السلطة الفلسطينية في مواجهة المسلحين... «العلاقة الشائكة»

الاشتباكات في الضفة تظهر حجم المشكلات المتراكمة في منطقة تئن تحت الاحتلال

مبنى تضرَّر خلال هجوم إسرائيلي على مخيم نور شمس قرب طولكرم يناير الماضي (أ.ف.ب)
مبنى تضرَّر خلال هجوم إسرائيلي على مخيم نور شمس قرب طولكرم يناير الماضي (أ.ف.ب)
TT

السلطة الفلسطينية في مواجهة المسلحين... «العلاقة الشائكة»

مبنى تضرَّر خلال هجوم إسرائيلي على مخيم نور شمس قرب طولكرم يناير الماضي (أ.ف.ب)
مبنى تضرَّر خلال هجوم إسرائيلي على مخيم نور شمس قرب طولكرم يناير الماضي (أ.ف.ب)

قتلت الأجهزة الأمنية الفلسطينية، أحد العناصر المسلحة في كتيبة طولكرم التابعة لسرايا القدس في شمال الضفة الغربية، قبل أن يهاجم مسلحون مقر المقاطعة الرئيسي التابع للسلطة في طولكرم وتندلع اشتباكات، في مشهد فاقم التوترات الداخلية في الضفة التي تئن تحت كثير من الهجمات الإسرائيلية وقليل من الفوضى.

واتهمت كتيبة طولكرم التابعة لسرايا القدس، الخميس، الأجهزة الأمنية الفلسطينية بقتل أحد عناصرها المطارد أصلاً من قبل إسرائيل، أحمد أبو الفول.

صورة متداولة لناشط في «سرايا القدس» عمر أبو الفول

وكان أفراد من الأجهزة الأمينة، أطلقوا النار على مركبة أبو الفول قرب دوار السلام في طولكرم بعد مطاردة قصيرة، ما أدى إلى إصابته بجروح خطيرة قبل أن يفارق الحياة في المستشفى.

ولم يتضح لماذا كانت الأجهزة الأمنية تطارد أبو الفول، لكن خلافات سابقة اندلعت بين كتيبة طولكرم والأجهزة تخللتها اشتباكات مسلحة أكثر من مرة، وفي أحد تلك الاشتباكات قتل معتصم خالد العارف أحد عناصر الكتيبة.

آليات للجيش الإسرائيلي بطولكرم في أبريل الحالي (رويترز)

وبينما قالت كتيبة طولكرم إن الأجهزة الأمنية الفلسطينية اغتالت أبو الفول في جريمة مشابهة لما تنفذه قوات الاحتلال من اغتيالات بحق المقاومين، قالت الأجهزة الأمنية إنه بادر بإطلاق النار على قوات الأمن.

أبو الفول كان مطلوباً لإسرائيل التي فشلت في اعتقاله سابقاً. وقالت الكتيبة إنه شارك في التصدي لقوات الاحتلال في كل اقتحاماتها لمخيمي طولكرم ونور شمس.

ووصفت الكتيبة في بيان تبعته عدة بيانات مساندة لكتائب مسلحة في شمال الضفة، الأجهزة الأمنية «بالخائنة»، ودعت الفلسطينيين للخروج «بمسيرات غضب وعصيان» ضد «نظام السلطة الفاسد» قبل أن تدب اشتباكات جديدة في طولكرم.

وأظهرت مشاهد بثتها منصات محلية فلسطينية مواجهات مسلحة في طولكرم، تزامناً مع مواجهات اندلعت كذلك بين الأجهزة الأمنية ومواطنين في الخليل جنوب الضفة.

وهذه المواجهات اندلعت قبل فترة وجيزة في جنين شمال الضفة بعد اغتيال إسرائيل مطلوبين لها، قبل أن يتحول الغضب الفلسطيني نحو السلطة، فيقوم مسلحون بمحاصرة مبنى المقاطعة وتندلع اشتباكات هناك، بدعوى أنه يجب على السلطة إطلاق سراح معتقلين لديها.

جنود إسرائيليون في جنين بالضفة الغربية المحتلة (أرشيفية - رويترز)

وتتفجر بين الفينة والأخرى اشتباكات بين مسلحين وقوات أمنية فلسطينية في مناطق مختلفة في الضفة، وهي ترجمة لحرب أخرى تبدو أكثر شراسة على منصات التواصل الاجتماعي.

ويمكن رصد تحريض كبير على السلطة الفلسطينية في منصة «تلغرام» بعدّها (أي السلطة) شريكاً للإسرائيليين في مواجهة المقاتلين في الضفة، وهو تحريض ترى السلطة أنه منظم وليس شعبوياً.

وهاجمت حركة حماس السلطة الفلسطينية، عادّة «ملاحقة أجهزة أمن السلطة للمقاومين في الضفة الغربية عاراً سياسياً وسقوطاً وطنياً لا يخدم إلا الاحتلال».

وأدانت الحركة في تصريح صحافي «إطلاق أجهزة السلطة النار صوب مجموعة من المقاومين، ما أدى إلى استشهاد المجاهد أحمد أبو الفول أحد المطاردين الأبطال من عناصر كتيبة طولكرم».

ودعت الحركة الفلسطينيين في الضفة من مؤسسات وعائلات وفعاليات شعبية ووطنية إلى الوحدة والترابط والوقوف صفاً واحداً في وجه أدوات الفلتان الأمني، وتوحيد الجهود لمواجهة الاحتلال وجرائم مستوطنيه بحق أرضنا ومقدساتنا.

