مجلس الأمن الدولي يصوّت لأول مرة على «وقف فوري لإطلاق النار» في غزة

خلال اجتماع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن الوضع في الشرق الأوسط بمقر الأمم المتحدة بنيويورك في 25 مارس 2024 (أ.ف.ب)
خلال اجتماع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن الوضع في الشرق الأوسط بمقر الأمم المتحدة بنيويورك في 25 مارس 2024 (أ.ف.ب)
TT

مجلس الأمن الدولي يصوّت لأول مرة على «وقف فوري لإطلاق النار» في غزة

خلال اجتماع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن الوضع في الشرق الأوسط بمقر الأمم المتحدة بنيويورك في 25 مارس 2024 (أ.ف.ب)
خلال اجتماع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن الوضع في الشرق الأوسط بمقر الأمم المتحدة بنيويورك في 25 مارس 2024 (أ.ف.ب)

بعد أكثر من 5 أشهر على اندلاع الحرب في غزة، تبنّى مجلس الأمن الدولي، الاثنين، قراراً يطالب بـ«وقف فوري لإطلاق النار»، بعد امتناع الولايات المتحدة عن التصويت على مشروع القرار.

وبعيد تبنّي القرار، أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أنّه لن يرسل وفداً إلى واشنطن، كما كان مقرّراً بناءً على طلب الرئيس الأميركي جو بايدن، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.

وأكد بيان صادر عن مكتب نتنياهو أنّ امتناع واشنطن عن استخدام «الفيتو» لإحباط القرار «يضرّ بالمجهود الحربي وجهود إطلاق سراح الرهائن»، مشيراً إلى أنّه «في ضوء تغيّر الموقف الأميركي، قرّر رئيس الوزراء أنّ الوفد لن يغادر» إسرائيل.

ويطالب القرار الذي جرى تبنّيه بغالبية 14 صوتاً مؤيّداً وامتناع عضو واحد عن التصويت، بـ«وقف فوري لإطلاق النار خلال شهر رمضان» الذي بدأ قبل أسبوعين، على أنّ «يؤدي إلى وقف إطلاق نار دائم»، كما يدعو إلى «الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن».

وخُطف نحو 250 شخصاً أثناء الهجوم الذي نفّذته حركة «حماس» على أراضي إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، لا يزال 130 منهم رهائن في غزة، ويُعتقد أن 33 منهم لقوا حتفهم.

وفي كثير من الأحيان، تُقابَل قرارات مجلس الأمن الملزمة بالتجاهُل من قبل الدول المعنية، غير أنّ السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة نيكولا دو ريفيير حضّ على العمل باتّجاه وقف دائم لإطلاق النار بين إسرائيل و«حماس»، وقال: «لم تنتهِ هذه الأزمة. سيتعيّن على مجلسنا أن يواصل تحرّكاته، والعودة فوراً إلى العمل. بعد رمضان الذي ينتهي خلال أسبوعين، سيتعيّن عليه ترسيخ وقف دائم لإطلاق النار».

ومن جهته، أكّد مندوب الجزائر عمار بن جامع أن المجلس «يتحمّل أخيراً مسؤوليّته»، وقال «منذ 5 أشهر، يعاني الشعب الفلسطيني بشكل رهيب. استمرّ حمّام الدم هذا فترة طويلة جداً. من واجبنا أن نضع حداً له».

وبخلاف النص الأميركي الذي رفضته روسيا والصين، الجمعة، فإنّ القرار الجديد لا يربط المطالب التي ينصّ عليها بالجهود الدبلوماسية التي تبذلها قطر والولايات المتحدة ومصر، حتى لو «اعترف» بوجود المحادثات الرامية إلى هدنة يرافقها تبادل للرهائن الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين.

واستخدمت روسيا والصين، الجمعة، حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي لإسقاط مشروع قرار أميركي دعمت فيه واشنطن للمرة الأولى وقفاً «فورياً» لإطلاق النار في غزة ربطته بالإفراج عن الرهائن الذين خُطفوا خلال هجوم «حماس» غير المسبوق على الأراضي الإسرائيلية في 7 أكتوبر.

ورأى بعض المراقبين في ذلك المشروع تحولاً كبيراً في موقف واشنطن التي تتعرض لضغوط للحد من دعمها لإسرائيل في وقت أسفر فيه الهجوم الإسرائيلي عن مقتل 32333 شخصاً في غزة، وفق أحدث حصيلة أعلنتها وزارة الصحة التابعة لـ«حماس».

إزالة العوائق أمام المساعدات الإنسانية

جاء مشروع القرار الذي جرى تبنّيه، الاثنين، نتيجة عمل الأعضاء غير الدائمين في المجلس الذين تفاوضوا مع الولايات المتحدة طوال نهاية الأسبوع في محاولة لتجنّب فشل آخر، وفقاً لمصادر دبلوماسية.

ويدعو القرار أيضاً إلى «إزالة كل العوائق» أمام المساعدات الإنسانية التي من دونها بات سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة معرضين لخطر المجاعة.

ولم يتمكّن المجلس الذي يشهد انقساماً منذ سنوات بشأن القضية الإسرائيلية الفلسطينية، من تبنّي إلّا قرارين من أصل 8 قرارات جرى تقديمها منذ السابع من أكتوبر، وهما قراران إنسانيان في الأساس. ولكن بعد 5 أشهر ونصف من الحرب، لا يزال دخول المساعدات إلى غزة المحاصرة غير كافٍ إلى حدّ كبير، بينما تلوح المجاعة في الأفق.

