وزير الداخلية العراقي: أمن الحدود «في أفضل حالاته»

أعلن خطة لجمع السلاح من المواطنين

وزير الداخلية العراقي خلال مؤتمر صحافي في البصرة (وكالة الأنباء العراقية)
وزير الداخلية العراقي خلال مؤتمر صحافي في البصرة (وكالة الأنباء العراقية)
TT

وزير الداخلية العراقي: أمن الحدود «في أفضل حالاته»

وزير الداخلية العراقي خلال مؤتمر صحافي في البصرة (وكالة الأنباء العراقية)
وزير الداخلية العراقي خلال مؤتمر صحافي في البصرة (وكالة الأنباء العراقية)

أعلن وزير الداخلية العراقي، عبد الأمير الشمري، الاثنين، خطة لجمع السلاح من أيدي المواطنين، واصفاً ضبط الأمن على الحدود، لا سيما في مناطق وسط البلاد وجنوبها، بأنه «في أفضل حالاته» على مدار تاريخ الدولة العراقية.

وأتت تصريحات الوزير الشمري خلال مؤتمر صحافي بعد افتتاحه إدارة جديدة للشرطة مهمتها ضبط الأمن في مناطق شمال محافظة البصرة الجنوبية التي تشهد خروقات حدودية ونزاعات عشائرية متكررة. كما تأتي بعد نحو أسبوعين من افتتاحه جداراً إسمنتياً عازلاً على الحدود الغربية للبلاد مع سوريا بطول 160 كيلومتراً. ويعاني العراق منذ سنوات من قضية «الانفلات» على حدوده، سواء الشرقية مع إيران، أو الغربية مع سوريا، أو الشمالية مع تركيا، ما سمح بعبور مواد مخدرة وعناصر مرتبطة بالإرهاب، أو بميليشيات مسلحة، أو بجماعات تصف نفسها بأنها «جهادية».

وذكر المكتب الإعلامي لوزارة الداخلية، في بيان، أن الشمري أشار إلى أن «ضبط الحدود العراقية مع الدول المجاورة في أفضل حالاته قياساً بما كان عليه طيلة فترة الدولة العراقية؛ لأن المنطقة الرابعة (في البصرة) تشهد تحصينات ونصب معدات فنية وكاميرات متطورة، فضلاً عن الاستمرار بفتح مسار لتأمين شط العرب».

صورة من شريط فيديو وزعته وزارة الداخلية العراقية للوزير الشمري خلال تفقده الجدار الإسمنتي على الحدود مع سوريا في يناير الماضي (الشرق الأوسط)

وأشار الوزير الشمري إلى ارتياح رؤساء الوحدات الإدارية لإجراءات إدارة الشرطة، وتوفير الإمكانات التي من شأنها إنجاح الواجبات التي تقع على عاتقها، وتسهيل مهامها من خلال تعزيزها بضباط ومنتسبين، وكشف عن «لقاءات مع القضاة في المنطقة والتنسيق مع شيوخ ووجهاء العشائر وأطياف المجتمع بشأن فرض الأمن والاستقرار».

وفي ملف مكافحة المخدرات التي عانت منها محافظة البصرة بشدة خلال العقدين الأخيرين والتي تصلها من إيران المجاورة، شدد الشمري على «وجود نشاط واضح لمديرية شؤون المخدرات في البصرة من خلال إلقاء القبض على متاجرين من دول مجاورة وتجار عراقيين، فضلاً عن استمرار العمل لمتابعة هذا الملف المهم والعمل على ضبط الحدود من قبل قيادة حدود المنطقة الرابعة».

وبشأن ملف حصر السلاح بيد الدولة، قال الوزير إن «الوزارة تعمل بخطين، الأول يتمثل بتسجيل الأسلحة الخفيفة في مراكز الشرطة من خلال إطلاق استمارة إلكترونية عبر بوابة (أور) الحكومية، والخط الثاني شراء الأسلحة المتوسطة والثقيلة بعد أن جرى تخصيص مليار دينار لكل قيادة شرطة محافظة من بينها قيادة شرطة البصرة».

