هل التزمت إسرائيل بالمطالب الأميركية بشأن مساعدات غزة؟

يقف رجلان بجانب شاحنة مساعدات تابعة لبرنامج الغذاء العالمي تمر عبر معبر إيريز 11 نوفمبر 2024 (إ.ب.أ)
يقف رجلان بجانب شاحنة مساعدات تابعة لبرنامج الغذاء العالمي تمر عبر معبر إيريز 11 نوفمبر 2024 (إ.ب.أ)
TT

هل التزمت إسرائيل بالمطالب الأميركية بشأن مساعدات غزة؟

يقف رجلان بجانب شاحنة مساعدات تابعة لبرنامج الغذاء العالمي تمر عبر معبر إيريز 11 نوفمبر 2024 (إ.ب.أ)
يقف رجلان بجانب شاحنة مساعدات تابعة لبرنامج الغذاء العالمي تمر عبر معبر إيريز 11 نوفمبر 2024 (إ.ب.أ)

قالت الولايات المتحدة (الثلاثاء) إن إسرائيل لا تعيق في الوقت الراهن وصول المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، وبالتالي فهي لا تنتهك القانون الأميركي، مما يجنبها الوقوع تحت طائلة القيود على المساعدات العسكرية الأميركية.

وزعمت إسرائيل أنها استجابت لمعظم المطالب الستة عشر التي طلبتها واشنطن، لكنها ما زالت تناقش بعض البنود. لكن منظمات الإغاثة الدولية قالت إن إسرائيل لم تلب أياً من هذه المطالب بشكل كامل.

وفي رسالة بتاريخ 13 أكتوبر (تشرين الأول)، منحت الولايات المتحدة حليفتها إسرائيل مهلة 30 يوماً للامتثال للمطالب.

فيما يلي المطالب الأميركية، والردود التي قدمها كل من وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق التابعة للجيش الإسرائيلي، ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، وتقرير صادر عن تحالف يضم ثماني منظمات إغاثة، وفق وكالة «رويترز» للأنباء:

- السماح بدخول 350 شاحنة على الأقل يومياً إلى غزة عبر المعابر الأربعة الرئيسية وفتح معبر خامس جديد

إسرائيل: سمحت إسرائيل بمرور 76 شاحنة يومياً في المتوسط خلال الأيام الثلاثين الماضية، وقالت إنها تعتزم إعادة فتح معبر خامس هو كيسوفيم.

الأمم المتحدة: دخل إلى غزة نحو 50 شاحنة محملة بالبضائع يومياً خلال الشهر الماضي.

منذ الأول من أكتوبر إلى العاشر من نوفمبر (تشرين الثاني)، كانت هناك ثلاثة معابر مفتوحة، ولم يتم فتح أي معابر جديدة. ويبدو أن معبر كيسوفيم قد تم فتحه في 12 نوفمبر.

منظمات الإغاثة: على مدى 25 يوماً، دخلت 42 شاحنة يومياً في المتوسط. وكانت ثلاثة معابر تدخلها الشاحنات بانتظام، وكان متوسط عدد الشاحنات التي تمر من خلال المعبر الرابع صفراً يومياً، ولم يُفتح معبر خامس.

- تطبيق هدن إنسانية كافية في مختلف أنحاء غزة حسب الضرورة لإتاحة المجال أمام الأنشطة الإنسانية لمدة أربعة أشهر على الأقل

إسرائيل: «مع مراعاة الاعتبارات المتعلقة بالعمليات، تُبذل محاولات لتطبيق هدن تكتيكية على أساس يومي تقريباً على طُول طرق معينة، مما يسمح بالتحرك بأمان، ويسهل وصول قوافل المساعدات إلى وجهاتها دون تدخل، فضلاً عن هدن إنسانية يومية في مناطق مختلفة».

الأمم المتحدة: لم يصدر أي تعليق.

منظمات الإغاثة: إسرائيل لم تلتزم. ففي أكتوبر، لم يتم توزيع سوى 11 في المائة من البضائع التي وصلت إلى المستودعات.

