عباس: نأمل أن يكون عيد الميلاد موعداً لوقف العدوان على الشعب الفلسطيني

الرئيس الفلسطيني محمود عباس (د.ب.أ)
الرئيس الفلسطيني محمود عباس (د.ب.أ)
TT

عباس: نأمل أن يكون عيد الميلاد موعداً لوقف العدوان على الشعب الفلسطيني

الرئيس الفلسطيني محمود عباس (د.ب.أ)
الرئيس الفلسطيني محمود عباس (د.ب.أ)

أعرب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، عن أمله بأن يكون عيد الميلاد هذا العام موعداً لوقف الحرب والعدوان على الشعب في غزة، وسائر الأرض الفلسطينية المحتلة، ومناسبة خير وازدهار واستقرار للشعب الفلسطيني والشعوب كافة.

ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) عن عباس قوله، في كلمته بمناسبة عيد الميلاد المجيد وفق التقويم الغربي اليوم (الأحد)، إن «شمس الحرية والدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، آتية لا محالة؛ بل إنها قاب قوسين أو أدنى».

وأضاف أن «نهر الدماء والتضحيات الجمة والعذابات والصمود البطولي لشعبنا على أرضه، هو الطريق نحو الحرية والكرامة».

وأكد عباس مواصلة النضال لنيل الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني «في العيش على تراب أرض فلسطين، في دولة حرة مستقلة وكاملة السيادة».

وترحَّم عباس «على أرواح الشهداء الأبرار»، وتمنى «الشفاء العاجل للجرحى، والحرية للأسرى البواسل، وأن ننال الحرية والاستقلال والعيش بكرامة في وطننا فلسطين».

واندلعت الحرب في قطاع غزة قبل نحو 3 أشهر، إثر هجوم غير مسبوق من حركة «حماس»، بعد اقتحام مقاتليها الحدود بين غزة وجنوب إسرائيل، وأدى ذلك إلى مقتل نحو 1140 إسرائيلياً، وخطف 250 شخصاً لا يزال 129 منهم محتجزين في القطاع، وفق سلطات الدولة العبرية.

وأدى القصف الإسرائيلي الانتقامي بآلاف القنابل براً وبحراً وجوا إلى مقتل أكثر من 20 ألف شخص في غزة، معظمهم من النساء والأطفال، وإصابة أكثر من 53 ألفاً آخرين، وفق وزارة الصحة التابعة لحركة «حماس».


مقالات ذات صلة

دعوات لاتمام اتفاق الهدنة بعد رد «حماس»

شؤون إقليمية فلسطينيون يبحثون بين أنقاض مبنى دمّره القصف وسط الصراع المستمر بين إسرائيل و«حماس» في رفح بجنوب قطاع غزة (رويترز)

دعوات لاتمام اتفاق الهدنة بعد رد «حماس»

رحّب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، (اليوم) الاثنين بمقترح وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي توسطت فيه مصر وقطر.

«الشرق الأوسط» (القدس)
المشرق العربي المرشد الإيراني على خامنئي يستقبل قائد حركة «حماس» إسماعيل هنية ووفداً من الحركة (وكالة إرنا)

«فتح» تهاجم إيران... لماذا الآن؟

أثار هُجوم كبير شنته حركة «فتح» التي يتزعمها رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس أبو مازن ضد إيران تساؤلات محلية وإقليمية بشأن خلفياته ورسائله.

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي الرئيس الفلسطيني متوسطاً رئيس وأعضاء الحكومة الفلسطينية الجديدة اليوم (رويترز)

الحكومة الفلسطينية الجديدة تؤدي اليمين الدستورية أمام عباس

أدت الحكومة الفلسطينية الجديدة برئاسة محمد مصطفى اليوم (الأحد) اليمين الدستورية أمام الرئيس محمود عباس في مقر الرئاسة في مدينة رام الله.

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي وزراء الحكومة الفلسطينية الجديدة يستعدون لأداء اليمين أمام الرئيس محمود عباس في رام الله الأحد (د.ب.أ)

وزراء غزة في الحكومة الفلسطينية الجديدة يصلون إلى رام الله لأداء اليمين

وصل إلى رام الله، اليوم (الجمعة)، الوزراء الثمانية الذين يمثلون قطاع غزة في الحكومة الفلسطينية الجديدة برئاسة محمد مصطفى، وذلك لغرض أداء اليمين يوم الأحد.

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال اجتماع بمقر إقامته الرسمي في رام الله 25 مارس 2024 (د.ب.أ)

رئيس الحكومة الفلسطينية الجديدة يشكل الحكومة ويدعو لوقف القتال في غزة على الفور

صادق الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم الخميس على تشكيلة الحكومة الفلسطينية الجديدة برئاسة الاقتصادي محمد مصطفى بعد أسبوعين من تكليفه

«الشرق الأوسط» (رام الله)

عودة القتال إلى شمال غزة

الدخان يتصاعد يوم الأحد في مخيم جباليا شمال قطاع غزة (أ.ف.ب)
الدخان يتصاعد يوم الأحد في مخيم جباليا شمال قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

عودة القتال إلى شمال غزة

الدخان يتصاعد يوم الأحد في مخيم جباليا شمال قطاع غزة (أ.ف.ب)
الدخان يتصاعد يوم الأحد في مخيم جباليا شمال قطاع غزة (أ.ف.ب)

في الوقت الذي أرسلت فيه إسرائيل دبابات إلى منطقة مخيم جباليا، شمال قطاع غزة، الأحد، أفادت «كتائب القسام» (الجناح العسكري لحركة «حماس» الفلسطينية)، بأنها نفّذت عملية «استهداف دبابة إسرائيلية (شرق المخيم)، وتفجير منزل مفخخ لجأ إليه جنود إسرائيليون، مما أسفر عن قتلى وجرحى في صفوف القوات الإسرائيلية»، وفق بيان «القسام».

وفي شمال القطاع أيضاً، ذكرت «القسام»، على حسابها في «تلغرام»، الأحد، أنها «قصفت قوات إسرائيلية في جنوب حي الزيتون بقذائف الهاون»، كما قصفت بلدة سديروت برشقتين صاروخيتين؛ رداً على «المجازر بحق المدنيين».

ونقل مسؤولون بقطاع الصحة في غزة أن إسرائيل أرسلت دبابات إلى شرق جباليا، في وقت مبكر من الأحد، بعد قصف جوي وبري مكثف خلال الليل، مما أدى إلى مقتل 19، وإصابة العشرات، وكذلك قال الأميرال دانيال هاغاري، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، في إفادة صحافية: «رصدنا، في الأسابيع الماضية، محاولات من (حماس) لإعادة تأهيل قدراتها العسكرية في جباليا. ننفذ عملياتنا هناك لإجهاض تلك المحاولات». وجباليا هو أكبر مخيمات اللاجئين الثمانية القائمة منذ فترة طويلة في غزة، ويؤوي أكثر من مائة ألف شخص.

نازحون فلسطينيون يفرون الأحد من مخيم جباليا بعد تحركات إسرائيلية نحو المخيم (رويترز)

وأضاف هاغاري أن القوات الإسرائيلية، التي تنفذ عمليات في حي الزيتون، «قتلت نحو 30 مسلَّحاً فلسطينياً»، وفق قوله.

وقالت وزارة الصحة في غزة، الأحد، إن «ما لا يقل عن 35034 فلسطينياً قُتلوا، وأصيب 78755 آخرون في الهجوم الإسرائيلي المستمر منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، والذي دمّر معظم القطاع وتسبَّب في أزمة إنسانية شديدة». وتقول إسرائيل إن 620 جندياً قُتلوا في الحرب.

وقال الجيش الإسرائيلي، في ساعة متأخرة من مساء السبت، إن «القوات التي تنفذ عمليات في جباليا تمنع حركة (حماس)، التي تدير قطاع غزة، من إعادة بناء قدراتها العسكرية هناك».

وقال سائد (45 عاماً)، من سكان جباليا، لـ«رويترز»، الأحد: «القصف من الجو ومن الأرض ما وقفش من إمبارح، كانوا بيقصفوا في كل (مكان) وجنب المدارس اللي فيها نازحين من الناس اللي فقدوا دُورهم». وأضاف، عبر تطبيق للتراسل: «وكأن الحرب في جباليا بترجع من تاني، هيك اللي بيصير». وتابع: «التوغل الجديد أجبر كتير عائلات إنهم ينزحوا من دُورهم».

فلسطينية تنزح الأحد من مخيم جباليا شمال قطاع غزة (رويترز)

وأعاد الجيش الإسرائيلي إرسال دبابات للتوغل في حي الزيتون، بشرق مدينة غزة، وكذلك في حي الصبرة، حيث ذكر سكان أن قصفاً عنيفاً أدى لتدمير عدد من المنازل، بعضها بنايات سكنية متعددة الطوابق. وأعلن الجيش الإسرائيلي، قبل شهور، سيطرته على معظم تلك المناطق.

رفح ودير البلح

من جهة أخرى، أعلنت «القسام»، الأحد، أنها قصفت جنوداً ومدرَّعات إسرائيلية داخل الجانب الفلسطيني من معبر رفح (المتاخم للحدود مع مصر) بقذائف الهاون. وقال الجيش الإسرائيلي إن صفارات الإنذار انطلقت في منطقة كرم أبو سالم في الجنوب، وإنه اعترض بنجاح صاروخين أُطلقا من محيط رفح. وأضاف أنه لم تردْ تقارير عن وقوع إصابات أو أضرار.

