نصر الله يدعو السلطات اللبنانية لفتح البحر أمام هجرة السوريين إلى أوروبا

عدّها «وسيلة ضغط» على الغرب لرفع العقوبات عن دمشق بما يتيح إعادة النازحين

مناصر لـ«حزب الله» يلتقط صورة لنصر الله أثناء خطابه في الضاحية الجنوبية (رويترز)
مناصر لـ«حزب الله» يلتقط صورة لنصر الله أثناء خطابه في الضاحية الجنوبية (رويترز)
TT

نصر الله يدعو السلطات اللبنانية لفتح البحر أمام هجرة السوريين إلى أوروبا

مناصر لـ«حزب الله» يلتقط صورة لنصر الله أثناء خطابه في الضاحية الجنوبية (رويترز)
مناصر لـ«حزب الله» يلتقط صورة لنصر الله أثناء خطابه في الضاحية الجنوبية (رويترز)

دعا أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله السلطات اللبنانية لاتخاذ قرار سياسي يتيح فتح البحر أمام السوريين الراغبين في الهجرة إلى أوروبا، وذلك للضغط على المجتمع الدولي لرفع الحصار عن سوريا وتأمين ظروف عودة النازحين إليها، متهماً الولايات المتحدة وأوروبا بعرقلة عودتهم من لبنان.

ويأتي اقتراح نصر الله قبل يومين من انعقاد جلسة برلمانية لمناقشة ملف حزمة المساعدات الأوروبية للبنان والبالغة قيمتها مليار دولار تُصرف على 4 سنوات «لتعزيز استقرار لبنان». وتعتزم بعض الكتل النيابية مساءلة الحكومة حول دورها في إعادة النازحين السوريين الذين يفوق عددهم المليونين، حسب الأرقام الحكومية، وأثار وجودهم أخيراً سجالات سياسية داخلية، خصوصاً بعد مطالبة الاتحاد الأوروبي لبنان بالتعاون لوقف تدفق اللاجئين إلى أوروبا.

وقال نصر الله، في خطاب ألقاه لمناسبة ذكرى 8 سنوات على مقتل قائده العسكري مصطفى بدر الدين في سوريا، إن هناك «إجماعاً على أن أزمة النزوح السوري مشكلة وتجب معالجتها، وهو إجماع يتم للمرة الأولى»، معتبراً أن «اجتماع مجلس النواب، الأربعاء المُقبل، فرصة لتقديم طروحات عملية لملف النازحين السوريين».

واتهم نصر الله «أميركا وأوروبا والمجتمع الدولي» بأنهم لا يريدون عودة النازحين، وحمّلهم مسؤولية ذلك، قائلاً إن الدول الغربية «تقدم الأموال حتى لا يعود النازحون إلى سوريا». وطالب مجلس النواب بـ«تشكيل لجنة تذهب إلى الدول التي تعارض عودة النازحين لتحميلها المسؤولية». كما طالب نصر الله الحكومة اللبنانية بـ«التواصل مع الحكومة السورية بشكل رسمي لفتح الأبواب أمام عودة النازحين».

ورأى نصر الله أن مشكلة بقاء النازحين تعود إلى الصعوبات الاقتصادية الناتجة عن «قانون قيصر» الذي أصدرته الولايات المتحدة في 2018، والعقوبات الأوروبية على النظام السوري. وقال: «تجب مساعدة سوريا لتهيئة الوضع أمام عودة النازحين وأولها إزالة العقوبات عنها». وأضاف: «مجلس النواب إن كان حقاً يريد إعادة النازحين فعليه مطالبة الولايات المتحدة الأميركية بإلغاء قانون قيصر ومطالبة أوروبا بإلغاء العقوبات»، لافتاً إلى أن «سوريا لديها من العقول والخبرات والإمكانات للتعافي خلال سنوات في حال أُزيلت العقوبات عنها».

مناصر لـ«حزب الله» يلتقط صورة لنصر الله أثناء خطابه في الضاحية الجنوبية (رويترز)

ودعا نصر الله إلى وسيلة ضغط على الدول الغربية لرفع العقوبات عن سوريا. وقال: «يجب أن نحصل على إجماع لبناني على فتح البحر أمام النازحين السوريين بإرادتهم بدلاً عن تعريضهم للخطر عبر الرحيل من خلال طرق غير شرعية وهذا يحتاج إلى غطاء وطني»، في إشارة إلى قرار سياسي يسمح لمراكب المهاجرين بالانطلاق من السواحل اللبنانية باتجاه السواحل الأوروبية.

