4 من فريق لتسلق الجبال في العراق قضوا غرقاً جراء أمطار غزيرة

صورة جوية لفيضان نهر دجلة في العراق بعد الأمطار الغزيرة (أ.ف.ب)
صورة جوية لفيضان نهر دجلة في العراق بعد الأمطار الغزيرة (أ.ف.ب)
TT

4 من فريق لتسلق الجبال في العراق قضوا غرقاً جراء أمطار غزيرة

صورة جوية لفيضان نهر دجلة في العراق بعد الأمطار الغزيرة (أ.ف.ب)
صورة جوية لفيضان نهر دجلة في العراق بعد الأمطار الغزيرة (أ.ف.ب)

لقي 4 أشخاص من فريق لتسلق الجبال حتفهم، الجمعة، في السليمانية، في شمال العراق، جراء فيضانات ناتجة عن أمطار غزيرة، وفق ما أفاد به مسؤولون محليون.

وقال رؤوف كمال، قائمقام منطقة قرداغ (40 كيلومتراً جنوب السليمانية)، لوكالة الصحافة الفرنسية: «غرق 4 أشخاص من فريق لتسلق الجبال مكون من 12 شخصاً في قرية أواسبي» في قرداغ.

وأكد آرام علي، المتحدث باسم الدفاع المدني في السليمانية، الحصيلة، قائلاً إن 8 متسلقين آخرين نجوا من الحادث في جنوب السليمانية، ثانية مدن إقليم كردستان الذي يتمتع بحكم ذاتي. ولفت أنه تم توجيه تحذير أمس بأن الطقس غير مناسب، ولا يجوز السفر إلى هذه الأماكن، وخاصة فرق تسلق الجبال.

وتسببت الأمطار الغزيرة غير المعتادة بحدوث فيضانات في مناطق عدة من العراق، خاصة في الشمال، حيث أُغلقت بعض الطرق في أربيل، عاصمة إقليم كردستان.

وقال المتحدث باسم هيئة الأنواء الجوية العراقية، عامر الجابري، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن الأمطار يفترض أن تبدأ في البلاد مع نهاية شهر ديسمبر (كانون الأول) وتستمر إلى نهاية شهر مارس (آذار).

وأشار إلى أن «نسبة الأمطار التي تساقطت على البلاد خلال هذا العام أفضل من العام الماضي».


مقالات ذات صلة

«ائتلاف المالكي» ينفي سعيه لولاية ثالثة

المشرق العربي رئيس الوزراء العراقي الأسبق نوري المالكي يشارك في الانتخابات (أ.ب)

«ائتلاف المالكي» ينفي سعيه لولاية ثالثة

نفت مصادر مقربة من ائتلاف «دولة القانون» سعي زعيمه نوري المالكي، إلى ولاية ثالثة على رأس الحكومة في العراق. وكانت وسائل إعلام محلية قد ذكرت أن المالكي يريد.

فاضل النشمي (بغداد)
المشرق العربي  المالكي خلال مشاركته في الانتخابات المحلية ديسمبر الماضي (أ.ب)

أوساط المالكي تنفي رغبته في رئاسة الحكومة

تنشط أوساط مقربة من قوى في «الإطار التنسيقي»، في 4 روايات تتعلق بائتلاف «دولة القانون» ومستقبل زعيمه نوري المالكي.

فاضل النشمي (بغداد)
المشرق العربي السوداني مستقبلاً إردوغان في بغداد أبريل 2024 (أ.ف.ب)

تأكيد عراقي لاجتماع سوري - تركي في بغداد... ولا موعد للتطبيع

أكدت مصادر عراقية أن حكومة محمد شياع السوداني تلعب دوراً وسيطاً بين تركيا وسوريا، تمهيداً لعقد لقاء للتطبيع بينهما في بغداد، دون أن تحدد موعده.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي مقاتلون يعاينون آثار القصف الإيراني على السليمانية بكردستان العراق في سبتمبر العام الماضي (إ.ب.أ)