كما هاجمت حركة «الجهاد الإسلامي» السلطة، وقالت إن جريمة قتل أبو الفول «تخدم العدو الصهيوني وتأتي تنفيذاً لأهدافه المتمثلة في مطاردة المجاهدين وتصفيتهم». وعبرت مجموعات مسلحة تابعة لحركة فتح عن رفضها «ملاحقة المقاومين».

الهجوم الكبير على السلطة يظهر عمق الأزمة في الضفة

وبينما تبدو السلطة محاصرة من قبل إسرائيل سياسياً ومالياً، فهي متهمة في الشارع الفلسطيني بمساعدة إسرائيل على مواجهة المسلحين في مفارقة لافتة.

وثمة نقاش داخلي في السلطة حول الطريقة التي يجب أن تدار بها الأمور على الأرض. وقال مصدر أمني للشرق الأوسط، إن السلطة ليست في مواجهة المسلحين، وإنما في مواجهة «الفوضى» و«الفلتان».

وأضاف: «المسألة معقدة. المطلوب منهم ألا ينصبوا أنفسهم مكان السلطة. ليس مسموحاً أن يأخذوا دور السلطة».

مشكلة السلطة الرئيسية، أنها متهمة بالعجز في مواجهة إسرائيل، والتقصير في إدارة شؤون الفلسطينيين الداخلية، مثل الأمن وانتظام الرواتب وحل مشكلات التعليم والصحة والمرور وتقوية الاقتصاد.

ولا تنوي السلطة التهاون في مسألة فرض الأمن بعدما بدأت تشعر أن مسلحين بدأوا يدخلون إلى الفراغ ويهددون بقاءها.

طلال دويكات المفوض السياسي العام الناطق الرسمي باسم المؤسسة الأمنية في رام الله

وقال المفوض السياسي العام، الناطق الرسمي باسم المؤسسة الأمنية، اللواء طلال دويكات، إن أبو الفول أطلق النار على قوات الأمن على دوار السلام في مدينة طولكرم وقامت قوى الأمن بالرد على مصدر إطلاق النار.

وأضاف: «القوى الأمنية ستستمر في أداء دورها وواجبها المكلفة به لحماية أمن المواطنين».

كما أكد دويكات، أن الأجهزة الأمنية في محافظة الخليل أوقفت بعض المتورطين في الاعتداء على عناصرها، وأن العمل جارٍ لملاحقة آخرين والقبض عليهم وتحويلهم إلى جهات الاختصاص، لاتخاذ المقتضى القانوني بحقهم.

وأضاف أن «استغلال بعض الخارجين على الصف الوطني للحالة التي سببها الاحتلال الإسرائيلي بفعل إجراءاته، للقيام بأفعال مخلّة بالقانون والأمن الداخلي، لن يمر دون حساب».

وأكد أن المؤسسة الأمنية تتابع باهتمام كبير ما حدث أمس (الأربعاء) في محافظة الخليل، من اعتداء خارجين على القانون على بعض أفراد الأمن الفلسطيني، ما يشكل حالة من الفوضى التي ستكون لها انعكاسات خطيرة على حياة كل مواطن فلسطيني، وهو ما لن نسمح به.

وأردف أن «يد القانون هي العليا، وأن الأمن الفلسطيني سيلاحق كل الخارجين على القانون، الذين ينفذون أوامر أسيادهم لخلق حالة أو بيئة طاردة، في ظل ما ترتكبه قوات الاحتلال الإسرائيلي من جرائم بحق شعبنا». وأكد أن «اليد التي ستمتد على رجال الأمن الفلسطيني أو أي مواطن ستُقطع بسيف القانون».


مقالات ذات صلة

إسرائيل تحشد دبابات وتتقدم في رفح وجباليا

المشرق العربي أبنية مُدمّرة بفعل الغارات الإسرائيلية على خان يونس الثلاثاء (أ.ف.ب)

إسرائيل تحشد دبابات وتتقدم في رفح وجباليا

توغل الجيش الإسرائيلي أكثر باتجاه عمق مدينة رفح في جنوب قطاع غزة وعلى مشارف مخيم جباليا شماله، بعد اشتباكات ضارية.

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي إسرائيل تسيطر على معبر رفح الفلسطيني بالقرب من الحدود المصرية (رويترز)

«القسام» و«سرايا القدس» تعلنان استهداف القوات الإسرائيلية في معبر رفح

أعلنت «كتائب القسام» و«سرايا القدس» أنهما تمكنتا من قصف القوات الإسرائيلية المتمركزة في الجانب الفلسطيني من معبر رفح بقذائف الهاون الثقيلة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي آليتان للجيش الإسرائيلي في طولكرم (رويترز)

«حماس» تؤكد مقتل قائد كتيبة طولكرم برصاص إسرائيلي

أكدت حركة «حماس» مقتل قائد كتيبة طولكرم في «سرايا القدس» و«عدد آخر من رفاقه» إثر اقتحام القوات الإسرائيلية مخيّم نور شمس بمدينة طولكرم في الضفّة الغربية.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
شؤون إقليمية فلسطينيون يفرون من المنطقة خلال عملية عسكرية إسرائيلية في مخيم النصيرات للاجئين وسط قطاع غزة الأربعاء (إ.ب.أ)

إسرائيل تركز عملياتها العسكرية وسط القطاع كجزء من العملية الأشمل في رفح

قصفت إسرائيل مناطق في شمال ووسط قطاع غزة، بينما وسَّعت هجومها البري وسط القطاع، كجزء من خطة أوسع ستقود الجيش الإسرائيلي نحو مدينة رفح الحدودية

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي نازحون فلسطينيون يحاولون العودة إلى شمال قطاع غزة (أ.ف.ب)

إسرائيل تتعهد بمواصلة حربها في غزة بعد الهجوم الإيراني

شنّت إسرائيل عشرات الغارات الجوية على غزة خلال الليل وفق ما أعلنت حركة «حماس» في حين أكدت الدولة العبرية أن الهجوم الإيراني لن يصرف اهتمامها عن الحرب.


