في غزة... الأمطار تفاقم معاناة النازحين وتزيد المخاوف من الأمراض

طفل فلسطيني يحاول إخراج المياه بعد هطول الأمطار بمخيم للنازحين في رفح (أ.ف.ب)
طفل فلسطيني يحاول إخراج المياه بعد هطول الأمطار بمخيم للنازحين في رفح (أ.ف.ب)
TT
20

في غزة... الأمطار تفاقم معاناة النازحين وتزيد المخاوف من الأمراض

طفل فلسطيني يحاول إخراج المياه بعد هطول الأمطار بمخيم للنازحين في رفح (أ.ف.ب)
طفل فلسطيني يحاول إخراج المياه بعد هطول الأمطار بمخيم للنازحين في رفح (أ.ف.ب)

فاقمت الأمطار الغزيرة الأوضاع الصعبة في قطاع غزة، فيما أبدى العاملون في المجال الإنساني التابعون للأمم المتحدة القلق البالغ بشأن تدهور الوضع الصحي، في ظل استمرار الغارات الإسرائيلية على شمال ووسط وجنوب القطاع، وفقاً لـ«وكالة الأنباء الألمانية».

وذكرت «وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)» أن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية قال إن كثيراً من المناطق في قطاع غزة غمرتها المياه، بما زاد من صعوبة أوضاع النازحين.

فلسطينيون يسيرون تحت المطر في مخيم للنازحين برفح جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
فلسطينيون يسيرون تحت المطر في مخيم للنازحين برفح جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

واضطُرَّ نحو 1.9 مليون شخص في غزة إلى النزوح من منازلهم، وتوجه أكثر من نصفهم إلى رفح في الجنوب التماساً للأمان، إلا أن جنوب القطاع لم يسلم أيضاً من غارات الجيش الإسرائيلي واجتياحه البري.

وتكتظ ملاجئ الأونروا بشكل كبير، إذ يقيم بها أعداد تفوق بمقدار 9 مرات قدرتها الاستيعابية، ويعيش كثيرون في الخلاء حيث يتعرضون لظروف الطقس الصعبة أو في أماكن إيواء غير مجهَّزة.

وحذّر «مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية» من صعوبة إدارة ظروف الصرف الصحي في أماكن الإيواء المكتظة.

النازحون الفلسطينيون الذين فروا من منازلهم بسبب الغارات الإسرائيلية يسيرون بجوار الخيام بعد هطول الأمطار الغزيرة في مخيمات اللاجئين (رويترز)
النازحون الفلسطينيون الذين فروا من منازلهم بسبب الغارات الإسرائيلية يسيرون بجوار الخيام بعد هطول الأمطار الغزيرة في مخيمات اللاجئين (رويترز)

ومع الفيضانات وتراكم النفايات، تؤدي تلك الظروف إلى انتشار الحشرات والبعوض والفئران، مما يسفر عن تفاقم مخاطر انتشار الأمراض.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، تم توثيق 360 ألف حالة إصابة بأمراض معدية في الملاجئ، علماً بأن الأعداد الفعلية قد تكون أعلى من ذلك.


مقالات ذات صلة

تقرير طبي يكشف سبب وفاة مراهق فلسطيني في سجن إسرائيلي: جوع حتى الموت

المشرق العربي الأسير وليد أحمد (17 عاماً) الذي توفي في سجن «مجدو» الإسرائيلي (شبكة «قدس»)

تقرير طبي يكشف سبب وفاة مراهق فلسطيني في سجن إسرائيلي: جوع حتى الموت

أشار تقرير طبي إلى أن الجوع هو السبب الرئيسي في وفاة مراهق فلسطيني توفي بسجن إسرائيلي، وفقاً لطبيب إسرائيلي أشرف على تشريح الجثة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
شمال افريقيا لقاء عبد العاطي وفد حركة «فتح» الفلسطينية في القاهرة (الخارجية المصرية)

مصر تجدد رفضها لـ«التهجير» ومحاولات تقويض وحدة الأراضي الفلسطينية

أكدت مصر «التأكيد على موقفها الرافض لتهجير الفلسطينيين من أرضهم»، وحذرت من عواقب استمرار الصمت الدولي المخزي تجاه ما يجري في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
تحليل إخباري وزير الخارجية المصري خلال لقائه وفداً من حركة «فتح» الفلسطينية في القاهرة (الخارجية المصرية)