وفي وقت لاحق، الأحد، انطلقت صفارات إنذار في مدينة عسقلان بإسرائيل نتيجة إطلاق صواريخ من غزة، مما يشير إلى أن المسلَّحين هناك ما زالوا قادرين على شن هجمات صاروخية، بعد مرور أكثر من سبعة أشهر على بداية الحرب. وقالت قناة «الأقصى»، التابعة لـ«حماس»، عبر «تلغرام»، إن «الصواريخ انطلقت من جباليا» رغم التوغل الجاري للجيش.

وقال سكان ووسائل إعلام تابعة لـ«حماس» إن الدبابات الإسرائيلية لم تدخل شرق مدينة دير البلح (وسط غزة)، لكن بعض الدبابات والجرافات الإسرائيلية اخترقت السياج على مشارف المدينة، مما أدى إلى اشتباكات مسلَّحة مع «حماس»، وذكر مسؤولون بقطاع الصحة أن طبيبين هما أب وابنه قُتلا في غارة جوية، خلال ساعة متأخرة من مساء أمس السبت، في دير البلح.

نازحون يفرون من رفح الفلسطينية يوم الأحد (رويترز)

وقال كل من الجناح العسكري لـ«حماس» وحركة «الجهاد الإسلامي»، إن مقاتليهما هاجموا قوات إسرائيلية في عدة مناطق داخل قطاع غزة بالصواريخ المضادة للدبابات وقذائف الهاون، ومنها رفح التي كانت تشكل الملاذ الأخير لما يربو على مليون فلسطيني.

«حماس» وبايدن

في سياق متصل، عدّت «حماس»، الأحد، تصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن التي رهن بها وقف إطلاق النار في غزة بإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين في القطاع، «تراجعاً» عن نتائج الجولة الأخيرة من المفاوضات.

وقالت الحركة، في بيان: «ندين هذا الموقف للرئيس الأميركي، ونَعدّه تراجعاً عن نتائج الجولة الأخيرة من المفاوضات، التي أفضت إلى موافقة الحركة على المُقترَح الذي تقدّم به الوسطاء في مصر وقطر، بعلم واطلاع الوسيط الأميركي». وكان بايدن قد أعلن، السبت، أن وقف إطلاق النار ممكن «غداً» في الحرب الدائرة بين إسرائيل و«حماس»، إذا أفرجت الحركة الفلسطينية عن الرهائن الذين تحتجزهم في قطاع غزة.

وأوضحت «حماس»، في بيانها، أنها «أبدت في كل مراحل مباحثات وقف العدوان المرونة اللازمة للمُضي باتجاه إنجاز اتفاق».

انقطاع الاتصالات

وأعلنت شركة الاتصالات الفلسطينية أن خدمات الإنترنت في المناطق الجنوبية من القطاع توقفت بسبب العدوان المستمر، مضيفة أن العاملين يسعون لحل المشكلة.

وغادر مزيد من الأُسر، التي يقدَّر عدد أفرادها بالآلاف، رفح، الأحد، مع تكثيف إسرائيل الضغط العسكري على المدينة. وسقطت قذائف دبابات في أنحاء المدينة، وأصدر الجيش أوامر إخلاء جديدة لبعض الأحياء في وسط رفح.

وقال تامر البرعي؛ وهو من السكان الذين نزحوا إلى رفح: «وأنا طالع من رفح مريت من خلال خان يونس، صرت مش عارف أبكي على حالي والإحساس بالإهانة والخسارة، ولا أبكي على اللي شفته». وأضاف، لـ«رويترز»: «شفت مدينة أشباح، البنايات على جانبي الطريق مدمَّرة، مربعات سكنية كاملة انمسحت، الناس بتغادر بتبحث عن مكان آمن وهم بيعرفوا إنه ما في مكان آمن، لا في خيام ولا في حدا يدعمهم».

فلسطيني ينزح بسيارة مهشمة يوم الأحد من مدينة رفح جنوب غزة (رويترز)

وقال البرعي، وهو رجل أعمال فلسطيني، إن العالم تخلَّى عن الفلسطينيين وتركهم لمواجهة مصيرهم مع دخول الحرب شهرها الثامن، وفشل القوى العالمية في إنهاء القتال، وانهيار جهود الوساطة الدولية الرامية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بسبب خلافات «حماس» وإسرائيل. وأضاف: «لا في هدنة ولا قرار أمم متحدة ولا أمل».


نتنياهو يتنازل عن خطته لليوم التالي في غزة التي استفزت العرب

مركبات عسكرية إسرائيلية تتحرك بالقرب من الحدود مع قطاع غزة الأحد (أ.ف.ب)
مركبات عسكرية إسرائيلية تتحرك بالقرب من الحدود مع قطاع غزة الأحد (أ.ف.ب)
TT

نتنياهو يتنازل عن خطته لليوم التالي في غزة التي استفزت العرب

مركبات عسكرية إسرائيلية تتحرك بالقرب من الحدود مع قطاع غزة الأحد (أ.ف.ب)
مركبات عسكرية إسرائيلية تتحرك بالقرب من الحدود مع قطاع غزة الأحد (أ.ف.ب)

تراجع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عن الخطة التي استفزت دولاً عربية، وتحدث في القناة الرسمية «كان 11»، عن «إقامة حكومة مدنية في غزة ربما بمساعدة دول عربية وغيرها من الدول التي تريد الاستقرار والسلام».

التراجع جاء بعد أن استفزت تصريحاته العالم العربي، وتلقى تحذيرات من قادة الجيش الإسرائيلي من خطورة تغييب الرؤية والأهداف الاستراتيجية.

ونقلت القناة «كان 11» عن مسؤولين كبار في مكتب نتنياهو، الأحد، قولهم إن «مجلس الأمن القومي برئاسة تساحي هنغبي، أجرى مؤخراً سلسلة مداولات بمشاركة الجيش، و«الشاباك» (المخابرات العامة)، و«الموساد» (المخابرات الخارجية)، و«أمان» (المخابرات العسكرية)، حول اليوم التالي ما بعد الحرب في قطاع غزة.

وتتضمن الرؤيةُ البنودَ التالية، أن الجيش الإسرائيلي يواصل السيطرة على قطاع غزة في مجال الشؤون المدنية، ويدير القطاع لمدة 6 - 12 شهراً، بواسطة جهاز الإدارة المدنية ومكتب منسق شؤون الحكومة في المناطق، ويعمل خلال ذلك على تسليم هذه الشؤون إلى جهات مدنية فلسطينية، ويعملان معاً على أن تكون إدارة الحكم في قطاع غزة بواسطة قوى غير معادية لإسرائيل.

وكشف مراسل القناة العبرية الرسمية، سليمان مسودي، أن ممثلين عن الحكومة الإسرائيلية والأجهزة الأمنية كانوا قد أجروا اتصالات مع «الجهات المعنية في الموضوع». وأضاف في السياق نفسه أنه «جرت في الماضي القريب اتصالات مع مسؤولين كبار في السلطة الفلسطينية، في مقدمتهم اللواء ماجد فرج (رئيس جهاز المخابرات في السلطة الفلسطينية)، المقرب من الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، لكي يساعدوا في بناء القيادات البديلة لـ«حماس» في غزة «في اليوم التالي».

وأشار إلى أن نتنياهو مهتم في الأساس بتصفية حكم «حماس»، وإبعادها تماماً عن أي شراكة في إدارة شؤون غزة، وأنه ينصت جيداً إلى ما يقال في العالم العربي، ومفاده أنهم «من دون سلطة فلسطينية متجددة لن يتعاونوا مع خطة إعمار غزة».

وذكرت القناة في هذا السياق منشور وزير خارجية الإمارات، الشيخ عبد الله بن زايد، الذي استنكر فيه كلام نتنياهو. وقالت إن هذا المنشور يدل على إحباط الإمارات من سياسة الحكومة الحالية، وتخوُّفها من الظهور كمن يتعاون مع إسرائيل. وأضافت: «يجدر بالذكر أن الإمارات هي من الدول البارزة في إرسال المساعدات الإنسانية إلى غزة». ونقلت على لسان «شخصية مقربة من السلطة في الإمارات»، قولها: «نتنياهو عاجز ومتردد، وكل قراراته مضللة».

وكانت وسائل إعلام عبرية قد تحدثت في اليومين الأخيرين عن نشوب توتر شديد بين الحكومة والجيش في إسرائيل، على خلفية استمرار الحرب على غزة بلا هدف واقعي محدد، وفي ظل الفشل في حسمها، خصوصاً بعد عودة مقاتلي حركة «حماس» إلى مناطق في شمال ووسط قطاع غزة، بعد أن كان الجيش الإسرائيلي قد اجتاحها، وسيطر عليها ثم انسحب منها.

وبموجب تقارير، فإن قيادة الجيش تطالب نتنياهو بأن يوضح ما الذي تريده إسرائيل في مسألة «اليوم التالي» لقطاع غزة بعد الحرب. ويطرح الجيش الإسرائيلي في هذا السياق بدائل لحكم «حماس» في قطاع غزة.

