مباحثات تركية - مصرية تتناول جهود وقف النار في غزة

شكري يلتقي فيدان السبت... ورغبة أميركية في دخول أنقرة على خط الوساطة بين «حماس» وإسرائيل

وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (أ.ف.ب)
وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (أ.ف.ب)
TT

مباحثات تركية - مصرية تتناول جهود وقف النار في غزة

وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (أ.ف.ب)
وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (أ.ف.ب)

يجري وزيرا الخارجية المصري سامح شكري، والتركي هاكان فيدان، مباحثات في أنقرة، السبت، تركز بشكل أساسي على تطورات الحرب في غزة وانعكاساتها على الوضع الإقليمي وجهود وقف إطلاق النار وتأمين وصول المساعدات للفلسطينيين بشكل مستمر.

وقالت وزارة الخارجية التركية، في بيان، الجمعة، إن شكري سيجري زيارة رسمية لتركيا، السبت، بدعوة من وزير الخارجية هاكان فيدان، حيث سيتم تبادل وجهات النظر حول العلاقات الثنائية، بالإضافة إلى الوضع في فلسطين والتطورات الإقليمية.

وتأتي زيارة شكري ضمن المبادرات الدبلوماسية لإنهاء المأساة الإنسانية في غزة ومنع تصاعد التوتر في المنطقة بعد التصعيد بين إسرائيل وإيران، وسط تحذيرات تركية من احتمال انتقال الصراع في غزة إلى مناطق أخرى في المنطقة.

وقالت مصادر دبلوماسية لـ«الشرق الأوسط» إن هناك توافقاً بين القاهرة وأنقرة بشأن ضرورة التوصل إلى اتفاق فوري لإطلاق النار وتأمين وصول المساعدات للفلسطينيين بشكل مستمر، ومنع توسع الحرب في المنطقة.

وأضافت أن دعوة فيدان نظيره المصري إلى أنقرة تستهدف العمل على تنسيق الجهود فيما بين البلدين، ومناقشة جهود الوساطة التي تقوم بها مصر وقطر بين «حماس» وإسرائيل، وذلك بعد زيارة الوزير فيدان لقطر يومي الأربعاء والخميس، حيث التقى رئيس المكتب السياسي لـ«حماس» إسماعيل هنية.

وجاء لقاء فيدان وهنية في الدوحة قبل اللقاء المرتقب بين هنية والرئيس التركي رجب طيب إردوغان في إسطنبول خلال عطلة نهاية الأسبوع، وذلك وسط حديث متصاعد عن رغبة أميركية في دخول أنقرة على خط الوساطة بين «حماس» وإسرائيل.

ومن المحتمل أن يزور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، تركيا، خلال مايو (أيار) المقبل، حسب ما أعلن الرئيس إردوغان، عقب زيارته لمصر في 14 فبراير (شباط) الماضي.

وزير الخارجية المصري سامح شكري (د.ب.أ)

ولم تستبعد المصادر أن يتم تناول مسألة زيارة الرئيس المصري لأنقرة، التي لم يتم تحديد موعد دقيق لها بعد، خلال المباحثات بين شكري وفيدان، حيث ستتاح الفرصة لمناقشة التطورات في الحرب على غزة والتطورات الإقليمية بين رئيسي البلدين.

وحضت تركيا المجتمع الدولي على «القيام بواجبه» في ما يتعلق بغزة ووقف انتهاكات إسرائيل للقانون الدولي وتصرفاتها الهادفة إلى تغيير وضع الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وقال نائب وزير الخارجية التركي أحمد يلدز، خلال جلسة لمناقشة الوضع في منطقة الشرق الأوسط عقدت على المستوى الوزاري في مجلس الأمن الدولي، الخميس، إن «ميثاق الأمم المتحدة الذي يعد أساس القانون الدولي لا يزال ينتهك بشكل روتيني، وتتجاهل إسرائيل قرارات الأمم المتحدة بازدراء، وسؤالي هو: إلى متى سيستمر هذا؟».

