تل أبيب تدعو سلطات الشمال للاستعداد للحرب وتوسّع استهدافها لجنوب لبنان

تصعيد إسرائيلي إثر مقتل جندي وإصابة آخرين في عملية لـ«حزب الله»

رجل وسيدة أمام أحد المباني التي تعرضت للقصف الإسرائيلي في وادي جيلو في جنوب لبنان (أ.ف.ب)
رجل وسيدة أمام أحد المباني التي تعرضت للقصف الإسرائيلي في وادي جيلو في جنوب لبنان (أ.ف.ب)
TT
20

تل أبيب تدعو سلطات الشمال للاستعداد للحرب وتوسّع استهدافها لجنوب لبنان

رجل وسيدة أمام أحد المباني التي تعرضت للقصف الإسرائيلي في وادي جيلو في جنوب لبنان (أ.ف.ب)
رجل وسيدة أمام أحد المباني التي تعرضت للقصف الإسرائيلي في وادي جيلو في جنوب لبنان (أ.ف.ب)

شهدت الجبهة الجنوبية في لبنان ليلاً متوتراً نتيجة تكثيف القصف الإسرائيلي على بلدات عدّة مع تسجيل توسيع للمدى الجغرافي للضربات في عمق الجنوب، في وقت يستمر فيه التهديد من قبل المسؤولين الإسرائيليين وكان آخرها على لسان عضو مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس الذي دعا رؤساء السلطات المحلية في شمال إسرائيل إلى الاستعداد لأيام «أكثر صعوبة... وقد يؤدي ذلك إلى الحرب».

ونقلت هيئة البث الإسرائيلية، الخميس، عن غانتس قوله خلال اجتماع عقده، الثلاثاء الماضي، مع رؤساء عدد من البلديات والمجالس المحلية في الشمال: «أعتقد أن الحكومة اللبنانية لا تريد اندلاع حرب واسعة النطاق، وكذلك (حزب الله)، ومن الضروري الضغط عليه في هذا الوقت قبل أن يذهب الجميع إلى حرب أوسع».

وحذر الوزير من أن هذا الأمر «لن يكون بلا ثمن، وسنعيش لحظات مؤلمة جداً عندما يحدث هذا الشيء، لكن لن نهرب منه».

وبحسب هيئة البث، أجرى مسؤولون كبار على المستوى السياسي نقاشاً مغلقاً هذا الأسبوع، عقب التصعيد في الشمال، وقال الوزيران بمجلس الحرب غانتس وغادي آيزنكوت إن على إسرائيل أن تسعى جاهدة للتوصل إلى اتفاق مع «حماس» من أجل التحول إلى حملتها في الشمال. واعترض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لافتاً إلى أن تحقيق أهداف الحرب في غزة هو الأولوية القصوى، وأنه لن يكون من المناسب التعامل مع الشمال إلا بعد تحقيق أهداف الحرب في الجنوب، وفق ما نقلته الهيئة.

والخميس، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل جندي في شمال البلاد، وقال في بيان له إنه «سقط في أثناء القتال في الشمال»، الأربعاء، بعد إطلاق طائرتين مسيرتين متفجرتين من لبنان في اتجاه بلدة حرفيش في شمال إسرائيل. وبحسب المراسل العسكري لصحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، فإن الجندي قضى في هجوم الطائرة المسيرة الذي أدى إلى إصابة تسعة جنود آخرين، أحدهم في حالة حرجة، مساء الأربعاء. وأضاف: «قام (حزب الله)... خلال الأشهر الثمانية الماضية بتصعيد هجماته ضد إسرائيل كل يوم تقريباً»، مشيراً إلى أن «حزب الله» «يحاول اختراق الآليات الدفاعية الإسرائيلية».

وبمقتل الجندي، الأربعاء، يرتفع عدد القتلى في شمال إسرائيل بنيران «حزب الله» إلى 15 جندياً و11 مدنياً وفقاً للجيش منذ بدء الاشتباكات، بعد اندلاع الحرب في قطاع غزة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، فيما أسفر تبادل إطلاق النار في لبنان عن مقتل 455 شخصاً، بينهم 88 مدنياً، وفق تعداد لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وميدانياً، استمرت العمليات المتبادلة بين «حزب الله» وإسرائيل، وقد أغارت مسيّرة إسرائيلية قرابة العاشرة صباحاً، بصاروخ موجه مستهدفة دراجة نارية في ساحة بلدة عيترون، حيث أفيد عن وقوع إصابات، ليعود بعدها «حزب الله» وينعى أحد مقاتليه ويدعى حسين نعمة الحوراني من مدينة بنت جبيل في جنوب لبنان.

