بعد الشمال... إسرائيل تفرّغ وسط غزة

فولكر تورك لـ «الشرق الأوسط» : لا مكان آمناً في القطاع ونصف مليون فلسطيني معرضون للمجاعة

 أطفال يجلسون فوق ركام منزل دمره قصف إسرائيلي في رفح جنوب قطاع غزة أمس (أ.ف.ب)
أطفال يجلسون فوق ركام منزل دمره قصف إسرائيلي في رفح جنوب قطاع غزة أمس (أ.ف.ب)
TT

بعد الشمال... إسرائيل تفرّغ وسط غزة

 أطفال يجلسون فوق ركام منزل دمره قصف إسرائيلي في رفح جنوب قطاع غزة أمس (أ.ف.ب)
أطفال يجلسون فوق ركام منزل دمره قصف إسرائيلي في رفح جنوب قطاع غزة أمس (أ.ف.ب)

كثف الجيش الإسرائيلي، أمس، عملياته البرية في وسط غزة، ما أدى إلى موجة نزوح جماعي كبيرة باتجاه جنوب القطاع، وذلك بعد أن أصبح الشمال شبه فارغ من السكان في أعقاب الأسابيع الأولى من العملية البرية للجيش الإسرائيلي الذي دعا فيها السكان إلى النزوح جنوباً.

وتدفق عشرات الآلاف إلى بلدة رفح المزدحمة أصلاً في أقصى الجنوب، فراراً من القصف الإسرائيلي على وسط القطاع، وفقاً لما ذكرت الأمم المتحدة.

وقال سكان في غزة إن العشرات قتلوا، أمس، فيما وصلت أعداد كبيرة من النازحين إلى رفح بالشاحنات وعلى الأقدام، وأولئك الذين لم يجدوا مكاناً في الملاجئ المكتظة نصبوا خياماً على جوانب الطرق.

وبعد مرور 12 أسبوعاً على الحرب حوّلت القوات الإسرائيلية كثيراً من أبنية قطاع غزة إلى أنقاض، ونزح معظم السكان، البالغ عددهم 2.3 مليون شخص، من منازلهم مرة واحدة على الأقل، فيما يفر كثيرون الآن لثالث أو رابع مرة.

ولجأ السكان إلى المناطق التي حددتها إسرائيل على أنها آمنة، لكنها تعرضت للقصف هي الأخرى، وفق وكالة «أسوشييتد برس». وتتركز الحملة الإسرائيلية الآخذة في الاتساع، على مخيمات اللاجئين في البريج والنصيرات والمغازي في وسط غزة، حيث قامت الطائرات والمدفعية الإسرائيلية بتسوية المباني بالأرض. وكانت وكالة «الأونروا» أعلنت نزوح نحو 1.9 مليون شخص داخل غزة منذ بدء الحرب، ما يمثل نحو 80 في المائة من سكان القطاع.

من جانبه، قال المفوّض الأممي لحقوق الإنسان فولكر تورك، لـ«الشرق الأوسط»، إن 70 في المائة من القتلى في غزة هم من الأطفال والنساء، مضيفاً أنه «لا مكان آمناً» في القطاع. ودقّ المفوّض الأممي ناقوس الخطر إزاء انعدام الأمن الغذائي في غزة، قائلاً «تأثر جميع سكان القطاع بذلك»، في حين أصبح «نصف مليون بينهم معرّضون لخطر المجاعة». وأضاف تورك أن «الكلمات تعجز عن وصف حجم المعاناة في غزة».


مقالات ذات صلة

صرخة جندي عائد من غزة: متى سيستيقظ الإسرائيليون؟

شؤون إقليمية جنود في مقبرة بالقدس خلال تشييع رقيب قُتل في غزة يوم 20 نوفمبر (أ.ب)

صرخة جندي عائد من غزة: متى سيستيقظ الإسرائيليون؟

نشرت صحيفة «هآرتس» مقالاً بقلم «مقاتل في جيش الاحتياط»، خدم في كل من لبنان وقطاع غزة. جاء المقال بمثابة صرخة مدوية تدعو إلى وقف الحرب.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شمال افريقيا جانب من محادثات وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي مع نظيره الإيراني في القاهرة الشهر الماضي (الخارجية المصرية)

مصر تطالب بخفض التوترات في المنطقة و«ضبط النفس»

أعرب وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، خلال اتصال هاتفي تلقاه من نظيره الإيراني، عباس عراقجي، مساء الخميس، عن قلق بلاده «من استمرار التصعيد في المنطقة».

