يوم قتلى إسرائيل... عائلات الأسرى تستقبل نتنياهو ووزراءه بإهانات

كثير من أُسَرِ الرهائن تقاطع الاحتفالات

بنيامين نتنياهو وقادة إسرائيليون يشاركون في مراسم إحياء ذكرى قتلى إسرائيل في المقبرة العسكرية بالقدس الاثنين (أ.ب)
بنيامين نتنياهو وقادة إسرائيليون يشاركون في مراسم إحياء ذكرى قتلى إسرائيل في المقبرة العسكرية بالقدس الاثنين (أ.ب)
TT
20

يوم قتلى إسرائيل... عائلات الأسرى تستقبل نتنياهو ووزراءه بإهانات

بنيامين نتنياهو وقادة إسرائيليون يشاركون في مراسم إحياء ذكرى قتلى إسرائيل في المقبرة العسكرية بالقدس الاثنين (أ.ب)
بنيامين نتنياهو وقادة إسرائيليون يشاركون في مراسم إحياء ذكرى قتلى إسرائيل في المقبرة العسكرية بالقدس الاثنين (أ.ب)

أحدثت عائلات الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة تشويشاً كبيراً، الاثنين، خلال إحياء إسرائيل ذكرى قتلى الحروب التي خاضتها. واتهم ذوو هؤلاء المحتجَزين حكومة بنيامين نتنياهو بعدم الصدق في الدفاع عن أرواح الجنود والمواطنين، مؤكدين أنها تهدر أرواح 132 جندياً ومواطناً أسرى لدى حركة «حماس».

ففي غالبية الفعاليات التي نظمتها الحكومة الإسرائيلية في 53 مقبرة عسكرية، حضر مندوبون عن عائلات جنود إسرائيليين قتلى أو أسرى، ووجَّهوا عبارات مهينة لوزراء حضروا إلى المراسم في المقابر العسكرية لإحياء ذكرى الجنود القتلى في الحروب، الاثنين. وغادر كثير من ذوي الجنود القتلى المراسم الرسمية التي أقيمت في القدس، خلال خطاب نتنياهو، ورفع أحد المشاركين علم إسرائيل وكتب عليه «7.10»، في إشارة إلى الإخفاق الأمني الإسرائيلي في عدم توقع هجوم حركة «حماس» في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وعندما قال نتنياهو في خطابه: «لا ننسى المخطوفين ولو للحظة. ونعمل دون هوادة من أجل إعادتهم جميعاً، الأحياء والشهداء، إلى الديار، ولن نتوقف (عن شن الحرب على غزة) حتى نقضي على حكم (حماس) الإرهابي، وسنحاسبهم جميعاً»، صرخ والد جندي قتيل نحوه قائلاً: «يا نِفاية، أخذت أولادي!».

وجرت مواجهات في المقبرة العسكرية في أشدود، حيث ألقى وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، كلمة. وصرخت عائلات تجاه بن غفير: «انصرف من هنا، مجرم. دجال. نفاية، لم تخدم في الجيش دقيقة واحدة». ورفع ذوو جنود قتلى لافتات منددة بوزير الدفاع، يوآف غالانت، في أثناء إلقائه كلمة في المقبرة العسكرية بتل أبيب، تطالبه بالاستقالة، وتقول: «دم أبنائنا على يديك». كما رفع آخرون لافتات ضد وزيرة المواصلات ميري ريجف، جاء فيها: «أنتم شلة زعران لا حكومة». أما وزير الإسكان، يتسحاق غولدكنوبف، فتمت مواجهته في المقبرة العسكرية في رحوفوت: «أيها اللصوص، نهبتم أموال الدولة». واحتجت عائلات ضد خطاب وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، في بلدة أوفاكيم بالنقب، وحاول نشطاء اليمين المتطرف التصدي لأفراد هذه العائلات، وصرخوا تجاههم: «اخجلوا. يساريون خائنون».