ووفق تقرير نشرته صحيفة «يديعوت أحرونوت»، الأحد، فإن مسؤولاً كبيراً في الحكومة رد بغضب على تسريبات الجيش، وقال إن «الحديث عن (اليوم التالي) بينما لا تزال (حماس) قوة عسكرية منظمة تستطيع أن تهدد أي بديل يحل محلها في المستقبل، كلام منسلخ عن الواقع وأيضاً (شعبوي). لا توجد طريقة لإدارة مدنية تحل مكان (حماس)، إلا حين يتم إنهاء المهمة والقضاء على (حماس) بوصفها قوة عسكرية».

وفي المقابل، يقول الجيش إنه يدفع «أثماناً باهظة» بالعودة إلى مناطق، مثل مخيم جباليا وحي الزيتون، بعد أن كان قد اجتاحها وانسحب منها. ويشير في هذا السياق إلى مقتل 5 جنود، نهاية الأسبوع الماضي. ودارت في اليومين الماضيين معارك ضارية في حارتي جباليا والزيتون، بينما بدأت القوات الإسرائيلية، الأحد، عملية عسكرية في جباليا.

ووفق الصحيفة، فإن الجيش الإسرائيلي توقع مسبقاً عودة قوات «حماس» إلى مناطق تنسحب منها قواته. وأضاف المراسل العسكري للصحيفة: «يوضحون في الجيش أننا ملزمون بالخيار السلطوي الذي سيتحمل المسؤولية». والخيارات التي يطرحها الجيش لتحل مكان «حماس»، هي: السلطة الفلسطينية، جهات «معتدلة» من داخل قطاع غزة بدعم دول عربية»، والخيار الثالث هو حكم عسكري إسرائيلي يصفه الجيش بأنه «غير معقول»؛ لأنه يتطلب احتلال القطاع وتكلفته الاقتصادية والأمنية مرتفعة.

ويصف الجيش الإسرائيلي الخيارين الأول والثاني، بأنهما «سيئان»، لكن «ينبغي اختيار الأقل سوءاً، بينما الوضع الراهن، بوجود (حماس)، هو سيئ جداً لإسرائيل».

الصحيفة أشارت إلى أن خيار حكم الجهات الفلسطينية المحلية «المعتدلة» معقد جداً، ويصعب تنفيذه، لأنه لن يحظى بتأييد شعبي داخلي، كما أن «حماس» ستحاربه. وفيما يتعلق بالسلطة الفلسطينية، فإن الاستطلاعات في الضفة الغربية «دلت على حجم التأييد» لهجوم «حماس» في 7 أكتوبر (تشرين الأول). ونقلت الصحيفة عن ضابط إسرائيلي كبير، قوله، إنه «لا توجد حلول سحرية. الأمر الأهم هو اتخاذ قرار، وعدم اتخاذ قرار يجرّنا إلى الواقع الراهن، الذي نعود فيه إلى الأماكن نفسها مرة تلو أخرى لأنه لا تُتخذ قرارات».

ونقلت «القناة 13»، السبت، تحذيرات وجَّهها رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هليفي، إلى نتنياهو، من تداعيات «عدم اتخاذ قرارات استراتيجية» وغياب «عملية سياسية» في غزة، بالتوازي مع الهجوم العسكري على القطاع، لتشكيل هيئة حكم بديلة لحركة «حماس».


سكان رفح يفرّون من «جحيم» القصف الإسرائيلي

فلسطينيون يهربون من القصف الإسرائيلي على رفح (أ.ف.ب)
فلسطينيون يهربون من القصف الإسرائيلي على رفح (أ.ف.ب)
TT

سكان رفح يفرّون من «جحيم» القصف الإسرائيلي

فلسطينيون يهربون من القصف الإسرائيلي على رفح (أ.ف.ب)
فلسطينيون يهربون من القصف الإسرائيلي على رفح (أ.ف.ب)

يستمر فلسطينيون أنهكتهم الحرب، الأحد، في التدفق نحو المناطق الساحلية في مدينة رفح الجنوبية هرباً من القصف العنيف على مناطقها الشرقية التي طلبت إسرائيل من سكانها إخلاءها. ويصف أحدهم الوضع منذ ثلاثة أيام في المدينة بـ«الجحيم»، وفق تقرير نشرته وكالة الصحافة الفرنسية.

ويقول محمد حمد من سكان شرق رفح: «عشنا ثلاثة أيام تعدّ جحيماً كانت أسوأ الليالي علينا منذ بداية الحرب».

وعلى الرغم من المعارضة الدولية لهجوم شامل على رفح، حولت إسرائيل تركيزها إلى المدينة المكتظة بالسكان والنازحين، مؤكدة أنها تريد تدمير آخر معاقل حركة «حماس».

وأفاد الجيش الإسرائيلي بأنّ نحو 300 ألف منهم غادروا الأحياء الشرقية للمدينة بعد أوامر إجلاء عدّة أصدرتها الدولة العبرية.

نحو 300 ألف فلسطيني غادروا الأحياء الشرقية لمدينة رفح (أ.ف.ب)

خلال الأيام الأخيرة، تعرّضت المناطق الشرقية في المدينة لقصف شديد بعدما دخلتها الدبابات والقوات البرية الإسرائيلية لتنفيذ «ضربات محددة».

وصل حمد البالغ 24 عاماً إلى منطقة المواصي في رفح والتي صنّفتها إسرائيل «منطقة إنسانية».

ويقول: «قذائف المدفعية لم تتوقف على الإطلاق، بين كل قذيفة وأخرى أقل من دقيقة... طائرات الأباتشي تطلق نيرانها». ويضيف: «استيقظنا في إحدى الليالي على أصوات آليات الدبابات والمدرعات».

ومع نزوح أهالي شمال قطاع غزة نحو الجنوب هرباً من القتال في الحرب المستمرة منذ أكثر من سبعة أشهر، بات عدد سكان رفح 1.4 مليون نسمة بحسب الأمم المتحدة.

ويؤكد حمد أن الجيش الإسرائيلي «ألقى المناشير صباحاً وبدأ فوراً بقصف همجي مدفعي وجوي دون إعطاء فرصة للناس للتفكير أو ترتيب أمتعتهم».

«نتمنى الموت»

ورصد مصورو الوكالة عشرات العائلات تقوم بتحميل أثاث وأدوات منزلية على شاحنات قبل الهروب من رفح باتجاه خان يونس.

وكان عشرات الأشخاص بينهم نساء وأطفال ينتظرون في الشوارع أمام منازلهم قبل ترك المدينة الواقعة في أقصى جنوب قطاع غزة.

فلسطينيون يصلون إلى خان يونس بعد فرارهم من رفح (أ.ف.ب)

وسيطرت القوات الإسرائيلية، الثلاثاء الماضي، على الجانب الفلسطيني من معبر رفح الحدودي مع مصر وأغلقته.

وقال المتحدث باسم جهاز الدفاع المدني في غزة محمود بصل: «لا يوجد أي خدمات طبية أو مساعدات إنسانية تقدم للنازحين في شمال القطاع». وأضاف: «ما نشاهده من قتل وتدمير يذكرنا بالأيام الأولى للعدوان».

وتقول أم محمد المغير إنها اضطرت وعائلتها إلى النزوح سبع مرات هرباً من القصف منذ بدء الحرب إثر هجوم غير مسبوق لحركة «حماس» داخل إسرائيل أسفر عن مقتل 1170 شخصاً غالبيتهم من الإسرائيليين، وفقاً لتعداد أجرته وكالة الصحافة الفرنسية استناداً إلى أرقام رسمية إسرائيلية.

فلسطينيون على متن حافلة هرباً من القصف الإسرائيلي على رفح (أ.ف.ب)

وخطف أكثر من 250 شخصاً ما زال 128 منهم محتجزين في غزة توفي 36 منهم، وفق مسؤولين إسرائيليين.

منذ ذلك الحين يشهد قطاع غزة حرباً مدمّرة بعدما تعهّدت إسرائيل «القضاء» على الحركة، وهي تنفذ حملة قصف مدمرة وعمليات برية تسبّبت بسقوط أكثر من 35 ألف قتيل غالبيتهم مدنيون، وفق وزارة الصحة التابعة لـ«حماس».

وتقول أم محمد المغير بألم: «نموت ونحن أحياء، أصبحنا نتمنى الموت حتى نستريح»، وتضيف «معنا أشخاص ذوو احتياجات خاصة وكبار في السن وأطفال».

وتتساءل: «أين نذهب والقصف لا يهدأ، ليلاً ونهاراً».

وكان مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك حذّر، الخميس الماضي، من أن أي هجوم إسرائيلي شامل على رفح «لا يمكن أن ينفذ»، مشدداً على أن ذلك لا يتوافق مع القانون الدولي.

وأضاف في بيان أن «أوامر الإخلاء الأخيرة تؤثر على ما يقرب من مليون شخص في رفح، إلى أين عليهم الذهاب الآن؟ لا يوجد مكان آمن في غزة».

أما خالد محيسن، وهو من سكان رفح، فيقول بينما كان ينقل بعض مقتنيات منزله إلى مركبة أجرة «عليك أن تخرج رغماً عنك، بالقوة». ويضيف: «إذا بقيت ستموت، إما أن تخرج أو تموت».


