قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن صاروخاً سقط قريباً من الجدار الخارجي لسجن غويران، الذي يحوي نزلاء من قيادات وعناصر تنظيم «داعش»، بمدينة الحسكة في شمال شرقي سوريا.
وقال المرصد في بيان صحافي، الثلاثاء، إن الصاروخ انطلق من منطقة خارج الحسكة، ويرجح أن مصدره المجموعات التابعة لإيران، حيث كان الهدف قاعدة عسكرية صغيرة تابعة للقوات الأميركية والمخابرات الغربية تبعد عن سجن غويران عشرات الأمتار.
وسقوط الصاروخ على أطراف السجن من جهة القاعدة جاء ضمن تصعيد الهجمات التي نفذها الحرس الثوري الإيراني الاثنين - الثلاثاء، على مدينة أربيل في إقليم كردستان شمال العراق.
ووفق المرصد، فإن القوات الأميركية كانت قد عمدت إلى إنزال العلم الأميركي من هذه القاعدة منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، تحسباً لأي استهداف محتمل عليها. كما تتواجد بالقاعدة مقرات عسكرية تابعة للقوات العسكرية العاملة بمناطق الإدارة الذاتية (الكردية).
وأشار المرصد إلى انسحاب قوات أميركية من تمركزها في قرية هيمو غربي مدينة القامشلي بمحافظة الحسكة، إلى قاعدة تل بيدر، موضحاً أن قوات من وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، متواجدة في نقطة «هيمو»، انسحبت تخوفاً من الهجمات التي تنفذها المجموعات المدعومة من إيران (الحرس الثوري الإيراني) مثلما حدث الليلة الماضية على مدينة أربيل.
من جهتها، قالت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) إن سجن الصناعة في مدينة الحسكة بشمال شرقي سوريا، الذي يحوي عناصر تنظيم «داعش»، تعرض إلى قصف صاروخي، مما أدى إلى إصابات خفيفة بين بعض السجناء.
ونقلت «وكالة أنباء العالم العربي»، عن المركز الإعلامي لـ«قسد»، أنه خلال الهجوم حاول العشرات من معتقلي التنظيم الفرار من السجن، لكن التدابير الأمنية حالت دون نجاح المحاولة. وأوضح المركز أن الاستهداف كان الساعة السابعة والنصف صباح الثلاثاء.
وأكد بيان لـ«قسد» أن الضربة استهدفت عنبر ما يعرف بأشبال «الخلافة»، ويضم مئات الأطفال والفتية بالتنظيم المتطرف، ما أدى إلى «إصابات خفيفة في صفوف المعتقلين»، بحسب البيان.
يضم سجن الصناعة بحي الغويران نحو 4 آلاف محتجز على خلفية قتالهم في صفوف تنظيم «داعش» خلال سنوات نشاطه بشمال شرقي سوريا، كما يؤوي نحو 450 طفلاً دون سن 18 وغالبيتهم كانوا عناصر في صفوف «أشبال الخلافة».
ورجح مصدر أن تكون فصائل عراقية وميليشيات إيرانية منتشرة جنوب نهر الفرات الخاضعة لسيطرة القوات النظامية، تقف خلف الهجوم الصاروخي واستهداف السجن برشقات صاروخية.
يذكر أن هذا السجن من بين 20 منشأة يحتجز فيها أكثر من 12 ألف معتقل، على خلفية انتسابهم إلى تنظيم «داعش»، لكنه الأكبر ويقع في منطقة منقسمة السيطرة عسكرياً؛ إذ يخضع مركز المحافظة وبعض الأحياء لسيطرة القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد، كما تنتشر فيها قوات روسية، فيما تسيطر قوات «قسد» على معظم أجزاء المحافظة وكامل ريفها، حيث تنتشر فيها قواعد للتحالف الدولي وأكثر من 20 نقطة عسكرية للجيش الأميركي.
وفرضت «قسد» طوقاً أمنياً شاملاً وأغلقت جميع الطرق الرئيسية والفرعية المؤدية إلى السجن، بعد سقوط القذائف، الثلاثاء، ومنعت تجول السكان وأهالي المنطقة في محيط السجن ومداخله.
ومنشأة سجن الصناعية بالحسكة تخضع لحراسة وإدارة قوات «قسد»، ومراقبة ودعم مالي من قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن.
وتشير إحصاءات إدارة السجون بالإدارة الذاتية إلى وجود نحو 12 ألف مسلح كانوا ينتمون إلى صفوف التنظيم المتشدد، بينهم 800 مسلح يتحدرون من 54 جنسية غربية، وألف مقاتل أجنبي من بلدان الشرق الأوسط، بينها تركيا ودول روسية ومن شمال أفريقيا ودول آسيوية، بالإضافة إلى 1200 مسلح يتحدرون من دول عربية، غالبيتهم قدموا من تونس والمغرب، كما يبلغ عدد المتحدرين من الجنسية العراقية نحو 4 آلاف، والعدد نفسه يتحدرون من الجنسية السورية.