تجدد الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان

دخان يتصاعد جراء قصف إسرائيلي على قرية النجارية بجنوب لبنان في 17 مايو 2024 (أ.ف.ب)
دخان يتصاعد جراء قصف إسرائيلي على قرية النجارية بجنوب لبنان في 17 مايو 2024 (أ.ف.ب)
TT

تجدد الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان

دخان يتصاعد جراء قصف إسرائيلي على قرية النجارية بجنوب لبنان في 17 مايو 2024 (أ.ف.ب)
دخان يتصاعد جراء قصف إسرائيلي على قرية النجارية بجنوب لبنان في 17 مايو 2024 (أ.ف.ب)

شنّت إسرائيل، صباح الجمعة، غارات على بلدتين في جنوب لبنان، بعيدتين نسبياً عن الحدود، وفق ما أوردت الوكالة الوطنية للإعلام، استهدفت إحداها شاحنة صغيرة، وفق مراسل وكالة الصحافة الفرنسية، على وقع ارتفاع منسوب التصعيد بين «حزب الله» وإسرائيل في الأيام الأخيرة.

وكثّف «حزب الله» أخيراً وتيرة هجماته على مواقع إسرائيلية بصواريخ ومسيّرات. وأعلن الخميس لأول مرة شنّ «غارة» بواسطة طائرة مسيّرة أطلقت صاروخين على موقع في شمال إسرائيل قبل انفجارها؛ ما أسفر عن أصابة ثلاثة جنود إسرائيليين بجروح.

وأفادت الوكالة الوطنية صباحاً بشنّ «الطيران الحربي الإسرائيلي غارة على بلدة النجارية» الساحلية الواقعة في قضاء صيدا، وغارة أخرى على بلدة العدوسية المجاورة.

وتبعد البلدتان نحو ثلاثين كيلومتراً كمسافة مباشرة عن أقرب نقطة حدودية مع إسرائيل.

وشاهد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية شاحنة صغيرة استهدفها القصف في بلدة النجارية، حيث فُرض طوق أمني مشدد، في حين طالت الغارة الثانية بستاناً في العدوسية، سبق أن استهدفته إسرائيل عند بدء التصعيد مع «حزب الله».

وقال إن سيارات الإسعاف هرعت إلى الموقعين المستهدفين، في حين أفادت الوكالة الوطنية للإعلام عن «وقوع إصابات».

وكان «حزب الله» أعلن صباح الجمعة شنّه «هجوماً جوياً بعددٍ من المسيّرات الانقضاضية» على مقر عسكري في جعتون في شمال إسرائيل.

وتشهد جبهة الجنوب تصعيداً منذ الأربعاء مع تكثيف «حزب الله» وتيرة هجماته على إسرائيل بعد قصف إسرائيلي طال مواقع تابعة له في شرق لبنان.

واستهدفت إحدى الهجمات الخميس موقعاً عسكرياً في المطلة «بمسيّرة هجوميّة مسلّحة» بصاروخين من طراز «إس فايف» (S5). وقال الحزب إن المسيّرة «أطلقت صواريخها» على إحدى الآليات في الموقع والعناصر المجتمعة حولها، ثم «أكملت انقضاضها على الهدف المحدد لها وأصابته بدقّة».

وهذه المرة الأولى التي يعلن فيها «حزب الله» استخدام مسيّرة تطلق صواريخ قبل الانقضاض على أهدافها، في هجماته ضد إسرائيل المستمرة منذ سبعة أشهر.

وأفاد الجيش الإسرائيلي من جهته أن انفجار المسيرة في المطلة أدى الى «إصابة جندي بجروح بالغة وجنديين آخرين بجروح طفيفة».

ونعى «حزب الله» الخميس مقاتلَين من صفوفه، قُتلا باستهداف سيارة كانا يستقلانها قرب بلدة قانا الجنوبية.

وخلال سبعة أشهر، أسفر التصعيد على جانبي الحدود عن مقتل 417 شخصاً على الأقلّ في لبنان، بينهم 267 مقاتلاً على الأقل من «حزب الله» و80 مدنياً، وفق حصيلة أعدّتها وكالة الصحافة الفرنسية استناداً إلى بيانات الحزب ومصادر رسمية لبنانية.

وأعلن الجانب الإسرائيلي من جهته مقتل 14 عسكرياً وعشرة مدنيين.

ودفع التصعيد عشرات آلاف السكان على جانبي الحدود إلى النزوح.


