سفراء «الخماسية» متمسكون بتفاؤلهم لإنجاز الاستحقاق الرئاسي في لبنان

أكدوا خلال لقائهم ميقاتي وحدة موقفهم

سفراء الخماسية عند ميقاتي (دالاتي ونهرا)
سفراء الخماسية عند ميقاتي (دالاتي ونهرا)
TT
20

سفراء «الخماسية» متمسكون بتفاؤلهم لإنجاز الاستحقاق الرئاسي في لبنان

سفراء الخماسية عند ميقاتي (دالاتي ونهرا)
سفراء الخماسية عند ميقاتي (دالاتي ونهرا)

جدّد سفراء «اللجنة الخماسية» التعبير عن تفاؤلهم بإيجاد حل لأزمة الانتخابات الرئاسية، مؤكدين وحدة الموقف بينهم، وذلك في الاجتماع الذي عقدوه الجمعة مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي.

والتقى سفراء اللجنة، وهم سفير المملكة العربية السعودية وليد بن عبدالله بخاري، وسفير فرنسا هيرفيه ماغرو، وسفير قطر الشيخ سعود بن عبد الرحمن فيصل ثاني آل ثاني، وسفير مصر علاء موسى، وسفيرة الولايات المتحدة الأميركية ليزا جونسون، ميقاتي، في السراي الحكومي، الذي أشاد بجهودهم و«شجعهم على المضي في العمل لتوحيد الرؤية والدفع باتجاه انتخاب رئيس جديد للبلاد، وأن يكون الرئيس راعياً للحوار وداعماً للإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية والركيزة الأساسية في تطبيق الدستور واتفاق الطائف».

وأكد ميقاتي «أن لبنان يقدر جهود دول الخماسية وحرصها على استقراره وأمنه»، وتمنى «أن يتحمل النواب مسؤولياتهم في انتخاب الرئيس».

وبعد اللقاء، وصف السفير المصري، اللقاء، بـ«المهم جداً»، وصرّح: «استكملنا محادثاتنا وجولاتنا التي بدأت قبل فترة على المسؤولين اللبنانيين وعدد من قادة الكتل السياسية، وكما قلت إننا نتحرك بعض الأحيان كلجنة خماسية، وفي بعض الأحيان الأخرى نتحدث بشكل ثنائي، ولكن في الوقت ذاته نعبر عن وجهة نظر الخماسية».

ولفت إلى أنه تم التأكيد خلال اللقاء على «ثوابت عدة، وهي أن الأمر بات ملحاً لسرعة انتخاب رئيس، فالظروف التي يمر بها لبنان والمنطقة تدفعنا جميعاً، سواء الإخوة في لبنان، أو بمساعدة الخماسية، لإنجاز هذا الاستحقاق، وأكدنا مرة أخرى وحدة موقف الخماسية والتزامنا بتقديم كل المساعدة والتسهيلات طالما شعرنا أن الالتزام والإرادة موجودة بالفعل من جانب القوى السياسية، وهو ما لمسناه في الفترة الماضية».

وتحدث عن «نفس جديد ورغبة قد تكون بدرجات متفاوتة، وهذا ما سنعمل عليه في الفترة المقبلة للوصول إلى موقف واحد وخريطة طريق لاستكمال الاستحقاق الخاص بانتخاب رئيس للجمهورية».

وقال في رد على سؤال عن الخطوة الحقيقية باتجاه انتخابات الرئاسة، خصوصاً مع التفاؤل الذي يعبرون عنه، «حتى الآن لا نزال متفائلين، وبعد اجتماعنا مع دولة الرئيس خرجنا بإحساس كبير بالتفاؤل. وما سمعناه منه يشجع ويدفعنا لاستكمال ما بدأناه منذ فترة عندما التقينا رئيس البرلمان نبيه بري».

أما في ما يتعلق بالتوقيت، فشدد موسى على أن «العملية ليست بالسهولة ومعقدة، وتخضع للظروف المحيطة بها، وبالتالي لا يوجد تأخير قياساً على الفترة التي بدأنا بها جميعاً منتظرين انتخاب رئيس، والفترة المقبلة لن تؤثر كثيراً إنما ستساعد على تهيئة الأجواء».

