تشكيلة جديدة للهيئات الإعلامية بمصر وسط ترقب لتغييرات

برئاسة عبد العزيز والشوربجي والمسلماني

مبنى التلفزيون المصري في ماسبيرو (الهيئة الوطنية للإعلام)
مبنى التلفزيون المصري في ماسبيرو (الهيئة الوطنية للإعلام)
TT

تشكيلة جديدة للهيئات الإعلامية بمصر وسط ترقب لتغييرات

مبنى التلفزيون المصري في ماسبيرو (الهيئة الوطنية للإعلام)
مبنى التلفزيون المصري في ماسبيرو (الهيئة الوطنية للإعلام)

وسط ترقب وانتظار لما ستسفر عنه الأيام المقبلة، استقبلت الأوساط الإعلامية والصحافية المصرية، التشكيلة الجديدة للهيئات المنظمة لعملهم، آملين في أن تحمل معها تغييرات إيجابية بالمشهد الإعلامي.

وتصدر قرار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الاثنين، بإعادة تشكيل الهيئات الإعلامية والصحافية، الترند في مصر عبر «هاشتاغات» عدة، حمل بعضها أسماء ضمها التشكيل الجديد، لا سيما وزير الشباب والرياضة السابق خالد عبد العزيز الذي ترأس «المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام»، والإعلامي أحمد المسلماني رئيس «الهيئة الوطنية للإعلام»، وعبد الصادق الشوربجي رئيس «الهيئة الوطنية للصحافة».

وأعيد تشكيل «المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام»، لمدة 4 سنوات، بموجب القرار الجمهوري «رقم 518 لسنة 2024»، «برئاسة خالد عبد العزيز، وعضوية كل من: المستشار عبد السلام النجار، نائب رئيس مجلس الدولة، والدكتور محمود ممتاز، رئيس جهاز حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية، والدكتور حسام عبد المولى، ممثلاً للجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، والصحافيين عبد المحسن سلامة وعادل حمودة، من الشخصيات العامة وذوي الخبرة، والصحافية علا الشافعي، والإعلامي عصام الأمير، والدكتورة منى الحديدي، ممثلاً للمجلس الأعلى للجامعات».

ونص القرار الجمهوري رقم 520 لسنة 2024 على «تشكيل الهيئة الوطنية للإعلام، لمدة أربع سنوات، برئاسة أحمد المسلماني، وعضوية كل من: المستشار حماد مكرم، نائب رئيس مجلس الدولة، وخالد نوفل، ممثلاً لوزارة المالية، والمهندس وليد زكريا، ممثلاً للجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، والإعلاميين أسامة كمال وريهام الديب، من الشخصيات العامة وذوي الخبرة، وهالة فاروق حشيش، ممثلاً لنقابة الإعلاميين، وسامي عبد السلام، ممثلاً للنقابة العامة للعاملين بالصحافة والطباعة والإعلام، والكاتبة صفية مصطفى أمين، من الشخصيات العامة وذوى الخبرة».

كما أعيد تشكيل «الهيئة الوطنية للصحافة» لمدة 4 سنوات أيضاً، بموجب القرار الجمهوري رقم 519 لسنة 2024، حيث احتفظ عبد الصادق الشوربجي، بمنصبه رئيساً للهيئة التي ضمت في عضويتها كلاً من: المستشار محمود عمار، نائب رئيس مجلس الدولة، وياسر صبحي، ممثلاً لوزارة المالية، والصحافيين علاء ثابت وعمرو الخياط، من الشخصيات العامة وذوي الخبرة، والصحافيين حمدي رزق، وسامح محروس، ممثلين للصحافة القومية، وأسامة سعيد أبو باشا، ممثلاً للعاملين بالمؤسسات الصحفية القومية، والكاتبة سحر الجعارة من الشخصيات العامة وذوي الخبرة».

ومن المتوقع أن تشهد الجلسات العامة لمجلس النواب المصري (البرلمان)، الأسبوع المقبل، أداء رؤساء الهيئات الإعلامية الجدد اليمين أمام النواب.

