مقتل طفلة ووالدتها في جنوب لبنان... و«حزب الله» يستعرض قوته

وزارة الطاقة تنفي وجود منشآت عسكرية لـ«حزب الله» في جبيل وكسروان

تصاعد الدخان إثر القصف الإسرائيلي على قريتي المنصوري ومجدلزون بالقرب من الحدود الجنوبية للبنان الأربعاء (أ.ف.ب)
تصاعد الدخان إثر القصف الإسرائيلي على قريتي المنصوري ومجدلزون بالقرب من الحدود الجنوبية للبنان الأربعاء (أ.ف.ب)
TT

مقتل طفلة ووالدتها في جنوب لبنان... و«حزب الله» يستعرض قوته

تصاعد الدخان إثر القصف الإسرائيلي على قريتي المنصوري ومجدلزون بالقرب من الحدود الجنوبية للبنان الأربعاء (أ.ف.ب)
تصاعد الدخان إثر القصف الإسرائيلي على قريتي المنصوري ومجدلزون بالقرب من الحدود الجنوبية للبنان الأربعاء (أ.ف.ب)

قتلت طفلة ووالدتها في جنوب لبنان نتيجة القصف الإسرائيلي في وقت تثير فيه الخروقات الجوية الإسرائيلية في مختلف المناطق الجنوبية الرعب والخوف بين اللبنانيين، فيما استعرض «حزب الله» أسلحته وصواريخه التي يستخدمها في الحرب، متوعداً بأن «المخفيات أعظم».

وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» باستهداف «الطائرات الحربية الإسرائيلية حي المشاع في بلدة مجدل زون»، ما أدى إلى «استشهاد المواطنة خديجة سلمان وإصابة ابنتها بجروح (خطرة)»، قبل أن يعلن عن وفاة الطفلة.

من جهته، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر منصة «إكس»، إن الجيش الإسرائيلي هاجم «مبنى عسكرياً» في قرية يارون (في جنوب لبنان)، وإن الطائرات الحربية الإسرائيلية هاجمت ثلاثة مقرات قيادة عملياتية تابعة لـ«حزب الله» في جنوب لبنان، وشنت مدفعيته قصفاً على منطقتي علما الشعب والظهيرة، من دون الإشارة إلى الهجوم الصاروخي الذي استهدف مجدل زون.

وأتى القصف على مجدل زون في سياق تصعيد المواجهات بين «حزب الله» وإسرائيل في الأيام الأخيرة.

وكان الطيران الحربي أغار قبيل منتصف الليل، على بلدات مروحين والضهيرة وعيتا الشعب ويارون، مترافقاً مع قصف مدفعي متقطع على قرى راميا والناقورة وعلما الشعب، ما أدى إلى أضرار جسيمة في المزروعات وأشجار الزيتون والممتلكات.

كما استهدف الطيران الإسرائيلي بلدة الخيام وأطراف بلدات طير حرفا والجبين والضهيرة وشنّ غارات على مرتفعات جبل صافي في منطقة إقليم التفاح ملقيا صاروخين جو - أرض على المنطقة المستهدفة تصاعدت جراءه سُحب الدخان.

وتؤدي الغارات الوهمية التي ينفذها الطيران الإسرائيلي في بلدات الجنوب إلى حالة من الذعر والخوف في أوساط الأهالي، وهو ما كشفه مقطع فيديو انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي يظهر أطفالاً في إحدى مدارس الجنوب وهم يجهشون في البكاء فيما تحاول المعلمة تهدئتهم.

وأعلن «حزب الله» في بيانات متلاحقة استهدافه نقاطاً إسرائيلية عدة، «رداً على الاعتداءات الإسرائيلية على القرى الجنوبية والمنازل المدنية»، كما نشر الإعلام الحربي التابع للحزب مشاهد من عملية استهداف تجمع جنود إسرائيليين في موقع بركة ريشا يوم الاثنين الماضي، تظهر عملية رصد مكان تموضع الجنود في دشمة الموقع، حيث تم استهدافهم بصواريخ موجهة.