قوات أمن عراقية خلال تشييع قيادي في فصيل مسلح قُتل بغارة أميركية في بغداد الأربعاء الماضي (د.ب.أ)

وتشير إحصاءات رسمية إلى وجود أكثر من 7 ملايين قطعة سلاح تتراوح بين الخفيف والمتوسط والثقيل بأيدي المواطنين. وتجاوزت الصراعات العشائرية عام 2022 في محافظات البصرة وميسان وذي قار حدود الـ1000 نزاع استُخدم في بعضها سلاح ثقيل (مثل مدافع الهاون) أو متوسط (مثل قاذفات مضادة للدروع). وإضافة إلى السلاح المنتشر في أيدي المواطنين، تملك فصائل مسلحة مرتبطة بإيران كميات ضخمة من الأسلحة. كذلك تنتشر في العراق خلايا لتنظيم «داعش» تقوم بهجمات متفرقة على قوات الأمن، أو تنفذ تفجيرات في أماكن عامة.

وكانت وزارة الداخلية العراقية قد أعلنت نهاية شهر يناير (كانون الثاني) الماضي، إنجاز جدار خراساني عازل بطول 160 كيلومتراً وبارتفاع 3 أمتار، على الشريط الحدودي الغربي مع سوريا، في منطقة القائم شمال نهر الفرات. ويهدف الجدار إلى تعزيز أمن الحدود ومنع عمليات التهريب وتدفق المتسللين من التنظيمات المسلحة المختلفة عبرها. وتتحدث مصادر وزارة الداخلية عن نيتها الاستمرار في بناء الجدار باتجاه الشمال ليصل إلى 250 كيلومتراً، وصولاً إلى حدود محافظة نينوى مع سوريا. وقام الوزير الشمري بافتتاح الجدار في 28 يناير بعد اكتماله في منطقة الباغوز على الشريط الحدودي العراقي - السوري.

وطبقاً لوزارة الداخلية، فإن الجدار الخرساني (يُعرف في العراق بـ الجدار الكونكريتي») نُفّذ ضمن سلسلة من التحصينات الأمنية الكبيرة التي تجريها الوزارة لتعزيز أمن الحدود، والتي أسهمت في ضبط أمن الحدود العراقية - السورية ومنع عمليات التهريب ومكافحة التنظيمات المسلحة.

الوزير الشمري كما ظهر في صورة من شريط فيديو وزعته وزارة الداخلية العراقية خلال تفقده الجدار على الحدود مع سوريا في يناير الماضي (الشرق الأوسط)

وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية العميد مقداد الموسوي، وقتذاك، إن «الجدار سيسهم بشكل كبير في الحد من عمليات التسلل لأنه محكم، خصوصاً أن هناك خندقاً بعمق 3 أمتار وعرض 3 أمتار بمحاذاته، فضلاً عن ساتر ترابي ثم جدار كونكريتي تتخلله أسلاك شائكة ثم عارض منطادي، بالإضافة إلى وُجود القطعات الأمنية وأبراج مراقبة وكاميرات حرارية».


مقالات ذات صلة

جمال مصطفى: عرفنا في المعتقل بإعدام الرئيس ونقل جثته للتشفي

خاص عائلة صدام وتبدو حلا إلى يساره (أ.ف.ب) play-circle 03:44

جمال مصطفى: عرفنا في المعتقل بإعدام الرئيس ونقل جثته للتشفي

ليس بسيطاً أن تكون صهر صدام حسين، وسكرتيره الثاني، وابن عشيرته، وليس بسيطاً أن تُسجن من عام 2003 وحتى 2021... فماذا لدى جمال مصطفى السلطان ليقوله؟

غسان شربل
المشرق العربي جانب من الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية في بيروت (رويترز)

