محامي «قضايا الإرهاب» في تونس لـ«الشرق الأوسط»: أكثر من 800 متهم في قضايا «التسفير»

الإفراج عن مراسل «الجزيرة» بعد إيقافه بتهم التطرف

الاف المتهمين في قضايا التسفير هاجروا سابقا في رحلات سياحية جوية عادية حسب المحامين  " وسائل الإعلام التونسية"
الاف المتهمين في قضايا التسفير هاجروا سابقا في رحلات سياحية جوية عادية حسب المحامين " وسائل الإعلام التونسية"
TT

محامي «قضايا الإرهاب» في تونس لـ«الشرق الأوسط»: أكثر من 800 متهم في قضايا «التسفير»

الاف المتهمين في قضايا التسفير هاجروا سابقا في رحلات سياحية جوية عادية حسب المحامين  " وسائل الإعلام التونسية"
الاف المتهمين في قضايا التسفير هاجروا سابقا في رحلات سياحية جوية عادية حسب المحامين " وسائل الإعلام التونسية"

كشف محامي «قضايا الإرهاب والتآمر على أمن الدولة» في تونس مختار الجماعي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أنه حضر جلسة استماع ممثل النيابة العمومية لمراسل قناة «الجزيرة» في تونس سمير ساسي، الذي أوقف قبل ثلاثة أيام بشبهة «الانتماء إلى تنظيم إرهابي».

محامي « قضايا الإرهاب والتآمر على امن الدولة « في تونس المختار الجماعي « الشرق الاوسط"

وأوضح الجماعي أن سمير ساسي ظل موقوفاً حوالي يومين على ذمة قوات الأمن المكلفة بملفات الإرهاب بالقرب من مسكنه في الضاحية الشعبية «حي التضامن»، ثم أحيل على النيابة العمومية صباح الجمعة في محكمة محافظة أريانة، وسمح للمحامين والحقوقيين لأول مرة بمقابلته. وقررت النيابة الإبقاء عليه في حالة سراح وتم الإفراج عنه فعلاً بحضور حقوقيين بارزين، بينهم المحامي اليساري العياشي الهمامي المختص بدوره في الدفاع عن الشخصيات التي لديها «صبغة سياسية» و«قضايا المحامين المتهمين بالتآمر على أمن الدولة».

تمديد حبس القاضي َ البشير العكرمي كبير مسؤولي التحقيق في قضايا الإرهاب والتسفير سابقا « وسائل الإعلام التونسية"

في المقابل، قرر قاضي التحقيق الأول في القطب القضائي بمكافحة الإرهاب تمديد حبس البرلماني والقيادي السابق في «حزب النهضة» الحبيب اللوز، وكبير مسؤولي النيابة العمومية سابقاً في محاكم العاصمة التونسية القاضي البشير العكرمي لمدة 4 أشهر من أجل تهم عديدة، من بينها الاشتباه في الانضمام إلى تنظيم إرهابي وإخفاء وثائق في قضية إرهابية.

كان العكرمي واللوز وعدد من قيادات «حزب النهضة» أحيلوا على التحقيق والمحاكم في قضايا ذات صبغة أمنية، بعد تقارير وشهادات قدمتها «لجنة الدفاع في قضايا الاغتيالات السياسية»، بينها ملفات اغتيال الزعيم القومي العروبي محمد الإبراهمي والزعيم اليساري شكري بالعيد في 2013.

وأوضح المحامي المختار الجماعي أن ملفات مئات «المشتبه بتورطهم في قضايا التآمر على أمن الدولة والإرهاب» ما زالت مفتوحة في قطب الإرهاب وأمام محاكم مدنية عسكرية عديدة بسب وجود عدد كبير من العسكريين والأمنيين والضباط والمسؤولين السابقين بين المتهمين.

وأورد الجماعي أن «السلطات لم تنشر بعد إحصائيات رسمية عن عدد القضايا والمتهمين، لكن المعطيات التي جمعها لسان الدفاع تشير إلى فتح حوالي 12 قضية إرهاب وتآمر على أمن الدولة تشمل آلاف الأسماء».

