«طريق التنمية» العراقي يدخل صفقة تركيا لتصفية «العمال الكردستاني»

وفد فني من بغداد يناقش في أنقرة «المواعيد ونقاط الربط البرية والسكك الحديد»

لقطة جوية لميناء الفاو منطلق مشروع «طريق التنمية» العراقي (أرشيفية - رويترز)
لقطة جوية لميناء الفاو منطلق مشروع «طريق التنمية» العراقي (أرشيفية - رويترز)
TT

«طريق التنمية» العراقي يدخل صفقة تركيا لتصفية «العمال الكردستاني»

لقطة جوية لميناء الفاو منطلق مشروع «طريق التنمية» العراقي (أرشيفية - رويترز)
لقطة جوية لميناء الفاو منطلق مشروع «طريق التنمية» العراقي (أرشيفية - رويترز)

انتقل الحوار الأمني بين بغداد وأنقرة حول تصفية حزب «العمال الكردستاني» إلى مناقشة مستقبل المشروع العراقي للتجارة الإقليمية المعروف باسم «طريق التنمية».

وبدأ وفد عراقي برئاسة مستشار رئيس الوزراء لشؤون النقل ناصر الأسدي زيارة لأنقرة، الثلاثاء، لمتابعة سير تنفيذ «طريق التنمية». وبحسب بيان للسفارة العراقية في أنقرة، فإن مدير المشروع صفاء جبار ناصر ضمن الوفد إلى جانب مسؤولين آخرين.

وقال البيان إن الوفد العراقي سيتابع مع المسؤولين الأتراك «سير تنفيذ طريق التنمية، ومناقشة الإجراءات والاتفاقات الثنائية للمباشرة بإنشاء نقاط الربط بين البلدين».

ويأتي استكمالاً للاجتماعات السابقة التي عُقدت في بغداد وأنقرة، لبحث آخر المُستجدّات ومراحل إنجاز العمل.

وزيرا النقل التركي والعراقي خلال اجتماعهما في أنقرة الشهر الماضي (وزارة النقل التركية)

وقبل زيارته لتركيا، قال الأسدي، في تصريحات، السبت الماضي، إن هناك إجراءات واتفاقات مع الجانب التركي للمباشرة بإنشاء الطريق ونقاط الربط، وإن مشروع طريق التنمية سينجز منتصف عام 2028، بحسب البرنامج المقرر له.

وعند افتتاح «ميناء الفاو الكبير» سيتم استخدام شبكة الطرق والسكك المحلية مباشرة لحين إنجاز طريق التنمية والطريق السككي والبري للميناء، وفقاً للأسدي، الذي أشار إلى أن «لجاناً عراقية تعقد اجتماعات شهرية في بغداد وأنقرة للاتفاق على بدء التنفيذ وتحديد نقاط الربط.

وذكر الأسدي أن وفداً من الجانب التركي زار ميناء الفاو، واطلع على آخر المستجدات ومراحل إنجاز العمل.

وفي الثاني من فبراير (شباط) الماضي، عقد وزير النقل والبنية التحتية التركي، عبد القادر أورال أوغلو، اجتماعاً مع نظيره العراقي رزاق السعداوي في أنقرة؛ لبحث مستجدات المشروع.

وقال أورال، عقب الاجتماع، إن المسألة الأهم بين البلدين هي طريق التنمية، وناقشنا وضعه الحالي، وإن الجانب العراقي حقق تقدماً كبيراً فيه.

وأضاف أورال أن نقل البضائع الذي يستغرق نحو 45 يوماً من رأس الرجاء الصالح، ونحو 35 يوماً من البحر الأحمر، يمكن إكماله في 25 يوماً باستخدام «طريق التنمية»، وتابع: «نواصل عملنا ليلاً ونهاراً، ونأمل أن نرى تطورات فيما يتعلق بالتمويل والمناقصة للمشروع خلال العام الحالي».

وتابع: «تحدثت مع نظيري عن إمكانية اتخاذ بعض القرارات خلال زيارة الرئيس رجب طيب إردوغان المقبلة للعراق (من المقرر أن تجرى في أبريل «نيسان» المقبل)، واستمراراً لمسار مشروع التنمية قدمنا ​​معلومات عن العمل الذي يتعين علينا فعله في بلدنا، لذلك ننفذه بسرعة».

ثلاثة محاور

من جانبه، أوضح السعداوي أن مشروع «طريق التنمية يتكون من ثلاثة محاور رئيسية: ميناء الفاو، والسكك الحديدية، والطرق السريعة»، مشيراً إلى الانتهاء من الميناء الرئيسي بنسبة 85 في المائة، والسكك الحديدية بنسبة 55 في المائة، والطرق السريعة بنسبة 35 في المائة».

وأضاف الوزير العراقي: «اتفقنا على أن يفتح البلدان مكاتب بخصوص هذا المشروع، كما سنبحث مع الشركات التركية إمكانية الاستفادة من تجاربها في إنشاء الطرق وخطوط السكك الحديد».

إلى ذلك، قالت مصادر بوزارة النقل التركية إنه تقرر خلال اجتماع الوزيرين إجراء دراسات لتسهيل النقل بالشاحنات بين البلدين.

ويشمل مشروع «طريق التنمية» طريقين متوازيين: برياً، وسكك حديد من خليج البصرة حتى تركيا بطول 1200 كيلومتر داخل العراق، سيتم ربطه بشبكة السكك التركية.

وتبلغ الميزانية الاستثمارية للمشروع نحو 17 مليار دولار، على أن يُنجز على ثلاث مراحل، تنتهي الأولى عام 2028 والثانية 2033 والثالثة 2050.

وخلال اجتماع عقد في بغداد في 14 مارس (آذار) الحالي، كان الثاني على مستوى وزراء الخارجية والدفاع ورؤساء أجهزة المخابرات والأمن، بعد الاجتماع الأول في أنقرة في 19 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، تقرر تشكيل لجنة مشتركة بين تركيا والعراق في مجالات مكافحة الإرهاب ومكافحة نشاط «حزب العمال الكردستاني» في شمال العراق، والتجارة والزراعة والطاقة والمياه والصحة والنقل.

جنديان تركيان على أحد المرتفعات في المناطق الحدودية جنوب البلاد (الدفاع التركية)

معضلة «العمال الكردستاني»

وتريد تركيا أن تنهي مشكلة «حزب العمال الكردستاني» في شمال العراق، وأن تقيم حزاماً أمنياً بعمق يتراوح بين 30 و40 كيلومتراً على غرار ما تفعل في سوريا، وأن تضمن من خلال هذه العملية قطع الصلة بين «العمال الكردستاني» في شمال العراق و«وحدات حماية الشعب الكردي» في شمال سوريا.