وتطرق السفير المصري إلى الحراك الذي يقوم به تكتل «الاعتدال» عبر طرحه مبادرة لانتخاب رئيس، وقال: «حراك القوى السياسية وما يدور حالياً نرى فيه حقاً أصيلاً للقوى السياسية والكتل النيابية ومجموعة النواب الذين يتحركون، وجميعهم يهدفون إلى تسهيل وخلق أرضية مشتركة يمكن للجميع العمل عليها من أجل تسهيل انتخاب الرئيس، بالتالي هم مشكورون على جهودهم ويؤتي بنتيجة»، مشيراً إلى أنه من الممكن أن يستكملوا في الفترة المقبلة محادثاتهم ولقاءاتهم «مع مختلف القوى السياسية للوصول إلى موقف والتزام واحد تجاه الانتهاء من هذا الاستحقاق في أقرب وقت ممكن». وجدد التأكيد أن «اللجنة لا تتناول أسماء، وهو حق أصلي وحصري للبنان وللقوى السياسية اللبنانية».

وعن ربط الانتخابات الرئاسية بالحرب في غزة، وعما إذا كان انتخاب الرئيس يحتاج إلى تسويات إقليمية، قال: «نعتقد أنه ليس بالضرورة أن يكون هنا ربط مباشر بين ما يحدث في غزة ولبنان، ما يحدث في غزة يؤثر ليس فقط على لبنان بل على كل المنطقة»، مضيفاً: «ونحن نقول بأهمية النظر إلى الربط الإيجابي، بمعنى أن ما يحصل في غزة يجب أن يكون دافعاً أكبر للبنان من أجل الانتهاء من عملية انتخاب رئيس، لأنه أمر في غاية الأهمية والضرورة ليس الآن فقط، بل لأجل الأيام المقبلة وما ستشهده المنطقة من تحديات والتزامات توجب أن يكون في لبنان رئيس يتحدث باسمه، وهذا أمر بالغ الأهمية. هذا ما نسعى إليه خلال الفترة المقبلة، ألا وهو مرة أخرى تهيئة الأجواء والخروج بالتزام واضح من القوى السياسية التي لديها رغبة حقيقية للاتجاه في إنهاء هذا الأمر في أسرع وقت ممكن».

وجدد موسى تأكيد عدم وجود خلاف في المجموعة الخماسية، وقال: «موقف الخماسية واحد وهم يتحدثون بنفس ولغة واحدة ولا توجد أي خلافات بين أعضائها، وفي المرة المقبلة سندعوكم إلى حضور مداولات الخماسية حتى تعلموا مدى التناغم والتنسيق الموجود بين أعضائها».


مقالات ذات صلة

ارتفاع أسهم ميقاتي لترؤس حكومة لبنانية جديدة

المشرق العربي الرئيس اللبناني جوزيف عون يتوسط رئيسي مجلس النواب نبيه بري وحكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي (د.ب.أ)

ارتفاع أسهم ميقاتي لترؤس حكومة لبنانية جديدة

قبل ساعات من بدء الرئيس اللبناني جوزيف عون، الاستشارات النيابية لتسمية رئيس للحكومة الجديدة، بدت أسهم رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي.

محمد شقير (بيروت)
تحليل إخباري الرئيس اللبناني جوزيف عون يتوسط رئيسي مجلس النواب نبيه بري وحكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي (د.ب.أ)

تحليل إخباري ميقاتي يتقدم المتنافسين على رئاسة الحكومة اللبنانية

يشهد السباق لتولي رئاسة الحكومة وللمرة الأولى منافسة بين ثلاثة مرشحين مدعومين من كتل نيابية كانت تقاطعت على انتخاب قائد الجيش العماد جوزيف عون رئيساً للجمهورية.

محمد شقير (بيروت)
المشرق العربي آليات للجيش اللبناني في الناقورة الحدودية مع إسرائيل بجنوب لبنان (إ.ب.أ)

الجيش الإسرائيلي يواصل تفجير منازل حدودية لبنانية

وجهت أكثر من بلدية لبنانية تحذيرات للمواطنين من العودة إلى قراهم التي فخَّخ الجيش الإسرائيلي أجزاء كبيرة منها.

بولا أسطيح (بيروت)
المشرق العربي الرئيس عون مستقبلاً مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان (المركزية)

الرئيس اللبناني: لم آتِ لأعمل بالسياسة... وآمل تشكيل الحكومة بأسرع وقت

أمل الرئيس اللبناني جوزيف عون بـ«تشكيل الحكومة بأسرع وقت ممكن»، مؤكداً أنه «لم يأت ليعمل بالسياسية»، بل «لبناء الدولة» التي «لا تقوم إلا بالعدالة».