وأضاف: «قرار فتح البحر أمام النازحين يحتاج إلى شجاعة وإذا اتخذناه فسيأتي الأميركي والأوروبي إلى الحكومة لإيجاد حل فعلي». وتوجه إلى القوى السياسية اللبنانية بالقول إن «المظاهرات والتصريحات ومطالبة القوى الأمنية بدفع النازحين إلى العودة، لن توصل إلى النتيجة المطلوبة».


مقالات ذات صلة

مفوضية اللاجئين في لبنان: الأسابيع الماضية الأكثر دموية وفداحة منذ عقود

المشرق العربي رجل يحمل كلبه بينما يهرب الناس على الدراجات النارية بجوار المباني المتضررة في أعقاب غارة إسرائيلية على منطقة الشياح في الضاحية الجنوبية لبيروت (رويترز)

مفوضية اللاجئين في لبنان: الأسابيع الماضية الأكثر دموية وفداحة منذ عقود

حذّر ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة للاجئين في لبنان إيفو فرايسن، اليوم (الجمعة)، من أن الأسابيع الماضية هي «الأكثر دموية وفداحة منذ عقود» على لبنان.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
خاص عدد كبير من المصريين يفضل المأكولات السورية (الشرق الأوسط)

خاص كيف أرضى السوريون ذائقة المصريين... وأثاروا قلقهم

تسبب الوجود السوري المتنامي بمصر في إطلاق حملات على مواقع التواصل الاجتماعي بين الحين والآخر تنتقد مشروعاتهم الاستثمارية.

فتحية الدخاخني (القاهرة )
شمال افريقيا طالبة لجوء سودانية مع أطفالها تتقدم بطلب لجوء في مركز تسجيل مفوضية اللاجئين بمصر (المفوضية)

البرلمان المصري يقرُّ قانون اللاجئين

أقر مجلس النواب المصري (البرلمان)، الثلاثاء، وبشكل نهائي، مشروع القانون المقدم من الحكومة بشأن «لجوء الأجانب»، الذي يتضمن 39 مادة «تنظم أوضاع اللاجئين وحقوقهم».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي أشخاص يحملون أمتعتهم أثناء عبورهم إلى سوريا سيراً على الأقدام عبر حفرة ناجمة عن غارات جوية إسرائيلية تهدف إلى قطع الطريق السريع بين بيروت ودمشق عند معبر المصنع في شرق البقاع بلبنان في 5 أكتوبر 2024 (أ.ب)

عبور 385 ألف سوري و225 ألف لبناني من لبنان إلى سوريا منذ 23 سبتمبر

أظهر تقرير للحكومة اللبنانية تسجيل عبور أكثر من 385 ألف سوري و225 ألف لبناني إلى الأراضي السورية منذ 23 سبتمبر (أيلول) وحتى الاثنين.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
شمال افريقيا طالبة لجوء سودانية مع أطفالها تتقدم بطلب لجوء في مركز تسجيل مفوضية اللاجئين بمصر (المفوضية)

«قانون اللاجئين» يثير جدلاً في مصر

أثار مشروع قانون ينظم أوضاع اللاجئين في مصر، ويناقشه مجلس النواب (البرلمان)، حالة جدل واسعة في مصر، وسط تساؤلات عن الفائدة التي ستعود على القاهرة من إقراره.

فتحية الدخاخني (القاهرة)

لا أمل لدى سكان غزة في تراجع الهجمات بعد أمري اعتقال نتنياهو وغالانت

فلسطينيون يؤدون صلاة الجمعة على أنقاض مسجد مدمر في خان يونس بجنوب قطاع غزة (إ.ب.أ)
فلسطينيون يؤدون صلاة الجمعة على أنقاض مسجد مدمر في خان يونس بجنوب قطاع غزة (إ.ب.أ)
TT

لا أمل لدى سكان غزة في تراجع الهجمات بعد أمري اعتقال نتنياهو وغالانت

فلسطينيون يؤدون صلاة الجمعة على أنقاض مسجد مدمر في خان يونس بجنوب قطاع غزة (إ.ب.أ)
فلسطينيون يؤدون صلاة الجمعة على أنقاض مسجد مدمر في خان يونس بجنوب قطاع غزة (إ.ب.أ)

لم يشهد سكان غزة، اليوم الجمعة، ما يدعوهم للأمل في أن يؤدي أمرا الاعتقال اللذان أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت إلى إبطاء الهجوم على القطاع الفلسطيني، فيما قال مسعفون إن 21 شخصاً على الأقل قُتلوا في غارات إسرائيلية جديدة، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال مسعفون إن ثمانية أشخاص قُتلوا في غارة استهدفت منزلاً في حي الشجاعية بمدينة غزة في شمال القطاع. كما قُتل ثلاثة آخرون في غارة بالقرب من مخبز، وقُتل صياد في أثناء توجهه إلى البحر. وقُتل تسعة أشخاص في ثلاث غارات جوية شنتها إسرائيل في وسط وجنوب القطاع.

