عبد الله الثاني: لن يكون هناك أي حل للقضية الفلسطينية على حساب المملكة

الأردن... التزام بإضراب غزة وخسارات في الاقتصاد

الملك عبد الله الثاني خلال لقائه رؤساء هيئة الأركان المشتركة ومديري الأجهزة الأمنية المتقاعدين (الديوان الملكي)
الملك عبد الله الثاني خلال لقائه رؤساء هيئة الأركان المشتركة ومديري الأجهزة الأمنية المتقاعدين (الديوان الملكي)
TT

عبد الله الثاني: لن يكون هناك أي حل للقضية الفلسطينية على حساب المملكة

الملك عبد الله الثاني خلال لقائه رؤساء هيئة الأركان المشتركة ومديري الأجهزة الأمنية المتقاعدين (الديوان الملكي)
الملك عبد الله الثاني خلال لقائه رؤساء هيئة الأركان المشتركة ومديري الأجهزة الأمنية المتقاعدين (الديوان الملكي)

أكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، أنه «لن يكون هنالك أي حل للقضية الفلسطينية على حساب المملكة»، مشدداً على أن الأردن «واثق بنفسه وقوي بوعي شعبه وبقوة جيشه وأجهزته الأمنية».

وجدد الملك عبد الله الثاني، يوم الاثنين، خلال لقائه رؤساء هيئة الأركان المشتركة وعدداً من مديري الأجهزة الأمنية المتقاعدين، التأكيد على أن «قوة الأردن ومنعته سياسياً واقتصادياً وأمنياً هي قوة للأشقاء الفلسطينيين»، وأن «مسؤوليتنا جميعاً تغليب مصلحته العليا وحمايته».

وبينما أشاد عبد الله الثاني بتماسك الجبهة الداخلية، داعياً إلى عدم الالتفات إلى «الأصوات التي تحاول إبعادنا عن خدمة أشقائنا والدفاع عنهم»، أكد وقوف المملكة إلى جانب الشعب الفلسطيني في صموده على أرضه.

وأعاد الملك عبد الله الثاني التأكيد على موقف الأردن الثابت بضرورة الوقف الفوري للحرب على غزة وحماية المدنيين، «وإيصال المساعدات بشكل كافٍ ومستدام للأهل في غزة، للتخفيف من الوضع المأساوي بالقطاع»، مشدداً على أهمية تكثيف الجهود العربية وتوحيدها للضغط لوقف إطلاق النار في غزة، والدفع بإيجاد أفق سياسي لحل القضية الفلسطينية على أساس «حل الدولتين»، ونيل الأشقاء الفلسطينيين كامل حقوقهم المشروعة.

وتابع أن الأردن حذّر منذ اليوم الأول من عملية التهجير، وعدّها «خطاً أحمر»؛ لأن «هذا بالنسبة لنا تصفية للقضية الفلسطينية»، مشيداً بدور الشقيقة مصر بهذا الخصوص.

وأعاد الملك التأكيد على رفضه أي محاولات للفصل بين الضفة الغربية وقطاع غزة، فهما امتداد للدولة الفلسطينية الواحدة، لافتاً إلى أن المساعدات التي تقدمها المملكة إلى الأشقاء الفلسطينيين مستمرة، ومنها الخدمات الطبية من خلال مستشفيين عسكريين في قطاع غزة، وآخر في نابلس، فضلاً عن المحطتين الطبيتين في رام الله وجنين.

التزام بالإضراب

إلى ذلك، التزم أردنيون الاثنين بالدعوة لتنفيذ إضراب عام في البلاد، بعد إعلانات متلاحقة من شركات ومراكز تسوق كبرى أنها ستغلق أبوابها تضامناً مع الدعوة، واحتجاجاً على العدوان الإسرائيلي على غزة بدعم أميركي، وسقوط أكثر من 18 ألف شهيد نصفهم من النساء والأطفال، وتسجيل آلاف الجرحى في القطاع.

إضراب الأردن تلبية لدعوة شعبية في العالم لنصرة غزة (الشرق الأوسط)

وبين مؤيد ومعارض، طالبت الحكومة الأردنية بعدم التوجه لخيار الإضراب، مقابل اقتطاع قيمة أجر يوم عمل من العاملين وجمعها كتبرعات ليتم جمع مساعدات طبية وغذائية لسكان قطاع غزة، في ظل ما تعده عمان الرسمية اقتراب تسجيل «كارثة إنسانية» أمام نقص فادح بالمواد الغذائية وبدء انتشار الأوبئة والأمراض نتيجة نقص المياه ومتطلبات الحياة اليومية الأساسية.

إضراب المحال التجارية في الأردن

وتأثرت الحركة الشرائية في البلاد وسط تراجع ملحوظ في مستوى أزمات السير المعتادة في البلاد، في حين شن نشطاء على منصات التواصل الاجتماعي هجوماً على أصحاب المطاعم والمحال والنشاطات التجارية الذين لم يلتزموا بالدعوة لتنفيذ الإضراب، وسط مخاوف تجار من وضعهم على قائمة المقاطعة للسلع التي يقدمونها، خصوصاً في ظل النجاح الذي حققته دعوات المقاطعة لسلاسل المحال صاحبة العلامات التجارية الأميركية والأوروبية في المملكة.