الاف المتهمين في قضايا التسفير هاجروا سابقا في رحلات سياحية جوية عادية حسب المحامين « وسائل الإعلام التونسية"

ملفات «التسفير»

كما قدر عدد الشخصيات التي يتشبه في تورطها في المشاركة في ملف «التسفير إلى بؤر التوتر في ليبيا وسوريا والعراق» بأكثر من 800، أغلبهم في «حالة سراح» أو في «حالة فرار». وترجح مصادر عديدة أن بينهم من توفي أو قتل في «بلدان التوتر»، وأن من بين المتهمين في «قضايا الإرهاب والتسفير والتآمر على أمن الدولة الداخلي والخارجي» وزراء وبرلمانيين وسياسيين لعبوا دوراً في الصفوف الأولى في العشرية الماضية سبق لمحاميهم التبرؤ من كل التهم الموجهة إليهم.

وقد صدر قرار ختم البحث بالنسبة لعشرة من بين القياديين البارزين السابقين في الأطراف السياسية التي حكمت ما بين 2011 و2021، وأحيلت ملفاتهم على هيئات قضائية عليا من المقرر أن تبث في شأن إحالتهم على المحاكمة أو الإفراج عنهم.

في السياق نفسه، وقع «تقسيم» عدد من كبرى الملفات التي تهم متهمين في قضايا إرهابية، بينها ما سُمي بقضية المؤسسة الإعلامية التونسية التركية «إنستالنغو»، التي توسعت لتشمل ضباطاً سامين سابقين في قطاع الأمن وعسكريين متقاعدين وبرلمانيين وعدداً من كبار قادة «حزب النهضة» سابقاً بينهم راشد الغنوشي رئيس الحزب ووزراء قدامى من حركته.

من جهة أخرى، أورد النقيب السابق للصحافيين التونسيين المهدي الجلاصي باسم الاتحاد العالمي للصحفيين أن عدد الإعلاميين الذين شملتهم الأبحاث والإيقافات في قضايا أُحيلت على «قطب الإرهاب» أو على مؤسسات أمن وقضاء مكلفة بـ«الملفات ذات الصبغة السياسية والأمنية» ناهز الثلاثين في 2023.

وأعلن نقيب الصحافيين الحالي زياد دبار، بعد اجتماع مع نقيب المحامين حاتم المزيو، أن النقابة العامة للصحافيين واتحاد الشغل واتحادات الصحافيين العرب وفي العالم تضامنوا من أجل «الإفراج عن كل الصحافيين الموقوفين والمعتقلين»، بمن فيهم من اتهموا في «قضايا إرهابية وأمنية» مثل الصحافية شذى الحاج مبارك والمراسل الصحافي خليفة القاسمي والإعلامي رئيس تحرير صحيفة «الصحافة اليومية» سابقاً زياد الهاني.


مقالات ذات صلة

«طالبان» تطمح إلى الحصول على معدات دفاعية روسية

آسيا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يرحب بعضو وفد «طالبان» الحاج محمد سهيل شاينا خلال محادثات سابقة (إعلام أفغاني)

«طالبان» تطمح إلى الحصول على معدات دفاعية روسية

كشف مسؤولون رفيعو المستوى في وزارة الدفاع الأفغانية عن عزم حركة «طالبان» على الحصول في المستقبل «عندما تكون الظروف مواتية» على أنظمة دفاع جوي روسية.

عمر فاروق (آسلام آباد)
شؤون إقليمية موقع سقوط المسيّرة التركية في كركوك (إكس) play-circle 00:24

أنقرة تتحرى مع بغداد عن مسيّرة «أُسقطت» في كركوك

أكدت تركيا أنها والعراق لديهما إرادة قوية ومشتركة بمجال مكافحة الإرهاب كما عدّ البلدان أن تعاونهما بمشروع «طريق التنمية» سيقدم مساهمة كبيرة لجميع الدول المشاركة

سعيد عبد الرازق (أنقرة:)
أفريقيا وزير الخارجية الروسي رفقة وزيرة خارجية السنغال في موسكو (صحافة سنغالية)

على خطى الجيران... هل تتقرب السنغال من روسيا؟

زارت وزيرة خارجية السنغال ياسين فال، الخميس، العاصمة الروسية موسكو؛ حيث عقدت جلسة عمل مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أعقبها مؤتمر صحافي مشترك.