وتحت عنوان «والمخفيات أعظم» يعرض خلاله مشاهد من العمليات التي نفذها «حزب الله» في الحرب ومعرّفاً بالأسلحة المستخدمة فيها والصواريخ، أبرزها «الكاتيوشا» و«البركان» و«وفلق» و«دخان».

وفي بيانات متفرقة، أعلنت «المقاومة الإسلامية» عن استهدافها «‏تموضعاً عسكرياً لجنود العدو الإسرائيلي في مستعمرة إيفن مناحم»، وتجمعاً آخر في مستعمرة شوميرا. وفي رد منه على «‏الاعتداءات الإسرائيلية على القرى الجنوبية والمنازل المدنية وآخرها في قرى حولا وبليدا وعيتا ‏وكفركلا والخيام»، استهدف «حزب الله» تموضعاً لجنود إسرائيليين في مستعمرة أفيفيم ‏، وتجمعاً آخر في محيط موقع المرج، وموقعي ‏رويسات العلم وزبدين في مزارع شبعا، إضافة إلى ثكنة ‏زرعيت ومستعمرة المطلة.

في المقابل، نفت وزارة الطاقة والمياه اللبنانية ما نشره الجيش الإسرائيلي حول وجود منشآت عسكرية تابعة لـ«حزب الله» في جبيل وكسروان. وقالت في بيان لها: «يتم التداول عبر وسائل التواصل الاجتماعي بفيديو نشره العدو الإسرائيلي يدعي فيه وجود مواقع صواريخ في جبيل وكسروان، يهم وزارة الطاقة والمياه التوضيح أنه عند التدقيق بالفيديو يتبين أن العدو يعرض منشآت تابعة لمؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان، وأبرزها النفق المنشأ لتحويل مياه نهر إبراهيم لزوم تشييد سد جنة. كما أن الفيديو يعرض الوادي المحيط بمحيط السد والذي نتج عن أعمال الحفريات التي نفذت فيه ولا علاقة لهذه المنشآت بما يزعمه العدو حول بنى تحتية»، رافضة «تمادي العدو في مزاعمه تبريراً لاستهداف منشآت تابعة لمؤسسات رسمية يتوخى منها مصلحة عامة».

وكان قد نشر معهد «ألما» الإسرائيلي للأبحاث والدراسات، يوم الثلاثاء، فيديو يعرض فيه نفقاً وحفريات، معلناً أنها منطقة عسكرية للحزب يستخدمها لإطلاق مسيّرات وصواريخ، وذلك بعد ساعات على استهداف إسرائيل معمل صناعة مولدات ومعمل تصنيع الحديد في غارتين على بلدة الغازية جنوبي مدينة صيدا، يوم الاثنين، قال إنها مستودعات أسلحة عائدة لـ«حزب الله»، وأدت إلى إصابة 14 شخصاً غالبيتهم من الجنسية السورية.

ويشهد جنوب لبنان وشمال إسرائيل تصعيداً كبيراً منذ الأربعاء الماضي، مع شنّ الأخيرة سلسلة غارات جوية على بلدات عدة، أسفرت عن مقتل عشرة مدنيين على الأقل، إضافة إلى إصابة خمسة عناصر من «حزب الله»، بينهم مسؤول عسكري في الحزب.

وجاءت الغارات بُعيد مقتل جندية إسرائيلية في صفد بصاروخ أطلق من جنوب لبنان الأسبوع الماضي، لم تعلن أي جهة المسؤولية عنه.

وتوعّد أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله، الجمعة، بأن تدفع إسرائيل ثمن دماء المدنيين، مهدداً بأن حزبه قادر على استهداف إيلات في جنوب الدولة العبرية.