«حزب الله» يدخل ثالث منظومات «الصواريخ الثقيلة» إلى المعركة ضد إسرائيل

صورة عماد مغنية مرفوعة إلى جانب راجمات صواريخ لـ«حزب الله» خلال مناورة عسكرية بجنوب لبنان العام الماضي (أرشيف «الشرق الأوسط»)
صورة عماد مغنية مرفوعة إلى جانب راجمات صواريخ لـ«حزب الله» خلال مناورة عسكرية بجنوب لبنان العام الماضي (أرشيف «الشرق الأوسط»)
TT

«حزب الله» يدخل ثالث منظومات «الصواريخ الثقيلة» إلى المعركة ضد إسرائيل

صورة عماد مغنية مرفوعة إلى جانب راجمات صواريخ لـ«حزب الله» خلال مناورة عسكرية بجنوب لبنان العام الماضي (أرشيف «الشرق الأوسط»)
صورة عماد مغنية مرفوعة إلى جانب راجمات صواريخ لـ«حزب الله» خلال مناورة عسكرية بجنوب لبنان العام الماضي (أرشيف «الشرق الأوسط»)

أعلن «حزب الله» إدخال صواريخ «ثقيلة» جديدة إلى ميدان الحرب في جنوب لبنان ضد إسرائيل، أطلق عليها اسم «عماد مغنية»؛ وهو قائده العسكري الذي اغتيل في دمشق عام 2008، وذلك ضمن سياق التطور التدريجي للحرب بين الطرفين، التي أدخل خلالها الحزب ثلاث منظومات «صواريخ ثقيلة»، وفق قوله.

وقال «حزب الله»، في بيان أصدره بعد ظهر الأحد، إن مقاتليه «استهدفوا انتشاراً لجنود العدو الإسرائيلي في محيط موقع زبدين بمزارع شبعا اللبنانية المحتلّة بالصواريخ الثقيلة الجديدة (عماد مغنية)، وأصابوه إصابة مباشرة».

وغالباً ما يطلق مقاتلو الحزب صواريخ باتجاه مواقع عسكرية مرتفعة تقع في منطقة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، الواقعة على السفح الغربي لجبل الشيخ، وهي مناطق يَعدّها لبنان أراضي لبنانية محتلة من قِبل إسرائيل، وتتمتع بارتفاع استراتيجي كبير مطل على الأراضي اللبنانية، وتتضمن المواقع العسكرية الإسرائيلية فيها أجهزة إلكترونية ورادارات متطورة ومرابض مدفعية ومنظومات.

ولم يتمكن الحزب، منذ بدء الحرب، من تنفيذ عمليات نوعية بمنطقة مزارع شبعا إلا مرة واحدة، حين أعلن استهداف قافلة عسكرية إسرائيلية قرب موقع رويسات العلم بـ«كمين مركب»، أواخر الشهر الماضي، أسفر عن إصابة آليتين عسكريتين إسرائيليتين، في حين واظب على استخدام الصواريخ لقصف تلك المواقع العسكرية.

وصواريخ «عماد مغنية»، التي أطلقها الحزب ولم يعلن تفاصيلها، هي ثالث أنواع صواريخ «أرض - أرض» الثقيلة التي أعلن إدخالها إلى الجبهة منذ بدء «حرب مساندة ودعم غزة»، انطلاقاً من جنوب لبنان في 8 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وقال، في الشهر الثاني على انطلاق الحرب، إنه أدخل منظومة صواريخ «بركان»، وهو عبارة عن عبوة طائرة قصيرة المدى، يتراوح وزن رأسه الحربي بين 300 و500 كيلوغرام من المواد المتفجرة، وغالباً ما يستهدف بها المواقع العسكرية القريبة من الحدود مع لبنان.

وفي يناير (كانون الثاني) الماضي، أعلن الحزب إدخال صواريخ «فلق 1» إلى الجبهة، وهي نوع آخر من الصواريخ الثقيلة والقصيرة المدى أيضاً، وهو صاروخ إيراني ويشبه إلى حد كبير نظام BM-24 الروسي، ويصل مداه إلى 10 كيلومترات، وهو من عيار 240 ملليمتراً، ويحمل رؤوساً حربية شديدة التفجير دون شظايا تصل إلى 50 كيلوغراماً من المواد المتفجرة.

إضافة إلى ذلك، أدخل الحزب منظومات صواريخ دفاع جوي أطلقها ضد المُسيّرات الإسرائيلية على مدى 6 اشهر، وأعلن إسقاط 5 مُسيّرات عبرها، دون الكشف عن طبيعتها، كما أدخل إلى المعركة مُسيّرات انقضاضية، وصواريخ من نوع «ألماس» الإيراني الموجّه، والذي يمتلك كاميرا في رأسه، إضافة إلى صواريخ «الكورنيت» المضادة للدروع، وصواريخ الكاتيوشا التي غالباً ما يستخدمها لقصف كريات شمونة، ومواقع عسكرية في هضبة الجولان السورية المحتلّة.

القبة الحديدية تحاول اعتراض صواريخ أطلقها «حزب الله» باتجاه كريات شمونة (أ.ف.ب)

وأطلق الحزب على الصاروخ الجديد اسم «عماد مغنية»؛ وهو اسم قائده العسكري العام الذي اغتيل في دمشق، خلال فبراير (شباط) 2008، ويتهم الحزب إسرائيل في الضلوع باغتياله. ويُنسب إلى مغنية تشكيل وتنظيم وتطوير الوحدات العسكرية في الحزب، من بينها «سرايا المقاومة»، كما يقول الحزب إنه كان المعركة في حرب يوليو (تموز) 2006 ضد إسرائيل.

يأتي إعلان الحزب عن الصاروخ الجديد، بالتزامن مع الحرب المتواصلة التي تشهد بشكل يومي تبادلاً لإطلاق النار وقصفاً إسرائيلياً لمناطق واسعة في جنوب لبنان أدى إلى تدمير نحو 1500 وحدة سكنية بالكامل، وتضرر نحو 10 آلاف وحدة سكنية أخرى، وقد أخلت المنطقة الحدودية من معظم سكانها، كما أخلت المنطقة الحدودية في شمال إسرائيل من معظم المدنيين.

وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى إطلاق صاروخ مضاد للدروع من لبنان تجاه راميم، قبل أن يعلن «حزب الله» «استهداف آلية عسكرية تحمل تجهيزات تجسسية، إضافةً إلى استهداف تجهيزات فنية أخرى في ثكنة هونين المسماة راميم بالصواريخ الموجهة، وأصابوها إصابة مباشرة، مما أدى إلى تدمير الآلية والتجهيزات الأخرى».

وتعرضت منطقة اللبونة - الناقورة لقصف مدفعي إسرائيلي، وقصفت أطراف الوزاني وشبعا، وذلك بعد ساعات على استهداف إسرائيلي لأطراف بلدة الناقورة وجبل اللبونة بصواريخ جو - أرض. وقرابة الواحدة ليلاً، قصفت المدفعية أطراف بلدتي الجبين والضهيرة والأودية المحيطة بهما، ما أدى إلى تطاير زجاج عدد من المنازل المحيطة بمكان القصف، كما أطلقت القنابل المضيئة فوق القرى الحدودية المتاخمة للخط الأزرق في القطاعين الغربي والأوسط، وحلّق الطيران الاستطلاعي فوق قرى قضاءي صور وبنت جبيل.

وبينما تتواصل الاتصالات الدولية مع لبنان لتحقيق تهدئة في المنطقة الحدودية، قال عضو كتلة «الوفاء للمقاومة (حزب الله)» البرلمانية، النائب حسين الحاج حسن: «مستمرون في إسناد مقاومة وشعب غزة ما دام العدوان مستمراً على غزة، ستستمر المقاومة بلبنان في إسناد المقاومة بغزة، فلا التهديد ولا القصف ولا العدوان على المدنيين ولا العدوان على المقاومين واغتيالهم ولا الوسطاء ولا أية جهة تستطيع أن تؤثر أو تغير في هذا القرار، بل نحن مستمرون ونعمل ونقوم بذلك إسناداً ودعماً». وقال: «لن نهدأ حتى نعمق أزمته في الردع والتفوق والثقة».


«حماس» تعد تصريحات بايدن عن غزة «تراجعاً» عن نتائج المفاوضات

تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة (أ.ف.ب)
تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

«حماس» تعد تصريحات بايدن عن غزة «تراجعاً» عن نتائج المفاوضات

تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة (أ.ف.ب)
تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة (أ.ف.ب)

عدّت «حركة حماس»، (الأحد)، أن تصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن التي رهن بها وقف إطلاق النار في غزة بإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين بالقطاع «تراجعاً» عن نتائج الجولة الأخيرة من المفاوضات.

واتهمت «حماس»، في بيان حصلت «وكالة الصحافة الفرنسية» على نسخة منه، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته بالمسارعة إلى «الانقلاب على هذا المسار عبر الشروع في عدوانه على شعبنا في رفح وجباليا وغزة».

قال تلفزيون «الأقصى» صباح اليوم، إن 12 قتيلاً نُقلوا إلى مستشفى كمال عدوان في مدينة بيت لاهيا بشمال قطاع غزة في أعقاب قصف إسرائيلي.

