سفراء «الخماسية» يستكملون لقاءاتهم لإنهاء أزمة الرئاسة ويؤكدون على حيادهم

مصادر «الكتائب»: هناك نية واضحة لديهم للانتقال إلى الخيار الثالث

خلال لقاء سفراء «اللجنة الخماسية» في غياب السفير السعودي مع رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية (الوكالة الوطنية)
خلال لقاء سفراء «اللجنة الخماسية» في غياب السفير السعودي مع رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية (الوكالة الوطنية)
TT

سفراء «الخماسية» يستكملون لقاءاتهم لإنهاء أزمة الرئاسة ويؤكدون على حيادهم

خلال لقاء سفراء «اللجنة الخماسية» في غياب السفير السعودي مع رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية (الوكالة الوطنية)
خلال لقاء سفراء «اللجنة الخماسية» في غياب السفير السعودي مع رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية (الوكالة الوطنية)

استكمل سفراء «اللجنة الخماسية» جولتهم على الأفرقاء اللبنانيين بلقاء رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية، ورئيس حزب «الكتائب اللبنانية» النائب سامي الجميل، وتكتل «الاعتدال الوطني»، حيث كان التأكيد على أن «اللجنة» لا تتحدث حول أسماء المرشحين، ولا يوجد توجه مع أو ضد أحد، والتأكيد على استمرار العمل لإيجاد حل للملف الرئاسي، بحسب ما قال السفير المصري علاء موسى.

وشارك في لقاءات يوم الأربعاء سفير دولة قطر سعود بن عبد الرحمن آل ثاني، وسفير الجمهورية الفرنسية هيرفيه ماغرو، وسفير جمهورية مصر العربية علاء موسى، وسفيرة الولايات المتحدة الأميركية ليزا جونسون، فيما اعتذر السفير السعودي وليد بخاري عن الحضور بفعل وعكة صحية طارئة.

وفيما من المتوقع أن يستكمل سفراء «الخماسية» جولتهم في الأيام المقبلة، على أن يلتقوا الخميس رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، ويقول مصدر في حزب «الكتائب» لـ«الشرق الأوسط»: «من الواضح أنه باتت هناك نية لديهم للانتقال إلى الخيار الثالث، غير أن دعوات الحوار والتشاور إذا لم تقرن بضمانات بالتخلي عن فرنجية، أو بالالتزام بحضور الجلسات، فستبقى عقيمة، ولن تلقى إيجابية من المعارضة».

وقال السفير المصري المتحدث باسم اللجنة بعد اللقاء مع رئيس «تيار المردة»: «إن اللقاء شكل فرصة جيدة للحوار، والنقاش، والتداول، والإضاءة على مواضيع مهمة، وأمور كثيرة تتعلق بحالة الانسداد السياسي، لا سيما حيال انتخاب رئيس للجمهورية، والتداول في مواضيع مهمة يمكن من خلالها إحداث انفراجة قريبة في هذا الملف الشائك، والمعقد».

وأكد أن اللقاء مع فرنجية لم يكن بصفته مرشحاً للرئاسة، «إنما بصفته السياسية، وهذا الشيء الأهم»، ورداً على سؤال حول وجود «فيتو» على فرنجية، قال «اللجنة الخماسية لا تتحدث حول أسماء المرشحين، ولا يوجد توجه مع أو ضد أحد المرشحين، وهي تتعامل مع الرئيس ووجوده طالما تم انتخابه من القوى اللبنانية المختلفة».

ووصف أجواء اللقاء بالـ«إيجابية» قائلاً «نحن نستمع إلى أفكار، وليس بالضرورة أن تلقى قبولاً، وهذا يدل على أن هناك حواراً، وهو الذي يؤدي في النهاية إلى شيء يرضي الجميع، ويتوافق عليه الجميع». ولفت في رد على سؤال حول عقبات الاستحقاق الرئاسي إلى «أن هناك تفاصيل كثيرة، ويجب على الجميع بما فيها اللجنة الخماسية أن يعمل من أجل زيادة الثقة ما بين القوى السياسية المختلفة، والبحث عن أرضية مشتركة».

