غسان وحنان... الجوع يهدد حياة طفلين في غزة

الطفل الفلسطيني المصاب بالشلل الدماغي غسان القيشاوي الذي يعاني أيضاً سوء التغذية يستريح بالقرب من والدته في ملجأ بمدرسة صلاح الدين تديره «الأونروا» في حي الرمال وسط مدينة غزة (أ.ف.ب)
الطفل الفلسطيني المصاب بالشلل الدماغي غسان القيشاوي الذي يعاني أيضاً سوء التغذية يستريح بالقرب من والدته في ملجأ بمدرسة صلاح الدين تديره «الأونروا» في حي الرمال وسط مدينة غزة (أ.ف.ب)
TT

غسان وحنان... الجوع يهدد حياة طفلين في غزة

الطفل الفلسطيني المصاب بالشلل الدماغي غسان القيشاوي الذي يعاني أيضاً سوء التغذية يستريح بالقرب من والدته في ملجأ بمدرسة صلاح الدين تديره «الأونروا» في حي الرمال وسط مدينة غزة (أ.ف.ب)
الطفل الفلسطيني المصاب بالشلل الدماغي غسان القيشاوي الذي يعاني أيضاً سوء التغذية يستريح بالقرب من والدته في ملجأ بمدرسة صلاح الدين تديره «الأونروا» في حي الرمال وسط مدينة غزة (أ.ف.ب)

تفاعل متابعون عبر مواقع التواصل الاجتماعي منذ أمس (الثلاثاء) مع مناشدة من أجل طفلين في غزة يعانيان المرض وشدة الجوع.

ويعاني الطفل غسان القيشاوي (4 سنوات) من شلل دماغي، وتقول الأم في مقطع فيديو؛ نشره «المركز الفلسطيني للإعلام»، إن الأسرة كانت تراعيه قبل الحرب، لكن أحواله الصحية تدهورت وازدادت سوءاً بعد اندلاعها منذ 9 أشهر.

وتردف الأم؛ التي تقيم مع ابنها في ملجأ بمدرسة صلاح الدين التي تديرها «الأونروا» في حي الرمال وسط مدينة غزة: «سوء التغذية جعله يخسر كثيراً في صحته، ومفيش (لا يوجد) أي علاج يقدر يرجعلي غسان، أو علاجه؛ على الأقل أريد أن يزيد وزنه». وتشكو الأم نقص مياه الشرب النظيفة، فضلاً عن انعدام التغذية السليمة، اللذين جعلاه يصاب بنزلات معوية ويفقد كثيراً من وزنه.

وفي غزة أيضاً، توجهت أم الطفلة حنان حسن الزعانين بمناشدة، عبر فيديو نشره المصور محمد فايق من غزة على منصة «إنستغرام»، لإنقاذ طفلتها بسبب سوء التغذية.

وتقول والدة الطفلة حنان: «بنتي صار عندها سوء تغذية. بنتي تعبت كتير (كثيراً) بسبب الحرب وتسكيرة (غلق) المعابر. البنت بس لو تاكل تكون أحسن». كما تشكو الأم ازدياد غلاء الطعام مع استمرار الحرب، وعدم توفر الأموال لتوفير الغذاء لطفلتها.

وكانت مناشدات مشابهة قد جرت من أجل الصبي يزن كفارنة في مارس (آذار) الماضي، وقد تعاطف متابعون مع صور تظهر تقلص جسده بسبب سوء التغذية، لكنه توفي مع أطفال آخرين آنذاك بسبب شدة الجوع.

يأتي ذلك في الوقت الذي كتب فيه متابعون من غزة عبر مواقع التواصل محذرين من شدة الجوع شمال القطاع. وقد أدت أشهرٌ من الجوع الشديد إلى مقتل كثير من الفلسطينيين في غزة، وإلى أضرار دائمة للأطفال بسبب سوء التغذية، وفق ما أظهر تقريران عن الأمن الغذائي، حتى قبل الإعلان الرسمي عن المجاعة الأسبوع الماضي.

وقالت «شبكة نظام الإنذار المبكر بالمجاعة (فيوز نت)»، ومقرها الولايات المتحدة، إنه «من الممكن» أن تكون المجاعة انتشرت في شمال غزة في أبريل (نيسان) الماضي. وقالت منظمتان تابعتان للأمم المتحدة إن أكثر من مليون شخص «من المتوقع أن يواجهوا الموت والمجاعة بحلول منتصف يوليو (تموز) المقبل»، وفق ما نقلت صحيفة «الغارديان» البريطانية.

وأُبلغ عن وفاة أو تشويه 19 ألفاً و887 طفلاً فلسطينياً؛ وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، فيما ذكر تقرير، اليوم (الأربعاء)، أن الأمم المتحدة تحققت من مقتل 2267 طفلاً فلسطينياً.

وتعاني مستشفيات قطاع غزة المتضررة من نقص التجهيز ونقص الطواقم البشرية، في الوقت الذي تكافح فيه الطواقم الطبية للحصول على الإمدادات وسط الحرب.