وردّت «المقاومة الإسلامية» على «‏اعتداءات العدو الإسرائيلي على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل الآمنة وآخرها في عيترون»، باستهداف مقر قيادة الفرقة 91 في ثكنة برانيت وتموضعات الجنود في ‏محيطها بصواريخ «فلق 1»، بحسب ما أعلنت في بيان لها.

وكانت قد شهدت ساعات الليل، بعد عملية حرفيش ومقتل الجندي الإسرائيلي، تكثيفاً للغارات والقصف الإسرائيلي في عمق الجنوب اللبناني، حيث أغار الطيران الحربي فجراً على بلدة وادي جيلو في قضاء صور، مستهدفاً منزلاً غير مأهول، ما أدى إلى تدميره واشتعال النيران في عدد من المنازل المحيطة بالمكان، ومستودع لأدوات التنظيف والزيوت، ما ألحق الأضرار بعشرات المنازل كتكسير الزجاج والنوافذ والتصدع، بالإضافة إلى أضرار جسيمة في البنى التحتية، خاصة شبكتي الكهرباء والمياه، بحسب ما ذكرت. وقد هرعت إلى المكان فرق الدفاع المدني لإطفاء الحرائق المشتعلة ومعالجة الإصابات البشرية المتوسطة والطفيفة، بحسب ما أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام». وتداول ناشطون صوراً لما قالوا إنه رسالة نصية وصلت إلى أحد السكان من رقم دانماركي تطلب منه إخلاء المكان كونه سيتعرض للقصف.

مواطنون يتفقدون منازلهم في بلدة وادي جيلو في جنوب لبنان إثر استهدافها بقصف إسرائيلي أدى إلى احتراقها (أ.ف.ب)
مواطنون يتفقدون منازلهم في بلدة وادي جيلو في جنوب لبنان إثر استهدافها بقصف إسرائيلي أدى إلى احتراقها (أ.ف.ب)

وكان الطيران الحربي قد شن غارة ليلاً على أطراف بلدة صديقين، مستهدفاً منزلاً، ما أدى إلى تدميره تدميراً كاملاً وإلحاق أضرار جسيمة في الممتلكات والبنى التحتية، كما أغار الطيران الإسرائيلي بُعيد منتصف الليل، على بلدة العديسة المحاذية لمستعمرة مسكفعام، ما أدى إلى اشتعال حريق في خزان مازوت بالقرب من عمود إرسال لشركة الهاتف «ألفا».

وألقى الجيش الإسرائيلي القنابل المضيئة فوق القرى الحدودية المتاخمة للخط الأزرق خلال الليل، وسط تحليق الطيران الاستطلاعي فوق قرى قضاء صور والساحل البحري وفوق الخط الأزرق المتاخم للحدود، فيما تعرضت أطراف بلدة عيتا الشعب في القطاع الأوسط لقصف مدفعي مباشر.

إلى ذلك تستمر إسرائيل في سياسة حرق الأحراج والمساحات الخضراء، حيث أدى القصف الفوسفوري إلى احتراق حرج مركبا.


مقالات ذات صلة

«العدل الأميركية» تفتح تحقيقا حول معاداة السامية بجامعة كاليفورنيا

الولايات المتحدة​ خيمة لأحد الطلاب المؤيدين للفلسطينيين داخل جامعة كاليفورنيا (أرشيفية - إ.ب.أ)

«العدل الأميركية» تفتح تحقيقا حول معاداة السامية بجامعة كاليفورنيا

فتحت وزارة العدل الأميركية تحقيقا يتعلق بالحقوق المدنية في منظومة جامعة كاليفورنيا لتحديد ما إذا كانت قد سمحت ببيئة معادية لليهود في أي من مواقعها العشرة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي مقاتلون من «حماس» يحمون منطقة تسليم رهائن إسرائيليين لفريق الصليب الأحمر بخان يونس في جنوب قطاع غزة الشهر الماضي (أ.ف.ب)

