استهدافات متبادلة بين الجيش السوري والفصائل في حلب

تركيا تصعّد هجماتها ضد مواقع «قسد» للأسبوع الثاني على التوالي

طفل يتلقى العلاج بعد إصابته بجروح في الاشتباكات الدائرة في دارة عزة في ريف حلب (إ.ب.أ)
طفل يتلقى العلاج بعد إصابته بجروح في الاشتباكات الدائرة في دارة عزة في ريف حلب (إ.ب.أ)
TT

استهدافات متبادلة بين الجيش السوري والفصائل في حلب

طفل يتلقى العلاج بعد إصابته بجروح في الاشتباكات الدائرة في دارة عزة في ريف حلب (إ.ب.أ)
طفل يتلقى العلاج بعد إصابته بجروح في الاشتباكات الدائرة في دارة عزة في ريف حلب (إ.ب.أ)

واصلت تركيا تصعيد هجماتها على المناطق التابعة لـ«قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) للأسبوع الثاني على التوالي.

وقصفت القوات التركية وفصائل ما يعرف بـ«الجيش الوطني السوري» الموالي لأنقرة المتمركزة في المنطقة المسماة بـ«نبع السلام» في شمال شرقي سوريا، قريتي دادا عبدال والمشيرفة بريف أبو راسين شمال غربي الحسكة ضمن المناطق الخاضعة لسيطرة مجلس «تل تمر العسكري» التابع لـ«قسد»، بالمدفعية الثقيلة.

في الوقت ذاته، استهدفت مسيّرة تركية مسلحة نقطة لمجلس منبج العسكري، التابع لـ«قسد»، في منطقة جبل صياد بريف منبج شرق محافظة حلب، كما قصفت القوات التركية، بالمدفعية، قرى صياد وأم عدسة وكاوكلي بريف منبج.

وردت قوات مجلس منبج بقصف صاروخي على قاعدة الياشلي بريف حلب، حسبما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان».

وصعدت القوات التركية وفصائل «الجيش الوطني السوري» الموالية لها، استهدافاتها لمواقع «قسد» في شمال وشرق سوريا وبنيتها التحتية، فضلاً عن حقول نفط ومحطات طاقة ومصانع ومنشآت حيوية في إطار التصعيد المستمر في شمال سوريا والعراق عقب مقتل 12 جندياً تركياً في هجمتين لـ«العمال الكردستاني» في شمال العراق الأسبوع قبل الماضي.

كما أعلنت المخابرات التركية عن 3 عمليات نوعية استهدفت قيادات من «وحدات حماية الشعب الكردية»، أكبر مكونات «قسد»، أسفرت عن مقتل القيادية في الوحدات، رمزية ألتيغ، التي كانت تعرف بالاسم الحركي «فيان» بعملية نفذتها، السبت، في القامشلي بمحافظة الحسكة شمال شرقي سوريا.

وكانت ألتيغ مسؤولة الشؤون المالية في الوحدات الكردية، وسبق لها أن أشرفت على تنظيم «فعاليات إرهابية» في ولاية مرسين جنوب تركيا، قبل عام 2016، وخططت للعديد من عمليات حزب «العمال الكردستاني» في داخل تركيا.

وسبق ذلك، مقتل عمر عبد الله الدحام، الذي كان يحمل الاسم الحركي «أبو دحام»، وهو أحد المسؤولين في «وحدات حماية الشعب الكردية» بمنطقة الطبقة، بمحافظة الرقة شمال شرقي سوريا، الجمعة، وقالت المخابرات التركية إنه متورط بالتخطيط لهجمات شمال سوريا.

كما قُتل القيادي، أيمن جولي، في عملية نفذتها المخابرات التركية في مدينة القامشلي، الخميس، وأعلنت أنه قاد عمليات إرهابية ضد القوات التركية على الحدود مع سوريا في السابق، كما شارك في اشتباكات ضد القوات المشاركة في عملية «نبع السلام» العسكرية التركية ضد «قسد» في شمال شرقي سوريا في أكتوبر (تشرين الأول) 2019.

تصعيد في حلب

من ناحية أخرى، قُتل مدني في قرية برج حيدر، الثلاثاء، وأصيب اثنان آخران بجروح في قرية كباشين بناحية شيراوا بريف عفرين شمال غربي حلب، ضمن منطقة «غصن الزيتون»، التي تسيطر عليها القوات التركية والفصائل الموالية، في قصف مدفعي مصدره قوات الجيش السوري.

في المقابل، قُتل 3 مدنيين في مدينة نبل بريف حلب الشمالي في قصف صاروخي نفذته فصائل «الفتح المبين» على مواقع تابعة للجيش السوري والميليشيات الموالية له.