ولا تمانع بغداد، بحسب مصادر تركية، من التعاون في القضاء على تهديد «العمال الكردستاني»، الذي صنفته تنظيماً محظوراً يشكّل خطراً على العراق أيضاً، ضمن إطار شامل يضم قضايا المياه والطاقة وطريق التنمية، وهو أمر يلقى ترحيباً من أنقرة.

ويعمل الجانبان التركي والعراقي على إعداد مذكرة تفاهم استراتيجية تشمل جميع هذه القضايا للتوقيع عليها خلال زيارة الرئيس رجب طيب إردوغان للعراق في أبريل المقبل.


مقالات ذات صلة

«بلومبرغ»: إردوغان يرجئ زيارته للبيت الأبيض

شؤون إقليمية الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ونظيره الأميركي جو بايدن في بروكسل 14 يونيو (حزيران) 2021 (د.ب.أ)

«بلومبرغ»: إردوغان يرجئ زيارته للبيت الأبيض

ذكرت وكالة «بلومبرغ»، اليوم (الجمعة)، أن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أرجأ زيارته المقررة إلى البيت الأبيض.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
المشرق العربي جنديان تركيان على أحد المرتفعات في المناطق الحدودية جنوب البلاد (أرشيفية - وزارة الدفاع التركية)

مركز تركي - عراقي ضد «العمال الكردستاني»

كشفت تركيا عن إنشاء مركز عمليات مشتركة مع العراق؛ لتنسيق العمليات العسكرية التي تستهدف حزب «العمال الكردستاني».

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني يتصافحان خلال حفل ترحيب في أنقرة مارس الماضي (أ.ب)

لهجة تركية متشائمة من بغداد... وإردوغان «سيحارب بطريقة أو بأخرى»

رغم إعلان بغداد نجاح زيارة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، بدت أنقرة متشائمة من عدم التوصل إلى اتفاق نهائي مع العراق بشأن عمليات عسكرية ضد «العمال الكردستاني».

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي الرئيس التركي يتوسط جلسة ضمت قادة أحزاب سنية عراقية في بغداد (إعلام حزب تقدم)

صورة إردوغان وقادة أحزاب سُنية تفجر جدلاً في العراق

أثارت صورة نشرتها أحزاب سُنية عراقية لاجتماع قادتها بالرئيس التركي رجب طيب إردوغان جدلاً بشأن ما إذا كانت «تمنح وصاية أنقرة على قرارهم السياسي».

فاضل النشمي (بغداد)
شؤون إقليمية رئيس الوزراء العراقي مستقبلا الرئيس التركي في بغداد أمس (إ.ب.أ)

العراق وتركيا... أول خطوة على «طريق التنمية»

خطا العراق وتركيا، أمس، أولى الخطوات باتجاه التنمية المشتركة، وذلك خلال الزيارة التي قام بها الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إلى بغداد ومنها إلى أربيل في زيارة.

حمزة مصطفى (بغداد)

اغتيال «أم فهد» يفتح سجل «الابتزاز» في العراق


عناصر من الشرطة العراقية يحيطون بسيارة «أم فهد» بعد اغتيالها وسط بغداد (إكس)
عناصر من الشرطة العراقية يحيطون بسيارة «أم فهد» بعد اغتيالها وسط بغداد (إكس)
TT

اغتيال «أم فهد» يفتح سجل «الابتزاز» في العراق


عناصر من الشرطة العراقية يحيطون بسيارة «أم فهد» بعد اغتيالها وسط بغداد (إكس)
عناصر من الشرطة العراقية يحيطون بسيارة «أم فهد» بعد اغتيالها وسط بغداد (إكس)

فجّر اغتيال نجمة «تيك توك» عراقية جدلاً واسعاً حول ابتزاز شخصيات متنفذة لمشاهير التواصل الاجتماعي في البلاد.

وقُتلت المؤثرة المعروفة باسم «أم فهد»، أول من أمس (الجمعة)، أمام منزلها في حي زيونة الراقي شرق بغداد. وأظهر فيديو متداول القاتل الذي استقلّ دراجةً ناريةً وهو يتوجه إلى الضحية في سيارتها، كما يظهره وهو يقوم بجمع «الظروف الفارغة» لرصاصات مسدسه الكاتم للصوت من مسرح الجريمة.

ويتردد على نطاق واسع أن الجاني صادر هاتفها المحمول الشخصي، الذي يعتقد أنه يضمّ مجموعة أفلام وصور لشخصيات سياسية وأمنية نافذة، لكن من الصعب التحقق من ذلك، بينما تقول السلطات إن القضية لا تزال قيد التحقيق.

وقال مصدر أمني، لـ«الشرق الأوسط»، إن «التحقيق في هذا النوع من الجرائم يصل عادة لعتبة محددة، ثم تأتي الأوامر من جهات عليا، ويُغلق إلى الأبد».


المعارضة اللبنانية تطالب بنشر الجيش على الحدود

النائب أشرف ريفي مشاركاً في اللقاء إلى جانب رئيس «القوات» سمير جعجع والنائبة ستريدا جعجع (الشرق الأوسط)
النائب أشرف ريفي مشاركاً في اللقاء إلى جانب رئيس «القوات» سمير جعجع والنائبة ستريدا جعجع (الشرق الأوسط)
TT

المعارضة اللبنانية تطالب بنشر الجيش على الحدود

النائب أشرف ريفي مشاركاً في اللقاء إلى جانب رئيس «القوات» سمير جعجع والنائبة ستريدا جعجع (الشرق الأوسط)
النائب أشرف ريفي مشاركاً في اللقاء إلى جانب رئيس «القوات» سمير جعجع والنائبة ستريدا جعجع (الشرق الأوسط)

في ظل استهدافات متواصلة بين الجيش الإسرائيلي و«حزب الله»، طالبت المعارضة اللبنانية بنشر الجيش على الحدود الجنوبية تنفيذاً لقرار مجلس الأمن رقم 1701، مؤكدة أن السلاح غير الشرعي يمثّل تهديداً للسيادة.

وأتى هذا الموقف في «اللقاء التضامني الوطني» الذي عُقد، أمس (السبت)، في معراب (شمال بيروت) بدعوة من حزب «القوات اللبنانية»، تحت عنوان «1701 دفاعاً عن لبنان»، وشارك فيه ممثلون لأحزاب وكتل نيابية وعدد من الشخصيات المعارضة لـ«حزب الله» من سياسيين وناشطين وصحافيين من مختلف الطوائف.

