دخان يتصاعد بعد غارة إسرائيلية على قرية مجدل زون جنوب لبنان (أ.ف.ب)
يسعى «حزب الله» اللبناني لتهدئة الجنوبيين المتضررين من الحرب القائمة مع إسرائيل منذ 8 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بوعود المساعدات والإعمار، وهو يخصص لذلك مبالغ كبيرة لأكثر من 87 ألف نازح عبر تأمين مساكن لهم، وحصص غذائية، ومبالغ شهرية يوزعها عليهم، كما أنه بدأ منذ فترة عبر مؤسسة «جهاد البناء» التابعة له بإجراء الكشوفات على الأضرار «استعداداً لمرحلة إعادة البناء».
وكشفت مصادر مطلعة أن الحزب يخصص نحو 20 مليون دولار شهرياً لإغاثة النازحين، وهو يدفع إيجارات منازل انتقل إليها كثير منهم، كما يعطي الأسرة مبلغاً شهرياً يتراوح بين 100 و200 دولار أميركي.
وكان عضو كتلة «الوفاء للمقاومة»، النائب حسن فضل الله، أعلن في وقت سابق أنّ «حزب الله» بدأ بدفع تعويضات للمتضرّرين. فيما أكَّد عضو المجلس المركزي في الحزب، الشيخ نبيل قاووق، أنَّ «المقاومة استعدَّت لرفع آثار العدوان وإعادة الإعمار».
ويقول حسن ع (44 عاماً)، أحد سكان الجنوب، إنَّ «الحزب أبلغ من تضررت منازلهم في المناطق الحدودية أنه سيعيد بناءها فور توقف الحرب، لكن بعضهم تمنوا عليه الحصول على مبالغَ مالية عوضاً عن إعادة الإعمار كي يشتروا منازل في مناطق بعيدة عن الحدود، كي لا يتم تدميرها كل فترة، لكن الحزب ليس بصدد التجاوب مع هكذا طلبات». وأشار الرجل الأربعيني، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أنَّ «الحزب يعطي العائلات النازحة كل 15 يوماً 100 دولار أميركي، كما أعطاها مبالغ لتأمين مواد التدفئة».
تدفق مئات الآلاف من النازحين إلى مدينة غزة وشمال القطاع عبر شارع الرشيد الساحلي سيرا على الأقدام في مشهد مهيب اختلطت فيه مشاعر الحنين بذكريات المعاناة.
تكدست حشود ضخمة من نازحي غزة عند طريق مغلق، في انتظار أن تسمح لهم إسرائيل بالعودة إلى مناطقهم في شمال القطاع، بعد أن تملصت تل أبيب من اتفاق الهدنة وقررت إغلاق.
أثار اقتراح الرئيس الأميركي دونالد ترمب حول ترحيل مليون ونصف المليون فلسطيني من سكان غزة إلى مصر والأردن، موجة واسعة من الجدل والمخاوف.
هبة القدسي (واشنطن)
أهالي القرى المحتلة بمواجهة الجيش الإسرائيلي وسقوط عشرات القتلى والجرحىhttps://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/5105375-%D8%A3%D9%87%D8%A7%D9%84%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AD%D8%AA%D9%84%D8%A9-%D8%A8%D9%85%D9%88%D8%A7%D8%AC%D9%87%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%8A%D8%B4-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84%D9%8A-%D9%88%D8%B3%D9%82%D9%88%D8%B7-%D8%B9%D8%B4%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%AA%D9%84%D9%89
Press shift question mark to access a list of keyboard shortcuts
اختصارات لوحة المفاتيح
Shortcuts Open/Close/ or ?
