جرت في نصب الشهيد ببغداد، الاثنين، مراسم تشييع مهيبة لـرفات 41 مواطناً إيزيدياً قضوا على يد تنظيم «داعش» الإرهابي، بعد سيطرته على قضاء سنجار بمحافظة نينوى في أغسطس (آب) 2014.
واجتاح تنظيم «داعش» في أغسطس 2014، جبل سنجار بمحافظة نينوى في شمال العراق، حيث تعيش غالبية من الأقلية الإيزيدية الناطقة بالكردية والتي تعرّضت للقتل والاضطهاد على يد التنظيم.
وقتل عناصره أعداداً كبيرة من أبنائها واحتجزوا الآلاف من نسائها وفتياتها واتخذوهنّ سبايا. وفي حين خطف أكثر من 6400 منهم، أُنقذ نحو نصفهم أو تمكنوا من الفرار، بينما لا يزال مصير الآخرين مجهولاً.
وجرت مراسم التشييع، الاثنين، عند نصب الشهيد في بغداد، فحُملت جثامين الضحايا مغطاة بأعلام العراق ترافقها صور القتلى على آليات لحرس الشرف، وواكبها عزف جوقة موسيقية عسكرية، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
وحضر المراسم وزير الصحة، صالح مهدي الحسناوي، نيابةً عن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، وعدد من المسؤولين من مختلف دوائر الدولة وأعضاء مجلس النواب والشخصيات الدينية والاجتماعية وذوي الشهداء.
وقال وزير الصحة صالح الحسناوي، خلال المراسم: إن «دائرة الطب العدلي أكملت فحوص المطابقة لنحو 41 رفاتاً من شهداء الإيزيديين وسلمت (اليوم الاثنين) إلى ذويهم ليبلغ العدد الكلي المسلّم إلى ذويهم من الإخوة الإيزيديين نحو 188 رفاتاً».
وأشار الوزير إلى أن «دائرة الطب العدلي مستمرة بإجراءات فحوص المطابقة لجميع الرفات التي تصل إليها من المقابر التي تفتح بين الحين والآخر وتكملها على شكل وجبات وتسلمها إلى ذويهم».
وتقول دائرة الطب العدلي في بغداد: إن «تسليم الرفات جاء بعد مطابقتها مختبرياً وإجراء عملية فحص الحمض النووي الـ(DNA) مع ذويهم في قسم المقابر الجماعية لدائرة الطب العدلي».
وقال رئيس «مؤسسة الشهداء» عبد الإله النائلي، الذي حضر المراسم: إن «التشييع حصل بجهود دائرتي المقابر الجماعية والطب العدلي في وزارة الصحة، وإن جثامين الشهداء حق معنوي، ومؤسستنا ماضية في صرف الحقوق المادية لعوائل الشهداء».
ودعا جميع عوائل الضحايا ممن لم يروّجوا ملفات حقوقهم المالية في سنجار وغيرها، إلى التوجه إلى مؤسسة الشهداء لتبدأ في متابعة حقوقهم.
كانت وزارة الصحة سلمت الأسبوع الماضي، إلى لجنة من إقليم كردستان، رفات 172 قتيلاً من قتلى عمليات الأنفال التي نفذها حكم «البعث المنحل»، ضد المواطنين الكرد في عقد الثمانينات من القرن الماضي، عُثر على رفاتهم في مقبرة جماعية بمنطقة الشيخية في بادية السماوة بمحافظة المثنى (جنوباً) غالبيتهم من الأطفال الرضع والنساء.
ورغم مرور نحو 9 سنوات على تحرير القضاء في نوفمبر (تشرين الثاني) 2015، فإن المشاكل التي ارتبطت بلحظة الاحتلال الداعشي، مثل التعرف على رفات المفقودين ومعرفة مصير السبايا والمغيبين، إلى جانب المشاكل المرتبطة بالنزوح وعدم عودة عدد كبير من السكان ما زالت قائمة.
وأفاد مدير مكتب إنقاذ المختطفين الإيزيديين والمستشار في رئاسة إقليم كردستان، حسين قائدي، بإنقاذ 3576 إيزبدياً حتى الآن، في مقابل بقاء نحو 2600 شخص مفقود.
وقال حسين قائدي، أول من أمس، لشبكة «رووداو» الإعلامية: «منذ بداية فتح مكتبنا في شهر أكتوبر (تشرين الأول) سنة 2014 ولحد الآن تمكنا من إنقاذ 3576 إيزيدياً، منهم 1208 نساء، و339 رجلاً، والباقي أطفال من كلا الجنسين».
وبحسب إحصاءات المكتب، فإن 135 ألف مواطن إيزيدي ما زالوا يعيشون في مخيمات النزوح بإقليم كردستان، في مقابل هجرة أكثر من 120 ألف موطن إلى الدول الأوربية والولايات المتحدة الأميركية بعد عام 2014.
وصوّت البرلمان العراقي في مارس (آذار) 2021 على قانون الناجيات الإيزيديات من قبضة «داعش»، وتضمن القانون حقوقاً وتعويضات مالية ومعنوية للناجيات.
من جانبها، ذكرت النائبة الإيزيدية فيان دخيل، التي شاركت في مراسم التشييع، لوكالة الصحافة الفرنسية، أن «هناك عدداً كبيراً لم يتم التعرف عليهم حتى الآن» من بين ضحايا تنظيم «داعش». وأضافت: «هناك بطء في إجراءات الحكومة بالنسبة لفحص حمض الـ(دي إن إيه)»، مؤكدة «وجود 68 مقبرة جماعية» لضحايا إيزيديين.