أكد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، أنه بعد مقتل منسّق منطقة جبيل في القوات باسكال سليمان، فإن حزبه مستمر في «المواجهة التي لا تهدف للأخذ بالثأر أو لمواجهة طائفية أو مناطقية أو عرقية، بل هي من أجل الانتقال من الواقع المرير، المؤلم، المجرم، والفاشل الذي نعيش فيه منذ سنوات».
وشدد جعجع في كلمة ألقاها مباشرة من مقر إقامته في معراب، بعد انتهاء الصلاة على جثمان سليمان، على أن «المواجهة مستمرة كي يصبح لدينا حدود معروفة ومحروسة ومضبوطة»، حيث لا تعبر سيارة فيها مجرمون ومعهم جثة إنسان ببساطة بين لبنان وسوريا».
وأضاف جعجع: «كي ننجح، إذا أردنا ديمقراطياً (يجب) تغيير سلطة فاشلة فاسدة، رمتنا في آخر طابق من جهنّم، بدلاً من بقائها قاعدة على قلوب اللبنانيين بفعل وهج السلاح غير الشرعي والتعطيل وضرب الدستور، كي ننجح في كشف الحقيقة في جريمة بحجم جريمة المرفأ أو اغتيال لقمان سليم وإلياس الحصروني وباسكال سليمان، وكي ينال المجرمون عقابهم الذي يستحقونه ويكونوا عبرة لكلّ من يفكّر برفع يده على لبناني».
وأكد جعجع أن «المواجهة مستمرة كي نستطيع عند مطالبتنا بالحقيقة ألا نُتّهم بافتعال الفتن، فنتحوّل بمنطق اللامنطق من ضحية إلى قاتل، ومن مغدور إلى عابث بالسلم الأهلي. وكي يبقى قرارنا بيدنا، بدلاً من أن نستفيق في يوم من الأيام، ونجد أنفسنا في حرب لها أول وليس لها آخر، بقرار لا ندري من أين أتى، ويجر علينا أكثر وأكثر الويل والخراب الذي لا مصلحة للبنان فيه».
وقال جعجع: «كي لا يخطئ أحد في حساباته، لا يراهننّ أحد على خيبة أملنا، فلن نيأس، ولا يراهننّ أحد على تعبنا، فلن نتعب، ولا يراهننّ أحد على تراجعنا، فلن نستسلم، ولا يراهننّ أحد على ذاكرتنا، فلن ننسى، ولا يراهننّ أحد على الوقت كي نبدل رأينا».
أما البطريرك الماروني بشارة الراعي، الذي ترأس صلاة الجنازة في كنيسة مار جرجس في جبيل (شمال لبنان)، والتي شاركت فيها وفود سياسية وشعبية، فشدد في عظته على أهمية «معرفة أهداف الجريمة ومن وراءها»، قائلاً: «الحقيقة ستظهر لا محالة، ولكنّ المؤسف أن يكون مقترفو هذه الجريمة من النازحين السوريّين الذين استقبلهم لبنان بكلّ روحٍ إنسانيّة، ولكنّ بعضهم يتصرّفون بشكلٍ غير إنسانيّ، ويرتكبون الجرائم المتنوّعة بحقّ اللبنانيّين وعلى أرض لبنان».
ورأى الراعي أن هؤلاء النازحين «باتوا يشكّلون خطراً على اللبنانيّين في عقر دارهم، فأصبح من المُلحّ إيجاد حلّ نهائيّ لضبط وجودهم مع الجهات الدوليّة والمحلّيّة المعنيّة، بعيداً عن الصدامات والتعديات التّي لا تُحمد عقباها»، لافتاً إلى أنه «من واجب السلطات اللبنانيّة المعنيّة معالجة هذه المسألة الجسيمة الخطورة بالطرق القانونيّة والإجرائيّة؛ فلبنان الرازح تحت أزماته الاقتصاديّة والماليّة، ونزيف أبنائه بهجرتهم، لا يتحمّل إضافة أعباء (ما يعادل) نصف سكّانه، وهذا ما تعجز عنه كبريات الدول».
وأضاف الراعي: «يُجمع المعلّقون على هذا الخطف والاغتيال في منطقة الشهيد باسكال الآمنة، على أنّ السبب الأساسيّ الذي يستسهل الإجرام المغطّى سياسياً من النافذين، والهارب من وجه العدالة أو المتمرّد عليها وعلى القضاء، هو عدم انتخاب رئيس للدولة. ومن ثم، حالة الفوضى في المؤسّسات الدستوريّة والوزارات والإدارات العامّة، وانتشار السلاح بين أيدي المواطنين والغرباء الموجودين على أرض لبنان»، متسائلاً: «لمصلحة من هذه الفوضى في الحكم والإدارة والقضاء والسلاح وقرار الحرب والسلم من خارج قرار الدولة؟».
وكان الجيش اللبناني قد أعلن، الثلاثاء، نجاح مديرية المخابرات في الجيش بتوقيف معظم أعضاء العصابة السوريين المشاركين في عملية خطف وقتل سليمان التي حدثت يوم الأحد الماضي. وتبين خلال التحقيق معهم أن المخطوف قُتِل من قبلهم أثناء محاولتهم سرقة سيارته في منطقة جبيل، وأنهم نقلوا جثته إلى سوريا قبل أن تجري استعادتها مطلع الأسبوع.