ومنذ بدء الحرب في أكتوبر (تشرين الأول)، قتل 271 شخصاً في لبنان بينهم 188 عنصراً من «حزب الله» و42 مدنياً، بينهم ثلاثة صحافيين


مقالات ذات صلة

طلاب يحتلون مقر شركة دفاعية إيطالية احتجاجاً على حرب غزة

المشرق العربي وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو (إ.ب.أ)

طلاب يحتلون مقر شركة دفاعية إيطالية احتجاجاً على حرب غزة

احتل نحو مائة طالب مقر شركة ليوناردو في مدينة تورينو الإيطالية للتنديد بما يقولون إنه تواطؤ مجموعة الصناعات الدفاعية الإيطالية في القصف الإسرائيلي لقطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (روما)
شؤون إقليمية مظاهرة في إسطنبول في أبريل الماضي تطالب الحكومة التركية بوقف التجارة مع إسرائيل (أرشيفية- «إكس»)

المعارضة التركية تؤكد استمرار التجارة مع إسرائيل وإردوغان ينفي

تصاعدت حدة الجدل في تركيا مجدداً حول استمرار التجارة مع إسرائيل مع تأكيدات المعارضة أن التجارة لم تتوقف ونفي الرئيس رجب طيب إردوغان وحكومته

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية صورة ملتقَطة 13 ديسمبر 2023 تُظهر جنوداً إسرائيليين قرب الحدود مع قطاع غزة خلال الصراع المستمر بين إسرائيل و«حماس» (د.ب.أ)

الجيش الإسرائيلي يعتزم البقاء في غزة حتى نهاية 2025

قالت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، اليوم (الأربعاء)، إن الجيش الإسرائيلي يعتزم على ما يبدو البقاء في قطاع غزة حتى نهاية 2025 على الأقل.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي يقف رجلان بجانب شاحنة مساعدات تابعة لبرنامج الغذاء العالمي تمر عبر معبر إيريز 11 نوفمبر 2024 (إ.ب.أ)

هل التزمت إسرائيل بالمطالب الأميركية بشأن مساعدات غزة؟

المطالب الأميركية وردود تل أبيب وملاحظات منظمات الإغاثة والأمم المتحدة حول وصول المساعدات لغزة

«الشرق الأوسط» (الأمم المتحدة)
المشرق العربي أرشيفية لمجموعة من المقاتلين التابعين لـ«سرايا القدس» في غزة (إ.ب.أ)

«الجهاد الإسلامي» تنشر فيديو لأحد الأسرى الإسرائيليين

نشرت «سرايا القدس»، الجناح العسكري لحركة «الجهاد الإسلامي»، الأربعاء، مقطع فيديو يُظهر شخصاً قدّم نفسه على أنه أحد الرهائن الإسرائيليين في قطاع غزة

«الشرق الأوسط» (غزة)

عبد العاطي من بيروت: لا يمكن القبول بأفكار «تمس بوحدة لبنان» لوقف إطلاق النار

رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري مرحباً بوزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي (رئاسة البرلمان)
رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري مرحباً بوزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي (رئاسة البرلمان)
TT

عبد العاطي من بيروت: لا يمكن القبول بأفكار «تمس بوحدة لبنان» لوقف إطلاق النار

رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري مرحباً بوزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي (رئاسة البرلمان)
رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري مرحباً بوزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي (رئاسة البرلمان)

أكد وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، أن «الهدف واحد، وهو وقف العدوان الإسرائيلي الغاشم في أقرب وقت على لبنان»، مشدداً على أنه «لا يمكن قبول أي أفكار أو تسويات تمس وحدة لبنان لوقف إطلاق النار»، رافضاً أن يكون انتخاب الرئيس شرطاً من شروط وقف إطلاق النار.

وجاءت تصريحات عبد العاطي خلال زيارته إلى العاصمة اللبنانية، حيث التقى مسؤولين لبنانيين.

وقال وزير الخارجية المصري بعد لقائه رئيس البرلمان نبيه بري، إن «الأولوية في كل التحركات المصرية هي مسألة وقف إطلاق النار من دون أي شروط»، لافتاً إلى «أننا نواصل اتصالاتنا لوقف العدوان»، ولفت إلى أن المباحثات مع بري تطرقت إلى المسائل المرتبطة بالنزوح والاستقرار الداخلي، وأكد «ضرورة استكمال مؤسسات الدولة وخصوصاً الرئاسة، وبالتالي إنهاء الشغور فيها»، مشيراً إلى أنه أكد وبري «ضرورة أن يكون هناك انتخاب في إطار لبناني صرف، دون إملاءات خارجية، وانتخاب رئيس توافقي بمشاركة الجميع»، مضيفاً: «نحن نقدر أهمية وجود الرئيس في هذا الوضع، وإنهاء أزمة الشغور يجب ألا تكون مشروطة بوقف إطلاق النار».