وعما سمعه السفراء من فرنجية، قال موسى «سمعنا منه أفكاراً إيجابية كثيرة تحدث فيها بشكل صريح، وكان حريصاً على ألا يخلط بين الأمور، بل كان يتحدث عن هدفه الأساسي، وهو وحدة هذه الدولة، وانتماؤه لها، وهو على استعداد تام للتفاعل مع أية طروحات تتناسب مع تطلعاته، ووحدة واستقرار هذا البلد، وسمعنا منه أنه لا يزال مرشحاً».

وأضاف «كل شخص وطني لبناني هو مهتم بهذا البلد، وبحدوث انفراجة، ونحن نستمع إلى أفكار، وهذه الأفكار قد تتناسب معه، أو قد يفضل أن يضيف إليها بعض الأشياء، أو يعدلها. في النهاية هو هدف وطني».

وأفادت قناة «إل بي سي» بأن سفراء «اللجنة» استوضحوا من فرنجية عن علاقته بـ«حزب الله»، فأكّد لهم تأييده للمقاومة، وقال إن «حزب الله» هو حزب لبنانيّ قويّ، وفاعل»، مشدداً على أنه «مع سلاحٍ واحدٍ، وجيشٍ واحدٍ في لبنان، ولكن هذا الأمر لا يمكن أن يحصل إلا من خلال التوصّل إلى حلّ في المنطقة، وأن الخوض حالياً في موضوع الاستراتيجيّة الدفاعيّة ليس في مكانه».

وبعد اللقاء مع فرنجية، التقى سفراء «الخماسية» رئيس حزب «الكتائب» النائب سامي الجميل، وتكتل «الاعتدال الوطني».

ووصف موسى اللقاء مع الجميل بـ«البناء والإيجابي»، مقدراً موقف رئيس «الكتائب». وقال رداً على سؤال عما إذا تم التطرق إلى مرشح ثالث، قال «لم يتم التداول بأسماء مرشحين، فالخماسية تتناول مسألة وضع خريطة طريق تجيب عن غالبية الهواجس، والنقاط غير الواضحة».

من جهته، قال الجميل بعد اللقاء «لن نقبل بأن يُفرض على لبنان من قبل (حزب الله) رئيس جديد مرة أخرى، ولن نقبل بناطق رسمي بـ(اسم حزب الله)...»، مضيفاً «سفراء الخماسية يبذلون جهداً لتسهيل انتخاب رئيس للجمهورية، لكننا نؤكد أن التسهيلات جميعها تبقى حبراً على ورق إن لم يكن هناك التزام علنيّ بالتخلي عن سليمان فرنجية»، مشدداً في المقابل على «الانفتاح على الأسماء، ونريد رئيساً بأسرع وقت ممكن، لكن الأمر الوحيد الذي لن نقبل به هو الاستسلام لـ(حزب الله)».

وأكد الجميل أنه «بعيداً عن الشكليات حول الحوار، وشكله، ومن سيترأسه، يبقى المهم والأساس هو: هل (حزب الله) مستعد للتخلي عن مرشحه، والذهاب إلى مرشح مقبول من الجميع؟ وهل هو مستعد لملاقاة اللبنانيين إلى منتصف الطريق؟ عندما نحصل على جواب عن هذا السؤال عندها تصبح كل الشكليات تفاصيل بالنسبة إلينا.»...

وجاء لقاء «السفراء» مع «الاعتدال الوطني» بعد أيام على لقاء التكتل كتلة «حزب الله» النيابية التي أبلغتهم موافقتها على الحوار لإيجاد مخرج رئاسي، شرط أن يكون برئاسة رئيس مجلس النواب نبيه بري، وهو ما رأى فيه البعض نعياً لمبادرة «الاعتدال» وذلك لرفض المعارضة ترؤس بري الحوار على اعتبار أنه طرف في الانقسام الحاصل. من هنا، فإن الأيام المقبلة ستكون حاسمة بالنسبة إلى مبادرة «الاعتدال الوطني»، بحسب ما تقول مصادر نيابية في «التكتل» لـ«الشرق الأوسط»، وذلك بعد أن يلتقي نوابها عدداً من الأفرقاء السياسيين، ليبنى على الشيء مقتضاه لجهة الاستمرار في المبادرة أو نعيها.

وتنص مبادرة «الاعتدال» على أن يتداعى النواب لجلسة تشاورية في محاولة للتوافق على اسم رئيس للجمهورية، ويدعو بعدها بري لجلسة لانتخاب رئيس، بغض النظر عن نتائج المشاورات، ويتعهد الجميع بالمشاركة فيها من دون أن يعمد أي فريق إلى تطيير النصاب.