وتعهد الشوربجي، في مداخلة لقناة «إكسترا نيوز» المصرية، الاثنين، بـ«استكمال مسيرة التطوير»، مشيراً إلى أن «الهيئة تعمل على مواجهة التحديات والاهتمام بالصحافة الورقية ومواكبة التطورات».

وقال إن «الفترة السابقة شهدت مصاعب كثيرة جداً، من بينها جائحة كورونا والحرب الروسية - الأوكرانية، ما أثر في صناعة الصحافة بمصر».

وأضاف أنه «استطاع تحويل التحديات إلى إيجابيات، حتى بدأت مؤسسات صحافية تنهض»، متعهداً بأن «تشهد الفترة المقبلة تحقيق المؤسسات الصحافية التوازن المالي، إلى جانب تطوير المحتوى التحليلي، دون إهمال الصحافة الورقية».

ويأتي تشكيل هذه الهيئات بموجب المواد 211 و212 و213 من الدستور المصري لعام 2014، وتعديلاته عام 2019، التي تنص على تشكيل «المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام» باعتباره «هيئة مستقلة تختص بتنظيم شؤون الإعلام المسموع والمرئي، وتنظيم الصحافة المطبوعة، والرقمية، وغيرها»، إلى جانب هيئتي الصحافة والإعلام، حيث «تختص الأولى بإدارة المؤسسات الصحفية المملوكة للدولة»، بينما تعمل الثانية على «إدارة المؤسسات الإعلامية المرئية والإذاعية والرقمية المملوكة للدولة».

وحظي خالد عبد العزيز بالنصيب الأكبر من الاحتفاء على مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما بين الصحافيين والنقاد الرياضيين، والمتابعين للشأن الرياضي بشكل عام، كونه شغل في وقت سابق منصب وزير الشباب والرياضة.

وأعرب الفنان نبيل الحلفاوي، عبر حسابه على «إكس»، عن «تفاؤله» بإعادة تشكيل الهيئات الإعلامية، وعدّ اختيار عبد العزيز لرئاسة «المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام»، بمثابة «بشرى خير واختيار صادف أهله ورضا المتطلعين للأفضل».

وكذلك أكد الناقد الرياضي إكرامي الرديني، عبر «إكس»، أن عبد العزيز هو «الرجل المناسب في المكان المناسب»، معرباً عن أمله في أن يسهم التشكيل الجديد في «وضع المعايير المناسبة لهذه الفترة المنفلتة إعلامياً».

وأشار الصحافي والناقد الرياضي رضوان الزياتي، عبر «إكس»، إلى أن التشكيل الجديد للهيئات الإعلامية «لاقى نسبة كبيرة من القبول الشعبي»، معرباً عن أمله في أن «يكون هناك إعلام محترم وموضوعي ينحاز للوطن والشعب».

وبينما أكد العميد الأسبق لكلية الإعلام بجامعة القاهرة، الدكتور حسن عماد مكاوي، أنه «من المبكر الحديث عن دلالات أو انعكاسات التغيير على المشهد الإعلامي»، قال لـ«الشرق الأوسط»، إن «التغيير كان مطلوباً بدرجة كبيرة، لا سيما أن المجالس السابقة لم تؤدِّ ما عليها من دور، ولم تحقق أهدافها بالشكل المرغوب».

وأعرب عن أمله في أن «يحمل التشكيل الجديد تغييراً ملحوظاً في المشهد الإعلامي».

وجاء قرار إعادة تشكيل الهيئات متأخراً بضعة شهور، حيث صدر قرار تشكيل الهيئات السابقة في 24 يونيو (حزيران) 2020، لمدة 4 سنوات، وأدى الصحافي كرم جبر، اليمين أمام مجلس النواب، رئيساً لـ«المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام» في 5 يوليو (تموز) من العام نفسه. وتزامناً مع موعد انتهاء مدة ولاية الهيئات السابقة، نشرت وسائل إعلام محلية أسماء مرشحين لرئاستها، مع الإشارة إلى قرب صدور قرار بتعيينهم.