دول أوروبية بالأمم المتحدة ترفض «أي دور» لـ«حماس» في غزة مستقبلاً

شدّدت دول أوروبية عدة في أعقاب اجتماع لمجلس الأمن الدولي الأربعاء، على أنّ حركة «حماس» يجب ألا تؤدي «أي دور» في قطاع غزة مستقبلاً، بموجب الخطة التي قدّمها…

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
شؤون إقليمية فلسطينيون يتسوقون في إحدى الأسواق بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة (إ.ب.أ) play-circle

إسرائيل رداً على بيان أوروبي مشترك: لن نسمح بدخول مساعدات إنسانية إلى غزة

قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية، اليوم (الأربعاء)، رداً على بيان أوروبي مشترك، إن إسرائيل لن تسمح بدخول مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية رئيس الأركان الإسرائيلي الجديد إيال زامير (أ.ف.ب)

رئيس الأركان الإسرائيلي: المهمة ضد «حماس» لم تنتهِ بعد

أكد رئيس الأركان الإسرائيلي الجديد إيال زامير، اليوم الأربعاء، أن «مهمة إسرائيل ضد حركة (حماس) لم تنتهِ بعد» فيما الهدنة التي أوقفت القتال منذ 19 يناير مهددة.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي حينها يوآف غالانت في قاعدة عسكرية بالقرب من متسبيه رامون بإسرائيل 31 أكتوبر 2024 (رويترز) play-circle 33:25

نتنياهو يتلافى تحقيقاً عن تسبب سياساته في «7 أكتوبر»

يسعى بنيامين نتنياهو للتهرب من التحقيق بشأن المسؤولية السياسية عن إخفاقات 7 أكتوبر (تشرين الأول)؛ لذا فتح جبهة حرب جديدة ضد رئيس جهاز «الشاباك»، رونين بار

نظير مجلي (تل أبيب)

إسرائيل تحشد جيشها لـ«حرب لم تنته»

سكان مخيم «نور شمس» في الضفة الغربية يُخلون منازلهم فيما يواصل الجيش الإسرائيلي عمليته بالمنطقة أمس (أ.ب)
سكان مخيم «نور شمس» في الضفة الغربية يُخلون منازلهم فيما يواصل الجيش الإسرائيلي عمليته بالمنطقة أمس (أ.ب)
TT
20

إسرائيل تحشد جيشها لـ«حرب لم تنته»

سكان مخيم «نور شمس» في الضفة الغربية يُخلون منازلهم فيما يواصل الجيش الإسرائيلي عمليته بالمنطقة أمس (أ.ب)
سكان مخيم «نور شمس» في الضفة الغربية يُخلون منازلهم فيما يواصل الجيش الإسرائيلي عمليته بالمنطقة أمس (أ.ب)

حشدت إسرائيل جيشها لحرب رأت أنها «لم تنته» ضد حركة «حماس». وخلال مراسم تنصيبه، أمس، قال رئيس الأركان الجديد للجيش، إيال زامير، إن «حماس تلقت بالفعل ضربة قاسية لكنها لم تُهزَم»، مضيفاً أن «المهمة لم تنتهِ بعد». بدوره خاطب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو القائد العسكري الجديد خلال الفعالية بالقول: «مسؤولية كبيرة جداً تقع على عاتقكم... نتائج الحرب سيكون لها تأثير على مدى أجيال، ونحن مصممون على تحقيق النصر».

وبعد يوم من اعتمادها عربياً، رفضت الولايات المتحدة وإسرائيل خطة إعادة إعمار قطاع غزة التي أقرت في قمة القاهرة.

وبينما جاء الرفض الإسرائيلي قاطعاً، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، براين هيوز، إن الخطة العربية لإعمار القطاع «تتجاهل واقعاً مدمراً، ولا تعالج حقيقة مفادها أن غزة غير صالحة للسكن حالياً».

وبعدما أكد أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب متمسك برؤيته لإعادة بناء «غزة خالية من (حماس)»، عاد وقال إنه يتطلع إلى مزيد من المحادثات «لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة».

في غضون ذلك، أفاد مصدران مطلعان على المناقشات لموقع «أكسيوس»، بأن إدارة ترمب تجري محادثات مباشرة مع «حماس» بشأن إطلاق سراح الرهائن الأميركيين المحتجزين في غزة وإمكانية التوصل إلى اتفاق أوسع لإنهاء الحرب.