ومن جهة أخرى، يدين القرار الذي جرى تبنّيه، الاثنين، «جميع الأعمال الإرهابية»، لكن من دون الإشارة إلى هجمات «حماس» في السابع من أكتوبر التي أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 1160 شخصاً، معظمهم من المدنيين، وفقاً لتعداد أجرته وكالة الصحافة الفرنسية استناداً إلى بيانات إسرائيلية رسمية.

ولم يُدِن أي قرار اعتمده المجلس أو الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ 7 أكتوبر «حماس» على وجه التحديد، وهو أمر وُوجه بانتقادات من إسرائيل.


مقالات ذات صلة

الاتحاد الأوروبي يجدد الدعوة لوقف إطلاق نار فوري في لبنان والالتزام بالقرار «1701»

المشرق العربي الدخان يتصاعد من موقع غارة جوية إسرائيلية استهدفت حياً في الضاحية الجنوبية لبيروت - 22 نوفمبر 2024 وسط الحرب المستمرة بين إسرائيل و«حزب الله» (أ.ف.ب)

الاتحاد الأوروبي يجدد الدعوة لوقف إطلاق نار فوري في لبنان والالتزام بالقرار «1701»

دعت بعثة الاتحاد الأوروبي إلى لبنان، اليوم (الجمعة)، مجدداً إلى التوصل لوقف فوري لإطلاق النار والالتزام بتنفيذ قرار مجلس الأمن «1701» بشكل كامل.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية (الجامعة)

أبو الغيط: الموقف الأميركي «ضوء أخضر» لاستمرار «الحملة الدموية» الإسرائيلية

استنكر أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، الخميس، استخدام الولايات المتحدة «الفيتو» لعرقلة قرار بمجلس الأمن يطالب بوقف إطلاق النار في غزة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي المندوب الأميركي البديل لدى الأمم المتحدة روبرت وود يرفع يده لنقض مشروع قرار يدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة خلال اجتماع لمجلس الأمن (أ.ف.ب)

أميركا تحبط الإجماع الدولي على المطالبة بوقف إطلاق النار فوراً في غزة

خرجت الولايات المتحدة عن إجماع بقية أعضاء مجلس الأمن لتعطيل مشروع قرار للمطالبة بوقف فوري لإطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين.

علي بردى (واشنطن)
المشرق العربي نازحون فلسطينيون يبحثون وسط الأنقاض بعد غارة إسرائيلية أصابت مدرسة تديرها الأمم المتحدة لجأ إليها الناس في مخيم النصيرات للاجئين وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

«حماس»: واشنطن شريك مباشر بحرب الإبادة في غزة

أكدت حركة «حماس» أن واشنطن «شريك مباشر بحرب الإبادة» في غزة بعد «الفيتو» بمجلس الأمن.

«الشرق الأوسط» (غزة)
الولايات المتحدة​ جلس الأمن التابع للأمم المتحدة مجتمعا (أ.ف.ب)

«فيتو» أميركي على مشروع قرار بمجلس الأمن لوقف إطلاق النار في غزة

عطَّلت الولايات المتحدة، اليوم (الأربعاء)، صدور قرار من مجلس الأمن الدولي يدعو إلى وقف «فوري وغير مشروط ودائم» لإطلاق النار في غزة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

«نتنياهو المطلوب» يقلق إسرائيل على ضباطها

إسرائيل تخشى أن تتم ملاحقة ضباطها أيضاً بعد إصدار مذكرة توقيف بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو (مكتب الإعلام الحكومي في إسرائيل - أ.ف.ب)
إسرائيل تخشى أن تتم ملاحقة ضباطها أيضاً بعد إصدار مذكرة توقيف بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو (مكتب الإعلام الحكومي في إسرائيل - أ.ف.ب)
TT

«نتنياهو المطلوب» يقلق إسرائيل على ضباطها

إسرائيل تخشى أن تتم ملاحقة ضباطها أيضاً بعد إصدار مذكرة توقيف بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو (مكتب الإعلام الحكومي في إسرائيل - أ.ف.ب)
إسرائيل تخشى أن تتم ملاحقة ضباطها أيضاً بعد إصدار مذكرة توقيف بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو (مكتب الإعلام الحكومي في إسرائيل - أ.ف.ب)

في ظلّ معلومات عن اتجاه دول أجنبية إلى تقليص اتصالاتها مع الحكومة الإسرائيلية غداة صدور مذكرة توقيف دولية بحق رئيسها، بنيامين نتنياهو، وأخرى بحق وزير دفاعه السابق يوآف غالانت، على خلفية جرائم حرب في غزة، يسود قلقٌ في إسرائيلَ من إمكان أن تشمل الملاحقات أيضاً قادة جيشها.

وإذا كان المتهمان الأساسيان بجرائم غزة هما نتنياهو وغالانت، فإنه يوجد منفذون أيضاً هم قادة الجيش الكبار والصغار وألوف الجنود والضباط الذين نشروا صوراً في الشبكات الاجتماعية يتباهون فيها بممارساتهم ضد الفلسطينيين.

ولم يشهد سكان غزة، أمس، ما يدعوهم للأمل في أن يؤديَ أمرا اعتقال نتنياهو وغالانت إلى إبطاء الهجوم على القطاع، فيما قال مسعفون إن 21 شخصاً على الأقل قُتلوا في غارات جديدة.