جنود إسرائيليون في غزة خلال إحياء مراسم ذكرى القتلى الاثنين (الجيش الإسرائيلي - أ.ف.ب)
جنود إسرائيليون في غزة خلال إحياء مراسم ذكرى القتلى الاثنين (الجيش الإسرائيلي - أ.ف.ب)

والمعروف أن إسرائيل تحيي عشية احتفالاتها بيوم الاستقلال من كل سنة، ذكرى قتلى «الحروب والأعمال العدائية»، بمهرجانات تأبين رسمية كبرى، وتحاول إضفاء أجواء رومانسية تعاطفاً معهم ومع العائلات المكلومة. ووفق إحصاءات الجيش يبلغ عدد القتلى 25040 شخصاً منذ سنة 1860 (تاريخ مولد ثيودور هرتزل مؤسس الصهيونية السياسية الحديثة)، بينهم 766 جندياً وضابطاً قُتلوا في السنة الأخيرة. لكن الحكومة كانت تتوقع أن يشوش أفراد من عائلات الأسرى وبعض عائلات القتلى على هذه الأجواء، فنظمتها بطريقة تختزل عدد الحضور، وقررت تصوير الحفل المركزي في القدس سلفاً، ومن دون جمهور، لتفادي الصدام؛ ولذلك، اختار كثير منهم عدم المشاركة في الاحتفالات الرسمية، وإقامة احتفالات خاصة مختلفة. وبدلاً من إضاءة الشموع، اختارت العائلات «حفل إطفاء الشموع حزناً على الأبناء المخطوفين الذين أهدرت الحكومة دماءهم»، وفق وصفها.

لكن هذا لم يمنع القادة الإسرائيليين من إلقاء خطابات نارية رددوا فيها شعارات الانتصار و«الوحدة الوطنية». وقال رئيس الدولة، يتسحاق هرتسوغ، إن «الشعب اليهودي يحلم دائماً بالسلام، ولكن ما دامت إسرائيل تحت الهجوم فلن نلقي سيوفنا». وأضاف هرتسوغ، الذي حضر بقميص ممزق الياقة دليلاً على الحداد: «أقف هنا، بجوار بقايا هيكلنا، بثياب ممزقة. هذا التمزيق – رمز الحداد اليهودي، هو رمز حداد وحزن شعب بأكمله في هذا العام. عام من الحداد الوطني. رمز للتمزق الملطخ بالدماء في قلوب الناس. دمعة في قلب دولة إسرائيل – المحطمة، الثكلى، التي تذرف دموعاً مريرة، وترفض أن تُعَزَّى على أبنائها وبناتها – جنوداً ومدنيين، مدنيين وجنوداً... لقد حلت بنا مأساة كبيرة». وتوجه إلى «إخواننا وأخواتنا المحتجزين كرهائن» وقال: «لن ننسى أبداً أنه لا توجد وصية أعظم من فداء الأسرى. الأمة كلها معكم. يجب أن نتحلى بالشجاعة، وأن نختار الحياة – ألا يهدأ لنا بال، وألا نتوقف حتى يعودوا جميعهم إلى الوطن».

وتكلم نتنياهو في مراسم «ياد لبانيم» (يد للأبناء) في القدس، فقال: «إن الالتزام القوي تجاه بلدنا يشمل جميع مقاتلينا في هذه الحرب الصعبة – اليهود والدروز والمسيحيين والمسلمين والبدو والشركس. وقد أنجزنا نحو نصف هدفنا من الحرب ضد «حماس» في غزة، لكننا ملتزمون بإكمال هذه المهمة المقدسة». ورد نتنياهو على منتقديه بخصوص الصفقة فقال: «هناك مباحثات تجري بشأن نفي قادة حركة (حماس) من قطاع غزة إلى الخارج، كشرط لاستسلام (حماس)».

