عبد الله الثاني وشولتس يحذران من خطورة الهجوم الإسرائيلي على رفح

طفلة تجلس مع رضيع في رفح (أ.ف.ب)
طفلة تجلس مع رضيع في رفح (أ.ف.ب)
TT

عبد الله الثاني وشولتس يحذران من خطورة الهجوم الإسرائيلي على رفح

طفلة تجلس مع رضيع في رفح (أ.ف.ب)
طفلة تجلس مع رضيع في رفح (أ.ف.ب)

حذر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، والمستشار الألماني أولاف شولتس الأحد من خطورة الهجوم الإسرائيلي على رفح بجنوب قطاع غزة، مؤكدين أنه سيفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع. وذكر بيان للديوان الملكي الأردني أن الجانبين بحثا في مدينة العقبة التطورات «الخطيرة» في غزة؛ إذ أكد الملك عبد الله على ضرورة تحرك المجتمع الدولي بشكل عاجل للتوصل لوقف فوري ودائم لإطلاق النار في القطاع. وحذر العاهل الأردني من الأوضاع الإنسانية «المأساوية» في غزة، مؤكداً أنها تستدعي جهوداً مضاعفة لمنع تفاقمها. كما شدد على أهمية «تكثيف الجهود لحماية المدنيين وتوفير المساعدات الإنسانية للقطاع بشكل كافٍ ومستدام وإيصالها بكل الوسائل الممكنة»، بحسب البيان الأردني.

المستشار الألماني أولاف شولتس خلال زيارته للأردن (د.ب.أ)

كما حذر الملك عبد الله من خطورة وقف الدعم المقدم لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وتداعياته الخطيرة على قطاع غزة والضفة الغربية والأردن. وجدد العاهل الأردني التأكيد على «رفض الأردن لأي محاولات للتهجير القسري للفلسطينيين بالضفة الغربية وغزة، ولمحاولات الفصل بينهما». وذكر البيان الأردني أن اللقاء تطرق إلى دور الاتحاد الأوروبي وجهوده في تحقيق السلام؛ إذ أكد الملك عبد الله «ضرورة العمل الجاد والفاعل من أجل إيجاد أفق سياسي لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين».

بدوره، حث المستشار الألماني بقوة على وقف إطلاق النار. وقال شولتس في مدينة العقبة الأردنية الأحد: «الأمر المؤكد تماماً هو أننا يتعين علينا الآن أن نبذل كل ما في وسعنا من أجل عدم تفاقم الوضع أكثر مما هو عليه».

في الوقت نفسه، حذر شولتس من شن هجوم بري إسرائيلي في جنوب قطاع غزة، وقال: «أعتقد أن سقوط عدد كبير من الضحايا في حالة هجوم من هذا النوع سيجعل كل تطور سلمي صعباً للغاية. هذا ما يعرفه الكثيرون في إسرائيل أيضاً».

وأضاف شولتس أن «إسرائيل لديها الحق في أن تدافع عن نفسها في وجه الهجوم الذي بدأته حركة (حماس)»، لكنه رأى أنه لا ينبغي أن يؤدي ذلك إلى «تهديد مباشر للكثيرين الذين فروا داخل قطاع غزة إلى مدينة رفح» بسبب الأعمال العسكرية.

واستطرد شولتس حديثه قائلاً: «ولهذا السبب فإنني أوضحت بالضبط كما فعل الرئيس الأميركي أننا نرى أن هذا أمر يتعين علينا فيه فعل كل شيء بحذر جداً جداً من أجل تجنب سقوط أعداد كبيرة أخرى من الضحايا».

وتعليقاً على الاستئناف المزمع للمفاوضات غير المباشرة بين طرفي الصراع حول التوصل إلى هدنة مؤقتة، قال شولتس: «بالنسبة لي، من الواضح تماماً أن المسألة تتعلق الآن أيضاً بتجسيد فرصة تلوح في المحادثات الحالية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار يدوم لفترة أطول».

وتشير تقديرات إلى أن هناك في رفح نحو 1.5 مليون فلسطيني يبحثون عن مأوى في أضيق الأماكن وتحت ظروف مزرية للحماية من القتال في المناطق الأخرى في القطاع الساحلي المحاصر.

وتحذر منظمات الإغاثة من وقوع المزيد من الضحايا المدنيين.

كان المستشار الألماني أكد ضرورة إيصال كمية أكبر بكثير من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة عبر الطرق البرية، وقال شولتس عبر منصة «إكس»، تعليقاً على لقاء له مع العاهل الأردني، إن برلين تدعم الأردن في الجسر الجوي من أجل غزة. وأضاف شولتس أن قضية إيصال المساعدات إلى غزة ستكون أحد محاور محادثاته مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو خلال زيارته إلى إسرائيل.