- السماح لسكان منطقة المواصي والمنطقة الإنسانية بالانتقال إلى منطقة بعيدة عن الساحل قبل الشتاء

إسرائيل: قال متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية إن سكان تلك المناطق سُمح لهم بالتحرك إلى داخل القطاع، لكنه لا يعرف عدد الذين سُمح لهم بذلك.

الأمم المتحدة: «لا يمكننا قياس ذلك»، حسبما قال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية.

منظمات الإغاثة: امتثال جزئي، إذ لم يُسمح إلا لعدد محدود من الأشخاص بالتحرك بعيداً عن الساحل خلال فترة الثلاثين يوماً.

جندي إسرائيلي يقوم بدورية أثناء مرور قافلة مساعدات تابعة لبرنامج الغذاء العالمي (غير مصورة) عبر معبر إيريز أول من أمس (إ.ب.أ)

- تعزيز الأمن لمرافق وتحركات قوافل إنسانية محددة

إسرائيل: الأمن موجود، لكن لم يتم تعزيزه خلال الشهر الماضي.

الأمم المتحدة: «لا تزال القوافل الإنسانية تواجه حوادث أمنية خطيرة عند تسلمها الإمدادات الإنسانية من معبر كرم أبو سالم، وتعرضت المرافق الإنسانية لإطلاق نار».

منظمات الإغاثة: «لم تتقاعس إسرائيل فحسب عن اتخاذ إجراءات ملموسة لتحسين الأمن لعمليات الاستجابة الإنسانية، بل تسببت أيضاً في تفاقم المخاطر الأمنية التي تهدد العاملين في المجال الإنساني. فقد هاجمت القوات الإسرائيلية مراراً المواقع الإنسانية وفرق الاستجابة في الخطوط الأمامية خلال فترة الثلاثين يوماً».

- إلغاء أوامر الإخلاء عندما لا تكون هناك ضرورة تتعلق بالعمليات

إسرائيل: إجلاء المدنيين من مناطق القتال كان من أجل حمايتهم والجيش الإسرائيلي «ملتزم بالقانون الدولي ويعمل وفقاً له».

الأمم المتحدة: بدءاً من 25 أغسطس (آب) كان ما يقرب من 90 في المائة من سكان غزة خاضعاً لأوامر الإخلاء، وظل نحو 79 في المائة خاضعاً لأوامر الإخلاء، بدءاً من 11 نوفمبر.

منظمات الإغاثة: أوامر الإخلاء الإسرائيلية لا تتوافق مع القانون الدولي. خلال الثلاثين يوماً، تم إلغاء أمر إخلاء واحد. وتم تنفيذ ستة أوامر إخلاء جديدة في أكتوبر ونوفمبر.

- تسهيل التنفيذ السريع لخطة برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة المتعلقة بالشتاء والخدمات اللوجيستية التي تهدف لإصلاح الطرق وإنشاء مستودعات جديدة وتوسيع البرامج ومناطق التجمع

إسرائيل: قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية إن إسرائيل «استوفت تماماً» هذا الشرط. وتم إجراء تقييم إنساني لاحتياجات الشتاء، ويجري تنفيذه الآن بما في ذلك توفير تجهيزات أماكن الإيواء وإصلاح الطرق.

الأمم المتحدة: لم يصدر تعليق.

منظمات الإغاثة: إسرائيل تقاعست عن القيام بذلك، ورفضت طلبات برنامج الأغذية العالمي بالتحرك لإصلاح الطرق، وإقامة مستودعات جديدة، وتوسيع مناطق التجمع. كما رفضت طلبات نقل الأغطية وإمدادات التدفئة والملابس.

- ضمان تواصل ضباط التنسيق والارتباط الإسرائيليين مع القوافل الإنسانية عند نقاط التفتيش

إسرائيل: تجتمع وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق مع ممثلين من المنظمات الدولية في غرفة عمل مشتركة، وهم على اتصال دائم بالشاحنات على الأرض.

الأمم المتحدة: ضباط التنسيق والارتباط الإسرائيليون يستطيعون التواصل مع القوافل الإنسانية عند نقاط التفتيش، «ومع ذلك، نادراً ما تلتقي قوافل الأمم المتحدة بضباط التنسيق والارتباط عند نقاط التفتيش».