الشيخ محمد (نواكشوط)
شؤون إقليمية تركيا تعدّ وجودها العسكري في سوريا ضماناً لوحدتها (إكس)

تركيا: لا يجب التعامل مع أزمة سوريا على أنها مجمّدة

أكدت تركيا أن الحل الدائم الوحيد للأزمة السورية يكمن في إقامة سوريا تحكمها إرادة جميع السوريين مع الحفاظ على وحدتها وسلامة أراضيها.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا تحسين إقبال تحمل صورة لابنها آصف إقبال الذي قُتل مع آخرين في هجمات مميتة لمسلحين انفصاليين في بلوشستان 27 أغسطس 2024 (رويترز)

باكستان: موجة من الهجمات الإرهابية تهز بلوشستان المضطربة

لقي ما لا يقل عن 38 شخصاً مصرعهم في عدة هجمات في مقاطعة بلوشستان منذ الأحد، فيما يبدو أنه جزء من حملة شنها انفصاليون مسلحون في المنطقة.

كريستينا غولدبوم (واشنطن - إسلام آباد) كريستينا غولدبوم

«حماس» تحمّل إسرائيل والولايات المتحدة مسؤولية وفاة الرهائن

شخص يسير أمام صور الرهائن الذين اختطف معظمهم خلال هجوم 7 أكتوبر في تل أبيب (رويترز)
شخص يسير أمام صور الرهائن الذين اختطف معظمهم خلال هجوم 7 أكتوبر في تل أبيب (رويترز)
TT

«حماس» تحمّل إسرائيل والولايات المتحدة مسؤولية وفاة الرهائن

شخص يسير أمام صور الرهائن الذين اختطف معظمهم خلال هجوم 7 أكتوبر في تل أبيب (رويترز)
شخص يسير أمام صور الرهائن الذين اختطف معظمهم خلال هجوم 7 أكتوبر في تل أبيب (رويترز)

حمّل عزت الرشق عضو المكتب السياسي لحركة «حماس» اليوم (الأحد)، إسرائيل والولايات المتحدة، المسؤولية عن وفاة الرهائن المحتجزين لدى الحركة.

وقال الرشق: «من يتحمل مسؤولية موت الأسرى لدى المقاومة هو الاحتلال الذي يصر على مواصلة حرب الإبادة الجماعية والتهرب من الوصول إلى اتفاق وقف إطلاق النار، والإدارة الأميركية بسبب انحيازها ودعمها وشراكتها في هذا العدوان»، حسبما أفادت وكالة «رويترز» للأنباء.

ولاحقاً، أكد قيادي في «حماس» لوكالة «الصحافة الفرنسية» أن الحركة كانت وافقت على إطلاق سراح بعض الرهائن الذين عثر على جثثهم في نفق في مدينة رفح، في حال تمّ التوصل إلى هدنة. وقال القيادي الذي فضّل عدم الكشف عن هويته إن «بعض أسماء الأسرى الذين أعلن الاحتلال العثور عليهم كانوا ضمن القائمة التي وافقت عليها حماس للإفراج عنهم».

وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، اليوم (الأحد)، أنه تم العثور في قطاع غزة على جثث 6 رهائن خُطفوا خلال هجوم «حماس» في 7 أكتوبر (تشرين الأول) على الأراضي الإسرائيلية، بما في ذلك جثة الإسرائيلي - الأميركي هيرش غولدبرغ بولين.

وأكد الجيش الإسرائيلي انتشال جثث 6 رهائن من قطاع غزة، وهم: كارميل غات وإيدن يروشالمي وهيرش غولدبرغ - بولين وألكسندر لوبانوف وألموج ساروسي وأوري دانينو. وقال الجيش عبر تطبيق «تلغرام»، إنه تم انتشال الجثث الست من نفق تحت الأرض في منطقة رفح بمنطقة جنوب قطاع غزة، وتم نقلها إلى إسرائيل.