قطر تدرس مستقبل مكتب «حماس» بالدوحة... وتراجع دورها للوساطة

إسماعيل هنية ويحيى السنوار خلال اجتماع لقادة فصائل فلسطينية في غزة عام 2017 (أ.ف.ب)
إسماعيل هنية ويحيى السنوار خلال اجتماع لقادة فصائل فلسطينية في غزة عام 2017 (أ.ف.ب)
TT
20

قطر تدرس مستقبل مكتب «حماس» بالدوحة... وتراجع دورها للوساطة

إسماعيل هنية ويحيى السنوار خلال اجتماع لقادة فصائل فلسطينية في غزة عام 2017 (أ.ف.ب)
إسماعيل هنية ويحيى السنوار خلال اجتماع لقادة فصائل فلسطينية في غزة عام 2017 (أ.ف.ب)

أعلن مسؤول مطلع على تقييم تجريه الحكومة القطرية لـ«رويترز»، إنها يمكن أن تغلق المكتب السياسي لحركة «حماس» في الدوحة، في إطار مراجعة أوسع لدور الوساطة الذي تضطلع به الدولة في الحرب بين إسرائيل و«حماس».

وقال المسؤول للوكالة إن الدولة الخليجية تدرس ما إذا كانت ستسمح لـ«حماس» بمواصلة تشغيل المكتب السياسي، وإن المراجعة الأوسع تشمل النظر فيما إذا كانت قطر ستواصل التوسط في الصراع المستمر منذ قرابة سبعة أشهر.

وقالت قطر، الشهر الماضي، إنها تعيد تقييم دور الوساطة التي تضطلع به في المحادثات غير المباشرة بين إسرائيل و«حماس»، مشيرة إلى مخاوف من تقويض جهودها بفعل ساسة يسعون إلى تحقيق مكاسب.

وقال المسؤول، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إنه في حالة عدم اضطلاع قطر بدور وساطة، فلن تكون هناك فائدة من الاحتفاظ بالمكتب السياسي لـ«حماس» لديها، لذا فإن هذا جزء من إعادة التقييم.

وذكر المسؤول أنه لا يعلم ما إذا كانت قطر ستطلب من «حماس» مغادرة الدوحة إذا قررت الحكومة القطرية إغلاق مكتب الحركة. ومع ذلك، قال إن مراجعة قطر لدورها ستتأثر بكيفية تصرف إسرائيل و«حماس» خلال المفاوضات الجارية.

وفي تقرير أمس الجمعة، نقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن مسؤول أميركي لم تسمه القول إن واشنطن طلبت من الدوحة طرد «حماس» إذا استمرت الحركة في رفض اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل.

وقال قيادي من «حماس» لـ«رويترز» إن مفاوضي الحركة وصلوا إلى القاهرة، اليوم السبت، لإجراء محادثات مكثفة بشأن هدنة محتملة في غزة ستشهد إعادة بعض الرهائن إلى إسرائيل.

المكتب السياسي لـ«حماس»

تستضيف قطر المكتب السياسي للحركة منذ عام 2012 كجزء من اتفاق مع الولايات المتحدة.

ويعيش إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لـ«حماس» في الدوحة، وسافر بشكل متكرر، بما في ذلك إلى تركيا، منذ هجوم الحركة على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول).

وتعرضت قطر، وهي دولة خليجية مؤثرة تعدّها واشنطن حليفاً رئيسياً من خارج حلف شمال الأطلسي، لانتقادات من داخل الولايات المتحدة وإسرائيل بسبب علاقاتها مع «حماس» منذ السابع من أكتوبر.

وتقول الإحصاءات الإسرائيلية إن هجوم «حماس» أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز 253 رهينة، ويعتقد أن 133 منهم ما زالوا محتجزين في غزة. وتقول السلطات الصحية في قطاع غزة الذي تديره «حماس» إن الهجوم الإسرائيلي الذي أعقب ذلك أسفر عن مقتل أكثر من 34 ألف فلسطيني.

وطالب بعض المشرعين الأميركيين إدارة الرئيس جو بايدن بإعادة تقييم علاقاتها مع قطر إذا لم تضغط على «حماس» للتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن. وحث آخرون قطر على قطع العلاقات مع «حماس».

كما دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قطر إلى الضغط على «حماس»، ولا توجد علاقات رسمية بين قطر وإسرائيل، لكن مسؤوليهما يجتمعون لمناقشة جهود الوساطة.


مقالات ذات صلة

عائلات الرهائن الإسرائيليين تتهم حكومة نتنياهو بالتخلي عن حياة المحتجزين بغزة

شؤون إقليمية موقع غارة إسرائيلية على منزل في خان يونس جنوب قطاع غزة 18 مارس (رويترز) play-circle

عائلات الرهائن الإسرائيليين تتهم حكومة نتنياهو بالتخلي عن حياة المحتجزين بغزة

قالت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» اليوم (الثلاثاء)، إن هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين اتهمت الحكومة الإسرائيلية بالتخلي عن حياة المحتجزين.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي فتاة مصابة تنظر إلى جثمان شقيقها الذي قُتل في غارة إسرائيلية بالمستشفى الإندونيسي ببيت لاهيا شمال قطاع غزة (أ.ف.ب)