وأعلن اللقاء، في البيان الختامي، عن 3 ثوابت أساسية، هي أولاً أن السلاحَ خارجَ مُؤسساتِ الدولة الأمنيّة، هو تهديدٌ للسيادةِ اللبنانيةِ واعتداء صارخ على أمنِ الشعبِ اللبنانيِّ، ويستلزِم الشروعَ بسحبِهِ فوراً، وثانياً أن الجيشَ اللبنانيَّ هو صاحب الحقِّ والواجبِ بحمايةِ الحدودِ والسيادةِ اللبنانيَّتَيْنِ من أيِّ تعدٍّ أجنبيّ، لا سيما من طَرَفِ إسرائيل. وثالثاً، حمّل اللقاء الحكومةَ اللبنانيةَ مسؤوليةَ تَطْبيق وتَنفيذ القوانينِ اللبنانيةِ والقراراتِ الدوليةِ على حدٍّ سواء.

وفي حين رأى بعض الأوساط أن المشاركة غير الواسعة «أفشلت اللقاء»، رفض حزب «القوات» والمشاركون فيه وجهة النظر هذه، مؤكدين أنه عكسَ الهدف الذي عُقد من أجله، و«أوصل الرسالة المطلوبة».


«حماس» تنشر مقطعاً مصوراً لاثنين من الرهائن الإسرائيليين

أحد عناصر «حماس» يقوم بتسليم رهائن إسرائيليين إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (أرشيفية - رويترز)
أحد عناصر «حماس» يقوم بتسليم رهائن إسرائيليين إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (أرشيفية - رويترز)
TT

«حماس» تنشر مقطعاً مصوراً لاثنين من الرهائن الإسرائيليين

أحد عناصر «حماس» يقوم بتسليم رهائن إسرائيليين إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (أرشيفية - رويترز)
أحد عناصر «حماس» يقوم بتسليم رهائن إسرائيليين إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (أرشيفية - رويترز)

نشرت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، اليوم السبت، مقطعاً مصوراً جديداً ظهر فيه على ما يبدو اثنان من الرهائن الإسرائيليين الذين تحتجزهم «حماس» في قطاع غزة منذ هجومها في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) على جنوب إسرائيل.

وجرى تصوير المقطع بصورةٍ مشابهةٍ للمقاطع التي نشرتها الحركة في وقت سابق لرهائن آخرين، وهو ما نددت به إسرائيل ووصفته بأنه إرهاب نفسي.

وظهر الرجلان اللذان عرّفا نفسيهما باسم كيث سيغال (64 عاماً) وعومري ميران (47 عاماً) وهما يتحدثان بمفردهما أمام خلفية داكنة.

وأرسل الرجلان خالص محبتهما إلى أسرتيهما، وطالبا بإطلاق سراحهما.

واقتيد ميران من منزله في تجمع ناحال عوز السكني أمام زوجته وابنتيه الصغيرتين خلال هجوم «حماس» الذي أشعل فتيل الحرب في غزة.

وأُخذ سيغال الذي يحمل الجنسيتين الإسرائيلية والأميركية رهينةً مع زوجته من بلدة حدودية أخرى. وأُطلق سراح زوجته في وقت لاحق خلال هدنة قصيرة في نوفمبر (تشرين الثاني).

ونُشر المقطع خلال عطلة عيد الفصح اليهودي.

وانهار سيغال بالبكاء في المقطع بينما كان يتذكر احتفاله بعيد الفصح مع عائلته العام الماضي معرباً عن أمله في العودة إليهم مجدداً.

واحتُجز نحو 250 إسرائيلياً وأجنبياً رهائن خلال هجوم «حماس» الذي أدى إلى مقتل نحو 1200 شخص وفقاً للإحصائيات الإسرائيلية.

ورداً على ذلك، شنت إسرائيل هجوماً على غزة، وتعهدت بالقضاء على «حماس» وإعادة الرهائن. وتقول السلطات الصحية في قطاع غزة، الذي تسيطر عليه «حماس»، إن الهجوم أدى حتى الآن إلى مقتل أكثر من 34 ألف فلسطيني.


إسرائيل: «اتفاق الرهائن» يمكن أن يؤجل «عملية رفح»

خيام للنازحين الفلسطينيين في رفح بجنوب قطاع غزة (إ.ب.أ)
خيام للنازحين الفلسطينيين في رفح بجنوب قطاع غزة (إ.ب.أ)
TT

إسرائيل: «اتفاق الرهائن» يمكن أن يؤجل «عملية رفح»

خيام للنازحين الفلسطينيين في رفح بجنوب قطاع غزة (إ.ب.أ)
خيام للنازحين الفلسطينيين في رفح بجنوب قطاع غزة (إ.ب.أ)

قال وزير الخارجية الإسرائيلي، السبت، إن من الممكن تأجيل التوغل المزمع في مدينة رفح بجنوب قطاع غزة، في حال التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين الذين تحتجزهم حركة «حماس».

وقال الوزير إسرائيل كاتس خلال مقابلة مع «القناة 12» التلفزيونية، إن «إطلاق سراح الرهائن هو الأولوية القصوى بالنسبة لنا».

ورداً على سؤال عما إذا كان ذلك يشمل تأجيل عملية مزمعة للقضاء على كتائب «حماس» بمدينة رفح، أجاب كاتس: «نعم... إذا كان هناك اتفاق فسنعلق العملية»، وفق ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية في وقت سابق، السبت، إن أغلبية في حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو باتت تؤيد بنود صفقة جديدة اقترحتها مصر، وجرى نقلها لحركة «حماس» بهدف التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى ووقف مؤقت لإطلاق النار.

وذكرت الهيئة نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين: «أيدت المؤسسة الأمنية وأغلبية المستوى السياسي الصفقة وفق المخطط المصري، الذي يقضي بإطلاق سراح ما بين 20 و40 مختطفاً إسرائيلياً، مقابل وقف إطلاق النار مدة يوم أو أكثر قليلاً عن كل مختطف يطلق سراحه».

وقالت الهيئة إن نتنياهو لا يفضل الاتفاق الجزئي، ويهتم بالتوصل إلى اتفاق شامل يجري بموجبه إطلاق سراح جميع المحتجزين.

لكنّ مسؤولاً قال للهيئة: «التوصل إلى اتفاق شامل ليس مطروحاً على الطاولة، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن حركة (حماس) تريد إنهاء الحرب مقابل ذلك، وهو المطلب الذي تعارضه إسرائيل».