إصابة عضوين بحزب العمال الكردستاني في انفجار سيارة بالسليمانية

قالت الشرطة ومصادر أمنية في العراق، إن اثنين من أعضاء حزب العمال الكردستاني المحظور أُصيبا بجراح خطيرة، الثلاثاء؛ جراء انفجار في سيارة بمدينة السليمانية.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي عنصر من قوات الأمن العراقية (أ.ف.ب)

عمليات «انتحار بالقرعة» بين الشباب في العراق

كشف «جهاز الأمن الوطني» العراقي عن أنه تمكن من اختراق حركة دينية متطرفة تدعو إلى اتباع «سلوكيات متطرفة ومنحرفة»، وتسببت في انتحار مجموعة من الشباب.

حمزة مصطفى (بغداد)

مزارعو لبنان يخشون تلوث حقولهم بالفوسفور الأبيض الإسرائيلي

الفسفور الأبيض الذي أطلقه الجيش الإسرائيلي لإنشاء حاجز من الدخان يظهر على الحدود الإسرائيلية اللبنانية في شمال إسرائيل نوفمبر الماضي (رويترز)
الفسفور الأبيض الذي أطلقه الجيش الإسرائيلي لإنشاء حاجز من الدخان يظهر على الحدود الإسرائيلية اللبنانية في شمال إسرائيل نوفمبر الماضي (رويترز)
TT

مزارعو لبنان يخشون تلوث حقولهم بالفوسفور الأبيض الإسرائيلي

الفسفور الأبيض الذي أطلقه الجيش الإسرائيلي لإنشاء حاجز من الدخان يظهر على الحدود الإسرائيلية اللبنانية في شمال إسرائيل نوفمبر الماضي (رويترز)
الفسفور الأبيض الذي أطلقه الجيش الإسرائيلي لإنشاء حاجز من الدخان يظهر على الحدود الإسرائيلية اللبنانية في شمال إسرائيل نوفمبر الماضي (رويترز)

وطئ المزارع اللبناني زكريا فرح حقوله، الواقعة على مشارف بلدة القليعة بجنوب البلاد، آخِر مرة، في يناير (كانون الثاني) الماضي، لكن ليس لزراعتها.

فبينما كانت أصوات القصف تدوِّي على مسافة بعيدة، دسّ يديه بسرعة في التربة لجمع عيّنات يمكن أن تحدد مستقبل عائلته.

وبعدما عبّأ التربة في أكياس، أرسل فرح (30 عاماً) ست عيّنات إلى مختبر في الجامعة الأميركية ببيروت؛ لفحصها بحثاً عن بقايا الفوسفور الأبيض، الناجم عن القصف الإسرائيلي؛ على أمل أن يعرف ما إذا كان بوسعه زراعة أرضه عندما تنتهي الأعمال القتالية، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

المزارع اللبناني زكريا فرح في القليعة بجنوب لبنان (رويترز)

وقال، لـ«رويترز»، في يونيو (حزيران) الماضي: «بدي أعرف شو عم طعمي ابني، شو عم طعمي مرتي، شو عم طعمي نفسي».

وتابع: «خايفين على مستقبل أراضينا. شو فينا ناكل؟ شو فينا نشرب؟».

وأضاف فرح، لـ«رويترز»، أنه يخشى أن تكون حقوله قد تسممت جراء استخدام الجيش الإسرائيلي الفوسفور الأبيض، منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، عندما بدأ تبادل إطلاق النار بين إسرائيل وجماعة «حزب الله» اللبنانية، بالتزامن مع الحرب في قطاع غزة. وقال إن عشرات المزارعين في جنوب لبنان قلِقون مثله.

وقع 175 هجوماً إسرائيلياً على جنوب لبنان باستخدام الفوسفور الأبيض (رويترز)

ووفقاً للمجلس الوطني اللبناني للبحوث العلمية، وقع 175 هجوماً إسرائيلياً على جنوب لبنان باستخدام الفوسفور الأبيض منذ ذلك الحين، وأدى كثير منها إلى إشعال حرائق ألحقت الضرر بأكثر من 1480 فداناً من الأراضي الزراعية.