منظمات الإغاثة: لا يتواصل ضباط التنسيق والارتباط مع القوافل الإنسانية عند نقاط التفتيش.

- تعيين ضباط اتصال على مستوى الفرق من القيادة الجنوبية في مجلس التنسيق المشترك

إسرائيل: هذا لم يحدث.

الأمم المتحدة: لم يصدر تعليق.

منظمات الإغاثة: لم يتم تعيين أي ضباط كما هو مطلوب.

- إزالة القيود المفروضة على استخدام الحاويات والشاحنات المغلقة وزيادة عدد السائقين المعتمدين إلى 400

إسرائيل: قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن إسرائيل لا تسمح للشاحنات المغلقة بالعبور إلى غزة؛ لأنها تشكّل تهديداً أمنياً. وأضاف: «سوف تستخدم في تهريب الأسلحة. ففي الأسبوع الماضي تم العثور على جوال مليء بطلقات رصاص في شاحنة مساعدات على سبيل المثال».

وأضاف المتحدث أن هناك نحو 75 سائقاً يحملون تصاريح أمنية، وأن المحادثات جارية بشأن زيادة هذا العدد.

الأمم المتحدة: لم يصدر تعليق.

منظمات الإغاثة: إسرائيل لم تمتثل لأي من المطلبيْن.

سائق يقوم بفحص البضائع عند بوابة الحدود أثناء مرور شاحنات مساعدات برنامج الغذاء العالمي عبر معبر إيريز (إ.ب.أ)

- إلغاء عدد متفق عليه من المواد الأساسية بقائمة المواد المحظورة ذات الاستخدام المزدوج

إسرائيل: قال المتحدث باسم وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق: «نبذل جهوداً لتحقيق ذلك».

الأمم المتحدة: لم يصدر تعليق.

منظمات الإغاثة: لا تزال عناصر كثيرة في القائمة خاضعة لقيود مشددة، كما تتم إدارة القائمة بشكل غير متسق.

- توفير إجراءات سريعة لتخليص المساعدات الإنسانية المتجهة إلى غزة في ميناء أسدود

إسرائيل: «نفذت إسرائيل تدابير محددة لتعزيز حجم وجودة المساعدات التي تدخل عبر ميناء أسدود، خصوصاً التي تأتي من قبرص». ويتضمن ذلك تحسين الخدمات اللوجيستية والتنسيق.

الأمم المتحدة: لم يصدر تعليق.

منظمات الإغاثة: إسرائيل تقاعست عن تسريع عمليات التخليص في الميناء.

- التنازل عن اشتراطات الجمارك على ممر الأردن حتى تتمكن الأمم المتحدة من تنفيذ عمليتها الخاصة.

إسرائيل: قامت إسرائيل بتبسيط إجراءات المعاملات الجمركية للأمم المتحدة للسماح بطريقة تعامل موحدة مع الشحنات الإنسانية.

الأمم المتحدة: تُصنف المساعدات التي تصل إلى إسرائيل بوصفها تبرعات، ولا تُدفَع أي رسوم جمركية أو رسوم استيراد إلى إسرائيل. وكما هو متفق عليه، تعمل آلية تابعة للأمم المتحدة بموجب قرار مجلس الأمن رقم 2720 على تسهيل عمليات التخليص الجمركي الإسرائيلية.

منظمات الإغاثة: تم التنازل عن شرط التخليص الجمركي الذي فرضته إسرائيل في الصيف خلال الثلاثين يوماً، لكن عمليات التخليص الشاقة لا تزال قائمة بالنسبة للمنظمات الإنسانية.

- السماح بإدخال المساعدات إلى غزة عبر ممر الأردن من خلال المعابر الشمالية وغيرها حسب الاتفاق

إسرائيل: قال المتحدث باسم وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق إن 30 إلى 50 شاحنة تدخل أسبوعياً عبر معبر إيريز الغربي.

الأمم المتحدة: بدأت شاحنات جاءت من الأردن في تفريغ بضائعها للوصول إلى شمال غزة. وقالت إنه منذ 10 أكتوبر تم إرسال 374 شاحنة محملة بالبضائع إلى غزة عبر الأردن.