وزير الدفاع الإسرائيلي: لن نتوقف عن القتال طالما لم تتم إعادة الرهائن

رحب مسؤولون إسرائيليون بعودة الحرب على غزة، بعدما استأنفت إسرائيل غاراتها على القطاع المدمر الليلة الماضية.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي جثمان فلسطيني نتيجة غارات إسرائيلية في مستشفى الشفاء بمدينة غزة (أ.ب)

«حماس» تتهم إسرائيل بـ«الانقلاب» على اتفاق وقف النار و«التضحية» بالرهائن

اتّهمت حركة «حماس» رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو باستخدام الحرب في غزة «قارب نجاة له» من أزمات سياسية داخلية.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي عائلة فلسطينية تتناول وجبة إفطار في منزلها المدمر وسط أنقاض المباني في بيت لاهيا شمال قطاع غزة (أ.ف.ب) play-circle

«هدنة غزة»: تحركات مكثفة للوسطاء لتفادي «انسداد» المفاوضات

جهود تتواصل نحو استئناف اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، رغم مغادرة وفد حكومة بنيامين نتنياهو للقاهرة دون «تحقيق تقدم»، وفق تسريبات إسرائيلية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية كايا كالاس تحضر اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل ببلجيكا 17 مارس 2025 (رويترز)

الاتحاد الأوروبي يرحّب بخطة إعادة إعمار غزة شرط عدم مشاركة «حماس» في مستقبل القطاع

قالت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي الاثنين إن الاتحاد يرحّب بالخطة العربية لإعادة إعمار غزة بشرط ألا يكون لـ«حركة حماس» مستقبل في القطاع.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)

وزير الدفاع الإسرائيلي: لن نتوقف عن القتال طالما لم تتم إعادة الرهائن

فتاة مصابة تنظر إلى جثمان شقيقها الذي قُتل في غارة إسرائيلية بالمستشفى الإندونيسي ببيت لاهيا شمال قطاع غزة (أ.ف.ب)
فتاة مصابة تنظر إلى جثمان شقيقها الذي قُتل في غارة إسرائيلية بالمستشفى الإندونيسي ببيت لاهيا شمال قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT
20

وزير الدفاع الإسرائيلي: لن نتوقف عن القتال طالما لم تتم إعادة الرهائن

فتاة مصابة تنظر إلى جثمان شقيقها الذي قُتل في غارة إسرائيلية بالمستشفى الإندونيسي ببيت لاهيا شمال قطاع غزة (أ.ف.ب)
فتاة مصابة تنظر إلى جثمان شقيقها الذي قُتل في غارة إسرائيلية بالمستشفى الإندونيسي ببيت لاهيا شمال قطاع غزة (أ.ف.ب)

رحب مسؤولون إسرائيليون بعودة الحرب على غزة، بعدما استأنفت إسرائيل غاراتها على القطاع المدمر الليلة الماضية.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس اليوم (الثلاثاء)، إن إسرائيل ستواصل القتال في غزة «طالما لم تتم إعادة الرهائن»، وأضاف كاتس: «لن نتوقف عن القتال طالما لم تتم إعادة الرهائن إلى ديارهم، ولم تتحقق جميع أهدافنا من الحرب». وإلى جانب إطلاق سراح الرهائن المتبقين، تؤكد إسرائيل أنها تريد القضاء على حركة «حماس»، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان اليوم (الثلاثاء)، أنه أصدر أمراً بإخلاء لعدد من المناطق بغزة، حسبما نقلت وكالة «رويترز» للأنباء.

وفي سياق متصل، قال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش اليوم (الثلاثاء)، إن العمليات الجديدة في غزة ستأخذ شكلاً مختلفاً تماماً عما حدث حتى الآن، وفق ما أفادت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل».

ورحّب سموتريتش باستئناف الحرب على قطاع غزة، بعد أن شنّ سلاح الجو الإسرائيلي سلسلة من الغارات الجوية الليلية ضد أهداف تابعة لـ«حماس» في القطاع الساحلي، أسفرت حتى الآن - بحسب تقارير فلسطينية - عن مقتل 330 وإصابة المئات.

وكتب سموتريتش في حسابه على منصة «إكس»: «كما وعدنا عاد الجيش... إلى العمل بهجوم قوي على غزة بهدف تدمير (حماس)، وإعادة جميع الرهائن، وإزالة التهديد الذي يشكله قطاع غزة على المواطنين الإسرائيليين».

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال اجتماع مع قادة عسكريين (أرشيفية - مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال اجتماع مع قادة عسكريين (أرشيفية - مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي)

وكانت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية أفادت في وقت سابق اليوم (الثلاثاء)، بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيعقد اجتماعاً طارئاً للمجلس الأمني المصغر صباح اليوم. وأشارت الصحيفة إلى أنه جرى إلغاء جلسة ضمن محاكمة نتنياهو بقضايا فساد كانت مقررة اليوم، بسبب تجدد القتال في غزة.

واستأنفت إسرائيل حربها على قطاع غزة فجر اليوم، وأسفرت، بحسب وزارة الصحة في غزة، عن مقتل 330 شخصاً، حسبما أعلنت وزارة الصحة في غزة.