وذخائر الفوسفور الأبيض ليست محظورة بوصفها سلاحاً كيميائياً، ويمكن استخدامها في الحروب لصنع سواتر من الدخان، أو تحديد الأهداف، أو إحراق المباني، ولكن نظراً لإمكانية تسببها في حروق خطيرة ونشوب حرائق، فإن الاتفاقيات الدولية تحظر استخدامها ضد الأهداف العسكرية الواقعة وسط المدنيين.

ولبنان طرف في تلك البروتوكولات الدولية، لكن إسرائيل ليست كذلك.

أرسل فرح (30 عاماً) ست عينات إلى مختبر في الجامعة الأميركية ببيروت لفحصها بحثاً عن بقايا الفوسفور الأبيض الناجم عن القصف الإسرائيلي (رويترز)

وقالت منظمة «هيومن رايتس ووتش»، في يونيو الماضي، إنها تحققت من استخدام الفوسفور الأبيض فيما لا يقل عن 17 بلدية، في جنوب لبنان، منذ أكتوبر 2023: «خمس منها استخدمت فيها الذخائر المتفجرة جواً بشكل غير قانوني فوق مناطق سكنية مأهولة».

ورداً على أسئلة من «رويترز»، قال الجيش الإسرائيلي إن «قذائف الدخان الأساسية» التي استخدمها لا تحتوي على الفوسفور الأبيض. وأضاف أن قذائف الدخان، التي تحتوي على تلك المادة، يمكن استخدامها لصنع سواتر دخانية، وأنه «يستخدم فقط وسائل الحرب المشروعة».

ووفقاً لتقرير أصدره برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، في ديسمبر (كانون الأول) بشأن لبنان، فإن الفوسفور الأبيض سام جداً ويشكل «مخاطر مستمرة لا يمكن التنبؤ بها مع استمرار النيران التي يسببها وتصعب السيطرة عليها لوقت طويل، مما يسفر عن مخاطر جسيمة على صحة وسلامة الإنسان والبيئة».

منظمة «هيومن رايتس ووتش» في يونيو قالت إنها تحققت من استخدام الفوسفور الأبيض فيما لا يقل عن 17 بلدية بجنوب لبنان (رويترز)

وقال البرنامج إن جودة التربة في منطقة الصراع بجنوب لبنان تضررت من انتشار المعادن الثقيلة والمركبات السامة، بينما أدى «استخدام الفوسفور الأبيض إلى خفض خصوبة التربة أكثر وزيادة حموضتها».

علم التربة

يعتقد فرح ومزارعون آخرون أن كلاً منهم فقَدَ بالفعل دخلاً كان يمكن أن يصل إلى سبعة آلاف دولار؛ لأن القصف المستمر جعل زراعة أو حصاد القمح والتبغ والعدس وغيرها من المحاصيل في المواسم المعتادة أمراً بالغ الخطورة.

طالبة الدكتوراه لين ديراني تقوم بإعداد عينات التربة التي جرى جمعها من جنوب لبنان لفحصها بحثاً عن بقايا الفوسفور الأبيض (رويترز)

وقال عدي أبو ساري، وهو مزارع من بلدة الضهيرة في جنوب لبنان، إن الفوسفور الأبيض أحرق أيضاً القش الذي جمعه من أجل الماشية، وأحرق كذلك أنابيب الري البلاستيكية في حقوله.

وأضاف أبو ساري: «رح أضطر أرجع إلى الصفر، بس أول شي لازم أعرف إذا صالح للزراعة».

وحتى يعرفوا ما إذا كان الفوسفور الأبيض قد ترك أثراً دائماً على تربتهم، يحفر المزارعون لأخذ عيّنات يرسلونها إلى رامي زريق، كيميائي التربة في الجامعة الأميركية ببيروت.