«حزب الله» يقصف بالمسيرات مقر كتيبة مدفعية شمال إسرائيل

منزل إسرائيلي في بلدة المطلة الحدودية شمال إسرائيل، والذي تضرر جراء قصف حزب الله، كما يُرى من الجانب اللبناني من قرية كفركلا الحدودية اللبنانية الإسرائيلية بجنوب لبنان (أ.ب)
منزل إسرائيلي في بلدة المطلة الحدودية شمال إسرائيل، والذي تضرر جراء قصف حزب الله، كما يُرى من الجانب اللبناني من قرية كفركلا الحدودية اللبنانية الإسرائيلية بجنوب لبنان (أ.ب)
TT

«حزب الله» يقصف بالمسيرات مقر كتيبة مدفعية شمال إسرائيل

منزل إسرائيلي في بلدة المطلة الحدودية شمال إسرائيل، والذي تضرر جراء قصف حزب الله، كما يُرى من الجانب اللبناني من قرية كفركلا الحدودية اللبنانية الإسرائيلية بجنوب لبنان (أ.ب)
منزل إسرائيلي في بلدة المطلة الحدودية شمال إسرائيل، والذي تضرر جراء قصف حزب الله، كما يُرى من الجانب اللبناني من قرية كفركلا الحدودية اللبنانية الإسرائيلية بجنوب لبنان (أ.ب)

أعلن «حزب الله» اليوم (الجمعة) أنه قصف بالمسيرات ما وصفه بأنه المقر المستحدث لقيادة «كتيبة ‏المدفعية 411» في جعتون شمال إسرائيل، مشيراً إلى مقتل وجرح عدد من أفراد الكتيبة.

وأضاف في بيان أنه تم «استهداف خيم استقرار ومبيت ضباطها وجنودها، فأصابت أهدافها ‏بدقة وأوقعت عدداً منهم بين قتيلٍ وجريح»، حسبما نقلت «وكالة أنباء العالم العربي».

وأشار الحزب في بيانه إلى أن العملية جاءت رداً على ما قال إنه «الاغتيال الذي قام به العدو الإسرائيلي في محيط بلدة قانا».

وكان «حزب الله» أعلن وفاة اثنين من مقاتليه أمس (الخميس) في ضربات إسرائيلية بجنوب لبنان، في وقت كثف من وتيرة هجماته على مواقع إسرائيلية استهدفها بعشرات الصواريخ وبمسيّرات، ما أسفر عن إصابة 3 جنود بجروح وفق الجيش الإسرائيلي. ومنذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، يتبادل «حزب الله» وإسرائيل القصف عبر الحدود بشكل شبه يومي.

وزاد الحزب في الآونة الأخيرة من وتيرة عملياته الهجومية، وأعلن الخميس لأول مرة شنّ «غارة» بواسطة طائرة مسيرة على موقع في شمال إسرائيل. وجاء النعي بعد ساعات من غارة نفّذتها مسيّرة إسرائيلية على سيارة على طريق تربط بلدتي قانا بالرمادية في قضاء صور، وفق ما أفادت به «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية مشيرة إلى «سقوط شهيدين». وكانت غرفة العمليات في «الهيئة الصحية الإسلامية» التابعة للحزب أفادت عن «استشهاد شابين، أحدهما من (حزب الله)، جراء الغارة على السيارة»، حسبما أفادت به «وكالة الصحافة الفرنسية». وفي وقت لاحق، قال الجيش الإسرائيلي إن طائرة تابعة له «حيدت عبر ضربة موجهة في منطقة قانا خلية إرهابية بينما كانت في طريقها لتنفيذ هجوم وشيك» ضد إسرائيل.


مستوطنون يعتدون على جنود إسرائيليين في الضفة أثناء نقل مساعدات إنسانية لغزة

جنديان إسرائيليان في الضفة الغربية (د.ب.أ)
جنديان إسرائيليان في الضفة الغربية (د.ب.أ)
TT

مستوطنون يعتدون على جنود إسرائيليين في الضفة أثناء نقل مساعدات إنسانية لغزة

جنديان إسرائيليان في الضفة الغربية (د.ب.أ)
جنديان إسرائيليان في الضفة الغربية (د.ب.أ)

قالت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، اليوم (الجمعة)، إن مستوطنين اعتدوا على مجموعة من الجنود الإسرائيليين في الضفة الغربية كانوا مكلفين حماية سائق شاحنة

أُضرمت فيها النيران.

ولم تشر «تايمز أوف إسرائيلي» في نقلها لبيان عن الجيش الإسرائيلي إلى هوية الشاحنة ولا سبب الاعتداء، لكن صحيفة «هآرتس» قالت إن السائق فلسطيني وإنه كان يقود شاحنة تحمل مساعدات لقطاع غزة.

ووقع الحادث قرب «مستوطنة كوتشاف حاشار». وقالت «تايمز أوف إسرائيل» إن الحادث أسفر عن إصابة ضابطين وجندي بجراح طفيفة.

وقالت «هآرتس» إن عشرات المستوطنين احتجوا في الضفة الغربية بساعة متأخرة ليل الخميس على نقل مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة.

ونُسِب لمصادر في الجيش الإسرائيلي القول إن المحتجين رشقوا الشاحنات الفلسطينية بالحجارة.


إسرائيل تعرض على مصر إعادة فتح معبر رفح بمشاركة ممثلين فلسطينيين وأمميين

معبر رفح من الجانب المصري (د.ب.أ)
معبر رفح من الجانب المصري (د.ب.أ)
TT

إسرائيل تعرض على مصر إعادة فتح معبر رفح بمشاركة ممثلين فلسطينيين وأمميين

معبر رفح من الجانب المصري (د.ب.أ)
معبر رفح من الجانب المصري (د.ب.أ)

قال موقعه «والا» الإسرائيلي، يوم الخميس، إن إسرائيل عرضت مقترحاً على مصر لإعادة فتح معبر رفح بمشاركة ممثلين فلسطينيين من غزة وآخرين أمميين.

