غارتان جويتان ضد مهربي المخدرات في ريف السويداء

عمليات تهريب نشطة في المنطقة الحدودية بين الأردن وسوريا

مقاتلة أردنية (المرصد السوري لحقوق الإنسان)
مقاتلة أردنية (المرصد السوري لحقوق الإنسان)
TT
20

غارتان جويتان ضد مهربي المخدرات في ريف السويداء

مقاتلة أردنية (المرصد السوري لحقوق الإنسان)
مقاتلة أردنية (المرصد السوري لحقوق الإنسان)

تعرض ريف محافظة السويداء السورية الحدودية مع الأردن، ليل الخميس - الجمعة، لغارتين جويتين، رجحت مصادر أن سلاح الجو الأردني نفذهما، وذلك في إطار ملاحقة مهربي المخدرات.

ونقلت وكالة «رويترز» عن مصادر استخباراتية أردنية وإقليمية قولها إن الأردن شن غارات جوية داخل سوريا، مستهدفا ما يشتبه بأنها مستودعات ومخابئ لمهربي مخدرات.

وقالت المصادر إن الطائرات قصفت منزلا يشتبه أنه لتاجر مخدرات كبير في قرية الشعاب، بينما أصابت الضربة الأخرى مستودعات بالقرب من قرية الغارية.

ونقلت «رويترز» عن ريان معروف، مدير تحرير موقع «السويداء 24» الإخباري السوري، الذي يتابع الحرب على المخدرات، قوله إن عمودا من الدخان شوهد من المنطقة الحدودية بعد وقت قصير من القصف.

أضاف معروف أن الضربة الأولى استهدفت تاجر مخدرات كبيرا مرتبطا بالجماعات المسلحة الإيرانية، بينما قصفت الغارة الأخرى مزرعة يتم تخزين المخدرات فيها.

وبغياب بيان رسمي، نقلت قناة «المملكة» الأردنية، الجمعة، عن «مصدر مطلع» تأكيده أن الأردن نفذ الغارتين الجويتين على مواقع داخل الأراضي السورية «وذلك في إطار ملاحقة مهربي المخدرات، الذين يقومون بتصدير السموم للأردن».

دخان يتصاعد بعد غارة على ريف السويداء (المرصد السوري لحقوق الإنسان)
دخان يتصاعد بعد غارة على ريف السويداء (المرصد السوري لحقوق الإنسان)

وشدد المصدر في حديثه لقناة «المملكة» على أن الغارات تستهدف أشخاصا مرتبطين بتجار المخدرات فقط.

وجدد المصدر تأكيده على أن الأردن «لن يتهاون باتخاذ أي إجراءات تحمي مصالحه وحياة أبنائه».

وفي الآونة الأخيرة شهدت المنطقة الحدودية بين الأردن وسوريا نشاطا في عمليات التهريب من قبل مهربي مخدرات.

مدير الإعلام العسكري في القوات المسلحة الأردنية، العميد الركن مصطفى الحياري، أكد في وقت سابق لـ«المملكة» أن الأردن يواجه حملة مسعورة من قبل تجار المخدرات ومهربي الأسلحة.

وقال الحياري إن القوات المسلحة تؤدي مهمتها باقتدار على الواجهات كافة، سواء على الواجهة الشمالية للأردن أو حتى في جميع الواجهات وفي الداخل الأردني، مشيرا إلى أن هذا العام شهد زيادة ملحوظة بالإصرار على تهريب المخدرات باستخدام الأسلحة.

حرس الحدود الأردنية شمالاً (أرشيفية)
حرس الحدود الأردنية شمالاً (أرشيفية)

وكثف الجيش حملته على تجار المخدرات بعد اشتباكات استمرت وقتا طويلا الشهر الماضي مع عشرات المتسللين من سوريا المرتبطين بفصائل متحالفة مع إيران، كانوا يحملون كميات كبيرة وعبروا الحدود ومعهم أسلحة ومتفجرات.