ووفق مصدر مطلع على التفاصيل، فمن الممكن التوصل إلى اتفاق «خلال أيام حتى رغم تحفظات نتنياهو».

وقالت «حماس» في وقت سابق من اليوم، إنها تلقت رداً رسمياً من إسرائيل على أحدث مقترحاتها بخصوص وقف إطلاق النار في المفاوضات التي تتوسط فيها مصر وقطر، وأعلنت أنها ستدرسه قبل تقديم ردها.

وطالبت الولايات المتحدة و17 دولة أخرى «حماس» يوم الخميس، بإطلاق سراح جميع الرهائن لإنهاء الأزمة.

وتريد «حماس» استغلال أي اتفاق من أجل التوصل إلى نهاية دائمة للقتال دون التوصل إلى سلام رسمي، إذ تتعهد الحركة بتدمير إسرائيل.

وتقول إسرائيل إنها ستواصل الحرب لحين تفكيك قدرات «حماس» الإدارية والعسكرية.

ولا يزال أكثر من 130 من الرهائن محتجزين في غزة، بينهم نساء وأطفال.

وبعد أن نشرت «حماس» مقطعاً مصوراً جديداً ظهر فيه اثنان من الرهائن، وهما يطلبان إطلاق سراحهما ويرسلان خالص محبتهما إلى أسرتيهما، تجمع آلاف المحتجين في تل أبيب لمطالبة الحكومة ببذل مزيد من الجهد لإطلاق سراح الرهائن.

وتشير الإحصاءات الإسرائيلية إلى أن نحو 1200 شخص قتلوا خلال هجوم «حماس» في 7 أكتوبر (تشرين الأول).

وتقول السلطات الصحية في قطاع غزة الذي تسيطر عليه «حماس»، إن الحملة العسكرية الإسرائيلية على القطاع تسببت في مقتل أكثر من 34 ألف فلسطيني حتى الآن.


«حزب الله» يعلن استهداف شمال إسرائيل رداً على قصف «منازل مدنية» في جنوب لبنان

عناصر من «حزب الله» يشاركون في تمرين عسكري خلال جولة إعلامية نظمت في عرمتى بلبنان (رويترز)
عناصر من «حزب الله» يشاركون في تمرين عسكري خلال جولة إعلامية نظمت في عرمتى بلبنان (رويترز)
TT

«حزب الله» يعلن استهداف شمال إسرائيل رداً على قصف «منازل مدنية» في جنوب لبنان

عناصر من «حزب الله» يشاركون في تمرين عسكري خلال جولة إعلامية نظمت في عرمتى بلبنان (رويترز)
عناصر من «حزب الله» يشاركون في تمرين عسكري خلال جولة إعلامية نظمت في عرمتى بلبنان (رويترز)

أعلن «حزب الله» اللبناني الموالي لإيران، السبت، أنه استهدف موقعين عسكريين في شمال إسرائيل، رداً على قصف طال ليلاً «منازل مدنية» في جنوب لبنان وأسفر عن 3 قتلى، بينهم مقاتلان من الحزب.

وقال الحزب في بيان: «رداً على اعتداءات العدو على القرى الصامدة والمنازل المدنيّة، خصوصاً بلدتي كفركلا وكفرشوبا، شن مجاهدو المقاومة الإسلامية، اليوم (السبت)، هجوماً مركباً بالمسيرات الانقضاضية والصواريخ الموجهة على مقر القيادة العسكرية في مستوطنة المنارة وتموضع قوات الكتيبة 51 التابع للواء غولاني».

ويستمر تبادل القصف على الحدود اللبنانية بين الحزب والجيش الإسرائيلي «إسناداً» لحركة «حماس» منذ أن شنّت هجومها على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) ورد الدولة العبرية عليه بهجوم واسع النطاق على قطاع غزة المحاصر. وصرّح نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم، السبت، بحسب ما نقلت عنه الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية: «هناك قرار عند حزب الله أن يرد على العدوان الإسرائيلي بالتناسب بحيث إن أي توسعة إسرائيلية للعدوان تقابلها توسعة بالرد والمقاومة والمواجهة من قبل حزب الله والمقاومة في لبنان، وهذا قرار حاسم».

وكانت الوكالة الوطنية قد أشارت إلى «مقتل المواطن قاسم أسعد» في «غارات لمقاتلات إسرائيلية على كفرشوبا» ليل الجمعة - السبت. وفي بيانين منفصلين في وقت سابق السبت، أعلن «حزب الله» مقتل اثنين من مقاتليه يتحدران من بلدتي كفركلا والخيام في جنوب لبنان. وكثّف «حزب الله» استهدافه للمواقع العسكرية الإسرائيلية منذ تصاعد التوتر بين إسرائيل وإيران، إثر ضربة طالت القنصلية الإيرانية في دمشق في الأول من أبريل (نيسان)، ونسبتها طهران إلى الدولة العبرية.

وفي محاولة لنزع فتيل التصعيد المستمر على الحدود بين لبنان وإسرائيل، يقوم وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه بجولة في الشرق الأوسط، على أن يجري، الأحد، في بيروت محادثات مع كبار المسؤولين اللبنانيين.


«الأمم المتحدة» تعلن توقف الأعمال الإنسانية في دير الزور

صورة أرشيفية لميليشيات «الحرس الثوري» في دير الزور (المرصد السوري)
صورة أرشيفية لميليشيات «الحرس الثوري» في دير الزور (المرصد السوري)
TT

«الأمم المتحدة» تعلن توقف الأعمال الإنسانية في دير الزور

صورة أرشيفية لميليشيات «الحرس الثوري» في دير الزور (المرصد السوري)
صورة أرشيفية لميليشيات «الحرس الثوري» في دير الزور (المرصد السوري)

أعلن منسق «الأمم المتحدة» للشؤون الإنسانية في سوريا، آدم عبد المولى، توقف الأعمال الإنسانية في دير الزور بعد تقييد الوصول إلى مركز «الأمم المتحدة» إثر إطلاق نار على مقربة منه، حتى إشعار آخر.

وعبّر المولى، في بيان له، عن قلقه البالغ من تصاعد أعمال العنف في الجزء الشرقي من دير الزور (شمال شرقي سوريا)، مشيراً إلى أن تقارير أفادت «بتصاعد الأعمال العدائية على الضفة الشرقية لنهر الفرات منذ يوم الاثنين. كما وردت تقارير مثيرة للقلق عن مداهمات وحملات اعتقال في هذه المنطقة».