وأضاف أنه كما ذكر مسؤولون في الأمم المتحدة، فإن أعلى معدل للوفيات بالعالم بعد الإبادة الجماعية في رواندا سُجل في غزة، وليس مستغرباً أن تحاكم إسرائيل على جريمة «الإبادة الجماعية» في محكمة العدل الدولية.


مقالات ذات صلة

صرخة جندي عائد من غزة: متى سيستيقظ الإسرائيليون؟

شؤون إقليمية جنود في مقبرة بالقدس خلال تشييع رقيب قُتل في غزة يوم 20 نوفمبر (أ.ب)

صرخة جندي عائد من غزة: متى سيستيقظ الإسرائيليون؟

نشرت صحيفة «هآرتس» مقالاً بقلم «مقاتل في جيش الاحتياط»، خدم في كل من لبنان وقطاع غزة. جاء المقال بمثابة صرخة مدوية تدعو إلى وقف الحرب.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شمال افريقيا جانب من محادثات وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي مع نظيره الإيراني في القاهرة الشهر الماضي (الخارجية المصرية)

مصر تطالب بخفض التوترات في المنطقة و«ضبط النفس»

أعرب وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، خلال اتصال هاتفي تلقاه من نظيره الإيراني، عباس عراقجي، مساء الخميس، عن قلق بلاده «من استمرار التصعيد في المنطقة».

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
شؤون إقليمية وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير (رويترز)

ماذا نعرف عن «الخلية الفلسطينية» المتهمة بمحاولة اغتيال بن غفير؟

للمرة الثانية خلال ستة شهور، كشفت المخابرات الإسرائيلية عن محاولة لاغتيال وزير الأمن القومي الإسرائيلي، المتطرف إيتمار بن غفير، الذي يعيش في مستوطنة بمدينة…

نظير مجلي (تل ابيب)
تحليل إخباري فلسطينيون يبحثون عن ضحايا عقب غارة إسرائيلية وسط مدينة غزة (أ.ف.ب)

تحليل إخباري حديث إسرائيلي عن «إدارة عسكرية» لغزة يعقّد جهود «الهدنة»

الحديث الإسرائيلي عن خطط لإدارة غزة يراه خبراء، تحدثوا مع «الشرق الأوسط»، بمثابة «تعقيد خطير لجهود التهدئة المتواصلة بالمنطقة».

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
المشرق العربي المندوب الأميركي البديل لدى الأمم المتحدة روبرت وود يرفع يده لنقض مشروع قرار يدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة خلال اجتماع لمجلس الأمن (أ.ف.ب)

أميركا تحبط الإجماع الدولي على المطالبة بوقف إطلاق النار فوراً في غزة

خرجت الولايات المتحدة عن إجماع بقية أعضاء مجلس الأمن لتعطيل مشروع قرار للمطالبة بوقف فوري لإطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين.

علي بردى (واشنطن)

تقرير: مقتل القيادي بـ«حزب الله» علي موسى دقدوق بغارة إسرائيلية في سوريا

الضابط الأميركي كيفين بيرغنير يعلن للصحافيين في بغداد اعتقال علي موسى دقدوق 2 يوليو (تموز) 2007 (أ.ف.ب - غيتي)
الضابط الأميركي كيفين بيرغنير يعلن للصحافيين في بغداد اعتقال علي موسى دقدوق 2 يوليو (تموز) 2007 (أ.ف.ب - غيتي)
TT

تقرير: مقتل القيادي بـ«حزب الله» علي موسى دقدوق بغارة إسرائيلية في سوريا

الضابط الأميركي كيفين بيرغنير يعلن للصحافيين في بغداد اعتقال علي موسى دقدوق 2 يوليو (تموز) 2007 (أ.ف.ب - غيتي)
الضابط الأميركي كيفين بيرغنير يعلن للصحافيين في بغداد اعتقال علي موسى دقدوق 2 يوليو (تموز) 2007 (أ.ف.ب - غيتي)

قال مسؤول دفاعي أميركي كبير إن قائداً كبيراً في «حزب الله» اللبناني كان قد ساعد في التخطيط لإحدى أجرأ وأعقد الهجمات ضد القوات الأميركية، خلال حرب العراق، قُتل في غارة إسرائيلية على سوريا.