ويقول مسؤولون أردنيون، وكذلك حلفاء غربيون، إن «حزب الله» اللبناني وفصائل أخرى متحالفة مع إيران، وتسيطر على جزء كبير من جنوب سوريا، تقف وراء زيادة تهريب المخدرات والأسلحة.

وتنفي إيران و«حزب الله» هذه الاتهامات، ويقولان إنها جزء من مؤامرات غربية ضد البلاد. وتنفي سوريا التواطؤ مع الجماعات المسلحة المتحالفة مع إيران والمرتبطة بالجيش وقوات الأمن السورية.

ويقول مسؤولون أردنيون إن المملكة تلقت وعودا بالحصول على مزيد من المساعدات العسكرية الأميركية لتعزيز الأمن على الحدود، حيث قدمت واشنطن نحو مليار دولار لإقامة نقاط حدودية منذ بدء الصراع السوري في عام 2011.

ويقول خبراء بالأمم المتحدة ومسؤولون أميركيون وأوروبيون إن تجارة المخدرات غير المشروعة تمول انتشار الفصائل المتحالفة مع طهران والقوات شبه العسكرية الموالية للحكومة، والتي نتجت عن الصراع المستمر في سوريا منذ أكثر من 10 سنوات.

وتؤكد واشنطن ومسؤولون غربيون في مجال مكافحة المخدرات، أن سوريا أصبحت الموقع الرئيسي في المنطقة لتجارة المخدرات التي تقدر بمليارات الدولارات، وأصبح الأردن طريقا رئيسية لعبور الأمفيتامين سوري الصنع المعروف باسم الكبتاغون إلى دول الخليج.


مقالات ذات صلة

الكبتاغون: ورش عشوائية تنمو على أنقاض «خطوط إنتاج» نظام الأسد

خاص أحد عناصر السلطة السورية داخل مصنع لحبوب «الأمفيتامين» المعروفة باسم الكبتاغون في دوما على مشارف دمشق 13 ديسمبر (أ.ب) play-circle 03:26

الكبتاغون: ورش عشوائية تنمو على أنقاض «خطوط إنتاج» نظام الأسد

بدأت القصة حين حوّل النظام السوري السابق أقراص الكبتاغون (وهو مخدّر صناعي مكوّن من مادتي الأمفيتامين والثيوفيلين) إلى «عملةٍ دمويةٍ».

أحمد الجوري (دمشق)
المشرق العربي عناصر من الجيش اللبناني مع آلياتهم (رويترز - أرشيفية)

الجيش اللبناني يضبط شاحنة محملة بالأسلحة الحربية في بعلبك شرق البلاد

ضبطت دورية من مديرية المخابرات في الجيش اللبناني، الجمعة، شاحنة محملة بالأسلحة الحربية في منطقة حي الشعب - بعلبك شرق لبنان.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
شمال افريقيا إحدى الوقفات الاحتجاجية للمطالبة بتعديل القانون 73 لسنة 2021 (المبادرة المصرية للحقوق الشخصية)

مصر: «تعاطي المخدرات» يطيح بمئات الموظفين... لكن الجدل حولهم مستمر

تراجعت نسبة تعاطي المخدرات بين الموظفين المصريين بعد تطبيق القانون لتصل إلى 1 في المائة حالياً بدلاً من 8 في المائة عام 2019.

رحاب عليوة (القاهرة)
يوميات الشرق الممثلان الرئيسيان في المسلسل التلفزيوني الشهير «بريكينغ باد» (منصة نتفليكس)

إيطاليا: اعتقال أحد معجبي «بريكنغ باد» لتصميمه معمل ميثامفيتامين سرياً ضخماً

أعلنت الشرطة الإيطالية اليوم أنها فككت أحد أكبر مختبرات الميثامفيتامين السرية في البلاد، واعتقلت طالبًا جامعيًا وصفته بأنه من مُحبي مسلسل «بريكينغ باد».