منطقة عازلة

في الوقت نفسه، توغلت القوات الإسرائيلية أكثر في الشمال، وكثفت القصف في هجوم رئيسي تشنه منذ أوائل الشهر الماضي.

ويقول الجيش الإسرائيلي إنه يهدف إلى منع مقاتلي حركة «حماس» الفلسطينية من شن هجمات وإعادة تنظيم صفوفهم. ويعبّر سكان عن مخاوفهم من أن يكون الهدف هو إخلاء جزء من القطاع بشكل دائم ليكون منطقة عازلة، وهو ما تنفيه إسرائيل.

قال سكان في البلدات الثلاث المحاصرة في الشمال، وهي جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون، إن القوات الإسرائيلية فجرت عشرات المنازل.

وذكرت وزارة الصحة بغزة في بيان أن غارة إسرائيلية استهدفت مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا، وهو إحدى المنشآت الطبية الثلاث التي تعمل بالكاد في المنطقة، مما أسفر عن إصابة ستة من العاملين في المجال الطبي، بعضهم في حالة خطيرة.

وأضافت: «أدى الاستهداف أيضاً إلى تدمير المولد الكهربائي الرئيسي بالمستشفى، وثقب خزانات المياه لتصبح المستشفى من غير أكسجين ولا مياه، الأمر الذي ينذر بالخطر الشديد على حياة المرضى والطواقم العاملة داخل المستشفى، حيث يوجد فيه 80 مريضاً و8 حالات بالعناية المركزة».

أميركا والفيتو

وعدّ سكان في غزة قرار المحكمة الجنائية الدولية بالسعي إلى اعتقال اثنين من الزعماء الإسرائيليين بتهمة ارتكاب جرائم حرب بمثابة اعتراف دولي بمحنة القطاع. لكن الواقفين في طابور للحصول على خبز من أحد المخابز في مدينة خان يونس بجنوب القطاع يشكون في أن يكون لهذا القرار أي تأثير.

وقال صابر أبو غالي وهو ينتظر دوره بين الناس: «القرار لا ولن يُنفذ؛ لأن إسرائيل تحميها أميركا، ولها حق الفيتو في كل حاجة، أما إسرائيل فلا ولن تُحاسب».

وقال سعيد أبو يوسف (75 عاماً) إنه حتى لو تحققت العدالة فسيكون ذلك بعد تأخير عقود، «المحكمة الجنائية الدولية اتأخرت كتير، إلنا فوق الستة وسبعين عام بنسمع قرارات اللجنة هذه ولا تنفذ ولا تطبق ولا تعمل إلنا أي شيء».

وشنت إسرائيل حملة عسكرية على غزة رداً على هجوم «حماس» عليها في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 والذي تشير إحصاءات إسرائيلية إلى أنه أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز أكثر من 250 رهينة.

وقال مسؤولو الصحة الفلسطينيون إن 44 ألف فلسطيني تقريباً قُتلوا في غزة منذ ذلك الحين، وتحول جزء كبير من القطاع إلى ركام.

تعثر جهود الوساطة

وقال ممثلو الادعاء في المحكمة إن هناك أسباباً كافية للاعتقاد بأن نتنياهو وغالانت مسؤولان جنائياً عن ممارسات تشمل القتل والاضطهاد واستخدام التجويع سلاحاً في الحرب، في إطار «هجوم واسع وممنهج ضد السكان المدنيين في غزة».

كما أصدرت المحكمة أمر اعتقال لمحمد الضيف، القائد العسكري في «حماس»، الذي تقول إسرائيل إنها قتلته في غارة جوية في يوليو (تموز)، إلا أن «حماس» لم تؤكد أو تنف مقتله.

وتقول إسرائيل إن «حماس» هي المسؤولة عن كل ما يلحق بالمدنيين من أذى في غزة؛ لأن مقاتليها مندسّون بينهم، وهو ما تنفيه الحركة.

وندد سياسيون إسرائيليون من مختلف الأطياف السياسية بأمري الاعتقال، ورأوا أنهما صدرا بناء على تحيز، واستناداً إلى أدلة كاذبة. وتقول إسرائيل إن المحكمة ليست مختصة بنظر قضايا الحرب. وأشادت «حماس» بأمري الاعتقال بوصفهما خطوة مبدئية صوب تحقيق العدالة.

وتعثّرت جهود الوسيطين، مصر وقطر، بدعم من الولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. وتريد «حماس» التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب، في حين تعهد نتنياهو بأن الحرب لن تنتهي إلا بعد القضاء على «حماس».