منظمات الإغاثة: الممر «ظاهرياً يعمل ولكنه لا يقترب من طاقته الاستيعابية». وذكرت المنظمات أن إسرائيل امتثلت جزئياً لهذا الطلب.

- إعادة تسيير ما لا يقل عن 50 إلى 100 شاحنة تجارية يومياً.

إسرائيل: قال المتحدث باسم وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق إنه لا يُسمح بدخول أي بضائع تجارية إلى غزة لأن حركة «حماس» تسيطر على التجار.

الأمم المتحدة: إسرائيل لم تسمح بدخول البضائع التجارية إلى غزة منذ الثاني من أكتوبر.

منظمات الإغاثة: لم تدخل أي شاحنات تجارية منذ 30 سبتمبر (أيلول).

- التأكيد على أنه لن تكون هناك سياسة من جانب الحكومة الإسرائيلية لإجلاء المدنيين قسراً من شمال غزة إلى جنوبها

إسرائيل: تستهدف القوات الإسرائيلية في شمال غزة البنية التحتية لـ«حماس». وللحد من الضرر الذي قد يلحق بالمدنيين، تقوم إسرائيل بتحذير السكان، وإبعاد الأشخاص غير المتورطين عن مناطق القتال. وسوف تستمر المساعدات الإنسانية في شمال غزة ومنطقة جباليا.

الأمم المتحدة: كانت هناك عمليات إجلاء قسري.

منظمات الإغاثة: أمرت إسرائيل المدنيين بالإجلاء، بما في ذلك المرضى من المستشفيات. وعلى مدى الأسابيع الأربعة الماضية، نزح نحو 100 ألف شخص من شمال غزة.

- ضمان وصول المنظمات الإنسانية بشكل مستمر إلى شمال غزة من إسرائيل ومن جنوب غزة

إسرائيل: قال المتحدث باسم وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق: «نعم، نحن نسمح بذلك».

الأمم المتحدة: مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية يقول إن العاملين في المجال الإنساني ليس لديهم إمكانية الوصول المستمر إلى شمال غزة.

منظمات الإغاثة: إسرائيل لم تفعل ذلك.


مقالات ذات صلة

مقتل 14 فلسطينياً في غارات إسرائيلية على غزة

العالم العربي مقتل أحد عناصر الدفاع المدني الفلسطيني وإصابة العشرات جراء قصف جوي ومدفعي على قطاع غزة (أ.ف.ب)

مقتل 14 فلسطينياً في غارات إسرائيلية على غزة

أعلن الدفاع المدني في غزة مقتل 14 فلسطينياً على الأقل، بينهم عدد من الأطفال والنساء، في قصف إسرائيلي على القطاع منذ فجر الثلاثاء.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي رد فعل امرأة فلسطينية على مقتل أحد أقربائها في غارة إسرائيلية قرب مجمع ناصر الطبي بخان يونس جنوب غزة (أ.ف.ب)

«هدنة غزة»: مفاوضات «متأرجحة» ومصير «مهدد» للرهائن

وسط تسريبات إعلام إسرائيلي عن صعوبات تعيق إبرام اتفاق في قطاع غزة، تحدث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن وجود «تقدم جزئي»، دون تحديد موعد عقد الصفقة المرتقبة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي أطفال من غزة (أ.ف.ب)

إسرائيل تتخذ إجراءات أوسع لتعزيز قواتها تحضيراً لإقامة أطول في غزة

يخشى سكان جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون خصوصاً من عدم القدرة على العودة إلى منازلهم وبقاء القوات الإسرائيلية لفترة طويلة حتى لو تم التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار.

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية الرهينة الإسرائيلية المفرج عنها حنا كاتسير (متداولة)

إسرائيل تقول إن رهينة توفيت بعد الإفراج عنها هي «ضحية إرهاب حماس»

اعتبرت الحكومة الإسرائيلية، اليوم (الثلاثاء)، رهينة توفيت بسبب مرض أصابها بعد الإفراج عنها جراء اختطافها في غزة، ضحية لهجوم السابع من أكتوبر 2023.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي أطفال مصابون ينظرون من منزل مدمر تعرض لغارة إسرائيلية في دير البلح وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

«الأونروا»: طفل يُقتل كل ساعة في غزة

أعلنت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أن هناك طفلاً واحداً يُقتل كل ساعة في غزة.