تحليل إخباري «هدنة غزة» أمام فرصة جديدة مع «حل وسط» مصري

مقترح مصري جديد يدخل على خط الجمود الحالي بمفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وسط تصعيد إسرائيلي متواصل منذ نحو 3 أسابيع عقب انهيار الهدنة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
المشرق العربي فلسطينيون يتفقدون الأضرار التي لحقت بمدرسة يلجأ إليها النازحون بعد قصف إسرائيلي في مدينة غزة (رويترز) play-circle

مع استمرار الحصار... «الصحة العالمية» تحذر من التدهور السريع للوضع في غزة

حذرت المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية في شرق البحر المتوسط حنان بلخي، اليوم (السبت)، من أن الوضع في غزة يتدهور بوتيرة سريعة مع استمرار الحصار.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي فلسطينيون يتنقلون مع أمتعتهم في أحد شوارع قطاع غزة (أ.ف.ب) play-circle

«الأونروا»: 1.9 مليون شخص تشردوا قسرياً في غزة

أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) اليوم (السبت) أن 1.9 مليون شخص تشردوا قسرياً في قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (غزة)

تقرير طبي يكشف سبب وفاة مراهق فلسطيني في سجن إسرائيلي: جوع حتى الموت

الأسير وليد أحمد (17 عاماً) الذي توفي في سجن «مجدو» الإسرائيلي (شبكة «قدس»)
الأسير وليد أحمد (17 عاماً) الذي توفي في سجن «مجدو» الإسرائيلي (شبكة «قدس»)
TT
20

تقرير طبي يكشف سبب وفاة مراهق فلسطيني في سجن إسرائيلي: جوع حتى الموت

الأسير وليد أحمد (17 عاماً) الذي توفي في سجن «مجدو» الإسرائيلي (شبكة «قدس»)
الأسير وليد أحمد (17 عاماً) الذي توفي في سجن «مجدو» الإسرائيلي (شبكة «قدس»)

أشار تقرير طبي إلى أن الجوع هو السبب الرئيسي في وفاة مراهق فلسطيني توفي بسجن إسرائيلي، وفقاً لطبيب إسرائيلي أشرف على تشريح الجثة.

وأفاد تقرير كتبه الدكتور دانيال سولومون، الذي أشرف على تشريح الجثة الذي أجراه خبراء إسرائيليون بناءً على طلب عائلة الصبي، بأن وليد أحمد، البالغ من العمر 17 عاماً، الذي احتُجز لمدة 6 أشهر دون توجيه تهمة إليه، عانى من سوء تغذية حاد، كما ظهرت عليه علامات التهاب القولون والجرب.

وحصلت وكالة «أسوشييتد برس» على نسخة من تقرير سولومون من العائلة. لم يخلص التقرير إلى سبب الوفاة، لكنه قال إن أحمد كان في حالة فقدان شديد للوزن وهزال عضلي. كما أشار التقرير إلى أن أحمد قد اشتكى إلى السجن من عدم كفاية الطعام منذ ديسمبر (كانون الأول) على الأقل، مستشهداً بتقارير من العيادة الطبية في السجن.

واعتقل أحمد يوم 30 سبتمبر (أيلول) الماضي من منزله في بلدة سلواد شرقي رام الله، وظل محتجزاً حتى وفاته في 22 مارس (آذار).

وتوفي أحمد الشهر الماضي بعد انهياره في سجن مجدو الإسرائيلي وارتطام رأسه، حسبما قال مسؤولون فلسطينيون، مستشهدين بروايات شهود عيان من سجناء آخرين. وقالت مصلحة السجون الإسرائيلية إنه تم تعيين فريق للتحقيق في وفاة أحمد، وسيتم إرسال نتائج التحقيق إلى السلطات المختصة.

