رغم أن الحكومة العراقية أكدت أنها «سترد الجميل» لقوات التحالف الدولي لدورها في محاربة تنظيم «داعش»، فإنها انتقدت المسؤولين الأميركيين لتأخرهم في الاستجابة لإجراء حوار ثنائي، ومماطلتهم في تمرير عقود تسليح بين البلدين.
وقال قاسم الأعرجي مستشار الأمن القومي خلال مشاركته في مؤتمر «حوار بغداد الدولي» بنسخته السادسة، إن «الحكومة الاتحادية ستبرم اتفاقات أمنية ثنائية مع دول التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة رداً للجميل على ما قدمته للعراق في الحرب ضد تنظيم (داعش)، ولن تكون هناك قطيعة معها في حال انسحابها من البلاد».
وأضاف الاعرجي أن «(داعش) يوجد في بعض الأماكن النائية مثل الجبال والكهوف، والأجهزة الأمنية والاستخبارية لديها معلومات دقيقة عن هذا الوجود، وتقوم باستهداف قيادات التنظيم».
وأوضح الأعرجي أن «العراق عام 2014 كان بحاجة إلى قوات صديقة تساعد في مواجهة (داعش)، لكن اليوم وبعد 10 سنوات القوات العراقية تطورت كثيراً، ولديها خبرة في مواجهة التنظيمات».
وبعد هذه التطورات «ارتأت الحكومة المشكَّلة من كل الأطياف أن تعيد تقييم هذا الوجود لتلك القوات»، وفقاً لمستشار الأمن القومي.
وذكر الأعرجي أن «العراق سيرد الجميل بعقد اتفاقات أمنية ثنائية مع دول التحالف الدولي، وهذه الدول ترحب بهذا الأمر، وليس هناك اعتراض منها»، مؤكداً أن «تحالف (الناتو) موجود في العراق للاستشارة، دون قوات قتالية».
وتابع قائلاً: «الغطاء الدولي موجود... لم نقطع العلاقات مع التحالف الدولي، وهناك مفاوضات معها، والحكومة العراقية تنتظر نتائج اللجان».
لا مفاوضات تحت النار
ومن جانبه، أكد خالد اليعقوبي، المستشار الأمني لرئيس الوزراء، خلال المؤتمر، أن «العلاقة بين العراق والولايات المتحدة الأميركية شائكة، ولا يمكن تبسيطها بالجانب العسكري فقط».
وأضاف اليعقوبي: «أميركا شاركت العراق بإزالة خطر (داعش)، وأن الحرب على الإرهاب يجب أن تكون متعددة الجنسيات»، وأوضح أن «السوداني تعهد بإخراج القوات الأميركية من العراق، وسوف يسأل ذلك أمام البرلمان، لكن الولايات المتحدة الأميركية لا تفاوض تحت النار».
وقال اليعقوبي: «ارتبطنا بعقود تسليح كبيرة مع الولايات المتحدة الأميركية، لكنْ لديها نوع من الأنانية في هذا الجانب، ودائماً ما تتعامل بملفات التجهيزات العسكرية، وفق حسابات سياسية».
وأضاف: «كنا ننصحهم (الأميركيين) دائماً أن فرصة الجلوس إلى طاولة الحوار ستعطي مرونة ومساحة أوسع للحكومة العراقية والقوى السياسية بأن تمارس ضغطاً أكبر على الفصائل، ويكون هناك تخفيض للتصعيد لإثبات المصداقية»، مؤكداً أن السوداني استطاع إقناع الجانب الأميركي بخوض الحوار، والآن قد انتهت الجولة الثانية منه».
إيران انتهكت الاتفاق
وفي سياق آخر، ذكر وزير داخلية إقليم كردستان ريبر أحمد في كلمة له بمناسبة مرور 40 يوماً على مقتل رجل الأعمال الكردي بيشرو دزيي وابنته وعدد آخر من الأشخاص بالقصف الإيراني على أربيل، الشهر الماضي، أن «إيران انتهكت الاتفاق الأمني المبرم مع العراق بالقصف الذي شنته على أربيل بالصواريخ الباليستية في منتصف شهر يناير (كانون الثاني) الماضي، وأسفر عن سقوط عدد من الضحايا المدنيين».
وأضاف أحمد: «إقليم كردستان لم يكن في أي وقت من الأوقات مصدر تهديد للبلدان المجاورة، وكان دائماً مثالاً للأمن والاستقرار، ولم يسمح بأن تكون أراضيه منطلقاً لمهاجمة أي بلد».
وأوضح أحمد أنه «ضمن إطار الاتفاق الأمني المبرم بين العراق وإيران، فقد أدينا جميع الالتزامات الملقاة على عاتقنا بهذا الصدد، لافتاً إلى أن ذلك القصف الصاروخي انتهك جميع بنود الاتفاق».
يُذكر أن عدد ضحايا القصف الإيراني بلغ 5 أشخاص، وجُرح 6 آخرون بعد أن استهدفت القوات الإيرانية مدينة أربيل، عاصمة إقليم كردستان بعدة صواريخ باليستية.
ودفع التوتر الحاصل جراء القصف المتبادل بين الفصائل المسلحة والولايات المتحدة الأميركية، الحكومة العراقية إلى إجراء مفاوضات مع الولايات المتحدة والتحالف الدولي وتشكيل لجنة ثنائية لمناقشة إجراءات انسحاب الأخيرة من العراق، وفق جدول زمني تحدده اللجنة.