إسرائيل تضع قواعدها في الشمال بحالة تأهّب

تبادل لرسائل أمنية وعسكرية مع «حزب الله»

تدريبات إسرائيلية على الحدود مع لبنان (رويترز)
تدريبات إسرائيلية على الحدود مع لبنان (رويترز)
TT

إسرائيل تضع قواعدها في الشمال بحالة تأهّب

تدريبات إسرائيلية على الحدود مع لبنان (رويترز)
تدريبات إسرائيلية على الحدود مع لبنان (رويترز)

وضعت إسرائيل قواعدها العسكرية في الشمال في حالة تأهب، غداة زيارات لافتة على مدى يومين لقيادتها السياسية والعسكرية إلى الشمال، والإجراءات الأمنية التي اتخذتها في المستوطنات الحدودية مع لبنان التي تتعرض لقصف من قبل «حزب الله».

وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن الجيش «وضع قواعد عسكرية في الشمال في حالة تأهب تحسباً لتلقي ضربات والدخول إلى المناطق المحصنة»، وذلك بموازاة إعلانه عن «إسقاط صاروخ (كروز) في الجولان قادم من الشرق»، و«اعتراض القبة الحديدية لهدف جوي مشبوه عبر من لبنان».

وتحولت المنطقة على ضفتي الحدود إلى منطقة شبه عسكرية، حيث تقلص عدد المدنيين على الشريط الحدودي من الجهتين، إلى الحدود القصوى، إذ تقول وسائل إعلام إسرائيلية إن المدنيين تم إجلاؤهم من عمق يناهز الخمسة كيلومترات، في مقابل تأكيدات لبنانية بأن القسم الأكبر من سكان المنطقة الحدودية أخلى منازله. وأتاح ذلك للطرفين تبادل النيران على نطاق واسع، ومن ضمنه السلاح الثقيل.

تحول عسكري

على الضفة الإسرائيلية، استخدم الجيش في الأيام الماضية المدفعية الثقيلة من عيار 240 مللم، حسبما قالت مصادر ميدانية في الجنوب، للمرة الأولى منذ بدء الحرب، إذ كانت المدفعية الإسرائيلية تطلق قذائف من عيار 155، أو من عيار 175 لقصف الأراضي اللبنانية. كما باتت الغارات الجوية أكثر عنفاً، وتؤدي إلى تدمير مربعات سكنية وعدة منازل دفعة واحدة، وذلك بشكل متكرر في الأسبوع الأخير، خلافاً لما كان الوضع عليه في الشهور الماضية.

وأدخل الجيش الإسرائيلي أيضاً القنابل الارتجاجية الخارقة للتحصينات، خلال الأسابيع الماضية، التي يُسمع دويها والاهتزاز الناتج عنها على مسافة تصل إلى 50 كيلومتراً، حسبما يقول أهالي الجنوب في قضائي صيدا والنبطية.

وعلى ضفة «حزب الله»، بات تركيزه في الفترة الأخيرة على استخدام الصواريخ المنحنية، وخصوصاً «الكاتيوشا» و«فلق» و«بركان»، التي تضاعف استخدامها في الشهر الأخير بمستويات كبيرة عما كان عليه الأمر في الشهور الماضية، وذلك في استهداف بلدات كبيرة مثل كريات شمونة، ومواقع عسكرية غير ملاصقة للحدود اللبنانية.

الدخان يتصاعد جراء غارة إسرائيلية استهدفت بلدة الخيام بجنوب لبنان (أ.ف.ب)

رسائل أمنية وسياسية

هذا التحول العسكري الميداني، دفع الطرفين لبث رسائل أمنية وسياسية متصلة بالحرب القائمة على الحدود.

وعلى ضفة «حزب الله»، بث يوم الأربعاء تسجيلاً يظهر مقاتلين له يطلقون النار على موقع راميا العسكرية، من مسافة قريبة قال إنها «عشرات الأمتار»، وذلك في محاولة لإثبات وجوده في المنطقة الحدودية وعدم إخلائها.

أما من الجهة الإسرائيلية، فقد عرض وزير الدفاع يوآف غالانت، الأربعاء، صوراً لقيادات من «حزب الله» قال إن الجيش اغتالهم، من ضمن 320 مقاتلاً وقيادياً من الحزب منذ 8 أكتوبر (تشرين الأول)، وذلك في أعقاب جولة ميدانية على الحدود، وتوعد اللبنانيين «بدفع الثمن»، لافتاً في ختام زيارته لمقرات عسكرية تابعة للقيادة الشمالية إلى أن الجيش يقوم بعمليات دقيقة «سواء على خط التماس أو في عمق لبنان».

