ثانوياً، وهذا يزيد شهوة الاحتلال (لارتكاب) مزيد من الجرائم».

أدى هجوم «حماس» في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 الذي أشعل الحرب في غزة إلى مقتل 1205 أشخاص، وفقاً لإحصاء لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، استناداً إلى أرقام إسرائيلية رسمية تشمل الرهائن الذين ماتوا أو قتلوا أثناء احتجازهم في غزة.

ومن بين 251 شخصاً خطفوا، ما زال 97 شخصاً محتجزين في غزة، من بينهم 33 أعلن الجيش مقتلهم.

على الأثر، توعدت إسرائيل بتدمير «حماس» التي سيطرت على قطاع غزة في 2007، ونفذ جيشها هجوماً مدمراً على غزة تسبب بكارثة إنسانية وخلف 41 ألفاً و495 قتيلاً، معظمهم من المدنيين، وفق آخر حصيلة نشرتها وزارة الصحة اليوم.

الناس هم الضحية

على الرغم من حجم الموت والدمار الهائل في غزة، شبهت أم منذر نعيم (52 عاماً) الحرب في لبنان بما يجري بالقطاع. وقالت أم منذر، وهي من سكان مدينة غزة، إن «الحرب على لبنان و(حزب الله) هي حرب مثل غزة. الناس هم الضحية، صغاراً وكباراً، والممتلكات... كل شيء مستهدف، البشر والشجر والحجر، نرى مشاهد شبيهة بما نراه في غزة والاحتلال لا يفرق في قصف البيوت والمستشفيات والطرق والمباني والأراضي».

وأضافت: «أمنيتي أن تنتهي الحرب هنا وفي لبنان... نريد العيش بسلام وأمن واستقرار... يكفي حروب. يقولون (إن الحرب) على (حماس) و(حزب الله) لكن على الأرض الناس يموتون وتُدمر الممتلكات والدور».

وقال العمريطي كذلك إنه يأمل «أن تكون غزة جزءاً من أي تسوية مع (حزب الله)... هذا هو الأمل الآن الذي يتطلع إليه أبناء الشعب الفلسطيني» لتنتهي الحرب.


مقالات ذات صلة

إسرائيل تعلق القصف على قرية في جنوب لبنان بناء على طلب الجيش اللبناني

المشرق العربي بلدة العديسة بجنوب لبنان كما تظهر من مستوطنة المطلة الإسرائيلية (إ.ب.أ)

إسرائيل تعلق القصف على قرية في جنوب لبنان بناء على طلب الجيش اللبناني

قال متحدث عسكري إسرائيلي إن إسرائيل علقت هجوماً كانت تخطط لشنه على قرية في جنوب لبنان اليوم السبت بعد أن طلب الجيش اللبناني الوصول إلى الموقع

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي آليات لقوات «اليونيفيل» خلال دورية على طريق الناقورة بجنوب لبنان (أ.ف.ب)

إجراءات الجيش اللبناني بالجنوب تجبر إسرائيل على تجميد قصف مبنى «مؤقتاً»

حال تدخل الجيش اللبناني دون قصف جوي لمنزل هدده الجيش الإسرائيلي بإنذار إخلاء، حيث دخل الجيش إلى المبنى الواقع في بلدة يانوح بجنوب لبنان وفتشه مرة أخرى

«الشرق الأوسط» (بيروت)
خاص أحد مباني مؤسسة «القرض الحسن» في الضاحية الجنوبية لبيروت (أرشيفية - أ.ب)

خاص «حزب الله» يهرب من الضغوط علي «القرض الحسن» بإنشاء مؤسسات جديدة

بدأت مؤسسة «القرض الحسن» الذراع المالية لـ«حزب الله» في لبنان بخطة تحويل جزء من خدماتها نحو مؤسسة تجارية كجزء من «سياسة تموضع قانوني» في ظل الضغوط لإغلاقها

نذير رضا (بيروت)
المشرق العربي عائلات أسرى لبنانيين لدى إسرائيل يعتصمون في وسط بيروت (إ.ب.أ)

توثيق 23 أسيراً لبنانياً لدى إسرائيل

طالبت «هيئة ممثلي الأسرى والمحررين اللبنانيين»، الدولة اللبنانية بتحريك ملف الأسرى اللبنانيين المحتجزين لدى إسرائيل، ووضعه في صدارة الأولويات

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع (القوات اللبنانية)

جعجع يتّهم بري بضرب المهل الدستورية للاستحقاقات اللبنانية

تفاقم الخلاف السياسي حول تعديل قانون الانتخابات النيابية في لبنان، مع انتقال السجال من إطار تقني - إجرائي إلى مواجهة مفتوحة تمسّ جوهر العمل البرلماني.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

إسرائيل تغتال قيادياً بارزاً في «القسام»

فلسطينيون يعاينون حطام سيارة استهدفتها ضربة إسرائيلية في مدينة غزة أمس (رويترز)
فلسطينيون يعاينون حطام سيارة استهدفتها ضربة إسرائيلية في مدينة غزة أمس (رويترز)
TT

إسرائيل تغتال قيادياً بارزاً في «القسام»

فلسطينيون يعاينون حطام سيارة استهدفتها ضربة إسرائيلية في مدينة غزة أمس (رويترز)
فلسطينيون يعاينون حطام سيارة استهدفتها ضربة إسرائيلية في مدينة غزة أمس (رويترز)

تواصل إسرائيل الاستفادةَ من التشوش الذي يحيط بخطة «سلام غزة»، بتحقيق مكاسب على الأرض، كما فعلت أمس، باغتيال القيادي في «كتائب القسام» رائد سعد، في غارة استهدفت مركبة، غرب مدينة غزة، أسفرت عن مقتل 5 أشخاص وإصابة أكثر من 20 آخرين، وذلك في خرق جديد لاتفاق وقف إطلاق النار المبرم مع حركة «حماس» منذ 10 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وأكَّدت مصادرُ فلسطينية اغتيالَ سعد، إلى جانب رياض اللبان، رئيس جهاز الأمن وحماية الشخصيات في حكومة «حماس»، وكذلك 3 نشطاء بارزين آخرين.

