هجمات لـ«داعش» تستهدف رعاة ومواشيهم ببادية حمص

المرصد يتحدث عن انتقام من «الفواعرة» في أول أيام الأضحى

أرشيفية للواء القدس المدعوم من الجيش السوري وإيران الذي فقد الاتصال مؤخراً بإحدى مجموعاته في بادية السخنة شرق حمص
أرشيفية للواء القدس المدعوم من الجيش السوري وإيران الذي فقد الاتصال مؤخراً بإحدى مجموعاته في بادية السخنة شرق حمص
TT

هجمات لـ«داعش» تستهدف رعاة ومواشيهم ببادية حمص

أرشيفية للواء القدس المدعوم من الجيش السوري وإيران الذي فقد الاتصال مؤخراً بإحدى مجموعاته في بادية السخنة شرق حمص
أرشيفية للواء القدس المدعوم من الجيش السوري وإيران الذي فقد الاتصال مؤخراً بإحدى مجموعاته في بادية السخنة شرق حمص

سقط قتلى وجـرحى في هجوم مسلح استـهدف رعاة أغنام من قبيلة «الفواعرة» قرب منطقة الفرقلس بريف حمص الشرقي، وقالت مصادر محلية إن الهجوم وقع فجر أول أيام العيد، وتراوحت الاحتمالات أن تكون عملية ثأر بين مجموعات تابعة للحرس الثوري الإيراني والرعاة، أو هجوم لتنظيم «داعش».

المهاجمون أقدموا على حرق قطيع أغنام وأضرموا النيران في مركبات تابعة للرعاة. وبث ناشطون مقطع فيديو يظهر مركبات محروقة وجثت ماشية متناثرة، قالوا إنها صور للموقع في أعقاب الهجوم.

ورجحت المصادر المحلية أن يكون الهجوم عملية ثأر بين عناصر ميليشيات تتبع الحرس الثوري الإيراني من الرعاة، فيما أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن عناصر من تنظيم (داعش) كانوا يستقلون دراجات نارية «شنوا هجوماً مباغتاً في أول أيام عيد الأضحى على عدد من الخيام الواقعة ضمن منطقة فرحة وأم التبابير بالقرب من الفرقلس بريف حمص الشرقي».

وأشار المرصد إلى أن المنطقة يقطنها مدنيون من أبناء عشيرة الفواعرة التابعة لقبيلة بني خالد، ما أدى إلى وقوع إصابات في صفوف المدنيين مع وجود مفقودين دون معرفة مصيرهم.

وأضاف المرصد أن المهاجمين قاموا بحرق خيمتين وسيارتين، ونفوق عدد من المواشي، قبل أن يلوذوا بالفرار إلى جهة غير معلومة، بحسب المرصد الذي أفاد بأن الهجوم جاء انتقاماً لمقتل عنصرين من «داعش» على يد رعاة الأغنام في ريف حمص الشرقي، وسحل جثتيهما بتاريخ 9 يونيو (حزيران) الجاري.

وكانت تقارير إعلامية محلية قد ذكرت في وقت سابق أن عناصر من تنظيم «داعش» اختطفوا عائلة من عشيرة بني خالد في وقفة عيد الأضحى من منزلها في قرية أم التبابير على طريق الفرقلس - تدمر، بحسب ما أفادت صفحة «السخنة الإخبارية» المحلية، التي أشارت إلى وجود عائلات تتحدر من بني خالد تنخرط بنشاطها مع ميليشيات رديفة لقوات النظام، وشاركت بحملة التمشيط التي قامت بها بغطاء جوي روسي خلال الأيام القليلة الماضية ضد خلايا «داعش» في منطقة جباب حمد حيث قتل عنصران من التنظيم.

وسجل المرصد السوري مقتل 434 شخصاً في عمليات عسكرية في البادية السورية منذ مطلع العام الجاري، منهم 29 عنصراً من «داعش» قتل قصف جوي روسي ثلاثة منهم، والبقية على يد القوات الحكومية والميليشيات ورعاة الأغنام.

فيما قتل نحو 363 من القوات الحكومية والميليشيات الرديفة، في غرب الفرات وبادية دير الزور والرقة وحمص، منهم 33 عنصراً من الميليشيات التابعة لإيران. بالإضافة إلى 43 مدنياً بينهم طفل وسيدة قتلوا في هجمات «داعش».