إيقاف مؤقت/تشغيلمسافة
رفع الصوت↑
خفض الصوت↓
التقدم للأمام→
الرجوع للخلف←
تشغيل/إيقاف الترجمةc
الخروج من وضعية ملء الشاشة/شاشة كاملةf
إلغاء كتم الصوت/كتم الصوتm
Decrease Caption Size-
Increase Caption Size+ or =
التفدم السريع حتى %0-9
مباشر
00:00
02:12
02:12
بيروت:«الشرق الأوسط»
TT
20
بيروت:«الشرق الأوسط»
TT
أهالي القرى المحتلة بمواجهة الجيش الإسرائيلي وسقوط عشرات القتلى والجرحى
رجال يؤدون الصلاة في بلدة شقرا بجنوب لبنان (أ.ف.ب)
توجه أهالي عشرات القرى المحتلة في جنوب لبنان، الأحد، إلى بلداتهم، متحدّين بذلك قرار الجيش الإسرائيلي عدم الالتزام بموعد انتهاء مهلة الستين يوماً التي نص عليها اتفاق وقف إطلاق النار للانسحاب، ونجحوا في الدخول إلى عدد كبير من البلدات التي كان يمنع الوصول إليها، وهو ما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى برصاص إسرائيلي وأسر مواطنين في بلدة حولا.
وأتى ذلك بعدما كانت إسرائيل قد أعلنت أنها لن تنسحب في الوقت المحدد، أي في 26 يناير (كانون الثاني)، وهو ما أدى إلى دعوات أهلية ومن قِبَل «حزب الله» للتوجه إلى الجنوب صباح الأحد بهدف الضغط على إسرائيل للانسحاب والالتزام بالاتفاق.
ورغم أن الجيش اللبناني كان قد طلب، السبت، من سكان القرى الحدودية «التريث» قبل العودة، انطلقت صباح الأحد، مواكب من مئات السيارات ترفع شارات النصر وأعلام «حزب الله» وصور المقاتلين والمسؤولين الذين قتلوا خلال الحرب، نحو مناطق لا تزال القوات الإسرائيلية منتشرة فيها.
ومع ساعات الفجر الأولى، انطلقت مواكب أهالي البلدات الحدودية، وشهدت مداخل القرى في القطاعين الغربي والأوسط زحمة، فيما كان الجيش اللبناني قد اتخذ إجراءات استباقية لعملية دخول الأهالي، حيث انتشرت وحداته عند مداخل البلدات، وأمنت السلامة لمسارات الأهالي وحمايتهم، بحسب «الوكالة الوطنية للإعلام».
وجدد الجيش اللبناني، الأحد، تحذيره للمواطنين داعياً إياهم إلى ضبط النفس واتباع توجيهات الوحدات العسكرية حفاظاً على سلامتهم، معلناً في الوقت عينه في بيان، أن «وحداته تواكب دخول المواطنين إلى بلدات: عيتا الشعب - بنت جبيل، دير سريان، عدشيت القصير، الطيبة، القنطرة - مرجعيون، إضافة إلى مناطق حدودية أخرى، وسط إمعان العدو الإسرائيلي في خرق سيادة لبنان، واعتدائه على المواطنين، موقعاً بينهم شهداء وجرحى، ورفضه الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار والانسحاب من الأراضي اللبنانية التي احتلها في المرحلة الأخيرة».
وفي ساعات النهار الأولى، دخلت دوريات مؤللة للجيش اللبناني إلى بلدة عيتا الشعب للانتشار، فيما تجمع الأهالي أمام روضة الشهداء لتلاوة الفاتحة، وكذلك أهالي بلدة الضهيرة وغيرها من القرى، بحسب «الوكالة الوطنية للإعلام» التي لفتت كذلك إلى أن «سكان القرى في قضاءي صور وبنت جبيل دخلوا إلى بلداتهم بشكل كثيف مع مواكبة من الدفاع المدني في كشافة الرسالة الإسلامية والهيئة الصحية الإسلامية، وأولى الزيارات كانت إلى مقابر الشهداء».