وأضاف الموقع أن المقترح يتضمن إرسال مصر أسماء الفلسطينيين المرشحين لإدارة المعبر على أن يكون لإسرائيل حق الاعتراض على أي منها.

ويتضمن المقترح، بحسب موقع «والا»، تفاصيل تشغيل معبر رفح للأفراد والوقود، كما يتضمن تواجد إسرائيلي خارج معبر رفح لحمايته من هجمات حركة «حماس» ومنع غير المسموح لهم بالسفر عبر المعبر.

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية في وقت سابق (الخميس) إن الجيش الإسرائيلي أرسل لواءً إضافياً إلى رفح في جنوب قطاع غزة للانضمام إلى «الفرقة 162» التي تشن عملية بالجزء الشرقي من المدنية منذ مطلع الشهر الجاري، وفق ما ذكرته «وكالة أنباء العالم العربي».

وقالت وسائل العلام إن هذه الخطوة تأتي في الوقت الذي من المتوقع أن توافق فيه الحكومة الإسرائيلية على توسيع الهجوم العسكري على رفح.


إسرائيل تعتزم إرسال «قوات إضافية» إلى رفح

جانب من الدمار جراء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة (أ.ف.ب)
جانب من الدمار جراء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تعتزم إرسال «قوات إضافية» إلى رفح

جانب من الدمار جراء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة (أ.ف.ب)
جانب من الدمار جراء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، في بيان، أمس (الخميس)، عزم الجيش على إرسال «قوات إضافية» إلى رفح، و«تكثيف النشاط (العسكري) فيها»، وذلك على الرغم من التحذيرات الدولية من شن هجوم كبير على هذه المدينة المكتظة الواقعة في جنوب غزة، بهدف ما سماه القضاء على حركة «حماس».

وجاء هذا تزامناً مع تأكيد جنوب أفريقيا، خلال إفادة بمحكمة العدل الدولية في لاهاي، بأن الهجوم الإسرائيلي على رفح سيكون «الخطوة الأخيرة في تدمير» القطاع الفلسطيني.

في سياق متصل، أعلنت القيادة المركزية الأميركية، أمس، تثبيت الرصيف البحري المؤقت على شاطئ قطاع غزة، تمهيداً لإدخال مساعدات بحراً إلى القطاع. وقالت القيادة، في بيان، إن من المتوقع أن تبدأ شاحنات في التحرك نحو الرصيف خلال الأيام المقبلة لنقل المساعدات الإنسانية، مشيرة إلى أن الأمم المتحدة ستتسلم المساعدات القادمة عبر الرصيف البحري، وستنسق توزيعها في غزة. وأضافت القيادة المركزية أنه لم تدخل أي قوات أميركية قطاعَ غزة في إطار عملية تثبيت الرصيف البحري.

غير أن عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، عزام الأحمد، انتقد تثبيت الرصيف البحري المؤقت من دون التنسيق مع السلطة الفلسطينية، وعبّر عن قلقه من استخدامه لتهجير سكان القطاع. وقال الأحمد لـ«وكالة أنباء العالم العربي»، إن تثبيت الرصيف البحري «لن يحل مشكلة أهالي غزة وجرحاها وسكانها الذين تواجههم المجاعة، (كما) أنه ليس من حق أميركا ألا تنسق مع القيادة الفلسطينية بشأن إقامة هذا (الرصيف) من عدمه».


إسرائيل: جنوب أفريقيا تقدم مزاعم كاذبة في قضية الإبادة الجماعية

فلسطينيون نازحون من رفح يسيرون في مخيم بخان يونس (إ.ب.أ)
فلسطينيون نازحون من رفح يسيرون في مخيم بخان يونس (إ.ب.أ)
TT

إسرائيل: جنوب أفريقيا تقدم مزاعم كاذبة في قضية الإبادة الجماعية

فلسطينيون نازحون من رفح يسيرون في مخيم بخان يونس (إ.ب.أ)
فلسطينيون نازحون من رفح يسيرون في مخيم بخان يونس (إ.ب.أ)

قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية، يوم (الخميس)، إن جنوب أفريقيا «تقدم مزاعم منحازة وكاذبة... تعتمد على مصادر غير موثوقة من (حركة) حماس» رداً على قضية رفعتها جنوب أفريقيا في محكمة العدل الدولية وتتهم فيها إسرائيل بارتكاب جريمة الإبادة الجماعية.

وورد في بيان من وزارة الخارجية الإسرائيلية «تتصرف إسرائيل وفقاً للقانون الدولي والتزاماتها الإنسانية... مع تنفيذ إجراءات لتقليل الضرر اللاحق بالمدنيين والمنشآت المدنية لأقصى حد»، وفق ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء.

ودعت الوزارة محكمة العدل الدولية إلى «رفض التماس جنوب أفريقيا وإنهاء إساءة استغلال المحكمة».

وحثّت جنوب أفريقيا أعلى محكمة تابعة للأمم المتحدة (الخميس) على إصدار أمر بوقف الهجوم الإسرائيلي على مدينة رفح في إطار قضيتها التي تتهم فيها إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في قطاع غزة، قائلة إنه «لا بد من وقف» الهجوم على رفح لضمان بقاء الشعب الفلسطيني.

وحث فوسيموزي مادونسيلا سفير جنوب أفريقيا لدى هولندا المحكمة على إصدار أمر «بالانسحاب الفوري التام غير المشروط للجيش الإسرائيلي من قطاع غزة بأكمله».