وأضاف التلفزيون أن هناك أيضاً بلاغات عن عشرات المفقودين في أعقاب القصف الجوي العنيف على المدينة. وكان الجيش الإسرائيلي قد طالب (السبت)، السكان في عدد من مناطق شمال قطاع غزة، من بينها بيت لاهيا، بالمغادرة والتوجه للمناطق الغربية، وذلك بسبب عمليات عسكرية هناك، وسط تقارير إعلامية فلسطينية عن قصف عنيف بشمال القطاع.


اجتماع نيابي يسبق الجلسة لتوحيد الموقف من النزوح السوري

جلسة غير مسبوقة لمجلس النواب اللبناني لمناقشة موضوع النازحين السوريين (أرشيفية - رويترز)
جلسة غير مسبوقة لمجلس النواب اللبناني لمناقشة موضوع النازحين السوريين (أرشيفية - رويترز)
TT

اجتماع نيابي يسبق الجلسة لتوحيد الموقف من النزوح السوري

جلسة غير مسبوقة لمجلس النواب اللبناني لمناقشة موضوع النازحين السوريين (أرشيفية - رويترز)
جلسة غير مسبوقة لمجلس النواب اللبناني لمناقشة موضوع النازحين السوريين (أرشيفية - رويترز)

تبقى الأنظار السياسية مشدودة إلى الجلسة النيابية التي تُعقد الأربعاء بدعوة من رئيس المجلس النيابي نبيه بري؛ بناءً على طلب رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، وعلى جدول أعمالها بند وحيد يتعلق بتوحيد المقاربات في التعامل مع ملف النزوح السوري، وصولاً إلى وضع خريطة طريق تشرّع الباب سياسياً أمام عودة النازحين إلى قراهم وبلداتهم في سورية، انطلاقاً من وجود إجماع لبناني على ضرورة خفض الأعباء الملقاة على عاتق الدولة اللبنانية في استضافتها هذا العدد الذي يساوي نصف عدد اللبنانيين المقيمين، خصوصاً أنها تتجاوز التكلفة المادية إلى تهديد الاستقرار والإخلال بالأمن والتوازن الطائفي.

والجديد في انعقاد الجلسة النيابية أنها الأولى منذ تاريخ بدء النزوح السوري إلى لبنان، جراء الحرب التي اندلعت في سورية في مطلع العام 2011، ويُنتظر أن تسجّل حضوراً نيابياً غير مسبوق. وهي تأتي مع انعقاد مؤتمر بروكسل في 28 أيار (مايو) الحالي، المخصص للبحث في ملف النزوح السوري، وتتلازم في الوقت نفسه مع الرسالة التي بعث بها وزير الخارجية السوري فيصل المقداد إلى نظيره اللبناني الوزير عبد الله بوحبيب، محذّراً فيها من تحويل المؤتمر منصةً سياسية للهجوم على دمشق، ومنتقداً تغييب الدولة السورية صاحبة الشأن عن المؤتمر، وإصرار أصحاب الدعوة على النهج العدائي حيالها، في حين هي تعاني من الإجراءات القسرية والاعتداءات الإسرائيلية، ومن القوات الأجنبية المنتشرة بشكل غير شرعي على أراضيها.

رسالة المقداد وجواب بو حبيب

ومع أن المقداد حمّل في رسالته إلى بوحبيب المنظمين مسؤولية حيال عرقلة الجهود لإعادة النازحين، فإنه أبدى تفهماً لمشاركة لبنان في المؤتمر، التي تأتي بنيّة طيبة وتنطلق من الحرص على مساعدة النازحين للعودة إلى ديارهم، فإن بوحبيب بعث إليه برسالة جوابية عبر سفارة لبنان في دمشق، أكد فيها، كما علمت «الشرق الأوسط»، أنه لا يمانع بمشاركة سورية في المؤتمر، وأن الدعوة لحضوره وُجّهت من قِبل الاتحاد الأوروبي، وأن لبنان كان اتخذ قراره بالتنسيق بين ميقاتي وبوحبيب بعدم الغياب عن المؤتمرات الدولية ذات الصلة بوضع خطة لعودة النازحين السوريين إلى ديارهم.

وبالعودة إلى الجلسة النيابية، علمت «الشرق الأوسط» أن الكتل النيابية تداعت إلى عقد اجتماع تشاوري، بتشجيع من الرئيس بري، تستضيفه غداً قاعة الاجتماعات في البرلمان، للوصول إلى مسودة لموقف موحد يُفترض أن تحظى بتوافق الهيئة العامة في جلستها، الأربعاء، على أن تلتزم بروحيتها جميع مؤسسات الدولة المعنية بعودة النازحين السوريين إلى ديارهم، وتشكل دعماً لموقف الحكومة في اجتماع بروكسل وتحصيناً له، سواء ترأس الوفد الوزير بوحبيب أو الرئيس ميقاتي، في حال تقرر رفع الحضور إلى مستوى رؤساء الحكومات.

بري مهتم شخصياً بانعقاد الجلسة

رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري (د.ب.أ)

وفي هذا السياق، كشفت مصادر نيابية بارزة عن أن الرئيس بري دخل شخصياً على خط الاتصالات تحضيراً لعقد اللقاء التشاوري، وقالت إنه كلف معاونه السياسي النائب علي حسن خليل مهمة التواصل مع رؤساء الكتل النيابية، على قاعدة أن الإجماع على ضرورة عودة النازحين السوريين إلى ديارهم يشجع على التوصل إلى مسودة للتوصية التي يُفترض أن تصدر عن البرلمان في ختام الجلسة النيابية.

ولفتت المصادر النيابية إلى أن عودة النازحين لا تلقى اهتماماً من طائفة دون الأخرى، أو من فريق معين دون غيره، ما دام أنها موضع إجماع لبناني، وقالت إن هناك ضرورة إلى إخراجها من التطييف والمزايدات الشعبوية وتبادل الاتهامات؛ «لأننا في غنى عن تعميق الجروح بين اللبنانيين واستيراد مشكلة ليست موجودة».

ارتياح لموقف «التقدمي»

وأكدت المصادر نفسها أن لا مصلحة للالتفات إلى الوراء بدلاً من التقدم إلى الأمام في مقاربتنا لأزمة تتعلق بمصيرنا ووجودنا؛ كونها تؤدي إلى الإخلال بالتوازن الطائفي، كما أبدت ارتياحها لتعاطي الحزب «التقدمي الاشتراكي» و«اللقاء الديمقراطي» مع ملف النزوح، وتوقفت أمام المقاربة التي أدلى بها القيادي في «التقدمي» النائب هادي أبو الحسن، الذي أكد بدوره لـ«الشرق الأوسط» أن هذا الملف يكاد يكون الوحيد الذي يحظى بإجماع كل اللبنانيين، و«نحن نسعى لإيجاد أرضية مشتركة وموقف جامع بالتوافق على خطوات عملية بعيداً عن المزايدات».

وأوضح أبو الحسن أن «اللقاء الديمقراطي» لم يتقدم بمقاربته لملف النزوح إلا بعد أن أكد له الرئيس ميقاتي أن الهبة الأوروبية لا تنطوي على رشوة. ويأتي كلامه في سياق تعدد الجهود لترسيخ الأجواء داخل الجلسة النيابية بأن هناك ضرورة ملحة إلى معالجة ملف النزوح بعيداً عن المهاترات، وعلى قاعدة الشراكة بين البرلمان والحكومة، التي يتوجب عليها ضبط إيقاع الوزراء ومنع تعدد الرؤوس في معالجة هذا الملف، خصوصاً وأن دعوة وزير المهجرين عصام شرف الدين لـ«تشريع» النزوح بحراً ليست في محلها؛ لأن مثل هذا الموقف لا يُصرف محلياً ولا دولياً.

اشتباك سوري - أميركي - أوروبي

ولفت وزير، فضّل عدم ذكر اسمه، إلى أن إصرار لبنان على إعادة النازحين يجعل منه ضحية الاشتباك السياسي بين سوريا والولايات المتحدة الأميركية ودول الاتحاد الأوروبي، وأكد أن لا مشكلة في تواصل لبنان مع سورية، وهذا ما حصل ويحصل من حين إلى آخر. وقال إن المشكلة لا تتعلق بالتواصل بين دمشق وبيروت التي تبدي كل استعداد للانفتاح رغبة منها بالتخفيف من أثقال النازحين على الوضع الداخلي.

وكشف الوزير نفسه، عن أن بعض الوزراء لا يتحمسون لزيارة دمشق، ليس لأنهم يقاطعون النظام في سورية، بل لتقديرهم أن لا جدوى منها؛ لأن ما يطلبه الأخير لا قدرة للحكومة اللبنانية على تلبيته؛ إذ إنه يشترط لإعادة النازحين إعادة إعمار سورية، بذريعة أن التحالف الدولي هو من دمّرها بدعمه الإرهاب، وبالتالي لا بد من رفع العقوبات المفروضة على سورية جراء «قانون قيصر»، وانسحاب القوات الأجنبية من أراضيها، وتحديداً تلك التي لم تدخل بناءً على طلبه، ودعوته إلى حضور المؤتمرات الدولية المخصصة للبحث في النزوح السوري.

فالشروط السورية تصطدم برفض أميركي - أوروبي، انطلاقاً من إصرارهما على مقاطعة النظام وعدم الدخول معه في تطبيع للعلاقة، وهذا ما يفسر ترددهما في تحديد أماكن آمنة لعودة النازحين.