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان، قد ذكر في 12 من الشهر الجاري أن 16 فرداً من الجيش السوري قتلوا بينهم ضابط، في هجوم لـ«داعش» في بادية السخنة بريف حمص. وأضاف المرصد أن قوة من الجيش السوري وقعت في حقل ألغام وهجوم لـ«داعش» خلال مواصلة الجيش تمشيط البادية السورية، بإسناد جوي من الطيران الحربي الروسي.

ويقول المرصد إن 348 فرداً من الجيش السوري قتلوا خلال العمليات العسكرية في البادية السورية منذ بداية العام.


مقالات ذات صلة

أنقرة تكرر مطالبتها لواشنطن بوقف دعم «الوحدات الكردية»

شؤون إقليمية أرشيفية لتدريبات مشتركة بين «قسد» و«التحالف الدولي» ضد «داعش» في ريف الحسكة (أ.ف.ب)

أنقرة تكرر مطالبتها لواشنطن بوقف دعم «الوحدات الكردية»

عبّرت تركيا عن تطلعها لتعاون إيجابي من جانب الولايات المتحدة، وقطع الدعم الذي تقدمه لوحدات حماية الشعب الكردية، التي تقود «قوات سوريا الديمقراطية (قسد)».

سعيد عبد الرازق (أنقرة )
يوميات الشرق شواطئ الساحل الشمالي ازدحمت بالمصطافين خلال العيد (الشرق الأوسط)

مصريون يحتفلون بعيد الأضحى على الشواطئ

ازدحمت الطرق السريعة المؤدية إلى الشواطئ والمصايف الشهيرة على الساحل الشمالي في مصر بمئات السيارات، حيث اجتذبت الشواطئ آلاف الأسر المصرية.

محمد الكفراوي (القاهرة )
المشرق العربي امرأة فلسطينية بالقرب من قبر أحد أقاربها الذي قُتل في الصراع المستمر بين إسرائيل وحركة «حماس» بالبريج وسط قطاع غزة 16 يونيو 2024 (أ.ف.ب)

هدوء نسبي في قطاع غزة لليوم الثاني على التوالي

شنّت إسرائيل، الاثنين، ضربات على شمال قطاع غزة، وأشار شهود إلى انفجارات في الجنوب، لكنّ الوضع هناك يشهد هدوءاً نسبياً لليوم الثاني على التوالي.

«الشرق الأوسط» (غزة)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي جو بايدن (أ.ب)

بايدن يحض في رسالة بمناسبة عيد الأضحى على وقف النار في غزة

استغل الرئيس الأميركي رسالته للمسلمين بمناسبة عيد الأضحى للحض على تبني اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة تدعمه واشنطن، قائلاً إنه يمثل أفضل وسيلة لمساعدة المدنيين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق من صور متداولة على مواقع التواصل لأسواق ليلة عيد الأضحى في إدلب شمال غربي سوريا

إدلب تستقبل «الأضحى» بكعك له نكهات المحافظات السورية

يصرّ المهجّرون والنازحون إلى إدلب على إعداد المعمول وكعك العيد بنكهات محلية تذكر بالأماكن التي نزحوا عنها، وتعوض قليلاً غصة العيد بعيداً عن مناطقهم.

حباء شحادة (إدلب)

العثور على صُرر عظام وجثث مقتلعة الأعين والأسنان في مستشفى قرب دمشق

سيدة سورية تنتحب على أحد أقاربها خارج مبنى سجن صدنايا (أ.ف.ب)
سيدة سورية تنتحب على أحد أقاربها خارج مبنى سجن صدنايا (أ.ف.ب)
TT

العثور على صُرر عظام وجثث مقتلعة الأعين والأسنان في مستشفى قرب دمشق

سيدة سورية تنتحب على أحد أقاربها خارج مبنى سجن صدنايا (أ.ف.ب)
سيدة سورية تنتحب على أحد أقاربها خارج مبنى سجن صدنايا (أ.ف.ب)

قالت فصائل معارضة إنّ مقاتليها عثروا الإثنين داخل غرفة تبريد في مستشفى قرب دمشق على نحو أربعين جثة موضوعة داخل أكياس بيضاء وعليها علامات تعذيب.