وأضاف: «بينما تجري الحملة على الجانب الشرقي من النهر، فقد تم الإبلاغ أيضاً عن إطلاق نار طائش وأنشطة قناصة باتجاه الجانب الغربي على مقربة شديدة من مركز (الأمم المتحدة) ومواقع لشركائنا في العمل الإنساني، كما وردتنا أخبار عن وقوع أضرار مادية في ممتلكات وأصول تستخدم لأغراض إنسانية. في حين أفادت أنباء عن وقوع قصف بقذائف الهاون في محيط مدرسة بريف دير الزور الجنوبي الشرقي».

وأعلن المنسق الأممي للشؤون الإنسانية في سوريا تقييد الوصول إلى مركز «الأمم المتحدة» بدير الزور حتى إشعار آخر، مشيراً إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها الإبلاغ عن نشاط للقناصة على أهداف قريبة للغاية من مركز «الأمم المتحدة» في دير الزور.

وحذّر المنسق الأممي أن «هذه الهجمات تزيد من تعقيد الوضع المتردي أصلاً في سوريا، كما تؤدي إلى توقف الأعمال الإنسانية، وتعطل إمكانية إيصال المساعدات الإغاثية. في حين يتحمل المدنيون في سوريا أعباء تضرر البنية التحتية المدنية، ما يزيد من تدهور أوضاعهم وقدرتهم على الحصول على الخدمات».

ودعا عبد المولى «جميع الأطراف إلى الوقف الفوري للأعمال العدائية التي تؤثر على عمليات الإغاثة وعلى المدنيين الذين تخدمهم في دير الزور وجميع المناطق الأخرى في سوريا، بما يتماشى مع القانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان».

وكان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» قد أفاد، الجمعة، بوقوع اشتباكات عنيفة بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة بين عناصر «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) ومسلحين محليين من جهة أخرى، عقب محاولة تسلل نفذتها قوات الأخيرة على مواقع لـ«قسد» في بلدة الشعفة بريف دير الزور الشرقي.


«كتائب القسام» تلجأ إلى استخدام مخلفات الجيش الإسرائيلي

«كتائب القسام» تشارك في عرض عسكري وسط قطاع غزة (أرشيفية - أ.ف.ب)
«كتائب القسام» تشارك في عرض عسكري وسط قطاع غزة (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

«كتائب القسام» تلجأ إلى استخدام مخلفات الجيش الإسرائيلي

«كتائب القسام» تشارك في عرض عسكري وسط قطاع غزة (أرشيفية - أ.ف.ب)
«كتائب القسام» تشارك في عرض عسكري وسط قطاع غزة (أرشيفية - أ.ف.ب)

لجأت الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة إلى ابتكار وسائل مختلفة من أجل التصدي للقوات الإسرائيلية التي تواصل عمليتها العسكرية في غزة منذ أكثر من 200 يوم، وشمل تلك الوسائل استخدام مخلفات حربية إسرائيلية لم تنفجر.

وكشفت «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، عن استخدام مقاتليها صواريخ «إف 16» التي أطلقتها طائرات حربية إسرائيلية لكنها لم تنفجر عند ضرب أهدافها المدنية، بالإضافة إلى عبوات ناسفة. وأكدت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط» أن «كتائب القسام»، إلى جانب بعض الأجنحة العسكرية الناشطة بغزة، تعمل منذ أسابيع على جمع مخلفات الجيش الإسرائيلي التي لم تنفجر، خصوصاً الصواريخ التي كانت تطلقها الطائرات الحربية، وتقوم بنقلها لوحدات الهندسة التابعة لها، من أجل إعادة استخدامها.

وتقوم القوات الإسرائيلية بقصف أهداف مختلفة في قطاع غزة كل يوم، لكن أحياناً لا تنفجر الصواريخ والقذائف التي تطلقها. وحسب المصادر، فإن المقاتلين في الفصائل الفلسطينية جمعوا صواريخ متطورة مثل قنابل «MK82» التي يبلغ وزنها 500 كيلوغرام، و«MK83» ووزنها 750 كيلو غراماً، و«MK84» بوزن طن، وقنابل مجنحة من أنواع «GPU31»، و«GPU38»، و«GPU10»، التي تستخدم لاختراق الحصون، كما تم جمع أجزاء من قذائف دبابات ومدفعية وصواريخ.

جنود إسرائيليون خلال مواجهات في قطاع غزة (أ.ف.ب)

تعديل الصواريخ

وأكدت المصادر الميدانية أن أفراد وحدة الهندسة التابعة لـ«القسام» يجرون تعديلات بسيطة على الصواريخ غير المتفجرة، التي يتم جمعها من مناطق متفرقة في القطاع قبل أن يقوم المقاتلون بتعديل تلك الصواريخ والقذائف، بهدف تفعيلها لتكون جاهزة للتفجير، خلال استخدامها في أي كمائن عسكرية.

وهذه المرة الأولى التي تكشف فيها «كتائب القسام» عن استخدام تلك الصواريخ من مخلفات الجيش الإسرائيلي خلال المعركة الجارية، لكنها كانت في حروب سابقة تستخدم الطرق نفسها، خصوصاً في حرب 2008 - 2009، وحرب 2014، بعدما استخدمتها في كمائن عدة بأحياء التفاح والشجاعية والزيتون وفي خان يونس.

وقالت المصادر إن نجاح الكمائن التي تمت باستخدام مخلفات إسرائيلية في الحروب السابقة، هو ما دفع «القسام» إلى إعادة استخدام هذا التكتيك.

كانت الكمائن في الحروب السابقة قد أوقعت عدداً من القتلى في صفوف القوات الإسرائيلية، من أبرزها كمين في «أرض الدحدوح» بحي تل الهوا في حرب 2008 - 2009، ما أدى إلى تدمير 6 دبابات إسرائيلية وقتل ما لا يقل عن 4 جنود حينها باعتراف جيش الاحتلال. وكذلك، ما حدث في كمين آخر بحي الزيتون، تحديداً في محيط منازل عائلة فتوح، وكذلك في منطقة عبسان الكبيرة شرق مدينة خان يونس، ما أدى إلى مقتل مجموعة من الجنود في تلك الكمائن.