خيارات الحكومة

لذلك؛ لا خيار أمام الحكومة سوى اعتماد الحلول المتوافرة لديها لعودة النازحين، ما دام أن سورية لا تبدي التجاوب المطلوب، وتشترط إصدار «عفو» أميركي - أوروبي، وبالتالي تبقى العودة تحت سقف إعادة المحكومين، والعدد الأكبر من الوافدين إلى لبنان تسللاً عبر المعابر غير الشرعية، أو ممن لا يحملون الأوراق المطلوبة التي تجيز لهم الإقامة في لبنان، ومراجعة اللوائح الصادرة عن مفوضية اللاجئين والتدقيق فيها، خصوصاً وأن الألوف من المشمولين بالاستفادة من دعمها المالي لا يجدون مشكلة في الانتقال بشكل منتظم بين بيروت ودمشق.

فهل تتمكن الحكومة من تعطيل القنابل الموقوتة التي يمكن أن تنفجر بأي لحظة في ضوء ما يحصل من إخلال بالأمن وتهديد للاستقرار؟


الفلسطينيون والإسرائيليون تضاعفوا منذ النكبة... ماذا تقول الإحصاءات؟

فلسطينيون فروا من شمال قطاع غزة يسيرون على طول طريق الرشيد (إ.ب.أ)
فلسطينيون فروا من شمال قطاع غزة يسيرون على طول طريق الرشيد (إ.ب.أ)
TT

الفلسطينيون والإسرائيليون تضاعفوا منذ النكبة... ماذا تقول الإحصاءات؟

فلسطينيون فروا من شمال قطاع غزة يسيرون على طول طريق الرشيد (إ.ب.أ)
فلسطينيون فروا من شمال قطاع غزة يسيرون على طول طريق الرشيد (إ.ب.أ)

بعد أيام تحل الذكرى السادسة والسبعين لنكبة عام 1948، وخلال تلك الفترة لم يسلم عنصر من عناصر الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي من التغيرات الكبرى، أبرزها السكان ومواقعهم وتعدادهم، فماذا تقول الإحصاءات الرسمية عن ذلك؟

أفاد «جهاز الإحصاء الفلسطيني»، الأحد، بأن عدد الفلسطينيين في فلسطين وخارجها تضاعف نحو 10 مرات منذ نكبة عام 1948.

وأضاف الجهاز في بيان أنه «على الرغم من تهجير نحو مليون فلسطيني في عام النكبة وأكثر من 200 ألف فلسطيني بعد حرب يونيو (حزيران) 1967، فقد بلغ عدد الفلسطينيين الإجمالي في العالم 14.63 مليون نسمة في نهاية عام 2023».

وكانت دائرة «دائرة الإحصاءات المركزية الإسرائيلية» الرسمية، قد أعلنت، الأسبوع الماضي، أن عدد سكان إسرائيل تضاعف 12 مرة منذ عام 1948.

وأشار الجهاز الفلسطيني إلى أن «5.55 مليون من الفلسطينيين يقيمون فـي دولة فلسطين، ونحو 1.75 مليون فلسطيني في أراضي 1948 (إسرائيل)، بينما بلغ عدد الفلسطينيين في الدول العربية نحو 6.56 مليون فلسطيني، ونحو 772 ألفاً في الدول الأجنبية».

وشرح الجهاز الفلسطيني أن «عدد الفلسطينيين في فلسطين التاريخية بلغ نحو 7.3 مليون فلسطيني، في حين قُدِّر عدد اليهود نحو 7.2 مليون مع نهاية عام 2023؛ ما يعني أن عدد الفلسطينيين يزيد على عدد اليهود في فلسطين التاريخية».

نازحون فلسطينيون يحاولون العودة إلى شمال قطاع غزة (أ.ف.ب)

وفي المقابل، تذهب الإحصاءات الإسرائيلية إلى أن «عدد سكان إسرائيل يبلغ حالياً 9 ملايين و900 ألف نسمة، بينهم 7 ملايين و247 ألف يهودي (يشكلون 73.2 في المائة)، ومليونان و89 ألف عربي (21.1 في المائة) بينهم نحو 400 ألف فلسطيني في القدس الشرقية المحتلة، ونحو 20 ألف سوري في الجولان المحتل، و564 ألف مهاجر ليسوا مسجلين بوصفهم يهوداً في سجل السكان (5.7 في المائة)، وهم القادمون من دول الخارج، خصوصاً دول الاتحاد السوفياتي سابقاً».

وذكر التقرير الإحصائي الفلسطيني، الأحد، أن «الاحتلال الإسرائيلي يستغل أكثر من 85 في المائة من المساحة الكلية لفلسطين التاريخية»، مؤكداً أنه «جرى تشريد ما يزيد على مليون فلسطيني من أصل 1.4 مليون فلسطيني، كانوا يقيمون في فلسطين التاريخية عام 1948، عندما سيطر الاحتلال على 774 قرية ومدينة فلسطينية، 531 منها جرى تدميرها بالكامل، بينما جرى إخضاع المناطق المتبقية إلى كيان الاحتلال وقوانينه».

وأضاف الإحصاء الفلسطيني أنه «صَاحَبَ عمليةَ التطهير هذه اقترافُ العصابات الصهيونية أكثر من 70 مجزرة بحق الفلسطينيين أدت إلى استشهاد ما يزيد على 15 ألف فلسطيني». وبشأن أعداد القتلى الفلسطينيين في الصراع المستمر مع إسرائيل منذ 76 عاماً، قال البيان الفلسطيني إن «ما يزيد على 134 ألفاً استُشهدوا دفاعاً عن الحق الفلسطيني منذ نكبة 1948، وبلغ عدد الشهداء منذ بداية انتفاضة الأقصى عام 2000 وحتى 30 أبريل (نيسان) 2024 نحو 46500 شهيد، كما أن هناك نحو 35 ألف شهيد خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وحتى السابع من مايو (أيار) 2024».

فلسطينيون يشاركون العام الماضي في مسيرة بمناسبة يوم النكبة بمدينة رام الله بالضفة الغربية

وأفاد البيان بأن من «بين الضحايا في غزة أكثر من 14873 طفلاً و9801 امرأة، إلى جانب أكثر من 141 صحافياً، بينما يعد أكثر من 7000 مواطن في عداد المفقودين معظمهم من النساء والأطفال، وذلك وفقاً لسجلات وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة».

وأضاف البيان: «أما بخصوص الضفة الغربية فقد سقط فيها 492 شهيداً منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر الماضي».

وعلى الجانب الإسرائيلي، ازداد عدد السكان خلال العام الماضي بـ189 ألفاً مسجلاً بذلك زيادة بنسبة 1.9 في المائة؛ إذ وُلد قرابة 196 ألف طفل، وهاجر إلى إسرائيل نحو 37 ألفاً، وبذلك بات 80 في المائة من اليهود (الإسرائيليين) من مواليد البلاد، والباقون وُلدوا في الخارج. ومنذ النكبة «هاجر إلى إسرائيل نحو 3.4 مليون شخص، وقرابة مليون و600 ألف هاجروا إلى إسرائيل منذ عام 1990، في أعقاب انهيار الاتحاد السوفياتي».

ويتوقع وفق وتيرة الازدياد السكاني الحالية أن يتجاوز عدد سكان إسرائيل 10 ملايين في ذكرى النكبة العام المقبل.


«الوطني الحر» و«القوات اللبنانية» يتنافسان على تحقيق «إنجاز» في ملف النزوح السوري

النازحون السوريون في لبنان تحولوا إلى مادة سجال داخلي (أ.ب)
النازحون السوريون في لبنان تحولوا إلى مادة سجال داخلي (أ.ب)
TT

«الوطني الحر» و«القوات اللبنانية» يتنافسان على تحقيق «إنجاز» في ملف النزوح السوري

النازحون السوريون في لبنان تحولوا إلى مادة سجال داخلي (أ.ب)
النازحون السوريون في لبنان تحولوا إلى مادة سجال داخلي (أ.ب)

لا صوت يعلو في البيئة المسيحية في لبنان راهناً فوق صوت الدعوات لإعادة النازحين السوريين إلى بلدهم. ويبدو واضحاً أن الحزبَين المسيحيَّين الرئيسيَّين؛ أي «القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحر»، دخلا فيما تشبه المنافسة في هذا الملف؛ لمحاولة تحقيق إنجازات عملية.

فباتت التحركات التي يقومان بها متشابهة، كالضغط على البلديات، والاجتماع بالمسؤولين وقادة الأجهزة المعنية، وصولاً لاعتصامات على الأرض بدأها «التيار» ويعتزم «القواتيون» اللجوء إليها، إذ يستعدون لتحرك شعبي في بروكسل نهاية الشهر الحالي، بالتزامن مع انعقاد مؤتمر بروكسل الثامن لـ«دعم مستقبل سوريا والمنطقة».

ويقول «العونيون» إنهم كانوا أول مَن رفع الصوت في هذا الملف منذ سنوات، مطالبين بوقف إدخال النازحين، لكنهم وُوجهوا باتهامات بـ«العنصرية».