طوَّر زريق بروتوكول بحث لجمع العينات وفحصها، أولاً يجري جمع تربة تبعد مسافات مختلفة عن موقع القصف، ومنها عينة «ضابطة» من موقع يبعد 500 متر، بحيث لا تكون قد تأثرت بشكل مباشر بالضربة.

وفور وصولها إلى مختبره، تجري غربلة التربة وخلطها بالحمض، وتعريضها للحرارة والضغط العاليين.

الاتفاقيات الدولية تحظر استخدام الفسفور الأبيض ضد الأهداف العسكرية الواقعة وسط المدنيين (رويترز)

ويضاف محلول لإظهار تركيز الفوسفور، بحيث تمثل شدة اللون في النتيجة نسبة الفوسفور، وتجري بعد ذلك مقارنة تلك العينة بالعينة الضابطة، التي تمثل معياراً للفوسفور الموجود بشكل طبيعي في التربة.

وقال زريق، لـ«رويترز»: «ما نبحث عنه هو ما يحدث للتربة والنباتات في المواقع التي تعرضت لقصف بالفوسفور الأبيض. هل يبقى الفوسفور؟ وبأي تركيزات؟ هل يختفي؟».

منظر يُظهر قرية الخيام بالقرب من الحدود مع إسرائيل (رويترز)

وقالت مساعدته، طالبة الدكتوراه لين ديراني، لـ«رويترز»، إنها اختبرت، حتى الآن، عينات من أربع بلدات بهذه الطريقة، إلا أنهم بحاجة لمزيد من العينات؛ «للوصول إلى نتيجة حاسمة».

لكن الوتيرة المستمرة للقصف الإسرائيلي على جنوب لبنان، وبالأخص الحقول الزراعية التي يُتهم مقاتلو «حزب الله» باستخدامها غطاء، جعلت المزارعين غير مستعدّين للمغامرة بالخروج إلى هناك لجمع مزيد من العينات. وبعضهم، مثل «أبو ساري»، غادر لبنان وينتظر في الخارج انتهاء الحرب.

ويوثّق آخرون الأمر من خلال لقطات مصورة. وصور فريق جمعية «الجنوبيون الخضر»، الذي يضم مجموعة من علماء البيئة ومُحبي الطبيعة في جنوب لبنان، عدة وقائع للقصف أظهرت العلامات الواضحة لهجمات الفوسفور الأبيض، وهي عشرات الخيوط ذات اللون الأبيض وهي تنفجر من ذخائر فوق الأراضي الزراعية.

وقال رئيس الجمعية، هشام يونس، لـ«رويترز»، إن «الكثافة المخيفة» للهجمات تصل إلى مستوى الإبادة البيئية؛ أي التدمير واسع النطاق للبيئة الطبيعية على أيدي البشر، عمداً أو عن طريق الإهمال.

وأضاف يونس أنه نظراً للتأثيرات المحتملة على التربة ومخزون المياه، وحتى الأشجار القديمة، فإننا «عم نحكي عن إصابة عميقة للنظام الطبيعي.. التداعيات مضاعفة».

وتعمل وزارتا البيئة والزراعة في لبنان مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لتحديد حجم تلك التداعيات؛ على أمل استخدام أي وثائق أو نتائج مخبرية لرفع شكاوى إلى الأمم المتحدة.

الفسفور الأبيض الذي أطلقه الجيش الإسرائيلي لإنشاء حاجز من الدخان يظهر على الحدود الإسرائيلية اللبنانية في شمال إسرائيل نوفمبر الماضي (رويترز)

وقال وزير البيئة اللبناني، ناصر ياسين، لـ«رويترز»: «هذا عمل من أعمال الإبادة البيئية، وسنرفعه إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة».

ورداً على أسئلة من «رويترز»، قال الجيش الإسرائيلي إن اتهامات الإبادة البيئية «لا أساس لها من الصحة على الإطلاق».