فلسطينيون فوق دبابة سيطر عليها مقاتلو «كتائب القسام» قرب خان يونس يوم 7 أكتوبر (د.ب.أ)

إطالة أمد الحرب

وفي بداية الحرب لم تكن «كتائب القسام» بحاجةٍ إلى ذلك بالنظر إلى التقدم الذي حدث في ترسانتها العسكرية في الحرب الحالية، لكن مع إطالة أمد الحرب، أصبحت المخلفات غير المنفجرة ذخيرةً إضافيةً ذات أهمية. وأوضحت مصادر لـ«الشرق الأوسط» أن «كتائب القسام» لم تخل جميع مواقعها ومقدراتها العسكرية مع بدء الحرب الإسرائيلية، ولم تكن تتوقع أن تدخل إسرائيل براً إلى مناطق في القطاع، لذلك منعت حتى إخلاء وثائق مكتوبة من داخل المواقع. وقد صدر أمرٌ في بداية الحرب بإبقاء الأسلحة والوثائق في مكانها، وهو الأمر الذي ألحق الضرر بها لاحقاً، إذ حصلت القوات الإسرائيلية على العديد منها.

ووفقاً للمصادر ذاتها، فإن «كتائب القسام» فقدت الكثير من مصانعها العسكرية ومخازن الصواريخ، لكنها ما زالت تحافظ على جزء بسيط منها، بما في ذلك الصواريخ المضادة للأفراد، فيما يعمل مهندسو «القسام» على تصنيع أو إعادة تصنيع الأسلحة بقدر ما تسمح به الظروف.

إضافة إلى تعديل الصواريخ، فقد تم نقل حشوات قذائف الدبابات المتفجرة إلى حشوات قذائف «الهاون»، واستخدمت بالفعل في قصف قوات إسرائيلية متمركزة عند «محور نتساريم»، بما في ذلك مقر قيادة الجيش في تلك المنطقة.

وقالت المصادر إن إطلاق القذائف من العيار الثقيل باتجاه تلك القوات المتمركزة على محور يفصل شمال القطاع عن وسطه وجنوبه، تسببت بانفجارات كبيرة بعد استهداف قوات الاحتلال بشكل مباشر.


«حماس» و«الجهاد» و«الجبهة الشعبية» يؤكدون ضرورة التوصل لصفقة «جادة ومشرفة» لتبادل الأسرى

عناصر من «حماس»  في قطاع غزة (أ.ف.ب)
عناصر من «حماس» في قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

«حماس» و«الجهاد» و«الجبهة الشعبية» يؤكدون ضرورة التوصل لصفقة «جادة ومشرفة» لتبادل الأسرى

عناصر من «حماس»  في قطاع غزة (أ.ف.ب)
عناصر من «حماس» في قطاع غزة (أ.ف.ب)

قالت حركة «حماس»، اليوم السبت، إن قيادات الحركة وحركتي «الجهاد الإسلامي» و«الجبهة الشعبية» أكدوا خلال لقاءٍ ضرورة التوصل لصفقة «جادة ومشرفة» لتبادل الأسرى مع إسرائيل.

وأضافت «حماس» أن اللقاء الذي ضم رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية، ونائب الأمين العام لـ«الجبهة الشعبية» جميل مزهر، ونائب الأمين العام لحركة «الجهاد الإسلامي» محمد الهندي، بحث «الجهود المبذولة لوقف العدوان وتحقيق الانسحاب الفوري الكامل والشامل، وإطلاق سراح الأسرى».

وشدد الحضور على «ضرورة تطوير العمل الوطني والميداني لإجهاض مخططات الاحتلال وتحقيق أهداف شعبنا وتطلعاته بالحرية والاستقلال والعودة»، حسب بيان «حماس».

كما ناقش قادة الحركات الثلاث «ضرورة التواصل الوطني في سبيل تعزيز وحدة الشعب الفلسطيني».

وكانت حركة «حماس» أعلنت في وقت سابق اليوم أنها تسلمت الرد الإسرائيلي الرسمي على موقف الحركة الذي سلمته إلى الوسطاء المصريين والقطريين في الثالث عشر من أبريل (نيسان) الحالي.

وذكر بيان عن خليل الحية، القيادي في «حماس»، أن الحركة «ستقوم بدراسة هذا المقترح وحال الانتهاء من دراسته ستسلم ردها».


«حزب الله» ينعى مبادرات وقف النار: غير قابلة للحياة

منزل مدمّر في بلدة كفرشوبا إثر استهدافه بغارة إسرائيلية (أ.ف.ب)
منزل مدمّر في بلدة كفرشوبا إثر استهدافه بغارة إسرائيلية (أ.ف.ب)
TT

«حزب الله» ينعى مبادرات وقف النار: غير قابلة للحياة

منزل مدمّر في بلدة كفرشوبا إثر استهدافه بغارة إسرائيلية (أ.ف.ب)
منزل مدمّر في بلدة كفرشوبا إثر استهدافه بغارة إسرائيلية (أ.ف.ب)

قُتل مواطن لبناني في جنوب لبنان بسبب القصف الإسرائيلي المتصاعد على المنطقة الحدودية مع تسجيل تراجع متفاوت في حدة المواجهات في الساعات الأخيرة بين «حزب الله» وإسرائيل.

ومع تكثيف القصف الإسرائيلي بشكل غير مسبوق على منطقة شبعا وكفرشوبا، أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» بأن الطيران الحربي الإسرائيلي نفذ فجراً غارتين على البلدتين ما أدى إلى مقتل المواطن قاسم أسعد في بلدة كفرشوبا وتدمير منزلين وأضرار كبيرة.

من جهته، نعى «حزب الله»، في بيانين منفصلين، اثنين من مقاتليه، وهما رافع فايز حسان وفرج الله علي حمود من بلدة الخيام، وذلك بعد ساعات على قصف الطيران الإسرائيلي منزلاً في بلدة كفركلا بصاروخين، ما أدى إلى تدميره بالكامل، حسب «الوكالة الوطنية للإعلام»، كما استهدفت السبت غارة منزلاً عند أطراف بلدة القوزح في قضاء بنت جبيل ودمره بالكامل ولم يفد عن وقوع إصابات.

وتعرضت بلدات عدة في جنوب لبنان في الساعات الأخيرة لضربات إسرائيلية، ألحقت، وفق «الوكالة الوطنية»، أضراراً بالمنازل والممتلكات.

وأعلن «حزب الله»، في بيان، السبت، استهدافه «تموضعات مستحدثة لجنود العدو»، غرب شوميرا، في شمال إسرائيل، غداة استهدافه موقعين عسكريين بعشرات صواريخ «الكاتيوشا»، رداً على ضربة إسرائيلية استهدفت الجمعة قياديين عسكريين اثنين من «الجماعة الإسلامية» في منطقة البقاع الغربي (شرق) البعيدة عن المناطق التي يشملها القصف الإسرائيلي منذ بدء التصعيد.