وأعلنت وزارة الصحة في غزة، في بيان أمس الثلاثاء، أن أكثر من 37164 فلسطينياً قتلوا، وإصابة 84832 آخرين؛ جراء الهجوم العسكري الإسرائيلي على القطاع منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.


مقالات ذات صلة

حرب غزة: أكثر من 7 آلاف مجزرة إسرائيلية... و1400 عائلة مُحيت من السجلات

المشرق العربي صبي جريح يجلس في مستشفى شهداء الأقصى عقب تعرضه للإصابة في غارة جوية إسرائيلية في مخيم البريج وسط غزة (إ.ب.أ)

حرب غزة: أكثر من 7 آلاف مجزرة إسرائيلية... و1400 عائلة مُحيت من السجلات

أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة أن «قوات الاحتلال ارتكبت 7160 مجزرة بحق العائلات الفلسطينية في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر».

«الشرق الأوسط» (غزة)
أوروبا فلسطينية نازحة تحمل أمتعتها أثناء فرارها من بيت لاهيا في شمال قطاع غزة سيراً على الأقدام بطريق صلاح الدين (أ.ف.ب)

وزراء خارجية «الأوروبي» يناقشون خطة وقف المباحثات السياسية مع إسرائيل

من المقرر أن يقترح مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل تعليق الحوار السياسي مع إسرائيل بسبب حربها في قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
الخليج جددت السعودية رفضها القاطع لمواصلة الاحتلال الإسرائيلي استهداف المدنيين والوكالات الإغاثية والإنسانية (د.ب.أ)

السعودية تدين وتستنكر الاستهداف الإسرائيلي لمدرسة أبو عاصي في غزة

أعربت وزارة الخارجية السعودية عن إدانة السعودية بأشد العبارات مواصلة قوات الاحتلال الإسرائيلية استهدافها الممنهج لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
سينما الممثلة التونسية درة وعلى يمينها حسين فهمي رئيس مهرجان القاهرة السينمائي مع أبطال فيلم «وين صرنا؟» خلال عرضه الأول في المهرجان أمس (إكس)

«وين صرنا؟»... التجربة الإخراجية الأولى للتونسية درة تلفت الأنظار

لفتت الأنظار التجربة الإخراجية والإنتاجية الأولى للممثلة التونسية درة زروق، بفيلم عن عائلة غزوية نزحت بسبب الحرب.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
المشرق العربي يقف رجلان بجانب شاحنة مساعدات تابعة لبرنامج الغذاء العالمي تمر عبر معبر إيريز 11 نوفمبر 2024 (إ.ب.أ)

هل التزمت إسرائيل بالمطالب الأميركية بشأن مساعدات غزة؟

المطالب الأميركية وردود تل أبيب وملاحظات منظمات الإغاثة والأمم المتحدة حول وصول المساعدات لغزة

«الشرق الأوسط» (الأمم المتحدة)

«وحدة الساحات» في العراق... التباس بين الحكومة والفصائل

رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني خلال اجتماع مع قادة الجيش (إعلام حكومي)
رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني خلال اجتماع مع قادة الجيش (إعلام حكومي)
TT

«وحدة الساحات» في العراق... التباس بين الحكومة والفصائل

رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني خلال اجتماع مع قادة الجيش (إعلام حكومي)
رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني خلال اجتماع مع قادة الجيش (إعلام حكومي)

تسير الحكومة العراقية منذ أشهر في خط متقاطع مع الفصائل المسلحة المنخرطة في «محور المقاومة»، لجهة الموقف من الحرب الإسرائيلية على لبنان وغزة، فالموقف الرسمي الحكومي يرفض بشكل علني ومكرر تورط البلاد في الحرب، في حين يجري شعار «وحدة الساحات» على ألسن قادة الفصائل ليل نهار.

مع ذلك، لا يبدو التقاطع حاداً وحاسماً بين الجانبين، وفقاً لمراقبين، ذلك أن فصائل منخرطة في الحرب لها نفوذ واسع داخل حكومة السوداني وهي من أوصلته إلى السلطة، وقد وردت منظمتا؛ «بدر» التي يقودها هادي العامري، و«عصائب أهل الحق» التي يقودها قيس الخزعلي، ضمن لائحة الجماعات المتهمة بمهاجمة إسرائيل بعد الشكوى التي وجهتها الأخيرة إلى مجلس الأمن قبل أيام.

عناصر من «كتائب حزب الله العراقي» خلال مشاركتهم في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

التباس بين الحكومة والفصائل

غير أن «الالتباس» في الصلة بين الحكومة والفصائل، سواء على مستوى الموقف من الحرب الدائرة، وعلى مستوى شراكتهم في إدارة السلطة، لم يمنع حكومة رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، من تأكيد «حيادها» النسبي وتأكيدها الدائم على احتكار الدولة، وليس الفصائل، قرار الحرب والسلم.