وتأتي جلسات الاستماع التي تستمر يومين في محكمة العدل الدولية، والمعروفة أيضاً باسم المحكمة العالمية، في إطار قضية رفعتها جنوب أفريقيا على إسرائيل وتتهمها فيها بارتكاب إبادة جماعية. وسترد إسرائيل (الجمعة).

وطالبت جنوب أفريقيا الأسبوع الماضي باتخاذ إجراءات طارئة إضافية لحماية رفح في جنوب قطاع غزة التي يحتمي بها أكثر من مليون فلسطيني.

كما طلبت من المحكمة إصدار أمر لإسرائيل بالسماح لمسؤولي الأمم المتحدة والمنظمات التي تقدم المساعدات الإنسانية فضلاً عن الصحافيين والمحققين بالدخول إلى القطاع دون عوائق.


البيت الأبيض: نتوقع إدخال مساعدات لغزة عبر الرصيف البحري خلال أيام

الرصيف العائم أمام سواحل غزة (القيادة المركزية الأميركية عبر منصة «إكس»)
الرصيف العائم أمام سواحل غزة (القيادة المركزية الأميركية عبر منصة «إكس»)
TT

البيت الأبيض: نتوقع إدخال مساعدات لغزة عبر الرصيف البحري خلال أيام

الرصيف العائم أمام سواحل غزة (القيادة المركزية الأميركية عبر منصة «إكس»)
الرصيف العائم أمام سواحل غزة (القيادة المركزية الأميركية عبر منصة «إكس»)

قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارين جان بيير، يوم الخميس، إن الولايات المتحدة تتوقع إدخال وقود ومساعدات أخرى إلى قطاع غزة عبر الرصيف العائم خلال الأيام المقبلة.

وأضافت بيير، خلال إحاطة صحافية، أن البيت الأبيض لا يزال قلقاً إزاء إدخال المساعدات إلى غزة عبر عمليات إغاثة محدودة، وفقاً لوكالة «رويترز».

وأعلن الجيش الأميركي استكمال بناء رصيف بحري عائم بساحل قطاع غزة، الخميس، مؤكداً أن شاحنات المساعدات ستتحرك إليه خلال أيام.

وأشار إلى أنه لا توجد أي قوات أميركية على الأرض في غزة، وأن «الأمم المتحدة» هي التي ستتولى توزيع المساعدات.

وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) في 25 أبريل (نيسان) بدء بناء الرصيف الذي سيكلف 320 مليون دولار على الأقل.


الجيش الإسرائيلي: تأكدنا من احتجاز «حماس» جثتي عاملين تايلانديين قتلا في 7 أكتوبر

جنود إسرائيليون في قطاع غزة (رويترز)
جنود إسرائيليون في قطاع غزة (رويترز)
TT

الجيش الإسرائيلي: تأكدنا من احتجاز «حماس» جثتي عاملين تايلانديين قتلا في 7 أكتوبر

جنود إسرائيليون في قطاع غزة (رويترز)
جنود إسرائيليون في قطاع غزة (رويترز)

قال الجيش الإسرائيلي، اليوم الخميس، إن عاملين زراعيين تايلانديين قتلا في هجوم حركة «حماس» في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، وإن الحركة تحتجز جثتيهما في غزة.

وقال المتحدث باسم الجيش دانيال هاغاري «أبلغنا عائلتي مواطنين تايلانديين مختطفين، كانا يعملان في الزراعة في المزارع القريبة من كيبوتس بئيري، بأنهما قُتلا في الهجوم الإرهابي الذي وقع في 7 أكتوبر وأن (حماس) تحتجز جثتيهما».

وهناك الآن ستة رهائن تايلانديين محتجزين في غزة، بحسب حصيلة أعدتها «وكالة الصحافة الفرنسية» استناداً إلى أرقام إسرائيلية.
ويقيم نحو 30 ألف مواطن تايلاندي في إسرائيل، يعمل معظمهم في القطاع الزراعي.
اندلعت الحرب في السابع من أكتوبر، بعدما شنّت حركة «حماس» هجوماً غير مسبوق في جنوب إسرائيل أسفر عن مقتل 1170 شخصاً غالبيتهم مدنيون، وفق تعداد لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» يستند إلى أرقام رسمية إسرائيلية.
ورداً على الهجوم، نفذ الجيش الإسرائيلي حملة قصف مدمّرة وعمليات برية في قطاع غزة أدت إلى مقتل 35272 شخصا حتى الآن وفق وزارة الصحة التابعة لـ«حماس».


«حماس» تأسف لكلمة الرئيس الفلسطيني أمام القمة العربية... وتؤكد حرصها على الوحدة

عناصر من «حماس» في قطاع غزة (أ.ف.ب)
عناصر من «حماس» في قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

«حماس» تأسف لكلمة الرئيس الفلسطيني أمام القمة العربية... وتؤكد حرصها على الوحدة

عناصر من «حماس» في قطاع غزة (أ.ف.ب)
عناصر من «حماس» في قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعربت حركة «حماس» في بيان اليوم الخميس عن أسفها من كلمة الرئيس الفلسطيني محمود عباس بشأن عملية السابع من أكتوبر (تشرين الأول) أمام القمة العربية في العاصمة البحرينية المنامة.

وقال عباس أمام مؤتمر القمة إن «حماس» «نفذت العملية العسكرية في 7 أكتوبر بقرار منفرد، ووفرت لإسرائيل المزيد من الذرائع لمهاجمة غزة »، لترد «حماس» بأن إسرائيل «لا تنتظر الذرائع لارتكاب جرائمها» بحق الشعب الفلسطيني.