ونوه وزير الخارجية المصري بـ«دور الجيش في إحداث تماسك بالدولة»، وقال: «لقد زرت العماد جوزف عون، وأكدنا له دعمنا للجيش»، وأضاف: «تحدثنا عن ضرورة تنفيذ القرار 1701، وأكد لنا الرئيس بري وقائد الجيش استعداد الدولة لتنفيذه واستعداد الجيش للانتشار الفوري لتحقيقه».

 

قائد الجيش اللبناني جوزف عون مستقبلاً وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي (المركزية)

اللقاء مع ميقاتي

وخلال لقائه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، قال عبد العاطي إن مصر «لن تتوقف عن كل الجهد المخلص لوقف العدوان الإسرائيلي والتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار»، مشيراً إلى أنه «أكد أولوية قضية وقف إطلاق النار ووقف العدوان الإسرائيلي، وأهمية الحفاظ على مؤسسات الدولة اللبنانية، وتمكينها والحفاظ عليها، وفي مقدمتها بطبيعة الحال مؤسسة الرئاسة اللبنانية، وأهمية اختيار رئيس توافقي للبنان، يحظى بتوافق كل الطوائف اللبنانية، وكل فئات الشعب اللبناني الشقيق».

وقال: «تحدثنا (مع ميقاتي) عن أن إنهاء الشغور الرئاسي لا يجب، ولا يمكن القبول، بأن يكون شرطاً من شروط وقف إطلاق النار، وإنما لا بد أن يكون بإرادة وطنية لبنانية»، وأضاف: «أكدت لدولة الرئيس الرفض الكامل لأي إملاءات خارجية، ولا تملك أي دولة أو جهة خارجية أن تملي على اللبنانيين مَن يكون رئيسهم المقبل».

وخلال زيارته إلى بيروت، التقى عبد العاطي مع الرئيس السابق للحزب «التقدمي الاشتراكي»، وليد جنبلاط، كما اتصل بمفتي الجمهورية اللبنانية، الشيخ عبد اللطيف دريان، اتصالاً هاتفياً فور وصوله إلى بيروت.

رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي مستقبلاً عبد العاطي (الوكالة الوطنية)

وكان عبد العاطي لدى وصوله إلى مطار بيروت على متن طائرة مصرية تنقل مساعدات ومستلزمات إغاثية وطبية، أكد «الجهود والحرص المصري على وقف هذا العدوان»، و«تكثيف الضغوط التي تمارسها مصر بالتعاون مع الأشقاء العرب والدول الإسلامية وأصدقائها في العالم»؛ بهدف «وقف هذا العدوان وأعمال القتل الممنهجة التي تتم وسط صمت مخجل من المجتمع الدولي، وعجز وشلل من جانب مجلس الأمن، وكل آليات الأمم المتحدة».

وأوضح: «وجود أفكار مطروحة يتعين أن تنْصَب في إطار هدف واحد هو وقف العدوان، وهناك أيضاً قضية الشغور الرئاسي، وهي قضية مهمة، ودعم مؤسسات الدولة وتمكين هذه المؤسسات بما فيها مؤسسة الرئاسة ومؤسسة الجيش الوطني، وهي مسائل مهمة جداً»، رافضاً أن يكون انتخاب الرئيس «شرطاً من شروط وقف إطلاق النار، فهذه مسألة وتلك مسألة أخرى، ويتعين أن يسيرا بشكل متوازٍ، وأن وجود رئيس للجمهورية في لبنان في هذه الظروف الصعبة، وفي هذه المحنة، أمر مهم جداً».