مقالات ذات صلة

احتفاء مصري واسع بانضمام عمر مرموش لـ«مانشستر سيتي»

رياضة عالمية عمر مرموش بالقميص الأزرق حتى يونيو 2029 (مانشستر سيتي)

احتفاء مصري واسع بانضمام عمر مرموش لـ«مانشستر سيتي»

وقّع مرموش على عقد مدته 4 أعوام ونصف عام مع «مانشستر سيتي»، تمتدّ حتى يونيو (حزيران) 2029، بعدما انتقل إليه في صفقة يُعتقد أنّ قيمتها وصلت إلى 70 مليون يورو.

محمد عجم (القاهرة )
شمال افريقيا السيسي أعلى محور الفريق كمال عامر بمحافظة الجيزة يتابع الإنشاءات (أرشيفية - الرئاسة المصرية)

التنقل في القاهرة صار أسهل وأسرع… لكن تكلفته مرهقة

شهدت مصر، على مدار العقد الماضي، مشروعات ضخمة في النقل زادت السيولة المرورية، من خلال توسعة طرق وكبارٍ قائمة وتدشين أخرى بالتوازي مع مد شبكة مترو الأنفاق.

رحاب عليوة (القاهرة)
شمال افريقيا عبد العاطي وديفيد لامي خلال ترؤس «الدورة الثانية لمجلس المشاركة المصرية - البريطانية» في القاهرة (الخارجية المصرية)

مصر تتطلع لدعم «شراكتها القوية» مع بريطانيا

أكد وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، «الأهمية التي توليها بلاده لزيادة حجم التبادل التجاري والاستثمارات البريطانية المباشرة في مصر».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا منتدى «الأعمال المصري - الصومالي» بالقاهرة (السفارة الصومالية في القاهرة)

«منتدى أعمال» مصري - صومالي يُعمّق التقارب بين البلدين

استضافت القاهرة النسخة الأولى لـ«منتدى رجال الأعمال المصري - الصومالي»؛ لمناقشة «أوجه التعاون الثاني بين البلدين في المجالات الاقتصادية والاستثمارية».

أحمد إمبابي (القاهرة)
العالم العربي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (أرشيفية - الرئاسة المصرية)

السيسي يطمئن المصريين ويحذر من «الإشاعات»

حمل خطاب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأربعاء، بمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ73 لـ«عيد الشرطة»، رسائل «طمأنة» بشأن قدرة بلاده على مواجهة التحديات.

فتحية الدخاخني (القاهرة)

البرلمان الأوروبي يطالب الجزائر بـ«الإفراج فوراً» عن صنصال

حاز القرار تأييد غالبية كبيرة من أعضاء البرلمان الأوروبي بلغت 533 صوتاً (البرلمان الأوروبي)
حاز القرار تأييد غالبية كبيرة من أعضاء البرلمان الأوروبي بلغت 533 صوتاً (البرلمان الأوروبي)
TT

البرلمان الأوروبي يطالب الجزائر بـ«الإفراج فوراً» عن صنصال

حاز القرار تأييد غالبية كبيرة من أعضاء البرلمان الأوروبي بلغت 533 صوتاً (البرلمان الأوروبي)
حاز القرار تأييد غالبية كبيرة من أعضاء البرلمان الأوروبي بلغت 533 صوتاً (البرلمان الأوروبي)