«الشرق الأوسط» (روما)
يوميات الشرق الألعاب الرقمية توفّر فرصة للوصول إلى المراهقين في بيئتهم المفضّلة (جامعة نوتنغهام)

الألعاب الرقمية وسيلة لمكافحة الإدمان بين المراهقين

الألعاب الإلكترونية قد تكون وسيلة فعالة للحدّ من تعاطي المواد المخدِّرة بين المراهقين خصوصاً في المناطق الريفية التي تفتقر إلى الخدمات التقليدية للتأهيل والعلاج

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

«إذا لم يقتلنا القصف فسنموت جوعاً»... مخزون الأغذية ينفد في غزة المحاصرة

طفل فلسطيني ينتظر الطعام الذي أعدته جمعية خيرية في خان يونس (رويترز)
طفل فلسطيني ينتظر الطعام الذي أعدته جمعية خيرية في خان يونس (رويترز)
TT
20

«إذا لم يقتلنا القصف فسنموت جوعاً»... مخزون الأغذية ينفد في غزة المحاصرة

طفل فلسطيني ينتظر الطعام الذي أعدته جمعية خيرية في خان يونس (رويترز)
طفل فلسطيني ينتظر الطعام الذي أعدته جمعية خيرية في خان يونس (رويترز)

نجت الفلسطينية رحاب الأخرس وعائلتها حتى الآن من القصف، ولكنها تخشى الموت جوعاً إذا لم يتم فتح المعابر التي أغلقتها إسرائيل منذ بداية مارس (آذار)، قريباً، وفق ما ذكرته «رويترز».

وبعد ستة أسابيع من قطع إسرائيل جميع الإمدادات عن سكان قطاع غزة، البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، نفدت تقريباً جميع المواد الغذائية التي تم تخزينها خلال وقف إطلاق النار في بداية العام.

الموت جوعاً يهدد سكان غزة بعد 6 أسابيع من قطع إسرائيل جميع الإمدادات عنهم (رويترز)
الموت جوعاً يهدد سكان غزة بعد 6 أسابيع من قطع إسرائيل جميع الإمدادات عنهم (رويترز)

وتوقفت عمليات توزيع وجبات الطوارئ، وأُغلقت المخابز، وباتت الأسواق خاوية.

وفي مخيم مكتظ يحتمي سكانه فقط بخيام من الأغطية البلاستيكية، حيث تعيش رحاب مع أسرتها النازحة في خان يونس، استخدمت الفلسطينية البالغة من العمر 64 عاماً قصاصات من الكرتون لإشعال النار من أجل تسخين علبة من الفول هي كل ما تبقى لديها.

وقالت: «نحن 13 فرداً، كيف تكفينا علبة الفول؟».

فلسطينيون يتجمعون لتلقي الطعام الذي أعدته جمعية خيرية في خان يونس (رويترز)
فلسطينيون يتجمعون لتلقي الطعام الذي أعدته جمعية خيرية في خان يونس (رويترز)

وأضافت: «إن لم تفتح المعابر فالناس ستموت من غير أكل. تحمَّلنا الحرب، ننام ونصحى وسط القصف، لكننا لا نحتمل الجوع... ليفتحوا المعابر... المرضى من دون أكل».

وإلى الشمال، في النصيرات، اصطف مئات الفلسطينيين في طوابير للحصول على أرز مطبوخ ساخن في مطبخ طوارئ مفتوح. واصطف الأطفال الصغار في مقدمة الطوابير يلوحون بالأواني التي جاءوا بها ليحصلوا فيها على أي شيء تقتات عليه عائلاتهم.

فلسطينيون يتجمعون لتلقي الطعام الذي أعدته جمعية خيرية في النصيرات (رويترز)
فلسطينيون يتجمعون لتلقي الطعام الذي أعدته جمعية خيرية في النصيرات (رويترز)

وتقول وكالات إغاثة كانت تقدم وجبات الطوارئ إنها ستضطر إلى التوقف خلال أيام ما لم تتمكن من إدخال المزيد من الأغذية.

