بر الياس... عاصمة الشتات السوري في لبنان

عدد النازحين تخطى ضعفي سكانها


بضائع معروضة في سوق داخلية في بر الياس (الشرق الأوسط)
بضائع معروضة في سوق داخلية في بر الياس (الشرق الأوسط)
TT

بر الياس... عاصمة الشتات السوري في لبنان


بضائع معروضة في سوق داخلية في بر الياس (الشرق الأوسط)
بضائع معروضة في سوق داخلية في بر الياس (الشرق الأوسط)

اكتسبت بلدة بر الياس الواقعة في شرق لبنان لقب «عاصمة الشتات السوري»، على ضوء العدد الهائل من السوريين الذين يقيمون في البلدة ومحيطها، ويناهز عددهم الـ130 ألف شخص، علماً بأن عدد سكانها اللبنانيين لا يتخطى الـ50 ألفاً.

ونقل السوريون تفاصيل حياتهم بالكامل إلى البلدة، ويتنوعون بين التجار وأصحاب المهن، كما المزارعين والعمال، وتحوّلت البلدة في أقل من 10 سنوات إلى منطقة اقتصادية حيوية، ووفّرت البيئة الحاضنة فيها نهوضاً اقتصادياً، وسجلت انتعاشاً مع اشتداد الأزمة في سوريا.

وتمكن السوريون من تأسيس سوق تجارية هي الأكبر والأضخم في البقاع. ويعد أهالي بر الياس أنهم «المستفيد الأول من الحركة التجارية في البلدة لجهة دفع الرسوم البلدية وإيجار المحلات التي وصل فيها إيجار الباب الواحد في الشارع الرئيسي إلى 700 دولار شهرياً، أما في الأحياء الداخلية فيتراوح السعر بين 250 و300 دولار».

وبُنيَت السوق على نموذج الأسواق الشعبية السورية، ويقول تجار في السوق إن زبائنها يتنوعون بين النازحين السوريين واللبنانيين وسكان مخيمات البقاع، فضلاً عن تجار صغار يشترون بضائعهم من سوق البلدة ليبيعوها في مخيمات البقاع الغربي والشمالي والأوسط.

ويقول أحد المستثمرين السوريين في السوق لـ«الشرق الأوسط»، إنه «بات من الأفضل أمام التجار أو الوكيل اللبناني أن يبيع بضاعته في سوق بر الياس بدل مشقة وتكلفة الانتقال بين أسواق كونها باتت وجهة لجميع هؤلاء».


مقالات ذات صلة

بري لـ«الشرق الأوسط»: انتخابات الرئاسة في موعدها... ولا نشترط تفاهمات مسبقة حول الحكومة

المشرق العربي برّي مُصرّ على عدم تأجيل موعد الانتخابات (الوكالة الوطنية للإعلام)

بري لـ«الشرق الأوسط»: انتخابات الرئاسة في موعدها... ولا نشترط تفاهمات مسبقة حول الحكومة

أكد رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري أن المساعي مستمرة لإنجاح الجلسة النيابية المقررة في 9 يناير (كانون الثاني) المقبل لانتخاب رئيس للجمهورية.

ثائر عباس (بيروت)
خاص ناشطون يحملون أعلاماً لبنانية وسورية وصور الصحافي سمير قصير الذي اغتاله النظام السوري السابق لمعارضته له في تحرك ببيروت تحت شعار «مِن بيروت الحرية» احتفالاً بسقوط نظام بشار الأسد (إ.ب.أ)

خاص مصادر لـ«الشرق الأوسط»: ميقاتي أعطى تعليمات للمؤسسات اللبنانية للتعاون مع «هيئة تحرير الشام»

فُتِحَت قنوات التواصل بين لبنان والحكومة السورية المؤقتة، ونَقَل دبلوماسيون رسالة من قائد «هيئة تحرير الشام» إلى لبنان بأنه لا مشكلة مع الدولة اللبنانية

يوسف دياب
المشرق العربي رئيس البرلمان نبيه بري مجتمعاً مع رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» السابق وليد جنبلاط والحالي نجله رئيس كتلة «اللقاء الديمقراطي» النائب تيمور جنبلاط (الوكالة الوطنية للإعلام)

«الاشتراكي» يتبنى ترشيح قائد الجيش لرئاسة الجمهورية اللبنانية

أعلنت كتلة «اللقاء الديمقراطي» تأييدها لقائد الجيش العماد جوزف عون لرئاسة الجمهورية في خطوة لافتة ومتقدمة عن كل الأفرقاء السياسيين.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مستقبلاً رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي (إ.ب.أ)

تركيا ولبنان يتفقان على «العمل معاً» في سوريا

أكد الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، الأربعاء، أن أنقرة وبيروت «اتفقتا على العمل معاً في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد».