وأضاف عباس في كلمته أن موقف «حماس» «الرافض لإنهاء الانقسام والعودة إلى مظلة الشرعية الفلسطينية، خدم المخطط الإسرائيلي الذي كانت حكومة الاحتلال تعمل على تنفيذه قبل السابع من أكتوبر الماضي لتكريس فصل قطاع غزة عن الضفة والقدس، حتى تمنع قيام دولة فلسطينية، وتضعف السلطة الوطنية ومنظمة التحرير الفلسطينية».

لكن «حماس» أصرت في بيانها على أنها «أكدت مراراً حرصها على إتمام الوحدة الوطنية، وتحلت بالمرونة المطلوبة في كل المحطات، في سبيل تمتين الجبهة الداخلية الفلسطينية وتوحيد الصف الوطني».


أبو الغيط: قيام الدولة الفلسطينية مسألة وقت

أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط خلال المؤتمر الصحافي
أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط خلال المؤتمر الصحافي
TT

أبو الغيط: قيام الدولة الفلسطينية مسألة وقت

أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط خلال المؤتمر الصحافي
أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط خلال المؤتمر الصحافي

أعلن وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف الزياني، أن القمة العربية الـ33 التي اختتمت أعمالها في بلاده، مساء الخميس، أطلقت دعوة جماعية لعقد مؤتمر دولي تحت رعاية الأمم المتحدة، لحل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين، في حين أكد أمين عام جامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، أن فكرته «قابلة للتنفيذ»، وتحقيقها يمثل «مسألة وقت مثلها مثل قيام الدولة الفلسطينية».

وقال الزياني خلال مؤتمر صحافي مشترك مع اختتام القمة، إن المؤتمر الذي تبنت البحرين استضافته، سيعمل «على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لكل الأراضي العربية المحتلة، ويجسد الدولة الفلسطينية المستقلة، ذات السيادة، والقابلة للحياة وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، للعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل، سبيلاً لتحقيق السلام العادل والشامل».

مؤتمر صحافي مشترك لأمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط ووزير الخارجية البحريني عبد اللطيف الزياني

وأضاف أن بيان القمة وجّه وزراء خارجية الدول العربية «بالتحرك الفوري والتواصل مع وزراء خارجية دول العالم لحثهم على الاعتراف السريع بدولة فلسطين، على أن يتم التشاور بين الوزراء حول كيفية هذا التحرك»، الذي يهدف إلى تقديم دعم «للمساعي العربية للحصول على العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم المتحدة بصفتها دولة مستقلة وذات سيادة كاملة، وتكثيف الجهود العربية مع جميع أعضاء مجلس الأمن لتحقيق هذا الاعتراف».

بدوره، أوضح أبو الغيط، أن فرص عقد المؤتمر الذي أكدت البحرين استضافته «واردة للغاية وقابلة للتنفيذ» لأن الدول العربية في قمتها اليوم تبنت الدعوة له - والاتحاد الأوروبي، وعلى رأسه إسبانيا، يدفع في هذا الاتجاه - حيث أعلنت مسبقاً رغبتها في استضافته، و«حين نصل لهذه اللحظة يمكن أن تكون هناك استضافة عربية – أوروبية أسوة بما حدث في مؤتمر مدريد 1991»، مشيراً إلى أن تحقيق فكرته يمثل «مسألة وقت مثلها مثل قيام الدولة الفلسطينية».

وأضاف أبو الغيط: «الآلية التي من شأنها تحقيق المسار السياسي للوصول إلى إقامة الدولة الفلسطينية، تعتمد على تفعيل تحرك دولي في هذا الاتجاه»، مؤكداً أن «مجلس الأمن مُطالب بالوصول للمسار السياسي لإقامتها، وهذا يتطلب اقتناع الدول الخمس دائمة العضوية، وإذا فشل مجلس الأمن فإن اللجوء للجمعية العامة التي تضم 194 دولة بما فها فلسطين، يمثل خياراً متاحاً».

أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط خلال المؤتمر الصحافي

وفي حين يدعو البيان الختامي للقمة «إلى نشر قوات حماية وحفظ سلام دولية تابعة للأمم المتحدة في الأرض الفلسطينية المحتلة إلى حين تنفيذ حل الدولتين»؛ أبدى أبو الغيط استغرابه مما تثيره وسائل إعلام أميركية بشأن إرسال «قوات عربية» لقطاع غزة، وقال: «الصحف الأميركية تتحدث بشأن تلك القوات، ونحن في الجامعة العربية نتابع وبدقة كل ما يحدث في هذا الموضوع إعلامياً، لكن لا يتحدث معنا أي طرف فيما هو مطروح».

ونوّه إلى أن هذه التسريبات الإعلامية في الولايات المتحدة تقوم على افتراضات، بأن هناك قدرة لإسرائيل على «تدمير حركة حماس ونزع قدرتها على إدارة السلطة في غزة، وبالتالي يخلق (هذا الوضع) سلطة جديدة لديها قدرات عسكرية وأمنية لتأمين القطاع، وكمرحلة انتقالية تدخل قوات حفظ سلام عربية أو قوات دولية».