صورة عرضها غالانت خلال زيارته للحدود الشمالية قال إنها تتضمن قيادات من «حزب الله» اغتالتهم إسرائيل (إعلام إسرائيلي)

وتنسحب تلك الرسائل الأمنية على رسائل عسكرية، تمثلت من جانب إسرائيل في ثلاث زيارات إلى الشمال خلال يومين، فإلى جانب غالانت، زار رئيس حكومة الحرب بنيامين نتنياهو المنطقة، كذلك زار الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ بلدة المطلة الحدودية الشمالية.

في المقابل، كرر «حزب الله» موقفه الرافض لوقف الحرب، وأكَّد نائب رئيس مجلسه التنفيذي الشيخ علي دعموش أنَّ «جبهتنا في الجنوب مستمرة إسناداً لغزة، ولن تتوقف مهما بلغت التضحيات قبل توقف العدوان»، مشدداً على أن «المقاومة تحقق إنجازات في هذه الجبهة، وتكرس فيها المعادلات، التي أدت إلى تهجير أكثر من تسعين ألف مستوطن من شمال فلسطين المحتلة، وعطلت الحياة والمصالح والمصانع في هذه المنطقة، وكبدت، ولا تزال تكبد، العدو خسائر كبيرة».


مقالات ذات صلة

وزير الدفاع اللبناني في دمشق الأربعاء

المشرق العربي وزير الدفاع ميشال منسى مجتمعاً مع قائد الجيش العماد رودولف هيكل الاثنين (تويتر)

وزير الدفاع اللبناني في دمشق الأربعاء

يجري وزير الدفاع اللبناني ميشال منسى زيارة إلى دمشق، الأربعاء، يلتقي خلالها نظيره السوري مرهف أبو قصرة للبحث في الوضع الأمني عند الحدود بين البلدين.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي مجلس النواب اللبناني

مجلس الشيوخ... خطوة إصلاحية يرتبط اتخاذها بـ«لا طائفية» البرلمان اللبناني

عاد مشروع إنشاء «مجلس الشيوخ» للواجهة مع بدء الاستعدادات السياسية لإنجاز الانتخابات النيابية العام المقبل في لبنان، والحديث عن إجراء تعديلات على قانون الانتخاب.

كارولين عاكوم (بيروت)
المشرق العربي بوصعب (الثالث من اليمين) مترئساً جلسة للجان المشتركة في البرلمان الاثنين (الوكالة الوطنية)

خلافات لبنانية «مبكرة» بشأن قانون الانتخابات النيابية

أرجأ مجلس النواب اللبناني، الاثنين، مناقشة اقتراحات لتعديل قانون الانتخابات النيابية، إثر سجالات بين القوى السياسية.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس خلال مؤتمر صحافي إلى جانب وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر في القدس (أ.ف.ب) play-circle

الاتحاد الأوروبي يحذر من ضربات إسرائيل على سوريا ولبنان

حذّرت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس من أن الضربات الإسرائيلية على سوريا ولبنان من شأنها أن تؤدي إلى «مزيد من التصعيد».

«الشرق الأوسط» (القدس)
المشرق العربي مواطنة تحمل صورة لسيدة قُتلت في غارة إسرائيلية استهدفت منطقة صور مساء السبت (إ.ب.أ)

تصعيد إسرائيلي متواصل على لبنان

استمر التصعيد الإسرائيلي، لليوم الثاني على التوالي، في وقت تتواصل الجهود الدبلوماسية لمنع تفاقم الوضع.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

الجيش الإسرائيلي يعلن قصف أهداف عسكرية في وسط سوريا

الجيش الإسرائيلي قصف أهدافاً في قاعدتين عسكريتين سوريتين بمحافظة حمص (أرشيفية - رويترز)
الجيش الإسرائيلي قصف أهدافاً في قاعدتين عسكريتين سوريتين بمحافظة حمص (أرشيفية - رويترز)
TT

الجيش الإسرائيلي يعلن قصف أهداف عسكرية في وسط سوريا

الجيش الإسرائيلي قصف أهدافاً في قاعدتين عسكريتين سوريتين بمحافظة حمص (أرشيفية - رويترز)
الجيش الإسرائيلي قصف أهدافاً في قاعدتين عسكريتين سوريتين بمحافظة حمص (أرشيفية - رويترز)

أعلن الجيش الإسرائيلي، صباح الثلاثاء، أنّه قصف قاعدتين عسكريتين في وسط سوريا، إحداهما قرب تدمر، وذلك بعيد أيام من شنّه غارات جوية مماثلة استهدفت الموقعين نفسيهما، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقال الجيش في بيان على تطبيق «تلغرام»: «قبل قليل، قصف جيش الدفاع الإسرائيلي قدرات عسكرية متبقية في قاعدتي تدمر والتيفور العسكريّتين السوريتين»، علماً بأن قاعدة «التيفور» المشتقّ اسمها من «T4» بالإنجليزية وتدعى أيضاً «قاعدة التياس الجوية العسكرية» هي مطار عسكري يبعد 50 كيلومتراً غرب تدمر بمحافظة حمص.