العراق لمجلس الأمن: إسرائيل تخلق مزاعم وذرائع لتوسيع رقعة الصراع

قالت وزارة الخارجية العراقية إن بغداد وجهت رسائل لمجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة والجامعة العربية و«التعاون الإسلامي» بشأن «التهديدات» الإسرائيلية.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي الضابط الأميركي كيفين بيرغنير يعلن للصحافيين في بغداد اعتقال علي موسى دقدوق 2 يوليو (تموز) 2007 (أ.ف.ب - غيتي)

تقرير: مقتل القيادي بـ«حزب الله» علي موسى دقدوق بغارة إسرائيلية في سوريا

قال مسؤول دفاعي أميركي إن قائداً كبيراً بـ«حزب الله» اللبناني كان قد ساعد في التخطيط لإحدى أجرأ وأعقد الهجمات ضد القوات الأميركية خلال حرب العراق، قُتل بسوريا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين (الخارجية العراقية)

بغداد: المنطقة تحت النار وهناك تهديدات واضحة من إسرائيل لنا

قال وزير خارجية العراق فؤاد حسين، الجمعة، إن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وجّه القوات المسلحة باتخاذ إجراءات بحق كل من يشن هجمات باستخدام الأراضي العراقية.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد متحدثاً أمام «منتدى السلام» في دهوك (شبكة روداو)

وزير الخارجية العراقي: تلقينا تهديدات إسرائيلية «واضحة»

قدّم مسؤولون عراقيون تصورات متشائمة عن مصير الحرب في منطقة الشرق الأوسط، لكنهم أكدوا أن الحكومة في بغداد لا تزال تشدّد على دعمها لإحلال الأمن والسلم.

«الشرق الأوسط» (أربيل)

مصدر أمني لبناني: استهداف قيادي بـ«حزب الله» في ضربة بيروت

TT

مصدر أمني لبناني: استهداف قيادي بـ«حزب الله» في ضربة بيروت

عناصر من الجيش اللبناني تقف قرب المبنى المستهدف في البسطة (الشرق الأوسط)
عناصر من الجيش اللبناني تقف قرب المبنى المستهدف في البسطة (الشرق الأوسط)

كشف مصدر أمني لبناني لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أن «قيادياً كبيراً» في «حزب الله»، الموالي لإيران، جرى استهدافه في الغارة الإسرائيلية التي طاولت، فجر السبت، حياً مكتظاً بمنطقة البسطة في بيروت.

وقال المصدر -الذي لم يرد كشف هويته- إن «الضربة الإسرائيلية في البسطة كانت تستهدف شخصية قيادية في (حزب الله)»، من دون أن يؤكد إن كان المستهدف قتلاً أم لا.

وكانت وزارة الصحة اللبنانية قد ذكرت أن الضربة دمرت مبنى سكنياً، وأسفرت عن مقتل 11 شخصاً.

عناصر أمنية ومواطنون يتفقدون الدمار الذي خلّفته الغارات الإسرائيلية على منطقة البسطة في بيروت (الشرق الأوسط)

واستهدفت سلسلة غارات إسرائيلية عنيفة مدينة بيروت في الرابعة فجر السبت من دون إنذار مسبق، وتركَّزت على مبنى مؤلف من 8 طوابق في منطقة فتح الله بحي البسطة الفوقا في قلب العاصمة اللبنانية، وهو حي شعبي مكتظ بالسكان، وسط تقارير عن استهداف قياديين بارزين في «حزب الله».

وتواردت أنباء عن استهداف القيادي البارز في «حزب الله» طلال حمية، في حين تدخل الحرب المفتوحة بين إسرائيل و«حزب الله» شهرها الثالث.

الدمار الذي خلّفه القصف الإسرائيلي على بيروت فجراً (الشرق الأوسط)

وأوردت «الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام» الرسمية، أن بيروت «استفاقت على مجزرة مروّعة؛ إذ دمَّر طيران العدو الإسرائيلي بالكامل مبنى سكنياً مؤلفاً من 8 طوابق بخمسة صواريخ في شارع المأمون بمنطقة البسطة».