اغتال الجيش الإسرائيلي 4 فلسطينيين في قلقيلية شمال الضفة الغربية في هجوم يؤكد استمرار التصعيد في العام الجديد، وهو تصعيد قالت الرئاسة الفلسطينية إن له أهدافاً أبعد تتعلق بتصفية القضية الفلسطينية، وسيدمر المنطقة بأسرها.
واقتحمت قوات إسرائيلية بلدة عزون شرق قلقيلية، الثلاثاء، ضمن حملة أوسع طالت مناطق أخرى في الضفة الغربية، قبل أن تنفجر اشتباكات مسلحة، استمرت ساعات، وشهدت تبادلاً للنار وتفجير عبوات ناسفة، وانتهت بمحاصرة المستهدفين في منزل، ثم قتلهم.
وقال ناطق باسم الجيش الإسرائيلي إن القوات قتلت أفراد خلية في قلقيلية بعد اشتباكات، وصادرت أسلحة، وأثناء ذلك أصيب ضابط احتياط في القوات. ونعت حركة «حماس» 4 من مقاتليها قُتلوا في قلقيلية.
وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية أن وليد إسماعيل رضوان (18 عاماً)، وقصي جمال سليم صلاح (21 عاماً)، وإياد أحمد مصطفى شبيطة (22 عاماً)، ومحمد عبد الفتاح عثمان رضوان (26 عاماً)، قضوا برصاص الجيش الإسرائيلي في قلقيلية، واحتُجزت جثامينهم.
وقال الجيش الإسرائيلي ومؤسسات فلسطينية إن الهجوم على قلقيلية تضمن أيضاً اعتقال مطلوبين.
واعتقل الجيش الإسرائيلي فلسطينيين كذلك من مناطق أخرى مثل نابلس وجنين وطولكرم وطوباس ورام الله والخليل، في حملة أصبحت شبه يومية منذ هجوم «حماس» على مستوطنات غلاف غزة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه اعتقل أكثر من 2500 فلسطيني في الضفة منذ ذلك الوقت.
وكانت إسرائيل أغلقت معظم مناطق الضفة بعد السابع من أكتوبر، وفرضت أجواء حرب على الفلسطينيين وراحت، إلى جانب القتل، تنفذ حملات دهم واعتقال ضخمة، وتغلق مؤسسات ومحال، وتصادر أموالاً.
وقتلت إسرائيل نحو 320 فلسطينياً في الضفة منذ السابع من أكتوبر، ويشمل ذلك 7 أسرى في السجون الإسرائيلية، آخرهم المعتقل عبد الرحمن البحش من نابلس، في وقت متقدم من يوم الاثنين.
وأدان رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح ما وصفها بجريمة إعدام 4 شبان في قرية عزون شرق قلقيلية، واغتيال المعتقل عبد الرحمن باسم البحش (23 عاماً)، قائلاً: «إن الجريمتين حدثتا بتعليمات وإشراف من الحكومة اليمينية الإسرائيلية، وسط صمت المؤسسات الدولية المعنية بحقوق الإنسان وأسرى الحروب، إذ أصبح القانون الدولي تحكمه موازين القوى».
وتتهم السلطة الفلسطينية إسرائيل بتصعيد العدوان في الضفة الغربية بالتوازي مع الحرب على قطاع غزة في محاولة لتصفية القضية الفلسطينية، محذرة من أن هذه السياسة ستدمر المنطقة برمتها.
وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة: «إن الشعب الفلسطيني يتعرض لحرب إبادة مستمرة في قطاع غزة، حيث وصل عدد الشهداء إلى نحو 22 ألف شهيد، وعشرات آلاف الجرحى، إضافة إلى جرائم القتل اليومية التي يقوم بها جيش الاحتلال في الضفة الغربية، والتي كان آخرها استشهاد 4 مواطنين في قرية عزون، واستشهاد أسير في سجون الاحتلال».
وأضاف أن «استمرار العدوان الهمجي على شعبنا ومقدساتنا، ومحاولات التهجير التي تنفذها سلطات الاحتلال في قطاع غزة والضفة الغربية، وانعدام الأفق السياسي القائم على الشرعية الدولية، ستدمر المنطقة بأسرها».
ورأى الناطق الرئاسي «أن المؤامرة التي تتعرض لها القضية الفلسطينية هي محاولة لتصفية المشروع الوطني الفلسطيني»، مضيفاً أن «الشعب الفلسطيني أفشل وسيفشل جميع المؤامرات التي تُحاك ضد حقوقه ومقدساته وثوابته الوطنية التي لن يحيد عنها مهما كان الثمن»، وتابع: «ولأن المؤامرة الآن في ذروتها، فإن الشعب الفلسطيني وقيادته قادران على مواجهة التحديات وإفشال جميع المحاولات، سواء أكانت إقليمية أم دولية للمس بالقرار الوطني المستقل».
وأضاف أبو ردينة: «نحمّل الإدارة الأميركية مسؤولية إلزام إسرائيل وقف هذا العدوان المتواصل على شعبنا وأرضنا، قبل فوات الأوان، لأن الدعم الأميركي المتواصل هو الذي يشجع سلطات الاحتلال على تصعيد عدوانها وجرائمها ضد شعبنا».