لبنان: استقرار الجنوب بتطبيق شامل للقرار 1701

وزير الخارجية: نرفض الحرب مع إسرائيل ولا نسعى إليها

ميقاتي مستقبلاً وزير الخارجية عبد الله بوحبيب (رئاسة الحكومة اللبنانية)
ميقاتي مستقبلاً وزير الخارجية عبد الله بوحبيب (رئاسة الحكومة اللبنانية)
TT

لبنان: استقرار الجنوب بتطبيق شامل للقرار 1701

ميقاتي مستقبلاً وزير الخارجية عبد الله بوحبيب (رئاسة الحكومة اللبنانية)
ميقاتي مستقبلاً وزير الخارجية عبد الله بوحبيب (رئاسة الحكومة اللبنانية)

أعلن وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب، الاثنين، أن لبنان لا يريد الحرب ولا يسعى إليها، مشيراً إلى أن رؤيته لتحقيق الاستقرار المستدام في الجنوب «تقوم على التطبيق الشامل والكامل للقرار 1701، ضمن سلة متكاملة بضمانات دولية واضحة ومعلنة».

ويتواصل تبادل القصف بين «حزب الله» والجيش الإسرائيلي منذ 8 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، ويرفض الحزب وقف إطلاق النار قبل إعلان وقف إطلاق النار في غزة، واصفاً المعركة بأنها «معركة دعم ومساندة لقطاع غزة». وفي المقابل، تطالب إسرائيل بانسحاب مقاتلي الحزب من المنطقة الحدودية إلى عمق 7 كيلومترات، وهو ما يرفضه الحزب.

وأطلع بوحبيب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، الاثنين، على نتائج الاجتماعات واللقاءات التي عقدها في نيويورك الأسبوع الماضي، وبينها لقاؤه مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وردود الفعل التي صدرت بشأن الكلمة التي ألقاها في الاجتماع الذي عقده مجلس الأمن على المستوى الوزاري بشأن الوضع الراهن في الشرق الأوسط.

وقال وزير الخارجية بعد لقائه ميقاتي: «أبلغتُ المجتمعين بأن هناك فرصة تاريخية لهدوء مستدام على حدود لبنان الجنوبية. فلبنان لا يريد الحرب، ولم يسعَ يوماً، أو يسعى اليوم، إليها». وشدد على أن «رؤية لبنان من أجل تحقيق الأمن والاستقرار المستدام في جنوب لبنان تقوم على التطبيق الشامل والكامل للقرار 1701، ضمن سلة متكاملة بضمانات دولية واضحة ومعلنة».

والقرار 1701 كان صدر في عام 2006 بعد حرب يوليو (تموز)، التي امتدت إلى 33 يوماً، وينصّ على انسحاب مقاتلي الحزب من منطقة جنوب الليطاني ونشر الجيش اللبناني وقوات «اليونيفيل»، وبسط سيطرة حكومة لبنان على جميع الأراضي اللبنانية وممارسة كامل سيادتها، حتى لا تكون هناك أي أسلحة دون موافقة حكومة لبنان ولا سلطة غير سلطة حكومة لبنان. كما ينص على انسحاب الجيش الإسرائيلي إلى خلف الخط الأزرق، وترسيم الحدود الدولية للبنان، لا سيما في مناطق الحدود المتنازع عليها أو غير المؤكدة، بما في ذلك معالجة مسألة منطقة مزارع شبعا، وتقديم تلك المقترحات إلى المجلس في غضون 30 يوماً.

خطة «الخارجية» اللبنانية

وتقوم الخطة التي أعلن عنها بوحبيب، على «إظهار الحدود الدولية الجنوبية المرسمة عام 1923 بين لبنان وفلسطين، والمؤكد عليها في اتفاقية الهدنة الموقعة بين لبنان وإسرائيل في 1949، واستكمال عملية الاتفاق على كل النقاط الـ13 الحدودية المتنازع عليها، وانسحاب إسرائيل إلى الحدود المعترف بها دولياً، بالإضافة إلى انسحاب إسرائيل الكامل من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا».

كما تقوم الخطة على «وقف نهائي للخروقات الإسرائيلية التي وصلت إلى نحو 30 ألف خرق منذ عام 2006»، و«دعم الأمم المتحدة والدول الصديقة الحكومة اللبنانية في بسط سلطتها على كامل الأراضي اللبنانية من خلال تقوية قواتها المسلحة»، و«تسهيل العودة الآمنة والكريمة للنازحين من المناطق الحدودية التي نزحوا منها بعد 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023»، و«وقف الحرب على غزة مما يسهل وضع هذا التصور موضع التنفيذ والبدء بآلية سريعة لإيجاد حل طويل الأجل للصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، وفقاً لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة».