وأظهرت اللقطات أشخاصاً يتقدمون نحو سواتر ترابية تقف خلفها عربات للجيش الإسرائيلي عند مدخل قرية كفركلا، كما تقدمت مواكب سيّارة نحو قرى أخرى منها ميس الجبل وعيتا الشعب وحولا.
وفي ميس الجبل، عمل شبان ونساء على دخول القرية وتجاوز الساتر الترابي مشياً أو على متن دراجات نارية، فيما أقام المواطنون «صلاة النصر» في وسط بلدة بنت جبيل.
ومع ساعات بعد الظهر، كان أهالي معظم القرى الأمامية التي كان الجيش الإسرائيلي يمنع الوصول إليها، قد دخلوا إلى شوارعها. وبحسب الإعلام الحربي التابع لـ«حزب الله» فإن الأهالي تمكنوا من الدخول إلى معظم القرى الحدودية، باستثناء 8 قرى من أصل نحو 50 قرية. والقرى الثماني هي: كفركلا، وعديسة، ورب ثلاثين، ومركبا، وحولا، وميس الجبل، وبليدا، وعيترون.
من جهتها، قالت قناة «المنار» التابعة لـ«حزب الله» إن القوات الإسرائيلية لا تزال متمركزة في نقاط حدودية في بلدات، مروحين وبلاط ومارون الراس وعيترون ويارون وبليدا ومحيبيب وحولا وميس الجبل والوزاني.
22 قتيلاً و124 مصاباً
وأفادت وزارة الصحة اللبنانية في بيان بأن القوات الإسرائيلية أطلقت النار على الأشخاص «خلال محاولتهم الدخول إلى بلداتهم التي لا تزال محتلة ما أسفر عن مقتل 22 شخصاً في عيترون وحولا وبليدا ومركبا وكفركلا والظهيرة والعديسة وميس الجبل، وإصابة 124 آخرين سقطوا في بلدات متفرقة في الجنوب، بينهم تسعة أطفال ومسعف».
صدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة بيان أعلن أن اعتداءات العدو الإسرائيلي على مواطنين خلال محاولتهم الدخول إلى بلداتهم التي لا تزال محتلة أدت حتى الساعة إلى الحصيلة غير النهائية التالية:
— Ministry of Public Health - Lebanon (@mophleb) January 26, 2025
كما عمد الجيش الإسرائيلي إلى اختطاف 3 شبان في حولا بعدما دخلوا إلى أحياء كانت لا تزال قواته فيها.
وظهراً، أعلنت قيادة الجيش استشهاد أحد العسكريين على طريق مروحين الضهيرة - صور، وإصابة آخر في بلدة ميس الجبل - مرجعيون، نتيجة استهدافهما بإطلاق نار من قِبَل العدو الإسرائيلي، في سياق اعتداءاته المتواصلة على المواطنين وعناصر الجيش في المناطق الحدودية الجنوبية.
من جهته، قال الجيش الإسرائيلي إن قواته أطلقت طلقات تحذيرية «لإزالة التهديدات في عدد من المناطق حيث تم التعرف على مشتبه بهم»، مشيراً إلى أنه «تم توقيف المشتبه بهم بسبب تشكيلهم تهديداً وشيكاً على قواته، وأنه يتم استجوابهم حالياً».
#عاجل في وقت سابق اليوم قامت قوات جيش الدفاع التي تعمل في منطقة جنوب لبنان بإطلاق النار بهدف إبعاد وازالة تهديدات في عدة مناطق تم رصد مشتبه فيهم يقتربون منها.كما تم اعتقال عدد من المشتبه فيهم في المنطقة بعد ان تحركوا بالقرب من القوات وشكلوا تهديدًا حقيقيًا حيث يتم التحقيق...
اتهم الجيش الإسرائيلي «حزب الله» بالتصعيد، وقال المتحدث باسمه أفيخاي أدرعي، في منشور على حسابه عبر منصة «إكس»: «(حزب الله) كعادته يضع مصلحته الضيقة فوق مصالح الدولة اللبنانية، ويحاول من خلال أبواقه تسخين الوضع، وذلك رغم كونه السبب الرئيسي في تدمير الجنوب».
