كشفت صحيفة «هآرتس» العبرية، اليوم (الثلاثاء)، أن الحملة التي تديرها إسرائيل ضد وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا)، تستخدم مجموعة كبيرة من الحسابات المزيفة على الشبكات الاجتماعية، وقصصاً وهمية ومزورة، وعمليات تضليل للسياسيين الأميركيين والغربيين، لتغيير مواقفهم ودفعهم إلى المشاركة في الحملة.
وقد جاءت هذه الحملة في إطار الحرب التي تشنها إسرائيل على «الأونروا»، بحجة أن موظفيها يتعاونون مع حركة «حماس». فمع أن هؤلاء المتعاونين مع «حماس» قلة قليلة في الوكالة، بضعة أشخاص وربما بضع عشرات، من مجموع 30 ألف موظف، فإنها تسعى لتحطيمها. وتمكنت حتى الآن من تجنيد عدة دول في الغرب لقطع المساعدات عن الوكالة؛ لكن بعض هذه الدول وجد أنه انجرَّ وراء حملة إسرائيلية مبالغ فيها وربما كاذبة وغير مثبتة. لذلك، لجأت إسرائيل إلى أساليب جديدة بتمويل من مؤسسات وأشخاص تابعين لها، ولكن بواسطة جهات وحسابات مزيفة ووهمية.
وحسب تقرير «هآرتس»، فإن الحديث يجري عن شبكة من مئات الحسابات المزيفة على عدة شبكات تواصل اجتماعي، وثلاثة مواقع إخبارية تم إنشاؤها بوصفها جزءاً من العملية، قامت بنشر تقارير تخدم الرواية الإسرائيلية من وسائل إعلام معروفة، ومشاركتها بشكل واسع النطاق بواسطة حسابات شبكية مزيفة متقدمة نسبياً. ولكيلا تتهم بعمل جنائي من هذه الوسائل الإعلامية، تعمدت إدخال حروف إضافية بحجم صغير لا يكاد يرى.
وجاء في التقرير أن هذه الحسابات تضمنت مقالات بشكل مكثف تروج للرواية الإسرائيلية، حول قيام عناصر «حماس» بارتكاب «اعتداءات جنسية خطيرة على شابات وشبان إسرائيليين» خلال هجومهم على بلدات ومعسكرات الجيش في غلاف غزة، يوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وبشأن «أونروا»، بما في ذلك مقتطفات من تقرير لصحيفة «وول ستريت جورنال» يدَّعي تورط موظفي «الأونروا» في هجوم 7 أكتوبر.
ووفقاً للصحيفة الإسرائيلية، فإن المستهدف الرئيسي من الحملة هم الشخصيات السياسية والشخصيات المؤثرة، من ذوي التوجهات التقدمية في دول الغرب عموماً، وفي الولايات المتحدة بشكل خاص؛ خصوصاً أعضاء الكونغرس السود من الحزب الديمقراطي. وغمرت الحسابات الوهمية صفحات أعضاء سود في مجلسَي الشيوخ والنواب الأميركيين، على منصة «إكس» (تويتر سابقاً) و«فيسبوك»، بروابط لمقالات عن علاقات مشبوهة بين «أونروا» و«حماس».
وقالت إن أول من كشف عن هذه الشبكة الوهمية كان منظمة المراقبة الرقمية الإسرائيلية «فيك ريبورتر»، في تقرير صدر عنها صباح اليوم. وحسب التقرير، فإن الحسابات أُنشئت بشكل منظم وعلى عدة شبكات تواصل، وتسلسل مختلف للأسماء نفسها، إلى درجة أن الخطأ المطبعي بالأسماء يتكرر في الحسابات الوهمية على الشبكات المختلفة.