وجدد بوحبيب الاثنين، مطالبته بـ«تطبيق قرار مجلس الأمن 1701 وترسيم الحدود مع إسرائيل، وبالانسحاب من مزارع شبعا وكفر شوبا في جنوب لبنان»، وقال في تصريح تلفزيوني الاثنين: «يجب أن تتوقف الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان ثم البدء بترسيم الحدود»، قائلاً: «نطالب بمفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل لحل النقاط الخلافية». وأكد أنه «إذا توقف إطلاق النار في غزة فسيتوقف التصعيد في جنوب لبنان»، لافتاً إلى أن «وقف القتال جنوب لبنان صعب بسبب التهديدات الإسرائيلية المستمرة».

ويصرّ «حزب الله» على مواصلة القتال حتى وقف إطلاق النار في غزة. وقال معاون رئيس المجلس التنفيذي للحزب الشيخ عبد الكريم عبيد، الاثنين: «إننا باقون على استعدادنا وجهوزيّتنا لتنتهي الحرب على غزة، وغير ذلك لا يُجدي نفعاً مهما حاول الوسطاء تقديم أيّ طرحٍ أو حلّ نحن باقون في الميدان مهما بلغت التضحيات حتى وقف النار النهائي في غزة».


مقالات ذات صلة

لبنان يدفع باتجاه حل دبلوماسي يرتكز إلى تطبيق «1701»

المشرق العربي رئيس الحكومة نجيب ميقاتي خلال مؤتمر صحافي في السراي الحكومي (أ.ف.ب)

لبنان يدفع باتجاه حل دبلوماسي يرتكز إلى تطبيق «1701»

شدّد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي على أن «خيارنا هو الحل الدبلوماسي وهو الأفضل»، الذي يرتكز إلى القرار 1701.

«الشرق الأوسط» (لبنان)
المشرق العربي دورية للجيش اللبناني في أحد شوارع بيروت الأحد (رويترز)

الجيش اللبناني يعزِّز انتشاره في عدد من المناطق خشية فتنةٍ داخلية

تُستنفَر الأجهزة الأمنية، وعلى رأسها الجيش اللبناني، للتصدي للإشكالات الداخلية، نتيجة الغضب الكبير المسيطر على نفوس مناصري «حزب الله».

بولا أسطيح (بيروت)
المشرق العربي عناصر من الصليب الأحمر في موقع استهدفته غارات إسرائيلية في بلدة شبعا بجنوب لبنان (أ.ف.ب)

السفارات تتريّث بإجلاء رعاياها... مطار بيروت يعمل بأدنى طاقته

تتريث السفارات الأجنبية في لبنان بإجلاء رعاياها من البلاد رغم الحرب التي تتصاعد وتيرتها، وتعمّق القصف الإسرائيلي على 5 محافظات لبنانية.

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي طفل لبناني مصاب بغارة إسرائيلية يرقد بمستشفى في مدينة صيدا (أ.ف.ب)

وزير الصحة اللبناني لـ«الشرق الأوسط»: القدرة الاستيعابية لمستشفيات لبنان تتآكل

تنكب وزارة الصحة في لبنان على إعداد وتنفيذ خطط تؤخر بلوغ المستشفيات، خصوصاً في مناطق القصف المكثف في الجنوب والبقاع (شرقاً)، قدرتها الاستيعابية القصوى.

بولا أسطيح (بيروت)
المشرق العربي لبنانيون ينزحون من الجنوب باتجاه الشمال إثر الهجمات الإسرائيلية (د.ب.أ)

المعارضة اللبنانية تنتقد «تغييب الدولة» وتطالب بهدنة فورية وانتخاب رئيس

هاجمت قوى المعارضة اللبنانية «تغييب الدولة» عن الحرب الدائرة على الأراضي اللبنانية بين «حزب الله» وإسرائيل، وطالبت بهدنة فورية.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

رئيس مجلس الوزراء اليمني: سنرى مشاريع قادمة في مسيرة البناء والتنمية مع السعودية

رئيس مجلس الوزراء اليمني أحمد عوض بن مبارك اطّلع على مشروع توسعة وإعادة تأهيل طريق العبر (الشرق الأوسط)
رئيس مجلس الوزراء اليمني أحمد عوض بن مبارك اطّلع على مشروع توسعة وإعادة تأهيل طريق العبر (الشرق الأوسط)
TT