يأتي ذلك في وقت يجدد فيه «حزب الله» ربط الحرب في الجنوب بوقف إطلاق النار في غزة، وقال نائب الأمين العام لـ«حزب الله» نعيم قاسم إن المبادرات حول قضية جنوب لبنان غير قابلة للحياة إذا لم يكن أساسُها وقف إطلاق النار في غزَّة، مضيفاً: «من يأتي بمبادرة تحت عنوان وقف إطلاق النار في الجنوب إراحةً لإسرائيل لتتمكن أكثر في غزَّة... نحن مع غزَّة وفلسطين ولسنا مع إسرائيل، لذا فلتتوقف في غزَّة أولاً وعندها تتوقف في لبنان، أمَّا أن يأتوا إلينا بتهديدات، فهذه التهديدات بأنَّ إسرائيل يمكن أن تهجم عليكم ويمكن أن تقاتلكم، نقول لهم تهديداتكم بإسرائيل تزيدنا قناعة بصوابية مواجهتنا وتصلِّب مواقفنا أكثر، وسنرى من تنفع معه التهديدات هم أو نحن».

وعن تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت بشأن إعادة سكان الشمال إلى منازلهم، قال قاسم إنَّه «بالحرب لا يمكن إعادة سكان الشمال، بل هذه الحرب ستُبعد عودتهم أكثر فأكثر وقد تنهي عودتهم نهائياً». وأعلن أن «استمرار العدوان لا يعيد مستوطني الشمال، وتوسعة العدوان على لبنان يعقِّد الحياة عليهم أكثر فأكثر، نحن ندعو إلى أن يستيقظ العالم ليوقف الحرب على غزَّة فهذا أقرب إلى الواقعية».

وقال: «وقف (حزب الله) في لبنان مساندةً لغزَّة وهذه المساندة أعاقت خططاً حربيةً لإسرائيل في فلسطين ولبنان حالياً ومستقبلياً»، مضيفاً: «مساندتنا سيكون لها من الخيرات والفوائد ما يتجاوز دعم غزة وما يتجاوز أيضاً حماية لبنان إلى تشكيل قوَّة ردع حقيقية تواجه إسرائيل، وتعلم معها أنَّها لا تستطيع أن تتجاوز الحدود».


المعارضة تطلق صرخة رفضاً لزجّ لبنان بنار الحرب

صورة جامعة للمشاركين في لقاء المعارضة في معراب (موقع القوات اللبنانية)
صورة جامعة للمشاركين في لقاء المعارضة في معراب (موقع القوات اللبنانية)
TT

المعارضة تطلق صرخة رفضاً لزجّ لبنان بنار الحرب

صورة جامعة للمشاركين في لقاء المعارضة في معراب (موقع القوات اللبنانية)
صورة جامعة للمشاركين في لقاء المعارضة في معراب (موقع القوات اللبنانية)

أطلقت المعارضة اللبنانية صرخة بوجه «العابثين بأمن لبنان ومن يزج اللبنانيين بالنار وبوجه الدول الراعية للتنظيمات غير الشرعية»، داعية إلى تطبيق القرار 1701، ونشر الجيش اللبناني على الحدود كاملةً، وتعزيز الرقابة على كامل الحدود مع سوريا، كما تنفيذ اتفاقية عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم.

وأتت هذه المواقف في «اللقاء التضامني الوطني» الذي عُقد في معراب بدعوة من حزب «القوات اللبنانية»، تحت عنوان «1701 دفاعاً عن لبنان»، وشارك فيه أحزاب ونواب وعدد من الشخصيات المعارضة لـ«حزب الله» من سياسيين وناشطين وصحافيين من مختلف الطوائف، بينما كان لافتاً مقاطعته من قِبل بعض الأطراف التي تعد في الخط السياسي نفسه لتوجه «القوات»، بينما ارتأى البعض الآخر المشاركة عبر ممثلين له فقط، على غرار حزب «الكتائب اللبنانية» الذي لم يشارك رئيسه ولا النواب الذين يمثلونه في البرلمان، وتمثل عبر نائب الرئيس ميشال خوري والنائب السابق إيلي ماروني. وكان قد اعتذر عن المشاركة الحزب «التقدمي الاشتراكي» وكتلة «الاعتدال الوطني» و«لقاء سيدة الجبل» والمجلس الوطني لرفع الاحتلال الإيراني.

النائب أشرف ريفي مشاركاً في اللقاء إلى جانب رئيس «القوات» سمير جعجع والنائبة ستريدا جعجع (الشرق الأوسط)

وفي حين رأى البعض أن هذه المشاركة غير الواسعة «أفشلت اللقاء»، يرفض «القوات» والمشاركون فيه وجهة النظر هذه مؤكدين أنه عكس الهدف الذي عُقد من أجله، وأوصل الرسالة المطلوبة. ويصفه الوزير السابق، النائب أشرف ريفي بـ«الممتاز»، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «اللقاء كان ضرورياً في المضمون والتوقيت، ويشبه لقاء البريستول عام 2005»، رافضاً القول إنه فشل، ومؤكداً في الوقت عينه على ضرورة العمل؛ لأن يضمن الجميع في المستقبل والترفع عن التباينات».

جانب من المشاركين في لقاء المعارضة في معراب (موقع القوات اللبنانية)

ولقاء البريستول هو من التحركات الأولى التي جمعت أطيافاً معارضة رفضاً لـ«الوصاية السورية» والمطالبة بخروج الجيش السوري من لبنان.

كذلك، تصف مصادر في «القوات» اللقاء بـ«الناجح والممتاز، وعكس مشهدية سيادية بكل معنى الكلمة»، داعية إلى «وضع الأمور في نصابها؛ حيث إن الهدف لم يكن تشكيل جبهة سياسية حتى يقال إن هناك نقصاً في التمثيل»، مشيرة إلى محاولة عن سابق وتصور وتصميم لتحوير أهداف اللقاء رغم أن دعوته واضحة، وكانت حول القرار 1701 دفاعاً عن لبنان».

وتقول المصادر لـ«الشرق الأوسط»: «أهمية الدعوة كانت في التوقيت؛ حيث نرى أن هناك خطراً على لبنان، ولا بد من إطلاق صرخة سياسية، وهذا ما حدث، ومن لم يلبّ الدعوة له اعتباراته وظروفه، ويبقى الأهم أن الموقف الأساسي صدر، ولم نكن نتوقع أكثر من ذلك».