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
شؤون إقليمية وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير (رويترز)

ماذا نعرف عن «الخلية الفلسطينية» المتهمة بمحاولة اغتيال بن غفير؟

للمرة الثانية خلال ستة شهور، كشفت المخابرات الإسرائيلية عن محاولة لاغتيال وزير الأمن القومي الإسرائيلي، المتطرف إيتمار بن غفير، الذي يعيش في مستوطنة بمدينة…

نظير مجلي (تل ابيب)
تحليل إخباري فلسطينيون يبحثون عن ضحايا عقب غارة إسرائيلية وسط مدينة غزة (أ.ف.ب)

تحليل إخباري حديث إسرائيلي عن «إدارة عسكرية» لغزة يعقّد جهود «الهدنة»

الحديث الإسرائيلي عن خطط لإدارة غزة يراه خبراء، تحدثوا مع «الشرق الأوسط»، بمثابة «تعقيد خطير لجهود التهدئة المتواصلة بالمنطقة».

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
المشرق العربي المندوب الأميركي البديل لدى الأمم المتحدة روبرت وود يرفع يده لنقض مشروع قرار يدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة خلال اجتماع لمجلس الأمن (أ.ف.ب)

أميركا تحبط الإجماع الدولي على المطالبة بوقف إطلاق النار فوراً في غزة

خرجت الولايات المتحدة عن إجماع بقية أعضاء مجلس الأمن لتعطيل مشروع قرار للمطالبة بوقف فوري لإطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين.

علي بردى (واشنطن)

جمال مصطفى: نعم... رفض صدام اغتيال الخميني وعدّه ضيفاً

TT

جمال مصطفى: نعم... رفض صدام اغتيال الخميني وعدّه ضيفاً

خرجَ الدكتور جمال مصطفى السلطان، صهرُ الرئيس العراقي الراحل صدام حسين وسكرتيره الثاني، عن صمته وروَى لـ«الشرق الأوسط» وقائعَ عاشها في المعتقل وإلى جانب عمّه الرئيس.

أكَّدَ جمال مصطفى أنَّ صدام حسين رفض اقتراحاً باغتيال الإمام الخميني في أثناء وجوده في العراق وعده ضيفاً. كمَا أكَّد زيارةَ مسؤول في المخابرات العراقية للخميني خلال وجوده في فرنسا.

ونقل جمال عن صدام قوله في مجلس الوزراء إنَّه عاتب رئيس الأركان الفريق أول الركن نزار الخزرجي على «ما فعله في حلبجة من دون الرجوع إلى القيادة». ودافعَ عن خاله علي حسن المجيد عاّداً أنَّه «لُقّب ظلماً بالكيماوي». كما نقل عن صدام أنَّ الزعيم عبد الكريم قاسم «كان نزيهاً لكن الحزب كلفنا باغتياله».

وقالَ جمال إنَّه عرف بإعدام صدام خلال وجوده في المعتقل، مشيراً إلى أنَّ أعضاء القيادة أدُّوا لدى بلوغِهم النَّبأ صلاةَ الغائب وشاركهم فيها عضو القيادة طارق عزيز. وأكَّدَ أنَّ صدام تعرَّض للإيذاء وكانَ يعرف أنَّه سيُعدم، مشيراً إلى أنَّ أعضاءَ القيادة «مشوا إلى المشنقة ولم يرفَّ لهم جَفن». وأضاف: «كانت خسارة عظيمة (...) حاول الجميع ضبطَ مشاعرهم أمام الخسارة. ولكن حقيقة، نحن الرجال، نخجل من أن نبكيَ رغم أنَّه أمرٌ طبيعي. وعندما يريد أحدٌ أن يقومَ بهذا الموضوع يعزل نفسَه في جانب ما حتى لا يُشاهد».