حمّل مسؤول كردي بارز الإدارة الأميركية وروسيا، مسؤولية تصاعد الهجمات التركية الأخيرة، وطالب بتدخل مجلس الأمن وتطبيق القرارات الدولية بوقف إطلاق النار، فيما نفت القيادة العامة لـ«قوات سوريا الديمقراطية»، سقوط مقاتليها في الهجوم التركي الأخير.
وقالت «الإدارة الذاتية» في بيان على موقعها الرسمي، الاثنين، إن مناطقها تعرضت لـ7 غارات جوية حربية؛ طالت محطات تحويل التيار الكهربائي في مدينتي عين العرب «كوباني» بريف حلب الشرقي، وعين عيسى شمال الرقة، ومحطات عامودا والقحطانية «تربه سبيه» والقامشلي والدرباسية، وغرقت هذه المناطق في ظلام دامس. كما استهدفت الطائرات التركية 5 نقاط وحواجز تفتيش تابعة لقوى الأمن الداخلي.
وذكرَ البيان أن الهجمات التركية استهدفت محطات نفطية؛ بينها «محطة (سويدية) أكثر من 10 صواريخ، ومحطة (عودة) النفطية 3 غارات جوية، ومصفاة (طفلة) و(كري بري) لغارتين جويتين، وقصفت مستودعات لصيانة الحقول النفطية ومحطة الكهرباء في ناحية رميلان». وأوضح البيان أن القصف المستمر منذ الـ72 ساعة الماضية، استهدف 45 منشأة ومنازل وممتلكات مدنيين، ما أسفر عن إصابة 6 مواطنين بجروح بليغة.
ويقول مسؤولو الإدارة إن تركيا تشن هجوماً سافراً عابراً للحدود يستهدف البنية التحتية المدنية «بغية إفراغ المنطقة من سكانها الأصليين»، ما أثر على حياة أكثر من مليون نسمة يعيشون في المدن والبلدات المحاذية للحدود التركية، إلى جانب نشر الخوف والذعر وارتكاب «جرائم حرب صارخة تهدف إلى التسبب في أقصى قدر من الضرر لحياة المدنيين، وإلحاق المعاناة بحياتهم اليومية»، بحسب بدران جيا كرد نائب رئاسة المجلس التنفيذي للإدارة الذاتية التي تدير 7 مدن وبلدات رئيسية خاضعة لنفوذها شمال شرقي سوريا.
وقال جيا كرد في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن «الهجوم التركي جزء من حرب الإبادة التي تنتهجها أنقرة ضد مكونات المنطقة، لضرب التكاتف الاجتماعي والعملية السياسية التي تقودها الإدارة الذاتية»، وانتقد صمت الإدارة الأميركية وروسيا الاتحادية حيال الهجمات التركية المتكررة. وأضاف: «يجب على واشنطن وموسكو الضغط على تركيا لوقف عدوانها، وقواتنا تلتزم بحق الرد على الهجمات المعادية في المناطق التي تسيطر عليها تركيا والفصائل الموالية لها».
وطالب المسؤول الكردي البلدين؛ أميركا وروسيا التي تنتشر جيوشها في هذه المناطق بموجب اتفاقات عسكرية لخفض التصعيد، «بتقديم الجرائم التركية إلى مجلس الأمن واتخاذ القرارات بحق الجهة المنتهكة، لعدم التزام تركيا بقرار وقف إطلاق النار الصادر عن مجلس الأمن بشأن سوريا وعرقلة تطبيق القرار 2254»، على حد تعبيره.
يذكر أنه على مدى 4 أيام متتالية؛ استهدف الطيران التركي الحربي والمسير محطات مياه الشرب ومعامل ومستودعات مدنية وصالات للأفراح. وتأتي هذه الهجمات بعد سلسلة هجمات مماثلة في غضون شهر، تسببت بإخراج عدة محطات للكهرباء عن الخدمة، كذلك خروج المنشآت النفطية بعد اشتعال ألسنة النيران فيها.
وكان حقل عودة النفطي الذي يقع بالقرب من ناحية القحطانية بريف مدينة القامشلي الشرقي ويعدّ أحد أكبر حقول النفط بشمال شرقي سوريا، قد تعرض لقصف تركي متكرر، كلف الإدارة عشرات الآلاف من الدولارات لترميمه. وقد استهدف ليلة الأحد - الاثنين، وكان قد استهدف 3 مرات العام الماضي.
كما خرجت محطات تحويل كهرباء مدينة القامشلي (66 ك/ف) وبلدات عامودا والقحطانية والدرباسية عن الخدمة، وقال رئيس مكتب الطاقة في «مقاطعة الجزيرة» التابعة للإدارة أكرم سليمان، في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»، إن الهجمات التركية «تسببت بانقطاع الكهرباء عن 9 بلدات في الجزيرة السورية، إضافةً إلى نصف مدينة القامشلي، و2232 قرية»، وخروج منشأة توليد السويدية للطاقة الكهربائية عن الخدمة جراء القصف التركي واستهداف جميع مصادر إنتاج الغاز الطبيعي.
إلى ذلك، قالت القيادة العامة لـ«قوات سوريا الديمقراطية»، إن الهجمات التركية عطلت تقديم الخدمات الأساسية لأهالي المنطقة، ونفت صحة المزاعم التركية بمقتل عناصرها خلال الهجمات الأخيرة. وقالت في بيان على موقعها الرسمي الاثنين، إن «تلك الادعاءات كاذبة وهي عبارة عن أدوات للتمويه على استهداف البنية التحتية والمراكز الخدمية والتجمعات السكانية ومصادرة قوت الأهالي في المنطقة»، وعدّت أن هدف تركيا من هذه الهجمات إحداث ضرر كبير بحياة السكان، وشددت: «سنرد على هذه الهجمات التركية التي تستهدف مناطقنا بموجب حق الدفاع عن النفس المشروع».