وفي رد على سؤال عما سيلي هذا اللقاء تؤكد المصادر: «مزيد من الشيء نفسه... سنستمر فيما نقوم به نحن أو غيرنا كل من موقعه، عبر مزيد من الضغط، ورفع السقوف، ومواكبة الجهود الدبلوماسية التي تدفع باتجاه تطبيق القرار 1701، وهذا ما يزعج «حزب الله» في هذه المرحلة التي نرى أنها مرحلة القرار 1701، حيث مطلب المجتمع الدولي الوحيد والأساسي اليوم هو تطبيقه وتجنيب لبنان الحرب».

وفي البيان الختامي الذي تلاه النائب وضاح الصادق، أعلن اللقاء عن 3 ثوابت أساسية، هي أولاً، أن السلاحَ خارجَ مُؤسساتِ الدولة الأمنيّة، وفي مُقدِّمَتها الجيش، أيّاً يكن حامله، وأيّاً يكُنْ سبب حملِهِ، هو تهديدٌ للسيادةِ اللبنانيةِ واعتداء صارخ على أمنِ الشعبِ اللبنانيِّ برمتِهِ، ويستلزِم الشروعَ بسحبِهِ فوراً. وثانياً، أن الجيشَ اللبنانيَّ بقيادتِهِ وأفرادِهِ هو محطُّ ثقةِ اللبنانيينَ جميعاً، وبالتالي هو صاحب الحقِ والواجبِ بحمايةِ الحدودِ والسيادةِ اللبنانيَّتَيْنِ من أيِّ تعدٍّ أجنبيّ، لا سيما من طَرَفِ إسرائيل.

وثالثاً أن الحكومة اللبنانيةَ وإِنْ كانتْ حكومةَ تصريفِ أعمالٍ، «تحمل وحدَها وبِشكلٍ حصريٍّ، مسؤوليةَ تَطْبيق وتَنفيذ القوانينِ اللبنانيةِ والقراراتِ الدوليةِ على حدٍّ سواء، لأنَّهُ مِنْ غيرِ المُمكنِ تصوُّرُ الفراغِ الكاملِ والتَّقصير والاستقالةِ التامَّةِ في موضوعٍ يهدِّدُ الأمْنَ الوطنيَّ والمصلحةَ اللبنانيةَ العليا. مِن دون أنْ نُغفِل دَورَ مَجلس النُّواب في مساءلة الحكومة وطنياً حتى لو كانت حكومة تصريف أعمال».

وتأسيساً على ذلك، وانطلاقاً من الأولويَّةِ القُصوى لأَحداثِ الجنوبِ واحتمالِ تدحرُجِها نحو الأسوأِ، توجّه المجتمعون بنداءٍ إلى حكومةِ تصريف الأَعمال برئاسةِ نجيب ميقاتي للعملِ الفوري على، إِصدار الأَوامر بنشرِ الجيشِ اللبنانيِّ تحت خطِّ الليطاني جنوباً وعلى كامِلِ الحدودِ مع إسرائيلَ لما لهذه الخطوةِ من وقعٍ سياسيٍّ كبيرٍ ومن قوةِ ردعٍ حاسمة لما يمكن أن تخطِّطَ له إسرائيلُ ومن لجْمٍ لأيِّ عدوانٍ على السيادةِ اللبنانيةِ يُمكنُ أنْ تُعِدَّ لهُ، وذلك تطبيقاً للقرار 1701.

كذلك، تعزيزُ الرقابةِ على كاملِ الحدودِ مع سوريا، والعملُ على ضبط المعابر الشرعيّةِ، وإقفالِ جميعِ المعابرِ غيرِ الشرعيةِ التي يستمرُّ عبرَها تهريبُ السلاحِ والأشخاصِ والأموالِ والبضائعِ والممنوعاتِ والمجرمين.

وفي الكلمة الافتتاحية للقاء أكد جعجع أن هدفه إطلاق صرخة، ووضع خريطة طريق صغيرة لمحاولة تجنيب لبنان الوقوع في الحرب، وللتشديد على ضرورة تطبيق القرار 1701 كاملاً؛ فهو الحل الذي وافقت عليه الحكومات المتعاقبة كلها.

وفي حين رأى أن لبنان وصل إلى «حالة اللادولة» متحدثاً عن «دويلة إلى جانب الدولة تصادر القرار العسكري في لبنان»، عزا اللقاء «للبحث فيما يمكن فعله خصوصاً أن كل التقارير الدبلوماسية تنذر بإمكانية تطور الأمور سلباً في الجنوب، والذهاب نحو الأعظم».

وإذ رأى أن بقاء «حزب الله» في المكان الموجود فيه حالياً يهدد لبنان ككل فيما هو غير قادر على الدفاع عنه كما أثبتت الوقائع، تحدث جعجع عن «الدويلة التي تصادر القرار العسكري في لبنان، حيث يوجد تقريباً 25 معبراً غير شرعي دون أي رقابة رسمية، وقد نجحت عصابةٌ أن تمر عبر أحدها مع جثة الشهيد (المسؤول في القوات) باسكال سليمان دون أي حسيب أو رقيب».

ولفت رئيس «القوات» إلى أن أي خطة إصلاح اقتصادي لن تنجح بتحقيق أكثر من 55 في المائة منها في ظل المعابر غير الشرعية، على أساس أن الجزء الأكبر من المشكلة يكمن في وجود الدويلة وتأثيرها على الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية في لبنان.

وبينما قال إن «العمليات العسكرية الدائرة في الجنوب مشكلة مستجدة تشكل خطراً داهماً بعدما تفرد «حزب الله» بهذا القرار، رأى أن «الحزب» يطالب بالحوار فيما يخص ملف رئاسة الجمهورية، إلا أنه لم يرَ وجوب التنسيق قبل إقحام الجنوب اللبناني بهذه العمليات».

ورأى أن حجة «حزب الله» بأن العمليات العسكرية أتت لمساندة غزة، لم تفد غزة بشيء، «بل كبّدت لبنان خسائر كبيرة بالأرواح، ودمرت مناطق وقرى جنوبية بأكملها، كما خلّفت خسائر اقتصادية فائقة، مضيفاً: «إقحام إيران نفسها أضر بالقضية الفلسطينية أكثر مما أفادها، وكذلك فعل تدخُّل «حزب الله»، في ظل الإجماع الدولي ضدهما؛ لذا الرابحان بشكل أساسي في هذا الهجوم هما إيران وإسرائيل، أما الخاسر الأكبر فهي فلسطين».