صوّت أعضاء البرلمان الأوروبي، الخميس، على قرار يدعو إلى إطلاق سراح الكاتب بوعلام صنصال، المسجون في الجزائر منذ منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، والذي يحمل الجنسية الجزائرية والفرنسية، إلى جانب معارضين آخرين للحكومة الجزائرية، بحسب ما أورده تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية. وحاز النص تأييد غالبية كبيرة من أعضاء البرلمان الأوروبي، بلغت 533 صوتاً، في حين صوّت 24 نائباً ضده، بعدما قدمه نواب من خمس كتل سياسية من أصل ثماني كتل في البرلمان الأوروبي (المحافظون من حزب الشعب الأوروبي، والاشتراكيون، والقوميون من كتلة المحافظين والإصلاحيين الأوروبيين، والليبراليون من حزب التجديد، والمدافعون عن البيئة). وندد النص بـ«توقيف واحتجاز بوعلام صنصال»، ويطالب بـ«الإفراج الفوري وغير المشروط عنه»، كما «يدين أيضاً توقيف جميع النشطاء الآخرين والسجناء السياسيين والصحافيين، والمدافعين عن حقوق الإنسان، وغيرهم من المعتقلين أو المدانين لممارسة حقهم في حرية الرأي والتعبير».

الكاتب الفرنسي - الجزائري بوعلام صنصال (أ.ف.ب)

ويحاكَم بوعلام صنصال، البالغ 75 عاماً، بموجب المادة (87 مكرر) من قانون العقوبات التي تعاقب على «كل عمل يستهدف أمن الدولة أو وحدتها، أو استقرارها، أو حسن سير عمل المؤسسات، على أنه عمل إرهابي أو تخريبي». كما يدعو القرار الذي اعتمده النواب الأوروبيون، الجزائر إلى مراجعة هذه المادة، وكذلك «كل القوانين القمعية التي تقيّد الحريات»، مشيراً إلى أن «المدفوعات المقبلة لأموال الاتحاد ينبغي أن تأخذ في الاعتبار التقدم المحرز» في احترام سيادة القانون وحرية التعبير.

وفاقمت قضية الكاتب الذي حصل على الجنسية الفرنسية في عام 2024، توتر العلاقات بين فرنسا ومستعمرتها السابقة؛ إذ ندّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مطلع يناير (كانون الثاني) الجاري بـ«السجن التعسفي» للكاتب الذي كان «مريضاً جداً»، وهو ما أثار غضباً عارماً في الجزائر؛ إذ نددت الحكومة بـ«تدخل غير مقبول» من باريس «في شأن داخلي». وأفادت صحيفة «لوموند» الفرنسية اليومية بأن السلطات الجزائرية استاءت من تصريحات صنصال لوسيلة «فرونتيير» الإعلامية الفرنسية المؤيدة لليمين المتطرف، والتي تبنى فيها موقف المغرب القائل إن مساحة البلاد اقتُطع منها في حقبة الاستعمار الفرنسي لصالح الجزائر. وفي نوفمبر الماضي، نظم البرلمان الأوروبي «جلسة نقاش» بشأن الكاتب، وطلب من السلطات الجزائرية الإفراج عنه. وجرى ذلك بناء على مقترح من سارة خنافو؛ برلمانية حزب «الاسترداد» الفرنسي اليميني الذي يتزعمه إيريك زمور، ذو الأصول الجزائرية، والذي له مواقف شديدة العداء من المهاجرين في فرنسا، خصوصاً الجزائريين.

وخلال الأزمة التي تمر بها حالياً العلاقات الجزائرية - الفرنسية، طالبت خنافو بـ«قطع المساعدات التي تقدمها باريس إلى الجزائر»، والتي تأتي في شكل أنشطة ثقافية وتعليمية وفنية، ذات صلة بالروابط الثنائية في جانبها الإنساني.

وإثر هذه الجلسة، حمل رئيس البرلمان الجزائري، إبراهيم بوغالي، بحدة على النائبة الفرنسية، منتقداً «انخراط البرلمان الأوروبي، وبعض الدوائر السياسية والإعلامية الفرنسية، في محاولات للتدخل في الشأن الداخلي للجزائر»، عادّاً ذلك «ممارسة مفضوحة لصرف الأنظار عن الانتهاكات الحقيقية لحقوق الإنسان والقانون الدولي»، في إشارة ضمناً إلى الجرائم الفظيعة التي ارتكبتها إسرائيل في غزة.