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي نجيب ميقاتي يصافح أحمد الشرع قبل اجتماعهما في دمشق play-circle 00:22

ميقاتي يؤكد للشرع أهمية ترسيم الحدود وعودة النازحين

اجتمع رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، نجيب ميقاتي، وقائد الإدارة الجديدة في سوريا، أحمد الشرع، في قصر الشعب بدمشق، السبت.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

طبيب أطفال فلسطيني بُترت ساقه في الحرب يصرّ على مواصلة عمله في غزة

جانب من الدمار جراء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة (أ.ب)
جانب من الدمار جراء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة (أ.ب)
TT
20

طبيب أطفال فلسطيني بُترت ساقه في الحرب يصرّ على مواصلة عمله في غزة

جانب من الدمار جراء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة (أ.ب)
جانب من الدمار جراء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة (أ.ب)

يتنقل طبيب الأطفال الفلسطيني خالد السعيدني بلا كلل بساق اصطناعية بين غرف الأطفال الجرحى في مستشفى «شهداء الأقصى» في دير البلح مستعيناً بمشاية من الألمنيوم، مقدماً الرعاية الطبية اللازمة، وفق ما أوردته «وكالة الصحافة الفرنسية».

يلج الطبيب الباب البرتقالي لإحدى الغرف ويبدأ بمداعبة أحد الأطفال مبتسماً قبل أن يفحصه من خلال سماعته الطبية التي يلفها على عنقه.

وكان الطبيب السعيدني قد فقد ساقه جراء إصابته بشظية بعد قصف جوي إسرائيلي تعرّض له منزله العام الماضي؛ لذلك يدرك تماماً طبيعة الإصابات، وخاصة تلك التي لدى الأطفال.

ويقول: «أصبت بشظية، ولأنني مريض بالسكري تفاقمت حالتي واضطررنا إلى بتر الساق».

ويضيف: «ركبت طرفاً اصطناعياً لكنه مؤقت وغير دائم، تجريبي وله كثير من السلبيات، متعب».

وبينما كان الطبيب يفحص الطفل كان الأخير الذي لُفّت يده بضمادات وتم تزويده بأنبوب للتنفس الاصطناعي، يراقبه.

في المستشفى، كانت أسرّة المرضى الذين يرافقهم أقرباؤهم تتوزع بين الممرات، العديد منهم يتلقون العلاج لإصابات تعرضوا لها نتيجة القصف الإسرائيلي.

ويقع مستشفى «شهداء الأقصى» في دير البلح وسط قطاع غزة؛ حيث تواصل القوات الإسرائيلية القتال ضد مقاتلي حركة «حماس».

وشهدت أحياء كبيرة قرب المستشفى معارك عنيفة منذ بداية الحرب، اشتدت حدتها في الأشهر الأخيرة مع توسع الهجوم العسكري الذي تركّز في بادئ الأمر على شمال قطاع غزة.

قتلى العاملين في القطاع الصحي

منذ اندلاعها في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، تسببت الحرب في غزة بخسائر فادحة في صفوف العاملين بالقطاع الصحي والمرافق الطبية.

وأشار تقرير حديث صادر عن الأمم المتحدة، استند إلى أرقام قدمتها وزارة الصحة في القطاع الذي تديره «حماس»، إلى أن ما لا يقل عن 1057 من العاملين في القطاع الصحي والطبي الفلسطينيين قتلوا في غزة منذ بداية الحرب.

عبّر الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر عن أسفه «للهجمات المستمرة على المنشآت الصحية في قطاع غزة»، التي قال إنها تمنع الناس من الوصول إلى العلاج الذي يحتاجون إليه.

وتقول القوات الإسرائيلية، التي نفّذت هجمات على مستشفيات غزة وحولها، إن هذه المنشآت تستخدمها «حماس» في أنشطة ضدها، وهو ما تنفيه الحركة.

ودمرت الحرب معظم مستشفيات قطاع غزة البالغ عددها 36 مستشفى بما في ذلك مستشفى الشفاء الذي يعتبر المنشأة الصحية الرئيسية في القطاع، وقد تحوّل إلى أنقاض بعد أن استهدفته القوات الإسرائيلية العام الماضي.

مع ذلك، يواصل الأطباء مثل السعيدني تقديم ما يمكنهم من علاج للمرضى الذين لا ينقطع توجههم إلى المنشآت الطبية التي بالكاد تعمل.

ويقول الطبيب: «مع أنّي أتعب مع الطرف الاصطناعي، لكنّي سعيد نفسياً، مرتاح وأنا في عملي؛ لذلك قررت العودة إلى عملي».

ويبدو أن ذوي مرضاه سعيدون بمرافقته الطبية لأطفالهم، ومن بينهم والدة الطفلة ميرا حميد المريضة بالكلى، وفقاً لوالدتها.

عن الطبيب تقول الوالدة: «بالرغم من بتر ساقه، يتابع الأطفال وحالتهم ويقدّم خدماته، بوركت جهوده».