«الشرق الأوسط» (غزة)

«هدنة غزة»: مفاوضات «متأرجحة» ومصير «مهدد» للرهائن

رد فعل امرأة فلسطينية على مقتل أحد أقربائها في غارة إسرائيلية قرب مجمع ناصر الطبي بخان يونس جنوب غزة (أ.ف.ب)
رد فعل امرأة فلسطينية على مقتل أحد أقربائها في غارة إسرائيلية قرب مجمع ناصر الطبي بخان يونس جنوب غزة (أ.ف.ب)
TT

«هدنة غزة»: مفاوضات «متأرجحة» ومصير «مهدد» للرهائن

رد فعل امرأة فلسطينية على مقتل أحد أقربائها في غارة إسرائيلية قرب مجمع ناصر الطبي بخان يونس جنوب غزة (أ.ف.ب)
رد فعل امرأة فلسطينية على مقتل أحد أقربائها في غارة إسرائيلية قرب مجمع ناصر الطبي بخان يونس جنوب غزة (أ.ف.ب)

وسط تسريبات إعلام إسرائيلي عن صعوبات تعيق إبرام اتفاق في قطاع غزة، تحدث رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، عن وجود «تقدم جزئي»، دون تحديد موعد عقد الصفقة المرتقبة، وسط تحذيرات من «حماس» بشأن مصير الرهائن.

المشهد التفاوضي، حسب خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، سيظل «متأرجحاً بين تقدم وظهور فجوات»، مرجعين ذلك إلى «تعنت ومناورات» بدأت من نتنياهو بهدف تحقيق أكبر قدر من المكاسب حتى لو وصل الأمر لتعطيل الاتفاق قليلاً وتوسيع جبهة الرد على الحوثيين في اليمن، مستدركين: «لكن بأي حال لن يتجاوز رئيس الوزراء مهلة ترمب بشأن إبرام الصفقة قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل».

وكشفت خارجية قطر، الثلاثاء، عن أن مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة «مستمرة»، داعية الجميع إلى «التعاون» مع الوساطة، وفق ما نقله إعلام قطري، وذلك غداة حديث صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، الاثنين، عن مصدر لم تسمه، بأنه «لا يوجد تقدم حقيقي في المفاوضات».

تتماشى تقديرات الصحيفة مع ما ذكرته «القناة 13» الإسرائيلية، الأحد، نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين بأن «التفاؤل الذي ساد الأسبوع الماضي بشأن إمكانية صياغة اتفاق مبدئي قد تبدد بسبب تصاعد الخلافات وعدم وجود بوادر لانفراجة قريبة في المحادثات، خصوصاً مع استمرار التباين حول قوائم الأسرى ومحور فيلادلفيا الحدودي مع مصر».

تلك الخلافات تأتي وسط إعلان حركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي» و«الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين»، في بيان مشترك، السبت، إحراز تقدُّم باتِّجاه التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وتأكيد الفصائل أن «إمكانية الوصول إلى اتفاق باتت أقرب من أي وقت مضى، إذا توقف العدو عن وضع اشتراطات جديدة»، وذلك في أعقاب محادثات جرت قبل يوم في القاهرة.

غير أن نتنياهو أكّد إحراز بعض التقدم في المفاوضات الجارية، لكنه تحدث عن عدم معرفة متى ستظهر نتائج ذلك، وذلك خلال كلمة ألقاها في الكنيست، الاثنين، عن «إنجازات عظيمة» عسكرياً حققها، بينما اتهمه زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، بأنه «المسؤول عن تعطيل إنجاز صفقة الرهائن».

وفي ظل ذلك التضارب، يتوقع المحلل السياسي الفلسطيني، عبد المهدي مطاوع، أن يستمر تأرجح المفاوضات بين إعلانات تقدم ووجود فجوات، في ظل استمرار نتنياهو في المناورة حتى آخر لحظة للحصول على مكاسب، وتمسك إسرائيل بالحصول على قائمة بأسماء الرهائن الأحياء والأموات رغم أنه «مطلب يؤخر الوصول لاتفاق».