واعتقلت القوات الأميركية علي موسى دقدوق، بعد مداهمة عام 2007، عقب عملية قتل فيها عناصرُ يتنكرون في صورة فريق أمن أميركي، خمسة جنود أميركيين. ووفقاً لموقع «إن بي سي» الأميركي، أطلقت السلطات العراقية سراحه لاحقاً.

وأضاف المسؤول الدفاعي الأميركي، وفق ما نقل عنه موقع «إن بي سي»، أن تفاصيل الضربة الجوية الإسرائيلية غير معروفة، متى حدثت، وأين وقعت في سوريا، وهل كان هدفها دقدوق تحديداً.

الغارة المعقدة، التي ساعد دقدوق في التخطيط لها، حدثت في مجمع عسكري مشترك أميركي-عراقي في كربلاء، في 20 يناير (كانون الثاني) 2007.

تنكَّر مجموعة من الرجال في زي فريق أمن عسكري أميركي، وحملوا أسلحة أميركية، وبعضهم كان يتحدث الإنجليزية، ما جعلهم يَعبرون من عدة نقاط تفتيش حتى وصلوا قرب مبنى كان يأوي جنوداً أميركيين وعراقيين.

كانت المنشأة جزءاً من مجموعة من المنشآت المعروفة باسم «محطات الأمن المشترك» في العراق، حيث كانت القوات الأميركية تعيش وتعمل مع الشرطة والجنود العراقيين. كان هناك أكثر من عشرين جندياً أميركياً في المكان عندما وصل المسلّحون.

حاصرت العناصر المسلّحة المبنى، واستخدموا القنابل اليدوية والمتفجرات لاختراق المدخل. قُتل جندي أميركي في انفجار قنبلة يدوية. بعد دخولهم، أَسَر المسلّحون جندين أميركيين داخل المبنى، واثنين آخرين خارج المبنى، قبل أن يهربوا بسرعة في سيارات دفع رباعي كانت في انتظارهم.

طاردت مروحيات هجومية أميركية القافلة، ما دفع المسلّحين لترك سياراتهم والهروب سيراً على الأقدام، وخلال عملية الهرب أطلقوا النار على الجنود الأميركيين الأربعة.

وفي أعقاب الهجوم، اشتبه المسؤولون الأميركيون بأن المسلّحين تلقّوا دعماً مباشراً من إيران، بناءً على مستوى التنسيق والتدريب والاستخبارات اللازمة لتنفيذ العملية.

وألقت القوات الأميركية القبض على دقدوق في مارس (آذار) 2007. وكما يذكر موقع «إن بي سي»، أثبتت أن «فيلق القدس»، التابع لـ«الحرس الثوري الإيراني»، كان متورطاً في التخطيط لهجوم كربلاء. واعترف دقدوق، خلال التحقيق، بأن العملية جاءت نتيجة دعم وتدريب مباشر من «فيلق القدس».

واحتجز الجيش الأميركي دقدوق في العراق لعدة سنوات، ثم سلَّمه إلى السلطات العراقية في ديسمبر (كانون الأول) 2011.

وقال المسؤول الأميركي: «قالت السلطات العراقية إنها ستحاكم دقدوق، لكن جرى إطلاق سراحه خلال أشهر، مما أثار غضب المسؤولين الأميركيين. وعاد للعمل مع (حزب الله) مرة أخرى بعد فترة وجيزة».