وأفاد «المرصد السوري» بمقتل 3 مدنيين آخرين في قصف صاروخي نفذته القوات السورية، على مدينة دارة عزة بريف حلب الغربي ضمن منطقة خفض التصعيد «بوتين - إردوغان»، وذلك رداً على استهداف فصائل «غرفة الفتح المبين» بقذائف صاروخية مدينتي نبل والزهراء ضمن مناطق سيطرة القوات السورية والميليشيات الإيرانية في ريف حلب الشمالي.

وأحصى المرصد مقتل 68 شخصاً، وإصابة 51 آخرين، ضمن مناطق سيطرة القوات التركية والفصائل الموالية في منطقة «غصن الزيتون» في عفرين بريف حلب الشمالي الغربي.


مقالات ذات صلة

تركيا تعيد للواجهة المبادرة العراقية للتطبيع مع سوريا بعد موقف روسيا

شؤون إقليمية وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (الخارجية التركية)

تركيا تعيد للواجهة المبادرة العراقية للتطبيع مع سوريا بعد موقف روسيا

أعادت تركيا إلى الواجهة مبادرة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني للوساطة مع سوريا بعد التصريحات الأخيرة لروسيا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية وزير الخارجية التركي هاكان فيدان متحدثاً في البرلمان التركي (الخارجية التركية)

أنقرة: الأسد لا يريد عودة السلام في سوريا

أوضح وزير الخارجية التركي فيدان أن الرئيس السوري لا يريد السلام في سوريا، وحذر من أن محاولات إسرائيل لنشر الحرب بدأت تهدد البيئة التي خلقتها «عملية أستانة».

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي دخان الغارات في تدمر (متداولة)

ارتفاع حصيلة الغارات الإسرائيلية على تدمر إلى 79 قتيلاً موالياً لإيران

طائرات إسرائيلية استهدفت ثلاثة مواقع في تدمر، من بينها موقع اجتماع لفصائل إيرانية مع قياديين من حركة «النجباء» العراقية وقيادي من «حزب الله» اللبناني.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خلال مؤتمر صحافي في ختام مشاركته بقمة الـ20 بالبرازيل ليل الثلاثاء - الأربعاء (الرئاسة التركية)

تركيا تؤكد استعدادها لمرحلة «ما بعد أميركا في سوريا»

أكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أن تركيا مستعدة للوضع الجديد الذي سيخلقه الانسحاب الأميركي من سوريا، وعازمة على جعل قضية الإرهاب هناك شيئاً من الماضي.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية صورة جوية للقصف التركي على مواقع «قسد» في شمال سوريا (وزارة الدفاع التركية)

تركيا تصعد هجماتها على «قسد» شمال وشرق سوريا

واصلت القوات التركية تصعيد ضرباتها لمواقع «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) في شمال وشرق سوريا، وسط حديث متصاعد في أنقرة عن احتمالات القيام بعملية عسكرية جديدة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

دمشق تشدّد إجراءات تسجيل عقود الإيجارات

جانب من الأضرار التي سببها التفجير في حي المزة في 14 الحالي (الشرق الأوسط)
جانب من الأضرار التي سببها التفجير في حي المزة في 14 الحالي (الشرق الأوسط)
TT

دمشق تشدّد إجراءات تسجيل عقود الإيجارات

جانب من الأضرار التي سببها التفجير في حي المزة في 14 الحالي (الشرق الأوسط)
جانب من الأضرار التي سببها التفجير في حي المزة في 14 الحالي (الشرق الأوسط)

شدَّدت وزارة الداخلية السورية إجراءات تسجيل عقود الإيجار، ومنحت الوحدات الشرطية صلاحية إخلاء العقارات السكنية في حال شغلها شخص مُلاحَق جزائياً، أو يشكل خطورة على الأمن والنظام العام. جاء ذلك في ظل تنامي المخاوف لدى السوريين من تأجير المنازل لعائلات أو أشخاص مرتبطين بـ«حزب الله» وإيران، بعد تزايد الاستهدافات الإسرائيلية عناصر «حزب الله» والإيرانيين داخل سوريا.

مع دخول أكثر من عشرة آلاف و600 شخص من لبنان إلى سوريا منذ بدء التصعيد الإسرائيلي زاد الطلب على العقارات وارتفعت أسعار الإيجارات مقارنة بالعام الماضي الذي كان سجل بدوره ارتفاعاً قياسياً تزيد نسبته على 300 في المائة نتيجة التضخم، وهبوط قيمة العملة المحلية، حيث تجاوز سعر صرف الدولار الـ14 ألفاً و650 ليرة سورية.

وقال صاحب مكتب عقاري وسط دمشق لـ«الشرق الأوسط» إنه مع بداية التصعيد وبدء توافد اللبنانيين إلى سوريا زاد العرض طمعاً برفع الأسعار باعتبار القادمين سيدفعون بالدولار. وتجاوزت أسعار المنازل في الأحياء الراقية مثل المزة وتنظيم كفرسوسة عشرة ملايين ليرة، أي ما يقارب 700 دولار ومنها وصل إلى 1000 دولار، وفي الأرياف تراوح بين 80 و300 دولار بحسب مواصفات العقار، لكن بعد الضربات الإسرائيلية تراجع العرض وراح الناس يخشون على أرواحهم وممتلكاتهم، وفق ما قاله صاحب المكتب العقاري.