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
تحليل إخباري سيدات يحملن صورة الأمين العام لـ«حزب الله» السابق حسن نصر الله خلال مشاركتهن في تشييع أقربائهن الذين قتلوا ببلدة المعيصرة شمال لبنان بقصف إسرائيلي في 14 أكتوبر الماضي (أ.ب)

تحليل إخباري قضية المقاتلين المفقودين تربك «حزب الله» أمام بيئته

لا تزال قضية المقاتلين المفقودين خلال الحرب مع إسرائيل تربك «حزب الله» وتؤرق عائلاتهم التي تنتظر سماع أي خبر عن أبنائهم أو الحصول على رفاتهم لدفنه.

كارولين عاكوم (بيروت)

المنظمة الدولية للهجرة تطالب بـ«إعادة تقييم» العقوبات على سوريا

سوريون يحتفلون بالإطاحة بنظام بشار الأسد في دمشق (رويترز)
سوريون يحتفلون بالإطاحة بنظام بشار الأسد في دمشق (رويترز)
TT

المنظمة الدولية للهجرة تطالب بـ«إعادة تقييم» العقوبات على سوريا

سوريون يحتفلون بالإطاحة بنظام بشار الأسد في دمشق (رويترز)
سوريون يحتفلون بالإطاحة بنظام بشار الأسد في دمشق (رويترز)

شددت المنظمة الدولية للهجرة، الجمعة، على أن إعمار سوريا وإنماءها يتطلبان «إعادة تقييم» العقوبات الدولية المفروضة عليها وتعزيز دور النساء.

وقالت المديرة العامة للمنظمة إيمي بوب خلال مؤتمر صحافي في جنيف، الجمعة، بعد عودتها من سوريا، إنه «لا بدّ من إعفاءات من العقوبات لدعم جهود الإنماء والإعمار».

المديرة العامة للمنظمة الدولية للهجرة إيمي بوب خلال مؤتمر صحافي في جنيف (رويترز)

وأشارت إلى أن الشعب السوري يعوّل «كثيراً على السيولة النقدية... والرواتب التي يتلقاها الناس في مقابل أعمالهم منخفضة جدّاً، وغالباً ما تكون غير كافية لتلبية أكثر حاجاتهم ضرورةً».

ولفتت إلى «الأثر الكبير للعقوبات على البلد برمّته، لا سيّما على الفئات الضعيفة فيه»؛ لذا لا بدّ من «إعادة تقييم العقوبات» التي تطال أيضاً بعض أعضاء الحكومة الانتقالية، و«لا بدّ من الحرص على أن يتسنّى للأسرة الدولية التعاون معهم بفاعلية»، بحسب قول بوب.

وأوضحت المديرة الأميركية للمنظمة الأممية: «نتكلم عن كلّ العقوبات، تلك الصادرة عن الأمم المتحدة والولايات المتحدة وغيرهما»، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وشدّدت إيمي بوب على «الدور الأساسي» للنساء في إعادة بناء سوريا، داعية السلطات الجديدة إلى إعطائهن «المكانة المستحقة في المجتمع الجديد».

وحضّت «حكومة تصريف الأعمال على مواصلة تمكين النساء؛ لأنهن سيضطلعن بدور أساسي بالكامل لإعادة بناء البلد»، معربة عن خشيتها من التأثير السلبي لبعض الفصائل المتشددة.

وقالت: «نحن بحاجة إلى أن يعمل الجميع في سبيل الاستقرار، وأن يكون الجميع جزءاً من الحلّ، وتشكّل النساء عنصراً أساسياً من هذا الحلّ؛ لذا من المهمّ تمكينهن».

وأتت هذه التصريحات غداة مظاهرة جمعت مئات الأشخاص في دمشق طالبت بدولة مدنية وحقوق النساء في سوريا.

سوريون يتظاهرون في دمشق للمطالبة بدولة مدنية وحماية حقوق النساء (إ.ب.أ)

وبعد هجوم بدأ في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) من محافظة إدلب، تمكّنت «هيئة تحرير الشام» وفصائل معارضة متحالفة معها من السيطرة تدريجياً على مدن كبرى في البلاد؛ من حلب شمالاً وحماة وحمص في الوسط، وصولاً إلى دمشق حيث أعلنت في 8 ديسمبر (كانون الأول) إطاحتها بالرئيس بشار الأسد الذي فرّ إلى روسيا، مُنهية بذلك حرباً أهلية اندلعت في 2011 في أعقاب قمع مظاهرات منادية بالديمقراطية، أودت بحياة نصف مليون شخص، ودفعت ستة ملايين سوري إلى النزوح أو الهجرة.

وتؤكد «هيئة تحرير الشام» التي أعلنت فك ارتباطها بتنظيم «القاعدة»، أنها نأت بنفسها عن الجماعات المتطرفة، وتحاول طمأنة الأسرة الدولية، لكنها تبقى مصنفة «منظمة إرهابية» من جانب الكثير من العواصم الغربية، ومن بينها واشنطن.