امرأة فلسطينية يتم إنقاذها من سيارة إسعاف بعد إصابتها في غارة إسرائيلية بدير البلح وسط غزة (أ.ف.ب)

ويعتقد الخبير المصري في الشؤون الاستراتيجية والعسكرية، اللواء سمير فرج، أن نتنياهو يواصل عادته السابقة، كلما اقترب أي اتفاق من النجاح، وهي إضافة شروط وعراقيل جديدة، مرجحاً أن يكون حديثه عن «وجود بعض التقدم تهدئةً لأسر الرهائن وسط تصاعد الانتقادات ضده».

ووسط هذه التوقعات بتأخر إعلان اتفاق هدنة جديد، حذر مرشح الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لمنصب مستشار الأمن القومي، مايك والتز، من أن الإدارة الجديدة لن تتسامح أبداً مع احتجاز رهائن أميركيين، مؤكداً أن هذا أمر غير مقبول على الإطلاق، و«سوف يكون هناك ثمن باهظ للغاية»، وفق ما نقلته «تايمز أوف إسرائيل»، الاثنين.

وذكرت «كتائب القسام»، التابعة لحركة «حماس»، أن مصير بعض الأسرى يعتمد على سلوك القوات الإسرائيلية، وقال المتحدث باسم «الكتائب»، أبو عبيدة، في بيان، إن «مصير بعض أسرى العدو مرهون بتقدم جيش الاحتلال لمئات الأمتار في بعض المناطق التي تتعرض للعدوان».

ولا يرى مطاوع أي اهتمام سيحدث جراء تهديدات «حماس» بشأن مصير الرهائن، مؤكداً «أن تكرار تلك الدعاية أفقدها أهميتها في ظل التعود الإسرائيلي الرسمي عليها دون أن يُحدث قلق أُسرِ الرهائن فارقاً... ولن يعير نتنياهو كذلك أي اهتمام بالرهائن أو مصيرهم، وربما مهلة ترمب شجعته بشكل أكبر، بأن الأمر سينتهي في موعد ليس بعيداً، وبالتالي سيعمل قبل ذلك على تعزيز مكاسبه الشخصية والسياسية والضغوط على المفاوضات».

ويرى فرج أن «تهديدات (حماس) بشأن الرهائن طبيعية في ظل إمكانية استهدافهم من جانب إسرائيل مع استمرار الحرب على قطاع غزة»، مؤكداً أن نتنياهو لن يهتم بذلك، موضحاً أن تحذيرات واشنطن لن يكون لها أثر في حماية الرهائن إلا باتفاق قريب وضغوط على رئيس الوزراء الإسرائيلي لوقف تصعيده المحتمل بالمنطقة.

وأقر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، للمرة الأولى علناً، بمسؤولية إسرائيل عن اغتيال زعيم حركة «حماس»، إسماعيل هنية، بإيران في يوليو (تموز) الماضي، وهدّد باتخاذ إجراءات مماثلة ضد قيادة جماعة الحوثي المتمردة في اليمن.

وقد يستغل نتنياهو ملف توجيه الضربات للحوثيين لقلب طاولة مفاوضات غزة، وخلط الأوراق وممارسة ضغوط إضافية لتحقيق مكاسب أكبر، مثلما يتوقع مطاوع.

وبالتالي، فقد يستمر تأرجُح المفاوضات صعوداً وهبوطاً مع عراقيل نتنياهو، وفق مطاوع، مستدركاً: «لكن سيتم إبرام هدنة قبل تنصيب ترمب بوقت قليل أو كثير بخلاف ما كان متوقعاً للهدنة أن تتم الأيام المقبلة وقبل نهاية العام».

ويتوقع فرج أن يستمر نتنياهو في المناورة، مع احتمال أن يبرم الصفقة مع قرب تنصيب ترمب أو الأسبوع الأول من توليه السلطة، لعدم منح مكاسب لإدارة جو بايدن، وجعلها حصرية لحليفه الرئيس الأميركي الجديد.