رئيس مجلس الوزراء اليمني: سنرى مشاريع قادمة في مسيرة البناء والتنمية مع السعودية

رئيس مجلس الوزراء اليمني أحمد عوض بن مبارك اطّلع على مشروع توسعة وإعادة تأهيل طريق العبر (الشرق الأوسط)
رئيس مجلس الوزراء اليمني أحمد عوض بن مبارك اطّلع على مشروع توسعة وإعادة تأهيل طريق العبر (الشرق الأوسط)

اطلع رئيس مجلس الوزراء اليمني، أحمد عوض بن مبارك، على مشروع توسعة وإعادة تأهيل طريق العبر، ومشروع إعادة تأهيل منفذ الوديعة، اللذين ينفذهما «البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن»، وذلك خلال زيارة رافقه فيها مدير مكتب البرنامج في محافظة مأرب، علي الدوسري، وعدد من المسؤولين والمختصين.

وقال بن مبارك: «ما هذه المشاريع إلا عدد من المشاريع التي سبقتها مشاريع استراتيجية كبرى، وستعقبها مشاريع أخرى في مسيرة الشراكة في مجال التنمية مع السعودية. بالشراكة مع الأشقاء سنكون معاً في معركة البناء والتنمية».

وأشاد رئيس الوزراء اليمني، بدعم السعودية في هذه المشاريع الحيوية الاستراتيجية، وغيرها من المشاريع، منوهاً بأهمية هذا الخط الاستراتيجي الذي يربط اليمن بالسعودية، وتطلعه إلى مزيد من الشراكة في مجال التنمية.

ووقف رئيس مجلس الوزراء على إنجاز المقطع الأول من مشروع توسعة وإعادة تأهيل طريق العبر بطول 50 كم، الذي يمتد من منطقة الضويبي إلى منطقة العبر، وكذلك سير الأعمال في المقطع الثاني من منطقة غويربان إلى منطقة الضويبي بطول 40 كم.

كما اطلع على سير الأعمال في مشروع إعادة تأهيل منفذ الوديعة، الذي تشمل أعماله إنشاء مبانٍ جديدة وإعادة تأهيل المباني القائمة، واستكمال أعمال الطرق والساحات والموقع العام، وتنفيذ طبقات الطرق والأرصفة والساحات والأسوار والبوابات الأمنية، وتوفير اللوحات الإرشادية والمرورية، وأنظمة المراقبة الأمنية، وتعزيز مصادر المياه والطاقة في المنفذ.

ويأتي مشروع توسعة وإعادة تأهيل طريق العبر للمساهمة في الحد من الأخطار والأضرار الناجمة عن تهالك الطريق، ورفعاً من كفاءة التنقل، وتسهيل حركة الأفراد، وتحسين الحركة التجارية بشكل آمن، وتعد طريق العبر خط ربط دولي وشرياناً رئيسياً يربط بين المحافظات اليمنية.

رئيس الوزراء اليمني أشاد خلال زيارته بدعم السعودية في هذه المشاريع الحيوية الاستراتيجية (الشرق الأوسط)

كما جاء مشروع إعادة تأهيل منفذ الوديعة؛ رفعاً لكفاءته وطاقته الاستيعابية، وتحسيناً للبنية التحتية لقطاع النقل في اليمن، وتعزيزاً للحركة الاقتصادية والتجارية بين البلدين الشقيقين.

ويدعم «البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن» قطاع النقل في اليمن بمشاريع ومبادرات تنموية شاملة تخدم مختلف مجالات القطاع من موانئ ومنافذ ومطارات وطرق، وقد أسهم في تحسين مستوى التنقل والبنية التحتية والفرص اللوجستية، وتوفير النقل الآمن للأفراد، إضافة إلى تعزيز القدرة على الوصول إلى الخدمات والأسواق، كما دعم الروابط الاجتماعية والحركة التجارية والاقتصادية.

يأتي مشروع توسعة وإعادة تأهيل طريق العبر للمساهمة في الحد من الأخطار والأضرار الناجمة عن تهالك الطريق ورفعاً من كفاءة التنقل (الشرق الأوسط)

وتُمثل مشاريع ومبادرات «البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن» في قطاع النقل، رافداً مهمّاً من روافد الاقتصاد اليمني، وتعد مساهماً رئيسياً في تحريك عجلة التنمية في اليمن، التي أثرت إيجاباً على دعم بقية القطاعات الخدمية والحيوية وتحسين حياة الأشقاء في اليمن.

يذكر أن «البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن» قدم مشاريع ومبادرات تنموية مستدامة في 8 قطاعات أساسية وحيوية، وهي: التعليم، والصحة، والمياه، والطاقة، والنقل، والزراعة والثروة السمكية، وتنمية ودعم قدرات الحكومة اليمنية، والبرامج التنموية في أنحاء اليمن.