ومع استشعار حجم المخاطر المحدقة بالبلد على خلفية هذا الملف، بدأ «القواتيون» أخيراً تحركات عملية للدفع بملف العودة قدماً، وكثفوا تحركاتهم بعد إقدام عصابة سورية على خطف وقتل مسؤول «قواتي» الشهر الماضي. ويأخذ حزب «القوات اللبنانية» على «التيار الوطني الحر» أنه لم يُقدم على أي خطوات عملية لحل الأزمة رغم وجوده في السلطة طوال السنوات الماضية.

عمل مشترك قواتي - عوني

وخلال مؤتمر للبلديات في منطقة البترون، شمال البلاد، (السبت)، أثنى رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل على أداء نائب «القوات اللبنانية» غياث يزبك في ملف النزوح. وقال: «نحن طلبنا منذ زمن من قيادة القوات، عبر القناة الرسمية المفتوحة بيننا، أن نعمل على المستوى البلدي في ملف النزوح في كل لبنان. نحن نختلف في السياسة ونتنافس في الانتخابات، لكن ممنوع أن نختلف على وجود البلد وعلى الشراكة فيه، وعلى هويته وسيادته وثقافته ودورنا فيه».

ويؤكد عضو تكتل «لبنان القوي» النائب جيمي جبور أن «التكتل» ليس بصدد التنافس مع أي فريق سياسي حول ملف النازحين السوريين، مضيفاً: «نحن نرحب بانضمام الجميع إلى المطالبة المحقة بعودة هؤلاء النازحين إلى ديارهم في سوريا، خصوصاً أن غالبية الأراضي السورية لم تعد تشهد عمليات عسكرية، وتُصنّف على أنها مناطق آمنة».

ثمن سياسي

وشدد جبور في تصريح لـ«الشرق الأوسط» على أن «موقف التيار الوطني الحر ثابت منذ بداية تدفق السوريين عام 2011، وقد استمر وحيداً في حمل لواء القضية ودفع الثمن سياسياً فيما سُميت لاحقاً (انتفاضة 17 أكتوبر/ تشرين الأول)، لأن أبرز أسباب استهدافه آنذاك كان موقفه السياسي فيما خصّ قضية النزوح».

ويعدّ جبور أن «مجيء الجميع متأخرين أفضل من أن لا يأتوا». ويقول: «نتطلع إلى العمل المشترك مع هذه القوى لوضع آليات سياسية تنفيذية، سواء على مستوى السلطة السياسية أو السلطات المحلية، وأقصد هنا البلديات التي من الممكن أن تقوم بدور فعال في تنظيم وتخفيف أعداد النازحين إذا تأمّن لها الغطاء والدعم السياسي».

ويرى جبور أن «كل القوى السياسية التي انخرطت في دعم المعارضة السورية، تتحمّل المسؤولية الداخلية عن تغطية العمل الدولي الكبير بتهجير هؤلاء واستخدام ورقتهم في نزاعات المنطقة، وللضغط على البلدان المحيطة بسوريا». ويضيف: «من هنا، ومع ترحيبنا بالمواقف المستجدة والمنضمة حديثاً إلى موقفنا، لا نقبل من أي من هؤلاء المزايدة علينا، ونؤكد للجميع أنه من غير المسموح لمَن استفاق بعد جريمة جنائية ارتكبها سوريون أن يتصدر المشهد، بل عليه أن يقف في مؤخرة المطالبين ووراءهم، ولا مكان في الطليعة إلا لمَن استشرف ورأى ونبّه منذ سنوات».

تحوير المواقف

من جهته، ينفي النائب في تكتل «الجمهورية القوية» رازي الحاج، وجود تنافس بين «القوات» و«الوطني الحر» في هذا الملف، لافتاً إلى أن «هناك مَن يتحدث كثيراً ولا يفعل شيئاً، وهو كان في السلطة عند وقوع الأزمة. في المقابل، هناك فريق في المعارضة، مهما كانت المواقف التي اتخذها وتم تحويرها، لم يكن يمتلك الأدوات التنفيذية، لأنه كان، عند بدء موجات النزوح ولا يزال حتى اليوم، خارج السلطة».

ويضيف الحاج في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «في عام 2011، عند انطلاق الأزمة في سوريا، كانت في لبنان حكومة من لون واحد يرأسها نجيب ميقاتي، وللتيار الوطني الحر فيها 10 وزراء، كما كان لديه رئيس جمهورية ووزراء دفاع وقوى أمنية تتبع له، وكل ما يلزم من أدوات لوضع سياسة عامة لهذا الملف، لكنه لم يفعل شيئاً».

أحد مخيمات النزوح السوري (أ.ف.ب)

ويوضح الحاج أن تكتل «الجمهورية القوية» عندما وجد أن «الخطر تفاقم إلى هذه الدرجة، اتخذ قراراً بالقيام بكل الضغوط اللازمة للوصول إلى نتائج عملية وملموسة، بدءاً بتحريك كل البلديات لتطبيق القانون، وهو لو حصل كفيل بعدم خلق بيئة حاضنة للاجئين غير الشرعيين، وأيضاً من خلال الضغط على القوى الأمنية لممارسة مسؤولياتها بتطبيق القانون، إضافة إلى اتخاذنا خطوات باتجاه دول القرار ومفوضية اللاجئين. وها نحن نحضّر لمظاهرة شعبية في بروكسل، بالتوازي مع المؤتمر الذي يُعقد هناك».

ويعدّ الحاج أنه «ما دام الكل يتحدث عن أن هذا الملف عليه إجماع وطني، فيفترض أن يُترجم هذا الإجماع من خلال خطوات إجرائية وتنفيذية»، مضيفاً: «التيار اليوم في السلطة، ونحن في المعارضة، وبالتالي، فليخبرونا ما الإجراءات التي اتخذوها؟ لقد أوصلونا إلى مرحلة بتنا معها نشك في أن هناك طرفاً يتحدث في الموضوع في حين هو لا يستطيع أن يتخذ خطوات تنفيذية لاعتبارات سياسية مرتبطة بحلفائه الداخليين والخارجيين، ويريد أن يبقي هذا الموضوع شماعة لتخويف جمهوره وابتزازه».

ويختم الحاج قائلاً: «يكفي كذباً على الناس القول إنهم ليسوا جزءاً من السلطة التنفيذية. فهم جزء منها من خلال الوزراء الذين سموهم ودعموا تعيينهم، إضافة إلى أنهم أعطوا الثقة للحكومة. آن الأوان أن ينتهي انفصامهم وكذبهم».


الراعي يتهم الأوروبيين باستعمال النازحين السوريين لـ«أغراض سياسية»

الراعي يتلو عظته في قداس الأحد (الوكالة الوطنية)
الراعي يتلو عظته في قداس الأحد (الوكالة الوطنية)
TT

الراعي يتهم الأوروبيين باستعمال النازحين السوريين لـ«أغراض سياسية»

الراعي يتلو عظته في قداس الأحد (الوكالة الوطنية)
الراعي يتلو عظته في قداس الأحد (الوكالة الوطنية)

اتهم البطريرك الماروني بشارة الراعي الاتحاد الأوروبي باستعمال النازحين السوريين لـ«أغراض سياسية» في أوروبا، محذراً من أنهم «يهيّئون مجرمين وإرهابيّين ستكون هذه الدول مسرحهم قبل غيرها».

موقف الراعي جاء في سياق انتقاده المتواصل للاتحاد الأوروبي منذ أعلنت رئيسة مفوضيته عن حزمة مساعدات بقيمة مليار دولار للبنان على مدى أربع سنوات، مقابل وقف السلطات اللبنانية تدفق النازحين السوريين عبر الحدود.

وقال الراعي في قداس الأحد: «إنّ الوضع في المنطقة يستدعي وجود رئيس للدولة، وكذلك الحرب في فلسطين، وأيضاً قضيّة النازحين السوريّين وأولئك المتواجدون لا شرعيّاً على الأرض اللبنانيّة وعودتهم إلى الأماكن الآمنة في سوريا وهي تفوق بكثير مساحة لبنان».

وأسف الراعي لـ«عدم تعاون الدول الأوروبيّة والدوليّة مع لبنان لحلّ مشكلة النازحين وعودتهم إلى وطنهم، لأنّ هذه الدول ما زالت تستعمل النازحين لأغراض سياسيّة في سوريا، ولا تريد الفصل بين المشكلة السياسيّة وعودة هؤلاء إلى وطنهم فيحمّلون لبنان هذا العبء الثقيل ونتائجه الخطيرة للغاية، غير مدركين أنّهم يهيّئون مجرمين وإرهابيّين ستكون هذه الدول مسرحهم قبل غيرها».

وخلال زيارتها إلى بيروت في 2 مايو (أيار) الحالي، أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين عن مساعدات بقيمة مليار يورو دعماً «لاستقرار» لبنان، كما حضت سلطات لبنان على «التعاون الجيد» من أجل مكافحة عمليات تهريب اللاجئين. وأثارت هذه الحزمة مخاوف لبنانية من أن تكون دعماً لبقاء النازحين الذين تطالب قوى سياسية لبنانية، وفي مقدمها القوى المسيحية، بإعادتهم إلى بلادهم. وتزايدت الحملة بشكل غير مسبوق عقب انكشاف عصابة تتألف من لبنانيين وسوريين تورطت في خطف القيادي في «القوات اللبنانية» باسكال سليمان وقتله بغرض السرقة، وتبين أن المجموعة التي نفذت الاعتداء تتألف من سوريين اقتادوه إلى الأراضي السورية.