وأضاف أدرعي: «في الفترة القريبة سنواصل إعلامكم حول الأماكن التي يمكن العودة إليها»، مشيراً إلى أنه «لحين الوقت، نطالبكم بالانتظار، ولا تسمحوا لـ(حزب الله) بالعودة واستغلالكم في محاولة للتستر على التداعيات المدمرة لقراراته غير المسؤولة على حساب أمن دولة لبنان»، مجدداً تحذيره من أن التعليمات السابقة لا تزال سارية المفعول، «ولا يُسمح بالعودة إلى خط القرى المحدد في الخريطة».
#عاجل إلى سكان لبنان ولا سيما سكان الجنوب اللبناني: #حزب_الله كعادته يضع مصلحته الضيقة فوق مصالح الدولة اللبنانية ويحاول من خلال أبواقه تسخين الوضع وذلك رغم كونه السبب الرئيسي في تدمير الجنوب.في الفترة القريبة سنواصل اعلامكم حول الأماكن التي يمكن العودة إليها. لحين الوقت،... pic.twitter.com/KHHGyiHYdx
وكتب في منشور ثانٍ: «(حزب الله) لا تهمه مصلحة لبنان. والصور التي تأتي من بعض مناطق جنوب لبنان ما هي إلا دليل على ذلك»، مضيفاً: «مَن أرسل المشاغبين هو (حزب الله) الذي يحاول تسخين الوضع للتغطية على وضعه ومكانته لبنانياً وعربياً. (حزب الله) كعادته يتحدى اللبنانيين ومن ثم يقول (لو كنت أعلم)».
#حزب_الله لا تهمه مصلحة لبنان. وما هي الصور التي تأتي من بعض مناطق جنوب لبنان إلا دليل على ذلك. يسخر الحزب المهزوم كل أبواقه الإعلامية في لتحدي المصلحة اللبنانية ولصرف الأنظار عن خطيئة قادته الذين أوصلوا جنوب لبنان إلى هذا الواقع.من أرسل المشاغبين هو حزب الله الذي يحاول تسخين...
وعلى وقع تدفق الأهالي إلى بلداتهم، قالت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، إن الظروف ليست مهيأة بعد لعودة السكان إلى قراهم في جنوب لبنان بصورة آمنة.
وذكرت «اليونيفيل» في بيان مشترك للمنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان، جينين هينيس بلاسخارت، ورئيس بعثة «اليونيفيل» وقائدها العام، الجنرال أرولدو لاثارو، أن التنفيذ الكامل للقرار 1701 «هو السبيل الوحيد لفتح فصل جديد يبشر بالأمن والاستقرار والازدهار على جانبي الخط الأزرق».
وقالت «اليونيفيل» إن الجيش اللبناني أظهر عزماً على الانتشار في المناطق التي انسحب منها الجيش الإسرائيلي منذ تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.
وأضافت: «مستويات العنف تراجعت بشكل كبير. استطاع مئات الآلاف من اللبنانيين العودة إلى بلداتهم وقراهم في عدة مناطق من جنوب لبنان».
وفي وقت لاحق، قالت «اليونيفيل» في بيان، إنها تشعر بقلق بالغ إزاء عودة المدنيين اللبنانيين إلى القرى التي ما زال الجيش الإسرائيلي موجوداً فيها، مشيرة إلى أن جنود حفظ السلام انتشروا في عدة مناطق بناء على طلب من الجيش اللبناني للمساعدة في منع المزيد من التصعيد.
وقالت «اليونيفيل» إنه يجب على الجيش الإسرائيلي تجنب إطلاق النار على المدنيين داخل الأراضي اللبنانية، محذرة من أن تصاعد العنف يهدد بتقويض الوضع الأمني الهش في المنطقة.