سوريون يعاينون الأضرار في حي المزة التي سببها تفجير 14 الحالي (الشرق الأوسط)

الإيرانيون رفعوا الإيجارات

ساهم الوجود الإيراني في سوريا خلال سنوات الحرب في رفع أسعار العقارات سواء في الأحياء الحديثة كحي المزة وتنظيم كفرسوسة وفي الضواحي كيعفور والصبورة والديماس التي يسكنها الأثرياء والمسؤولون الحكوميون، ويسهل ضبطها أمنياً، أو في المناطق الشعبية كحيي الأمين والجورة في دمشق القديمة ومنطقة السيدة زينب وطريق المطار بريف دمشق، حيث يتركز عناصر الميليشيات التابعة لإيران وعائلاتهم.

وسعت إيران بشتى الوسائل إلى شراء أكبر عدد ممكن من المنازل والعقارات في تلك المناطق، بما يتيح للقياديين والعناصر التابعين لها التنقل بشكل مستمر وتبديل المواقع، وهي إجراءات أمنية لتجنب الاستهداف الإسرائيلي.

وجاء التغلغل الإيراني في قطاع العقارات بسوريا في الوقت الذي كانت فيه الحكومة السورية تصادر ممتلكات المعارضين، وتتشدد في إجراءات بيع وتأجير العقارات للسوريين أنفسهم، لا سيما النازحين داخلياً ممن فقدوا منازلهم في المناطق الساخنة، حيث تم فرض الحصول على موافقة أمنية شرطاً مسبقاً لإتمام العقود، وذلك لغاية عام 2019.

أضرار في مبانٍ سكنية سببها التفجير في حي المزة (الشرق الأوسط)

صلاحيات واسعة للشرطة

بحسب ما أفادت مصادر محلية في دمشق لـ«الشرق الأوسط»، فقد عادت وزارة الداخلية إلى تشديد إجراءات تنظيم عقود الإيجار بعد نحو خمس سنوات من إلغاء شرط الموافقة الأمنية، وذلك بعد انتشار ظاهرة قيام عناصر من ميليشيات محلية تابعة لإيران أو عناصر أمن ممارسة ضغوط على أصحاب العقارات لتأجيرها للإيرانيين أو لعناصر من «حزب الله» والميليشيات، بلا تنسيق مع السلطات المحلية. ويضاف إلى ذلك التحايل بتسجيل حالات استئجار لإيرانيين عبر وسطاء سوريين يسجلون العقود بأسمائهم، ليشغلها فعلياً إيرانيون، أو عناصر من جنسيات أخرى، وعند كشف التحايل يصعب فض العقد وإخلاء المنزل.

وبحسب قرار تعديل إجراءات عقود الإيجار بات على من يؤجر عقاراً للسكن، أو لمزاولة أي مهنة علمية، أو فكرية، أو تجارية، أو صناعية، أو سواها تسجيل عقد الإيجار في مركز خدمة المواطن المخول تسجيل عقود الإيجار أو الوحدات الإدارية التي تبلّغ بدورها مركز الشرطة في المنطقة التي يقع فيها العقار المؤجر. وكذلك على المالك والمستأجر ملء استمارة إعلام لمراكز الشرطة في المنطقة.

ويتولى كل مركز من مراكز الشرطة المختصة تدقيق وضع المستأجر، وفي حال تبين أنه «ملاحق جزائياً، أو يشكل خطورة على الأمن والنظام العام»، تُتخذ بحقه الإجراءات القانونية من توقيف ووضع تحت المراقبة... إلخ.

كذلك، تكلف الوحدات الشرطية المختصة بتلقي الإخبارات الواردة بوجود شخص في عقار بلا صفة قانونية في الإشغال فتقوم عندها الوحدة الشرطية بالانتقال إلى موقع العقار المذكور، وتتحقق من صحة الإخبار الوارد، وفي حال ثبوت الواقعة يتم تنظيم الضبط اللازم واستكمال إجراءاته الشكلية والموضوعية، ومنها استدعاء المالك أو المؤجر وتقوم الوحدة الشرطية منظمة الضبط بتكليف الشاغل تصحيح وضعه القانوني أو الإخلاء خلال 30 يوماً.

ورأت المصادر في تكليف الوحدات الشرطية المختصة تلقي الإخبارات منح فرصة للجوار بممارسة الرقابة على العقارات المؤجرة في الحي أو البناء، وإذا كان البلاغ صحيحاً يمكن للشرطة إخلاء المنزل، دون الحاجة إلى العودة للقضاء.