من قداس ذكرى أربعين باسكال سليمان في جبيل (الوكالة الوطنية)

وأحيا حزب «القوات اللبنانية» الأحد، ذكرى مرور 40 يوماً على مقتل سليمان. وقال عضو كتلة «الجمهورية القوية» زياد الحواط: إن أزمة المؤسسات في لبنان، ومن بينها الأمن والقضاء، والشغور في سدة الرئاسة، ناتج من «الارتهان لمشاريع خارجية مدمرة وللسلاح غير الشرعي الذي أخد لبنان واللبنانيين رهينة، وأكياس رمل وغطى الفساد والمفسدين مقابل غطاء لخياراته ومشاريعه وحروبه»، مضيفاً أنه «شرّع الحدود لتهريب الحجر والبشر بالاتجاهين، وشرّع الحدود لمليوني سوري أصبح وجودهم اليوم بركاناً أمنياً جاهزاً للانفجار في كل لحظة وفي كل منطقة».

كما اتهم السلاح غير الشرعي بـ«تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية ويفرض أعرافاً مخالفة للدستور، وهو الذي غطى ويغطي حكومة تتفرّج على أكبر أزمة وجودية - سياسية، اقتصادية، مالية واجتماعية في عصرنا الحديث، حكومة مستقيلة عن كامل دورها ومسؤولياتها، حكومة التنظير والمزايدات، لا خطة ولا رؤيا ولا مشروع إنقاذياً لديها لا في الملف السوري ولا الاقتصادي والمالي ولا بأيّ ملف». وأكد الحواط أن «لبنان ليس للبيع، ولا للإيجار».


مواصي خان يونس... «رفح جديدة» مع توافد النازحين إليها (صور)

رجل وامرأة وأطفال يركبون في الجزء الخلفي من دراجة ثلاثية العجلات محمّلة بممتلكاتهم وأشياء أخرى أثناء فرارهم متجهين إلى خان يونس (أ.ف.ب)
رجل وامرأة وأطفال يركبون في الجزء الخلفي من دراجة ثلاثية العجلات محمّلة بممتلكاتهم وأشياء أخرى أثناء فرارهم متجهين إلى خان يونس (أ.ف.ب)
TT

مواصي خان يونس... «رفح جديدة» مع توافد النازحين إليها (صور)

رجل وامرأة وأطفال يركبون في الجزء الخلفي من دراجة ثلاثية العجلات محمّلة بممتلكاتهم وأشياء أخرى أثناء فرارهم متجهين إلى خان يونس (أ.ف.ب)
رجل وامرأة وأطفال يركبون في الجزء الخلفي من دراجة ثلاثية العجلات محمّلة بممتلكاتهم وأشياء أخرى أثناء فرارهم متجهين إلى خان يونس (أ.ف.ب)

تتحول منطقة مواصي خان يونس الساحلية في جنوب قطاع غزة شيئاً فشيئاً إلى رفح جديدة بعد أن تكدست فيها أعداد هائلة من النازحين لتمتلئ الأراضي الزراعية والمستوطنات الإسرائيلية السابقة، أو ما يطلق عليها المحررات، والشوارع الرئيسية والفرعية وشاطئ البحر بالخيام.

سيارات الفلسطينيين الفاريين من رفح في شوارع خان يونس (وكالة أنباء العالم العربي)

مشاهد الخيام المتلاصقة والمناطق المكتظة بالنازحين كانت ترتبط في وقت سابق بمدينة رفح التي فرّ إليها ما يزيد على مليون فلسطيني هرباً من القصف الإسرائيلي الذي طال كل مناطق قطاع غزة، لكن مع توالي نزوح مئات الآلاف من المدينة الحدودية صوب مواصي خان يونس، التي كانت تستوعب أصلاً أعداداً كبيرة من النازحين، يشعر الفلسطينيون بأن رفح أخرى انتقلت إلى هذا الشريط الساحلي الضيق.

أبسط الأشياء كالمياه والغذاء والدواء يصعب الحصول عليها (وكالة أنباء العالم العربي)

وعلى الرغم من تشابه مشاهد التكدس بين المواصي ورفح، لكن الفارق كبير على صعيد البنية التحتية والخدمات العامة؛ فرفح مدينة تتوفر فيها مقومات الحياة العادية، وإن كانت محدودة، مثل الطرقات الممهدة وشبكات المياه والصرف الصحي والاتصالات والمؤسسات الصحية والإغاثية وغيرها.

بيد أن المواصي تفتقر لأي مقومات للحياة العادية؛ كونها منطقة زراعية بالأساس عبارة عن كثبان رملية غير ممهدة في أغلبها، ولا توجد بها أي بنية تحتية حقيقية على صعيد شبكات المياه أو الصرف الصحي وغيرها، وتعتمد بشكل أساسي على طريقين رئيسيتين، إحداهما ساحلية والأخرى داخلية أقيمتا قبل انسحاب إسرائيل من قطاع غزة في 2005.

فلسطينيون نازحون من رفح يحاولون العيش في خيام المواصى بخان يونس (وكالة أنباء العالم العربي)

ينعكس هذا الواقع على تفاصيل حياة النازحين القادمين من رفح الذين يواجهون صعوبات كبيرة في توفير احتياجاتهم من مياه الشرب أو المياه الضرورية للاستخدامات الأخرى، فضلاً عن الوصول إلى مراكز الإغاثة والصحة والخدمات والأسواق.

النازحون الذين اكتسبوا خبرة في التنقل من مكان إلى آخر منذ بداية الحرب في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، يصفون نزوحهم الجديد في المواصي بأنه الأكثر قسوة وصعوبة.

خيام في منطقة مواصي خان يونس الساحلية في جنوب قطاع غزة (وكالة أنباء العالم العربي)

ممدوح الطباطيبي الذي نزح من غرب مدينة غزة في أكتوبر إلى مخيمَي النصيرات والمغازي في وسط القطاع قبل انتقاله إلى رفح ثم مواصي خان يونس منذ أربعة أيام، يرى أن هذه المحطة هي الأصعب؛ إذ يعيش حالياً في خيمة على الطريق الساحلية دون أدنى مقومات للحياة.

نحو 300 ألف فلسطيني تم تهجيرهم قسراً من رفح الأسبوع الماضي (وكالة أنباء العالم العربي)

وفي رفح، كان الطباطيبي يعيش في منزل صغير تصله المياه مرة واحدة كل أسبوع وعلى مقربة منه الأسواق، مع توفر مركز صحي عند الطوارئ، فضلاً عن عمل شبكات الهاتف المحمول والإنترنت، بينما هو الآن في المواصي دون كل هذه الخدمات، بالإضافة إلى عدم توفر المساعدات الغذائية إلى حين البحث عن أحد مراكز الإغاثة والتسجيل فيها.

يوضح الطباطيبي (40 عاماً) أنه يقيم مع أربع عائلات أخرى في عرش صغيرة ويشتركون في مرحاض وحيد، وبالكاد يحصلون على مياه الشرب التي يخصصونها لأطفالهم بشكل أساسي.

عائلة فلسطينية داخل سيارة مدمرة في طريقها إلى خان يونس (أ.ف.ب)

وقال لـ«وكالة أنباء العالم العربي»: «أبسط الأشياء كالمياه والغذاء والدواء يصعب الحصول عليها ونضطر إلى قضاء ساعات لتوفيرها، بينما نحن في شبه عزلة عن العالم لضعف شبكات الهاتف المحمول التي تتعطل أكثر مما تعمل وانقطاع الإنترنت؛ لأنه لا توجد شبكات في المنطقة قبل الحرب».

عائلات تفرّ في شوارع خان يونس (أ.ف.ب)

الطباطيبي الأب لأربعة يتحدث عن «كذبة كبيرة» كانت تطلقها إسرائيل حول توفير مخيمات ومستشفيات ومراكز إغاثة للنازحين عندما طلبت من النازحين الفلسطينيين في بعض مناطق رفح المغادرة «لكن على أرض الواقع لا يوجد شيء».

وذكرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أن نحو 300 ألف فلسطيني تم تهجيرهم قسراً من رفح الأسبوع الماضي، لكن الأعداد الحقيقية تبدو أكبر من ذلك مع توجه عشرات الآلاف إلى مواصي خان يونس أو مدينة خان يونس التي سوى الجيش الإسرائيلي غالبيتها بالأرض.

الناشط في مجال الإغاثة هاني نبيل، الذي انتقل مع المتطوعين والعاملين معه إلى المواصي، عزا الصعوبات التي تواجه النازحين في المنطقة إلى افتقارها لمقومات الحياة الحضرية المتوفرة في المدن مثل رفح.

وحذّر الناشط الفلسطيني، الذي ينفّذ مشاريع إغاثية بتمويل من جهات خيرية خارج الأراضي الفلسطينية، من تعميق الأزمة الإنسانية إذا استمر غياب المؤسسات الإنسانية الأممية والدولية والمحلية عن منطقة المواصي، داعياً إلى توجيه الجهود نحو حفر مزيد من آبار المياه وفتح مراكز ونقاط إغاثية وطبية تتناسب مع الأعداد الهائلة من النازحين في المنطقة.