مقالات ذات صلة

إسرائيل تتوعّد بتغيير الواقع الأمني عند الحدود... و«حزب الله» مستعد للمواجهة

المشرق العربي الدخان يتصاعد في جنوب لبنان إثر قصف إسرائيلي استهدف المنطقة (رويترز)

إسرائيل تتوعّد بتغيير الواقع الأمني عند الحدود... و«حزب الله» مستعد للمواجهة

يواصل المسؤولون الإسرائيليون تهديداتهم، متوعدين «بتغيير الواقع الأمني على الجبهة الشمالية»، وفق الجنرال أوري غوردين، الذي قال: «إن الهجوم سيكون حاسماً وقاطعاً».

كارولين عاكوم (بيروت)
المشرق العربي قائد الجيش العماد جوزاف عون (مديرية التوجيه)

باسيل يسعى لإسناد قيادة الجيش اللبناني بالوكالة للواء صعب

يسعى رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل لإسناد قيادة الجيش اللبناني بالوكالة للواء بيار صعب مستبقاً التمديد للعماد جوزاف عون.

محمد شقير (بيروت)
المشرق العربي رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل (رويترز)

باسيل متردد بفصل نواب خشية تضعضع داخلي في «التيار»

لم يحسم رئيس «التيار الوطني الحر» قراره بشأن فصل النائب آلان عون محاولاً أن يستوعب استباقياً أي ردود فعل ستؤدي لتقلص إضافي بعدد نواب التكتل.

بولا أسطيح (بيروت)
المشرق العربي نواب المعارضة خلال لقائهم نواب الحزب «التقدمي الاشتراكي» لطرح خريطة الطريق الرئاسية (موقع القوات)

المعارضة اللبنانية تدرس خطة «المواجهة» بعد فشل مبادرتها الرئاسية

بدأت المعارضة بدراسة أفكار لما بعد «المبادرة الرئاسية» التي سقطت نتيجة أسباب عدة،أبرزها رفض «الثنائي الشيعي» (حزب الله وحركة أمل) البحث بها وحتى اللقاء بالنواب.

كارولين عاكوم (بيروت)
المشرق العربي جنديان من «يونيفيل» على الحدود اللبنانية - الإسرائيلية (د.ب.أ)

فرنسا تحذر من «حرب شاملة» على الحدود اللبنانية ــ الإسرائيلية

حذّرت الدبلوماسية الفرنسية من خطر وقوع «حرب شاملة» عبر الحدود اللبنانية - الإسرائيلية، بسبب التصعيد الذي يمكن أن يؤدّي إلى سوء حسابات أو تقدير.

علي بردى (نيويورك) نظير مجلي (تل أبيب)

مقتل 5 فلسطينيين في قصف إسرائيلي على شمال رفح

الدخان يتصاعد بعد غارة جوية إسرائيلية على رفح في غزة (د.ب.أ)
الدخان يتصاعد بعد غارة جوية إسرائيلية على رفح في غزة (د.ب.أ)
TT

مقتل 5 فلسطينيين في قصف إسرائيلي على شمال رفح

الدخان يتصاعد بعد غارة جوية إسرائيلية على رفح في غزة (د.ب.أ)
الدخان يتصاعد بعد غارة جوية إسرائيلية على رفح في غزة (د.ب.أ)

قُتل خمسة فلسطينيين وأصيب آخرون، اليوم (السبت)، في قصف إسرائيلي استهدف شمال مدينة رفح في جنوب قطاع غزة، وفقاً لـ«وكالة الأنباء الألمانية».

ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) عن مصادر محلية قولها إن «طائرات الاحتلال الحربية قصفت منزلاً مأهولاً بالسكان لعائلة المصري في منطقة مصبح بشمال مدينة رفح، ما أدى لمقتل خمسة مواطنين وإصابة العشرات».

وتشن إسرائيل حرباً شاملة ضد قطاع غزة عقب الهجوم الذي شنته الفصائل الفلسطينية المسلحة، وفي مقدمتها حركة «حماس»، على القواعد والمستوطنات الإسرائيلية فيما يعرف بغلاف غزة يوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.