وقال محمّد الحاج، أحد مقاتلي "غرفة عمليات الجنوب"، وهو ائتلاف فصائل معارضة، لوكالة الصحافة الفرنسية عبر الهاتف من دمشق "فتحتُ باب غرفة التبريد بيدي، كان المشهد مهولا، حوالى أربعين جثة مكدّسة داخلها وعليها آثار تعذيب لا يصدّقه عقل".

وأظهرت صور ومقاطع فيديو التقطها الحاج داخل مستشفى حرستا، شمال شرق دمشق، واطّلعت وكالة الصحافة الفرنسية عليها، جثة شخص اقتلعت عيناه، وآخر اقتلعت أسنانه، ودماء تجمّدت على وجنة ثالث، بينما كانت الكدمات واضحة على أجساد آخرين. وبين الجثث، صرّة داخلها عظام وجثة شخص قفصه الصدري ظاهر.

والجثث موضوعة بأكياس بلاستيكية بيضاء أو ملفوفة بقماش، على بعضه بقع دماء، وتحمل جميعها أرقاما وبعضها أسماء، تمّ تدوينها على القماش أو على شريط لاصق على الأجساد. ويبدو واضحا أنّ بعضها يعود لأشخاص قضوا حديثا. وبينما يرتدي بعض الموتى ثيابا بدا آخرون عراة.

ومع إعلان فصائل معارضة الأحد إسقاط الرئيس بشار الاسد ونظامه الذي حكم سوريا بيد من حديد طيلة عقود، تتوجه الأنظار الى سجون ومراكز اعتقال في دمشق ومحيطها، شهدت وفق معتقلين سابقين ومنظمات حقوقية أسوأ أنواع التعذيب. وتوجّه الآلاف الإثنين إلى سجن صيدنايا السيئ الصيت في ريف دمشق بانتظار معرفة أخبار عن أقرباء لهم.

وأوضح الحاج "بناء على إخبار وصلنا من أحد العاملين عن وجود مستودع لتجميع الجثث، توجهنا إلى المستشفى، ووجدنا في الطابق الأرضي برادات تبريد متنقلة، كانت الجثث موضوعة فيها". وأضاف "بعدما أبلغنا القيادة العسكرية بما وجدناه، تم التنسيق مع الهلال الأحمر السوري الذي حضر ونقل الجثث إلى مستشفى في دمشق، تمهيدا لدعوة الأهالي للقدوم والتعرف على الجثث".

وفي وقت لاحق، شاهد مصور وكالة الصحافة الفرنسية عائلات تهرع إلى مستشفى المجتهد في دمشق، حيث نقلت الجثث، للتعرف عليها، وسط حالة من الحزن والذهول. وقال دياب سرية، من رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا، إن مستشفى حرستا "كان مركزا رئيسيا لتجميع الجثث الآتية من صيدنايا أو مستشفى تشرين قبل نقلها إلى المقابر الجماعية".

وأضاف معلّقا على مقاطع الفيديو التي التقطها الحاج "من الضروري أن يتم توثيق ما رأيناه في هذا الفيديو من مستشفى حرستا، ويظهر غالبا جثثا لمعتقلين من صيدنايا، تم تجميعها قبل نقلها إلى مقبرة جماعية".

ووفقاً للمرصد السوري لحقوق الانسان، قضى نحو 60 ألف شخص تحت التعذيب أو بسبب ظروف الاحتجاز المريعة في سجون النظام السوري. ودخل نصف مليون شخص سجون السلطة منذ بداية الحرب، وفقا للمصدر ذاته. وتحدّثت منظمات حقوقية مرارا عن "أصناف التعذيب"، من استخدام الكهرباء والاعتداء والإذلال الجنسي واقتلاع الأظافر.

ويرى محمّد الحاج المقاتل الشاب المتحدر من محافظة درعا (جنوب) أنّ جهود الفصائل والمنظمات الحقوقية يتعيّن أن تتركز في الفترة الانتقالية المقبلة على "كشف الجرائم التي ارتكبها الأسد في السجون ومراكز الاعتقال، علّنا نخفف من معاناة الأمهات". ويضيف "نأمل أن يحاسَب الأسد كمجرم حرب".