الفتى الفلسطيني وليد أحمد (هيئة شؤون الأسرى والمحررين)
الفتى الفلسطيني وليد أحمد (هيئة شؤون الأسرى والمحررين)

وأحمد هو أصغر سجين فلسطيني يموت في سجن إسرائيلي منذ بدء حرب غزة، وفقاً لمنظمة «أطباء من أجل حقوق الإنسان» في إسرائيل، التي وثقت وفيات السجناء الفلسطينيين. وقالت عائلة أحمد إنه تم احتجازه من منزله في الضفة الغربية المحتلة خلال مداهمة قبل الفجر في سبتمبر بتهمة إلقاء الحجارة على الجنود.

«هيئة شؤون الأسرى»: لم يحصل على كمية كافية من الطعام

وقالت «هيئة شؤون الأسرى والمحررين» التابعة لـ«منظمة التحرير الفلسطينية» و«نادي الأسير» في بيان مشترك: «أظهرت الفحوص وجود انتفاخ هوائي، وتكتلات هوائية كثيفة تمتد إلى غشاء القلب، والرقبة وجدار الصدر والبطن والأمعاء، إلى جانب وجود ضمور شديد، وبطن غائر، وغياب تام لكتلة العضلات والدهون تحت الجلد في الجزء العلوي من الجسم والأطراف». وأضاف البيان أن التشريح كشف أيضاً عن «وجود بقع عدة من الطفح الجلدي الناتج عن إصابته بالجرب، وتحديداً على الأطراف السفلية، ومناطق أخرى من جسده».

وجاء في البيان المشترك أن الوفاة حدثت رغم «معاينة وليد في شهر ديسمبر 2024، وشهر فبراير (شباط) 2025، إثر إصابته بمرض الجرب، ومعاينته مرة أخرى لشكواه بعدم حصوله على كمية طعام كافية». وأضاف البيان أنه لم ينقل لعيادة السجن سوى يوم 22 مارس بعدما فقد الوعي حيث «فشلت محاولة إنعاشه»، وتم الإعلان عن وفاته، حسبما نقلت وكالة «رويترز» للأنباء.

آراء طبية تؤكد معاناته من الجوع

إلى ذلك، أكدت محامية عائلة أحمد، نادية دقة، لوكالة «أسوشييتد برس»، أن سليمان، وهو جراح جهاز هضمي، قد حصل على إذن بمراقبة التشريح من قِبَل محكمة مدنية إسرائيلية.

ووفقاً لتقرير الدكتور سليمان، فإن تشريح الجثة أظهر أن أحمد ربما عانى من التهاب في الأمعاء الغليظة، وهي حالة تعرف باسم التهاب القولون التي يمكن أن تسبب الإسهال المتكرر، ويمكن أن تسهم في الوفاة في بعض الحالات. لكنّ خبراء طبيين قالوا إن التهاب القولون لا يسبب عادةً الوفاة لدى المرضى الصغار، ومن المرجح أنه تفاقم بسبب سوء التغذية الحاد، وفقاً للوكالة الأميركية.

واجهة سجن «مجدو» الإسرائيلي (أرشيفية - رويترز)
واجهة سجن «مجدو» الإسرائيلي (أرشيفية - رويترز)

قالت الدكتورة لينا قاسم حسن، رئيسة مجلس إدارة «منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان» في إسرائيل، التي راجعت التقرير بناءً على طلب وكالة «أسوشييتد برس»: «لقد عانى (أحمد) من الجوع الذي أدى إلى سوء تغذية حاد، بالإضافة إلى التهاب القولون غير المعالج الذي تسبب في الجفاف واضطرابات في مستويات الأملاح في دمه، مما قد يؤدي إلى اضطرابات في معدل ضربات القلب والوفاة». وأضافت لينا حسن أن النتائج أشارت إلى إهمال طبي تفاقم بسبب عدم قدرة أحمد على مكافحة المرض أو العدوى بسبب سوء التغذية والضعف الذي كان يعاني منه.

وقال فراس الجبريني، محامي أحمد، إن السلطات الإسرائيلية رفضت طلباته لزيارة موكله في السجن، لكن ثلاثة سجناء محتجزين هناك أخبروه أن أحمد عانى من إسهال شديد وقيء وصداع ودوار قبل وفاته. وقال المحامي إنهم يشتبهون في أن سبب ذلك هو المياه الملوثة، بالإضافة إلى الجبن والزبادي الذي أحضره حراس السجن في الصباح وظل في الخارج طوال اليوم بينما كان المعتقلون صائمين في شهر رمضان.