وحسب قناة «12» العبرية، فإنَّه أُطلق على العملية اسم «العشاء الأخير».

من جهة أخرى، قال مسؤولون إسرائيليون إنَّ الإدارة الأميركية تخطِّط لأن يبدأ عمل القوة الدولية متعددة الجنسيات في القطاع اعتباراً من الشهر المقبل، من دون خطة واضحة بشأن سلاح «حماس»

وقالت هيئة البث الإسرائيلية (كان 11) إن ممثلي الإدارة الأميركية قدَّموا تفاصيل أولية عن الهيكلية المقترحة لإدارة المرحلة الانتقالية في غزة.


«حزب الله» يجزِّئ ذراعه المالية هرباً من العقوبات الدولية


أحد مباني مؤسسة «القرض الحسن» في الضاحية الجنوبية لبيروت (أ.ب)
أحد مباني مؤسسة «القرض الحسن» في الضاحية الجنوبية لبيروت (أ.ب)
TT

«حزب الله» يجزِّئ ذراعه المالية هرباً من العقوبات الدولية


أحد مباني مؤسسة «القرض الحسن» في الضاحية الجنوبية لبيروت (أ.ب)
أحد مباني مؤسسة «القرض الحسن» في الضاحية الجنوبية لبيروت (أ.ب)

بدأ «حزب الله» بتجزئة ذراعه المالية «مؤسسة القرض الحسن» هرباً من العقوبات والضغوط الدولية والمحلية لإغلاقها، وذلك عبر إنشاء مؤسسة معنية ببيع الذهب بالتقسيط، بديلاً عن رهن الذهب الذي كانت تعتمده «القرض الحسن»، وهو ما يُنظر إليه على أنَّه «سياسة تموضع قانوني».

وقالت مصادر مالية لـ«الشرق الأوسط» إنَّه من المستبعد أن يُرضي هذا الإجراء وزارة الخزانة الأميركية التي تطالب لبنان بإغلاق المؤسسة، ووضع حد للانفلات بالاقتصاد النقدي، مضيفةً أن «تغيير الشكل لن يُرضي الأميركيين، ما دام الأصل لا يزال قائماً».

في غضون ذلك، سُجّل اشتباك غير مباشر بين الجيشين اللبناني والإسرائيلي في جنوب الليطاني بجنوب لبنان، حين أصدرت إسرائيل إنذار إخلاء لمبنى فتَّشه الجيش اللبناني صباحاً، فيما أسهمت الاتصالات في تجميد القصف «مؤقتاً» إلى حين تفتيشه مرة أخرى من الجيش الذي لم يعثر على أي أسلحة فيه.


تركيا: «قسد» تستقوي بإسرائيل ولم تتحرك يوماً ضد نظام الأسد

وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (رويترز)
وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (رويترز)
TT

تركيا: «قسد» تستقوي بإسرائيل ولم تتحرك يوماً ضد نظام الأسد

وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (رويترز)
وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (رويترز)

قال وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، اليوم السبت، إن قوات سوريا الديمقراطية «قسد» تستمد جرأتها من إسرائيل، مشيراً إلى أنها لم تتحرك يوماً مع المعارضة ضد نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.

ونقلت وكالة «الأناضول» للأنباء عن فيدان قوله إن ما يجري في جنوب سوريا «ربما يشكل حالياً أكبر منطقة خطر بالنسبة لنا. فالمشكلة في الجنوب لا تكمن بحد ذاتها في حجمها، بل في تحوّل إسرائيل إلى طرف متدخل، ما يخلق منطقة خطر».

وأكد فيدان أن ملف إلقاء تنظيم حزب العمال الكردستاني للسلاح «يسير بشفافية عالية وبشكل جيد جداً من جانب تركيا... لكن لا نسمع أي جملة عما يعتزم التنظيم القيام به».

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع التركية ذكي آق تورك، أمس الجمعة، إن بعض الدول تشجع قوات «قسد» على رفض إلقاء السلاح وعدم الاندماج في صفوف الجيش السوري، نافياً نية بلاده شن عملية عسكرية في سوريا.

وأكد المتحدث خلال مؤتمر صحافي في أنقرة أنه «لا جدوى من محاولات قسد لكسب الوقت ولا خيار آخر أمامها غير الاندماج بالجيش السوري»، مؤكداً أن أنشطة قوات سوريا الديمقراطية تضر بجهود تحقيق الاستقرار والأمن في سوريا.

ونفى المتحدث ادعاءات بأن الجيش التركي يستعد لعملية عسكرية في سوريا، مؤكداً أن التحركات الأخيرة للجيش التركي كانت في إطار «عمليات تناوب اعتيادية للوحدات».

وأشار المتحدث إلى أن تركيا سبق أن أعربت عن تطلعها لاندماج «قسد» في الجيش السوري أفراداً، وشدد على أنه يجب متابعة تحركات «تنظيم قسد وأنشطة الجيش السوري».

كان الرئيس السوري أحمد الشرع وقع اتفاقاً مع مظلوم عبدي قائد «قسد» في العاشر من مارس (آذار) الماضي لدمج المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال شرقي سوريا لكن لم يتم التنفيذ حتى الآن.