مقالات ذات صلة

أميركا تحمّل «حزب الله» مسؤولية الهجوم على الجولان

الولايات المتحدة​ البيت الأبيض (أ.ف.ب)

أميركا تحمّل «حزب الله» مسؤولية الهجوم على الجولان

قال البيت الأبيض إن الولايات المتحدة تحمل «حزب الله» اللبناني مسؤولية الهجوم الصاروخي الذي أدى إلى مقتل 12 طفلاً وفتى بهضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل أمس.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا امرأة فلسطينية تبكي عقب مقتل قريب لها في غارة إسرائيلية وسط قطاع غزة (رويترز)

اجتماع «روما الرباعي» يواجه تمسك إسرائيل بـ«فيلادلفيا»

رأى خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» أن نتنياهو يريد إطالة المفاوضات لجني «مكاسب شخصية»، و«جولة روما» لن تكون الأخيرة التي ترى تلك «العراقيل».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي إخلاء سكان مخيمي النصيرات والبريج للاجئين خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة (إ.ب.أ)

القوات الإسرائيلية تتوغل في جنوب غزة... ومزيد من النزوح

توغلت دبابات إسرائيلية في مناطق أكثر عمقاً بجنوب قطاع غزة، الأحد، مع احتدام القتال ضد مقاتلي حركة «حماس».

«الشرق الأوسط» (غزة)
العالم العربي مجدل شمس تشيّع أطفالها الذين قضوا في قصف على ملعب كرة قدم في البلدة (متداولة)

إدانة لبنانية لاستهداف المدنيين... وواشنطن تسعى للجم التهديد الإسرائيلي

أجمعت الأطراف اللبنانية على إدانة استهداف مدنيين في بلدة مجدل شمس، كما نفى «حزب الله» علاقته بالحادث، بينما تكثفت الاتصالات الدولية لمنع الانزلاق إلى حرب موسعة.

محمد شقير (بيروت)
الولايات المتحدة​ زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الأميركي تشاك شومر (أ.ف.ب)

زعيم الأغلبية بمجلس الشيوخ الأميركي: إسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها

قال زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الأميركي تشاك شومر، اليوم (الأحد)، إن إسرائيل لديها الحق في الدفاع عن نفسها في مواجهة «حزب الله».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

دمشق تدين قصف «مجدل شمس» والرئاسة الروحية الدرزية تلمح للجهة الفاعلة

لافتات رفعها محتجو ساحة الكرامة بالسويداء اليوم تضامناً مع مجدل شمس المجاورة التي تربطهم بها علاقة قرابة ومصاهرة (السويداء 24)
لافتات رفعها محتجو ساحة الكرامة بالسويداء اليوم تضامناً مع مجدل شمس المجاورة التي تربطهم بها علاقة قرابة ومصاهرة (السويداء 24)
TT

دمشق تدين قصف «مجدل شمس» والرئاسة الروحية الدرزية تلمح للجهة الفاعلة

لافتات رفعها محتجو ساحة الكرامة بالسويداء اليوم تضامناً مع مجدل شمس المجاورة التي تربطهم بها علاقة قرابة ومصاهرة (السويداء 24)
لافتات رفعها محتجو ساحة الكرامة بالسويداء اليوم تضامناً مع مجدل شمس المجاورة التي تربطهم بها علاقة قرابة ومصاهرة (السويداء 24)

اتهمت دمشق إسرائيل بـ«اختلاق الذرائع لتوسيع دائرة عدوانها» وحمّلتها المسؤولية «كاملة» عن تصعيد «الوضع الخطير في المنطقة».

وجاء ذلك في بيان صدر، الأحد، عن وزارة الخارجية السورية، أدانت فيه قصف بلدة مجدل شمس السورية المحتلة ذات الغالبية الدرزية، وذلك بعد ساعات من إصدار الرئاسة الروحية لطائفة المسلمين الموحدين الدروز في سوريا، بياناً حمل توقيع الشيخ حكمت الهجري - واحد من أبرز الزعامات الدينية في السويداء جنوب سوريا - المؤيدة للحراك المناهض للحكومة السورية.

الشيخ حكمت الهجري من الرئاسة الروحية لطائفة المسلمين الموحدين الدروز في سوريا (صفحة الرئاسة الروحية)

وأدان البيان قصف قرية مجدل شمس، مطالباً الأوساط الأممية والدولية، بتأكيد «ملاحقة الجهة المجرمة»، لافتاً إلى «وضوح الرؤية للجهة الفاعلة لدى الجميع»، دون أن يسميها البيان صراحة.