وفي سياق متصل، قال الدكتور آرن ستراي بيدرسن، أستاذ الطب الشرعي بجامعة أوسلو في النرويج، الذي لم يشارك في تشريح الجثة، لوكالة «أسوشييتد برس»، إن التقرير يشير إلى وجود فترة طويلة من سوء التغذية والمرض استمرت لبضعة أسابيع أو أشهر على الأقل. وأضاف: «بناءً على التقرير، أفسر السبب الكامن وراء الوفاة على أنه هزال».

وذكر التقرير أيضاً أنه لوحظت طفح جلدي ناتج عن الجرب على ساقيه ومنطقة الأعضاء التناسلية. وأضاف التقرير أنه كان هناك أيضاً هواء بين رئتيه امتد إلى رقبته وظهره، مما قد يسبب العدوى. وأضاف أن الهواء يمكن أن يأتي من تمزقات صغيرة في الرئتين، والتي يمكن أن تحدث بسبب القيء الشديد أو السعال.

عائلة أحمد لم تستلم شهادة وفاته

وقالت عائلة أحمد إنه كان طالباً في المدرسة الثانوية يتمتع بصحة جيدة، وكان يستمتع بلعب كرة القدم قبل احتجازه. وقال والده، خالد أحمد، إن ابنه حضر أربع جلسات استماع قصيرة في المحكمة عبر الفيديو، ولاحظ في إحداها، في فبراير، أن ابنه بدا في حالة صحية سيئة. قال أحمد الأكبر، الجمعة، إن العائلة لم تستلم بعدُ شهادة وفاة من إسرائيل، ويأملون أن يساعد تقرير الدكتور سليمان في إعادة جثمان ابنه إلى الوطن. وأضاف: «سنطالب بجثمان ابننا لدفنه. ما يحدث في السجون الإسرائيلية مأساة حقيقية، إذ لا قيمة للحياة».

أوضاع قاسية للمحتجزين الفلسطينيين

وتقول جماعات حقوق الإنسان إن هناك انتهاكات واسعة النطاق في السجون الإسرائيلية، وفي مرافق الاحتجاز الإسرائيلية، التي تحتجز آلاف الفلسطينيين الذين تم اعتقالهم بعد هجوم «حماس» في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 الذي أشعل الحرب في قطاع غزة.

وتقول السلطة الفلسطينية إن إسرائيل تحتجز جثث 72 أسيراً فلسطينياً لقوا حتفهم في السجون الإسرائيلية، من بينهم 61 لقوا حتفهم منذ بداية الحرب. وكثيراً ما تحتفظ إسرائيل بجثث القتلى الفلسطينيين، متعللة بأسباب أمنية أو من أجل الضغط السياسي. وقال معتقلون سابقون لوكالة «أسوشييتد برس»، إن الأوضاع في السجون الإسرائيلية قد تدهورت منذ بدء الحرب. ووصفوا الضرب والاكتظاظ الشديد والرعاية الطبية غير الكافية وتفشي الجرب وسوء الظروف الصحية.

ويشتكي المعتقلون الفلسطينيون المفرج عنهم من السجون الإسرائيلية خلال الفترة الماضية من عدم وجود طعام كافٍ، إضافة إلى الازدحام في غرف الحبس، وتكشف صور لمعتقلين قبل اعتقالهم وبعد الإفراج عنهم عن نقص واضح في أوزانهم.

وقال ناجي عباس، رئيس قسم الأسرى والمعتقلين في منظمة «أطباء من أجل حقوق الإنسان» في إسرائيل، إن سجن مجدو، وهو منشأة أمنية مشددة يُحتجز فيها العديد من المعتقلين الفلسطينيين، بمن فيهم المراهقون، دون تهمة، يُعدُّ من أقسى السجون.

وأكدت مصلحة السجون الإسرائيلية أنها تعمل وفقاً للقانون، وأن جميع السجناء يتمتعون بحقوقهم الأساسية، وفق ما ذكرته وكالة «أسوشييتد برس».

وتشير الإحصاءات الفلسطينية الرسمية إلى أن إسرائيل تعتقل في سجونها ما يقرب من «عشرة آلاف فلسطيني بينهم 350 طفلاً و26 أسيرة».