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يضع إكليل زهور خلال مراسم إحياء ذكرى قتلى إسرائيل في المقبرة العسكرية بالقدس الاثنين (رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يضع إكليل زهور خلال مراسم إحياء ذكرى قتلى إسرائيل في المقبرة العسكرية بالقدس الاثنين (رويترز)

وتطرق نتنياهو إلى «اليوم التالي» بعد انتهاء الحرب على غزة، بالقول: «قبل كل شيء يجب القضاء على (حماس). نحن نأمل أن تكون إدارة القطاع مع أشخاص محليين لا يرتبطون بـ(حماس) إلى جانب مسؤولين في دول بالمنطقة، ولا يمكن لذلك أن يحدث ما دامت (حماس) هناك». وأضاف: «الحرب يمكن أن تنتهي غداً إذا استسلمت (حماس)، وألقت سلاحها». وعاد نتنياهو ليتحدث عن الاعتماد على الذات فقط فقال: «يجب أن ندافع عن أنفسنا بأنفسنا، نحن لا نطلب ذلك من جنود أميركيين أو آخرين. سنقضي على (حماس)، والهدف الثاني هو إعادة المختطفين، نحن ملتزمون بذلك، وبهذا السبب نمارس الضغط العسكري، كما أننا نواجه تحديات لم تواجه أي جيش حديث من قبل». وتابع: «هناك تحدٍّ يواجه التفوق الأميركي، ومن أجل مستقبل البشرية والمجتمع من المهم أن تحافظ الولايات المتحدة على هيمنتها بوصفها قوة عالمية. (حماس) وإيران تقولان (الموت لإسرائيل) و(الموت لأميركا)، إنه كفاح مشترك للحضارة ضد الهمجية». ورد نتنياهو على الانتقادات ضده بشأن عدم تعامله مع صفقة تبادل الأسرى بوصفها أولوية، بالقول: «لا يمكن قبول مطالب (حماس)، كما أن الولايات المتحدة قالت إنه لا توجد صفقة بسبب (حماس)».

جنود مشتركون في الحرب داخل قطاع غزة يظهرون في مراسم ذكرى قتلى حروب إسرائيل الاثنين (الجيش الإسرائيلي - أ.ف.ب)
جنود مشتركون في الحرب داخل قطاع غزة يظهرون في مراسم ذكرى قتلى حروب إسرائيل الاثنين (الجيش الإسرائيلي - أ.ف.ب)

وفي خطاب عند حائط المبكى (البراق) في القدس، أشار رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هليفي، إلى أنه يتحمل مسؤولية تقديم الإجابات لعائلات القتلى. وقال: «بصفتي قائداً لقوات جيش الدفاع خلال الحرب، أتحمل مسؤولية حقيقة أن جيش الدفاع فشل في مهمته المتمثلة في حماية مواطني دولة إسرائيل في 7 أكتوبر. أشعر بالثقل على كتفي كل يوم، وفي قلبي، وأنا أفهم معناه بالكامل». وتوجه لعائلات الجنود القتلى، فقال: «أنا القائد الذي أرسل أبناءكم وبناتكم إلى المعركة التي لم يعودوا منها وإلى المواقع التي اختُطفوا منها. وأحمل معي كل يوم ذكرى الشهداء، وأنا مسؤول عن الإجابة عن الأسئلة الحادة التي تقض مضاجعكم».

وافتتح رئيس الكنيست أمير أوحانا مراسم يوم الذكرى في مبنى البرلمان بإضافة شمعة تذكارية مع والدي وأشقاء الرائد جمال عباس، الجندي الدرزي الذي قُتل أثناء القتال في غزة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وقال: «إن الطريقة الوحيدة لاستحقاق تضحيات الذين سقطوا هي إبعاد فيروس الفتنة والكراهية اللعين من البلاد؛ فهجوم (حماس) ذكّرنا بأهمية الوحدة».


مقالات ذات صلة

مبعوث ترمب يلتقي مسؤولين إسرائيليين سراً قبل المحادثات مع إيران

شؤون إقليمية ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال اجتماع في قصر الإليزيه في باريس (رويترز) play-circle

مبعوث ترمب يلتقي مسؤولين إسرائيليين سراً قبل المحادثات مع إيران

عقد مسؤولان إسرائيليان اجتماعاً غير معلن عنه في باريس مع ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب لمناقشة المحادثات النووية الأميركية الإيرانية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي عناصر من «كتائب القسام» الجناح العسكري لحركة «حماس» (رويترز - أرشيفية)

«القسام»: أوقعنا قوة إسرائيلية بين قتيل وجريح... واستهدفنا 5 جرافات جنوب غزة

أعلنت «كتائب عز الدين القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، عن تفجير عين نفق بعبوات ناسفة في قوة إسرائيلية.