وطلب البيان معاقبة الجهة الفاعلة عبر القانون الدولي، و«عدم قبول أي تبرير»؛ لأن «أبناءنا ليسوا مواقع تدريب، ولا مواقع تجريب، وليست سماؤنا ساحات حرب لأحد، ولا تحقيق غايات لأحد عبر دماء أبنائنا. ولا يمكن تصور خطأ بهذه البشاعة وهذه الصفات»، وفق ما جاء في البيان.

كما رفع المحتجون في السويداء، لدى تجمعهم اليومي في ساحة الاحتجاج وسط مدينة السويداء، لافتات تضامن مع أهالي مجدل شمس وإدانة للجريمة التي ارتكبت بحقهم. في حين تابعت وسائل الإعلام الرسمية ردود الفعل الصادرة عن «حزب الله» اللبناني، نافية قيامه برمي الصاروخ على ملعب رياضي في مجدل شمس، يوم السبت، مع متابعة لتشييع الضحايا؛ إذ تأخر صدور بيان رسمي سوري يدين القصف، حتى ظهر يوم الأحد.

وجاء في البيان الرسمي، أن الجمهورية العربية السورية، تؤكد أن «شعبنا في الجولان السوري المحتل، الذي رفض على مدى عقود من الاحتلال الإسرائيلي أن يتنازل عن هويته العربية السورية، لن تنطلي عليه أكاذيب الاحتلال واتهاماته الباطلة للمقاومة الوطنية اللبنانية بأنها هي التي قصفت مجدل شمس، وذلك لأن أهلنا في الجولان السوري كانوا وما زالوا، وسيبقون جزءاً أصيلاً من مقاومة المحتل ومقاومة سياساته العدوانية التي تستبيح الأرض والهوية».

السويداء متضامنة مع مجدل شمس (الراصد)

وعدّ البيان قصف مجدل شمس واتهام «حزب الله» اللبناني «محاولات لتصعيد الأوضاع في المنطقة»، وتوسيع دائرة العدوان الإسرائيلي عليها، متهماً إسرائيل بارتكاب جريمة بشعة في المدينة التي تقع في الجولان السوري المحتل منذ عام 1967، «ثم قام بتحميل وزر جريمته للمقاومة الوطنية اللبنانية».

وأعلن الجيش الإسرائيلي، السبت، عن مقتل 12 شخصاً، وإصابة أكثر من 30 آخرين بسقوط صاروخ في ملعب رياضي في قرية مجدل شمس، التي تقع في مرتفعات الجولان المحتل. واتهمت إسرائيل «حزب الله» بإطلاق الصاروخ، واعتبرته استهدافاً خطيراً للمدنيين الإسرائيليين منذ أكتوبر (تشرين الأول)، إلا أن «حزب الله» نفى نفياً قاطعاً مسؤوليته عن إطلاق الصاروخ. وسط مخاوف دولية من أن يؤدي التصعيد الأخير بعد ضربة مجدل شمس إلى إشعال حرب في المنطقة.

رسم كرتوني تضامناً مع مجدل شمس (الفنان السوري فادي الحلبي)

مجدل شمس

يقدر عدد سكان قرية مجدل شمس، الواقعة على مرتفعات الجولان السورية المحتل منذ عام 1967 جنوب غربي سوريا، بنحو 12000 نسمة، حسب إحصاءات عام 2022، ومعظمهم من الطائفة الدرزية، ويشكلون الكتلة الأكبر من الدروز الموجودين في الأراضي المحتلة، تليها قرى عين قينيا ومسعدة وبقعاثا.

وظلت قرى الجولان السورية المحتلة تدار من المحافظة العسكرية الإسرائيلية، حتى عام 1981، الذي شهد صدور قانون مرتفعات الجولان، القاضي بضم المنطقة تحت نظام المجالس المحلية الإسرائيلي، دون أن يحظى بقبول دولي رسمي.

نساء درزيات يبكين الأحد حول نعش أحد أقاربهن من ضحايا استهداف من لبنان على مجدل شمس في الجولان المحتلة من إسرائيل (إ.ف.ب)

ومع أن إسرائيل منحت لسكان تلك المناطق حق الحصول على الهوية الإسرائيلية، إلا أن الغالبية العظمى رفضتها، ولم تتجاوز نسبة المتقدمين للحصول عليها 20 في المائة حتى عام 2018.

وظلّ أكثر من 80 في المائة من السكان يحتفظون بالهوية السورية الذين تعرفهم إسرائيل رسمياً بـ«سكان مرتفعات الجولان» دون الاعتراف بهويتهم السورية، كما ظلّت الدولة السورية تعدهم مواطنين سوريين، والذين بدورهم حافظوا على علاقتهم بسوريا وأهلهم في الأراضي السورية، وتمتينها عبر علاقات المصاهرة؛ إذ تقام الأعراس رغم الأسلاك الشائكة التي تشطر العائلات إلى قسمين بين الأراضي المحتلة والأراضي غير المحتلة.