وواصل: «لكي أكون واضحاً فهذه افتراضات، فالعمليات العسكرية (الإسرائيلية) ما زالت تدور في القطاع، وأمس قرأت تقريراً في صحيفة (وول ستريت جورنال) الأميركية، يتحدث عن فشل الجيش الإسرائيلي في تدمير حماس، وبالتالي فهذه الأطروحات التي تتحدث عن إزاحة قوة وإقامة قوة بديلة هي أطروحات تنتظر نهاية الاقتتال». لكنه أكد أن التدمير الذي شهده قطاع غزة يفرض أن يكون هناك سلطة لتأمين القطاع وتحقيق الأمن الداخلي ومنع انتشار الفوضى. وقال: «لننتظر ما يسمى اليوم التالي لكي نعرف ما تسير إليه الأمور».

وأشار أبو الغيط إلى أن مؤتمر القاهرة للسلام في 23 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي «كشف عن توجه دولي لوقف إطلاق النار والتهدئة وتحقيق الاستقرار في قطاع غزة». وتابع أبو الغيط، أنّ «ما حدث في فلسطين كشف عن عورة يجب أن يعالجها المجتمع الدولي».

مؤتمر صحافي مشترك لأمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط ووزير الخارجية البحريني عبد اللطيف الزياني

وزاد: «الجديد أن إسرائيل عرضت نفسها اليوم لمأزق كشف عن عدوانية غير مسبوقة (..) وفي هذا تطور هائل لوضعية إسرائيل في الشرق الأوسط... حيث لا يدافع عن إسرائيل إلا طرف واحد»، في إشارة إلى الولايات المتحدة.

وتطرق وزير الخارجية البحريني إلى صدور بيان خاص عن القمة حول الوضع المأساوي في غزة والهجوم الإسرائيلي على رفح، وما نجم عنه من فظائع إنسانية؛ حيث أدان «استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلية المنظمات الإنسانية والمنظمات الأممية في قطاع غزة، وإعاقة عملها، والاعتداءات على قوافل المساعدات لقطاع غزة، بما في ذلك اعتداءات المتطرفين الإسرائيليين على قوافل المساعدات الأردنية، وعدم وفاء السلطات الإسرائيلية بمسؤوليتها القانونية عن توفير الحماية لهذه القوافل». مطالباً «بإجراء تحقيق دولي فوري حول هذه الاعتداءات».

وأوضح الزياني، أن البيان أكد استمرار الدول العربية في «دعم الشعب الفلسطيني بكل الصور في مواجهة هذا العدوان». «وندعو المجتمع الدولي والقوة الدولية المؤثرة لتخطي الحسابات السياسية والمعايير المزدوجة في التعامل مع الأزمات الدولية والاضطلاع بمسؤولياتها الأخلاقية والقانونية المنوطة بها في مواجهة الممارسات الإسرائيلية العدوانية، وتوصيفها بشكل واضح انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني».

ودعا البيان إلى «تفعيل دور الآليات الدولية المعنية لإجراء تحقيقات مستقلة ونزيهة ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة».

المبادرة البحرينية

وأوضح الزياني أن البحرين أطلقت حزمة مبادرات، بالإضافة لاستضافة مؤتمر دولي، أهمها مبادرة عن توفير الخدمات التعليمية للمتأثرين من الصراعات والنزاعات بالمنطقة، ممن حرموا من حقهم في التعليم النظامي بسبب الأوضاع الأمنية والسياسية وتداعيات النزوح واللجوء والهجرة. وقال إن هذه المبادرة سيجري تنفيذها بالتعاون والتنسيق بين جامعة الدول العربية ومنظمة الأمم المتحدة للثقافة والعلم والتربية (اليونيسكو) ومملكة البحرين.

ومن بين المبادرات كذلك، تحسين الرعاية الصحية للمتأثرين من الصراعات والنزاعات بالمنطقة، وتطوير صناعة الدواء واللقاحات في الدول العربية، وضمان توفر الدواء والعلاج، بالتعاون والتنسيق المشترك بين جامعة الدول العربية ومنظمة الصحة العالمية ومملكة البحرين.

ومبادرة ثالثة، لتطوير التعاون العربي في مجال التكنولوجيا المالية والابتكار والتحول الرقمي، من أجل توفير بيئة ملائمة لتطوير منتجات وخدمات مالية مبتكرة باستخدام التكنولوجيا الحديثة.

مؤتمر صحافي مشترك لأمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط ووزير الخارجية البحريني عبد اللطيف الزياني

وأشار الزياني إلى أن البيان الختامي للقمة أكد على الموقف الثابت للدول العربية «ضد الإرهاب بجميع أشكاله وصوره، والرفض القاطع لدوافعه ومبرراته»، والعمل «على تجفيف مصادر تمويله، ودعم الجهود الدولية لمحاربة التنظيمات الإرهابية المتطرفة، ومنع تمويلها، ومواجهة التداعيات الخطيرة للإرهاب على المنطقة وتهديده للسلم والأمن الدوليين».

كما لفت إلى تأكيد البيان على «اتخاذ إجراءات رادعة في سبيل مكافحة التطرف وخطاب الكراهية والتحريض، وإدانة هذه الأعمال أينما كانت، لما لها من تأثير سلبي على السلم الاجتماعي واستدامة السلام والأمن الدوليين، ومن تشجيع لتفشي النزاعات وتصعيدها وتكرارها حول العالم، وزعزعة الأمن والاستقرار، وذلك وفقاً للقرارات الصادرة من الجامعة العربية، ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة». مع دعوة «جميع الدول إلى تعزيز قيم التسامح والتعايش السلمي والأخوة الإنسانية، ونبذ الكراهية والطائفية والتعصب والتمييز والتطرف بمختلف أشكاله».