وكان برنامج الأغذية العالمي يوفّر إمدادات الخبز في 25 مخبزاً في قطاع غزة، لكن جميع هذه المخابز باتت مغلقة الآن، وستضطر المنظمة قريباً إلى وقف توزيع عبوات المواد الغذائية بحصص مخفضة.

«جوع شديد للغاية»

وقالت جولييت توما، من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، إن «كل الإمدادات الأساسية على وشك النفاد».

وأضافت: «ارتفعت أسعار السلع بشكل كبير خلال الشهر الماضي، ومنذ أنْ فرضت السلطات الإسرائيلية الحصار على قطاع غزة».

فلسطينيون يتجمعون لتلقي الطعام الذي أعدته جمعية خيرية في النصيرات (رويترز)
فلسطينيون يتجمعون لتلقي الطعام الذي أعدته جمعية خيرية في النصيرات (رويترز)

وأوضحت: «هذا يعني أن الرضع والأطفال ينامون جائعين. من دون هذه الإمدادات الأساسية تقترب غزة كل يوم من الجوع الشديد للغاية».

ولا يستطيع كل مواطن في غزة تحمل الأسعار الخيالية لما تبقى من كميات طعام قليلة في الأسواق، فكيس الدقيق بوزن 25 كيلوغراماً، الذي كان يباع بستة دولارات زاد سعره الآن بعشرة أمثال، ولتر زيت الطهي، إن وُجد، يباع الآن بعشرة دولارات بعدما كان بدولار ونصف الدولار. وربما يحالف الحظ قليلين فيجدوا بالصدفة علبة سردين بثمن خمسة دولارات.

وقال جافين كيليهر، المدير المسؤول في المجلس النرويجي للاجئين، عن توصيل المساعدات في غزة: «توقف توزيع الغذاء بالكامل تقريباً، وتم تحويل المخزونات المتبقية من أجل أن يستمر توزيع الوجبات الساخنة لبضعة أيام أخرى، لكن هذا سيتوقف قريباً أيضاً».

فلسطينيون يتجمعون لتلقي الطعام الذي أعدته جمعية خيرية في خان يونس (رويترز)
فلسطينيون يتجمعون لتلقي الطعام الذي أعدته جمعية خيرية في خان يونس (رويترز)

وتقول منظمة «أطباء بلا حدود» الخيرية، إن هناك أطفالاً ونساء حوامل يعانون من سوء تغذية حاد، وإن الأمهات المرضعات أنفسهن جائعات جداً لدرجة أنهن لا يستطعن ​​إرضاع أطفالهن.

وتنفي إسرائيل أن هناك أزمة جوع في غزة. ويتهم الجيش الإسرائيلي مقاتلي «حماس» باستغلال المساعدات، ويقول إنه مضطر لحجب كل الإمدادات حتى لا يحصل المقاتلون عليها.

وقال: «يتصرف جيش الدفاع الإسرائيلي وفقاً لتوجيهات القيادة السياسية. إسرائيل لا تنقل المساعدات إلى أيدي التنظيمات الإرهابية، ولن تفعل ذلك (في المستقبل)».

وذكرت وزارة الخارجية أن 25 ألف شاحنة مساعدات دخلت غزة خلال وقف إطلاق النار، الذي استمر 42 يوماً، قبل إغلاق الحدود في بداية مارس (آذار)، وأن «حماس» استفادت من المساعدات في إعادة بناء آلتها الحربية.

وتنفي «حماس» استغلال المساعدات وتتهم إسرائيل باستخدام التجويع تكتيكاً عسكرياً.

وفي النصيرات، تخرج نعمة فرج الله، يومياً في الساعة السادسة صباحاً، لتتنقل بصحبة أطفالها من مطبخ خيري إلى آخر في منطقة الحرب على أمل الحصول على طبق أرز.

وقالت: «إذا لم نمت من القصف، فسنموت من الجوع». وأضافت: «قلبي بيتقطع عندما يقول لي ابني الصغير يا ماما أشتهي كاسة حليب».