ويميل مراقبون إلى أن حكومة السوداني تستند في مسعاها نحو النأي بالبلاد عن شرور الحرب، إلى حلفاء وشخصيات أساسية داخل «الإطار التنسيقي» ترفض توريط البلاد في الحرب، في مقابل قوى أخرى داخل «الإطار» تدفع باتجاه تكريس العراق جزءاً من معادلة الحرب، وحشره في «وحدة الساحات».

وقبل نحو أسبوعين، قدم رئيس «تيار الحكمة» القيادي في «الإطار التنسيقي»، عمار الحكيم، دعماً واضحاً لحكومة السوداني في إطار سعيها لتجنب الحرب ضمن شعار «وحدة الساحات»، حين قال إن «بلاده غير مهيّأة لخوض حربٍ إقليمية شاملة».

واكتفى بالإشارة إلى أن «العراق قادر على تقديم الدعم والإسناد للقضية الفلسطينية واللبنانية عبر 3 اتجاهات: الدعم السياسي، والإدانة والاستنكار، والوساطات». وفي ذلك إشارة صريحة وواضحة إلى عدم القبول بانخراط «العراق الرسمي» ضمن شعار «وحدة الساحات».

وأول من أمس، شدد رئيس الوزراء الأسبق، حيدر العبادي، على عدم توريط العراق في الحرب، مما يمثل دعماً «إطارياً» آخر لموقف البلاد الرسمي، حين شدد، في تدوينه عبر منصة «إكس»، على عدم «السماح للمغامرين بقيادة السياسات والقرارات الوطنية».

وفهم بعض المراقبين أن المقصود بهذه الإشارة هي الفصائل المسلحة التي لطالما وجّه لها العبادي انتقادات لاذعة في مناسبات سابقة.

وحذر العبادي، أيضاً، من «الانحياز الجبهوي في السياسات والقرارات الوطنية لمصلحة أحد المحاور المتصارعة بالضد من المصلحة الوطنية العراقية».

الموقف الحكومي

تؤكد مصادر مقربة من الحكومة أن «لدى الحكومة موقفاً ثابتاً ضد شعار (وحدة الساحات) رغم الضغوط الكثيرة التي تعرضت لها من جانب بعض الفصائل والراعي الإيراني».

ويستبعد المصدر، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، بقاء شعار «وحدة الساحات» قائماً في حال توصلت إسرائيل و«حزب الله» إلى اتفاق لوقف الحرب.

وتوقع أن تلجأ «الفصائل العراقية إلى فك الارتباط بجبهة غزة في حال وافق (حزب الله) على الهدنة، لكن الأمر المثير للقلق هو أن إمكانية استهداف إسرائيل إيران قد تؤدي إلى استعادة الفصائل شعارها».

وفي الأسبوع الماضي، تحدث الأمين العام لـ«كتائب حزب الله» بصراحة عن أن «حزب الله» اللبناني بيده قرار الالتزام بشعار «وحدة الساحات».

وقال نزار الحيدر، وهو باحث وأكاديمي عراقي، إن «(وحدة الساحات) هو شعار طهران الحصري لحماية نفسها، لذا؛ فهي تتحكم فيه، فترجئه متى أرادت، وتعيد تنشيطه متى ما رغبت، وفق مصالح أمنها القومي».

وأوضح الحيدر أن «الفصائل المسلحة في العراق التي ترى نفسها جزءاً من هذه النظرية لا تشذ عن هذه القاعدة».

رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني مع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في بغداد (أرشيفية - إعلام حكومي)

ضغوط أميركية

وإلى جانب ذلك، يعتقد مراقبون محليون أن الضغوط الأميركية، والتهديدات الإسرائيلية باستهداف العراق، بجانب إمكانية وقف الحرب في لبنان، عوامل مهمة «قد تساهم في تراجع الفصائل عن شعارها، وربما تمنحها بطاقة عبور لتمرير موقفها المهادن لاحقاً، أمام جمهورها».

وقالت السفيرة الأميركية لدى العراق، ألينا رومانوسكي، الاثنين، خلال طاولة مستديرة لعدد من وسائل الإعلام: «أود أكون واضحة جداً، ومنذ البداية، في أن الإسرائيليين وجّهوا تحذيرات ردع للميليشيات المدعومة إيرانياً والموجودة هنا في العراق، والتي تعتدي على إسرائيل».

وأضافت أن «هذه الميليشيات هي التي بدأت الاعتداء على إسرائيل. ولأكون واضحة جداً في هذه النقطة، فإن الإسرائيليين حذروا حكومة العراق بأن يوقفوا هذه الميليشيات عن اعتداءاتها المتكررة والمستمرة على إسرائيل».

وتابعت أن «رسالتنا إلى حكومة العراق هي أن تسيطر على هذه الميليشيات المنفلتة والتي لا تعتد بأوامر الحكومة وأوامر القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء. وإسرائيل أمة لها سيادتها، وهم سيردون على أي اعتداء من أي مكان ضدهم».

وكانت مصادر تحدثت عن رسائل بعثت بها إسرائيل إلى بغداد عبر السفير الأذربيجاني، لكن مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي نفى ذلك.