ضمن حملة دولية لمكافحة مشروع الاعتراف العالمي بالدولة الفلسطينية، خلال التصويت على مشروع قرار في الجمعية العامة للأمم المتحدة، الجمعة، توجهت الحكومة الإسرائيلية إلى الرئيس الأميركي جو بايدن بطلب ممارسة الضغوط على دول الغرب وغيرها لإجهاضه.
وقالت مصادر سياسية في تل أبيب إنه «رغم الخلافات السياسية بين البلدين حول العملية الإسرائيلية لاجتياح رفح وما يسمعه وزراء في الحكومة ضد الولايات المتحدة، تجد إسرائيل الحق في أن تطالب بايدن بالوقوف إلى جانبها واستخدام نفوذه لمنع هذا التطور»، الذي تعتبره «ضربة لجهود السلام وللمصالح الاستراتيجية المشتركة للدولتين».
وبحسب صحيفة «يسرائيل هيوم» اليمينية، يسود تخوف في إسرائيل من إعلان محتمل للاتحاد الأوروبي حول الاعتراف بدولة فلسطينية رداً على اجتياح رفح، بعد إعلان ست دول في الاتحاد عزمها الاعتراف بدولة فلسطين. والدول الست هي إسبانيا، آيرلندا، بلجيكا، مالطا، لوكسمبورغ، وسلوفينيا.
ست دول
وأفادت الصحيفة بوصول معلومات إلى وزارة الخارجية الإسرائيلية حول مبادرة الدول الست لاعتراف الاتحاد الأوروبي بدولة فلسطين، وأن التقديرات في الخارجية الإسرائيلية تشير إلى أن خطوة كهذه ستخرج إلى حيز التنفيذ خلال أسابيع معدودة، خاصة في حال اجتياح إسرائيلي لرفح. وأضافت الصحيفة أن وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، أوعز بتشكيل طاقم عمليات خاص ضد اعتراف دول بدولة فلسطين، وأنه صدرت تعليمات لسفراء إسرائيل بالعمل مقابل وزارات خارجية وجهات مؤثرة في الدول الأوروبية الست المذكورة.
وتعتزم إسرائيل التوجه إلى دول وصفتها بأنها ودية تجاه إسرائيل، وهي: ألمانيا، النمسا، إيطاليا، هنغاريا والتشيك، من أجل أن تسعى إلى منع اتخاذ قرار بالاعتراف بدولة فلسطينية في مؤسسات الاتحاد الأوروبي، علماً بأن قراراً كهذا في الاتحاد الأوروبي يستوجب إجماعاً كاملاً من جانب الدول الأعضاء في الاتحاد.
لجم اعتراف
لكن الصحيفة، التي تنشر في صفحاتها العديد من المقالات التي تهاجم الإدارة الأميركية وتشكك في مصداقيتها، ترى أن بإمكان الولايات المتحدة لجم اعتراف دول أوروبية بدولة فلسطين «إذا أرادت ذلك». ونقلت الصحيفة عن مسؤول سياسي إسرائيلي قوله إن الإدارة الأميركية تستطيع، بموجب القانون الأميركي، أن تتخذ إجراءات عقابية لمن لا يسير على نهجها في هذا الأمر. كما تستطيع الولايات المتحدة التوقف فوراً عن تحويل كافة الميزانيات إلى الأمم المتحدة في حال مصادقتها على اعتراف بدولة فلسطين، والتي يصل مجموعها إلى مبلغ 20 مليار دولار، كميزانيات مباشرة وغير مباشرة، وتشكل خُمس ميزانية الأمم المتحدة الإجمالية.
وتحدث وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، مع وزراء خارجية دول أوروبية، في الأيام الأخيرة، وأبلغهم بالمعارضة الإسرائيلية الشديدة للاعتراف بدولة فلسطين، واصفاً إياه بأنه «اعتراف أحادي الجانب يمس بفرص تحقيق السلام في المستقبل». لكن مسؤولي الخارجية يرون أن الجهد الأكبر يجب أن يتركز على الولايات المتحدة كونها صاحبة أكبر نفوذ.
وتعتزم إسرائيل القيام بحملة إعلامية موجهة إلى الرأي العام الأوروبي والغربي، عنوانها المركزي هو أن «اعترافاً أحادي الجانب بدولة فلسطينية يعد جائزة لحركة (حماس) على الفظائع التي ارتكبتها في 7 أكتوبر (تشرين الأول)»، وهي تجند في هذه المعركة أصدقاء إسرائيل في وسائل الإعلام وفي الشبكات الاجتماعية، فضلاً عن الجهود الدبلوماسية الواسعة مع دول الغرب.