«الشرق الأوسط» (غزة )
شؤون إقليمية وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس (رويترز)

إسرائيل: سنقوم «بكل ما يلزم» لمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية

قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، اليوم الجمعة، إن إسرائيل ستقوم «بكل ما يلزم» لمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية، بحسب صحيفة «هآرتس».

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية مفاعل «بوشهر» النووي الإيراني الرئيسي على مسافة 1200 كيلومتر جنوب طهران (رويترز - أرشيفية)

تقرير: تسريب خطة الهجوم على إيران يعد من «أخطر التسريبات» في تاريخ إسرائيل

وصف مسؤول إسرائيلي كبير تقرير صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، الذي نشرته الخميس، حول خطة إسرائيل لضرب البرنامج النووي الإيراني بأنه «من أخطر التسريبات».

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي القوات الإسرائيلية تحاصر مقلعاً قرب قرية قباطية بالضفة الغربية (أ.ب)

الجيش الإسرائيلي يقتل شابين فلسطينيين في الضفة

كشف مسؤولون فلسطينيون، اليوم (الجمعة)، عن أن جنوداً إسرائيليين أطلقوا النار على 3 فلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة.

«الشرق الأوسط» (الضفة الغربية)

أمين عام «حزب الله»: التزمنا بوقف النار بعكس إسرائيل و«لدينا خيارات أخرى»

الأمين العام لجماعة «حزب الله» اللبنانية نعيم قاسم (رويترز)
الأمين العام لجماعة «حزب الله» اللبنانية نعيم قاسم (رويترز)
TT
20

أمين عام «حزب الله»: التزمنا بوقف النار بعكس إسرائيل و«لدينا خيارات أخرى»

الأمين العام لجماعة «حزب الله» اللبنانية نعيم قاسم (رويترز)
الأمين العام لجماعة «حزب الله» اللبنانية نعيم قاسم (رويترز)

قال الأمين العام لجماعة «حزب الله» نعيم قاسم، اليوم (الجمعة)، إن الحزب والدولة اللبنانية التزما باتفاق وقف إطلاق النار، بينما لم تلتزم به إسرائيل.

وأضاف قاسم، في كلمة متلفزة: «نحن اليوم نعطي الدبلوماسية فرصة، لكنها ليست مفتوحة»، محذراً من أن الحزب لديه «خيارات أخرى»، دون ذكرها. وأكد أن الحزب «منع إسرائيل من تحقيق أهدافها» في جنوب البلاد.

كما شدّد الأمين العام لـ«حزب الله» على موقف الحزب بشأن سلاحه، قائلاً: «لن نسمح لأحد بنزع سلاح (حزب الله) أو المقاومة».

وفيما يتعلق بوقف إطلاق النار مع إسرائيل، قال قاسم إن تطبيقه «محصور» في منطقة جنوب نهر الليطاني، مضيفاً أن الحزب تبادل «رسائل إيجابية» مع الرئيس اللبناني جوزيف عون حول تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار.

عناصر من الجيش اللبناني يتجمعون في موقع غارة إسرائيلية اليوم (أ.ب)
عناصر من الجيش اللبناني يتجمعون في موقع غارة إسرائيلية اليوم (أ.ب)

وتطرق أمين عام «حزب الله» إلى المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة بشأن البرنامج النووي الإيراني، وعبّر عن أمله في نجاح المحادثات، معتبراً أنها «تصبّ في مصلحة الجميع».

وقال الجيش الإسرائيلي، في وقت سابق اليوم، إنه قتل عضوين بـ«حزب الله» في غارتين على جنوب لبنان، مع استمرار الغارات الإسرائيلية على المنطقة، رغم سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين الجانبين.

وتشنّ إسرائيل غارات على ما تقول إنها أهداف لـ«حزب الله» في جنوب لبنان، رغم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الجانبين في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.