مقالات ذات صلة

تركيا: استهداف إسرائيل لـ«حماس» و«حزب الله» غايته إجبار الفلسطينيين على الهجرة

شؤون إقليمية وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (الخارجية التركية)

تركيا: استهداف إسرائيل لـ«حماس» و«حزب الله» غايته إجبار الفلسطينيين على الهجرة

أكدت تركيا أن هدف إسرائيل الرئيسي من ضرب حركة «حماس» في غزة و«حزب الله» في لبنان هو جعل الفلسطينيين غير قادرين على العيش في أرضهم وإجبارهم على الهجرة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (الخارجية التركية)

تركيا تحذّر إسرائيل من توسيع حربها

حذر وزير الخارجية التركي هاكان فيدان من توسيع إسرائيل حربها في المنطقة قائلاً إن هناك دولاً أخرى ستواجه اعتداءاتها.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
خاص رئيس الوزراء الفلسطيني خلال المقابلة في الرياض الأحد (تصوير: تركي العقيلي) play-circle 02:05

خاص رئيس الوزراء الفلسطيني لـ«الشرق الأوسط»: نمد يدنا إلى ترمب للانخراط في سلام جاد

أكد رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى مد اليد إلى إدارة دونالد ترمب «للانخراط في سلام جاد»، مشيداً بالدور السعودي القيادي في الدفع بحل الدولتين.

غازي الحارثي (الرياض)
تحليل إخباري مواطنون عرب في إسرائيل يحيون ذكرى يوم الأرض في شمال الجليل مارس 2022 (أ.ف.ب)

تحليل إخباري خبراء خيَّروا الإسرائيليين والفلسطينيين بين الحرب أو «الدولتين»... فكيف أجابوا؟

بعد نحو شهر على استطلاع أظهر أن 68 في المائة من اليهود في إسرائيل يعارضون إقامة دولة فلسطينية، كُشفت مؤخراً جوانب أخرى في الاستطلاع.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
الخليج الخارجية السعودية أكّدت أهمية انخراط الدول المشاركة باجتماع «تحالف حل الدولتين» برعاية المسار السياسي (واس) play-circle 01:32

السعودية تحث على تسريع الاعتراف بفلسطين... والانضمام لـ«تحالف حل الدولتين»

جددت السعودية، الخميس، دعوتها «لجميع الدول المحبة للسلام إلى الانضمام للتحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين»، وحثت على تسريع الاعترافات الدولية بدولة فلسطين.

غازي الحارثي (الرياض)

سكان غزة يشعرون بالخوف بعد ظهور احتمال التوصل لاتفاق بين إسرائيل و«حزب الله»

فلسطينيون يتجمعون في موقع غارة إسرائيلية على منزل في قطاع غزة (رويترز)
فلسطينيون يتجمعون في موقع غارة إسرائيلية على منزل في قطاع غزة (رويترز)
TT

سكان غزة يشعرون بالخوف بعد ظهور احتمال التوصل لاتفاق بين إسرائيل و«حزب الله»

فلسطينيون يتجمعون في موقع غارة إسرائيلية على منزل في قطاع غزة (رويترز)
فلسطينيون يتجمعون في موقع غارة إسرائيلية على منزل في قطاع غزة (رويترز)

منبوذون بالعراء وخائفون يترقبون، هكذا يشعر الفلسطينيون في غزة، وهم أيضاً يخشون أن تصب إسرائيل كامل قوتها العسكرية على القطاع، بعد ظهور احتمال التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله» اللبناني، دون بارقة في الأفق تبشر بالتوصل إلى اتفاق مماثل مع حركة «حماس» في القطاع.

وبدأ «حزب الله» المدعوم من إيران في إطلاق الصواريخ على إسرائيل تضامناً مع «حماس»، بعد أن هاجمت الحركة الفلسطينية إسرائيل في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، مما أدى إلى اندلاع حرب غزة.

وتصاعدت أعمال القتال في لبنان بشدة الشهرين الماضيين، مع تكثيف إسرائيل ضرباتها الجوية، وإرسالها قوات برية إلى جنوب لبنان، بينما واصل «حزب الله» إطلاق الصواريخ على إسرائيل.

وإسرائيل مستعدة الآن فيما يبدو للموافقة على خطة أميركية لوقف إطلاق النار مع «حزب الله»، حين تجتمع حكومتها، اليوم (الثلاثاء). كما أعرب وزير الخارجية والمغتربين اللبناني عبد الله بو حبيب عن أمله في التوصل إلى وقف لإطلاق النار بحلول ليل الثلاثاء.

وتنصب الجهود الدبلوماسية على لبنان، ولذا خاب أمل الفلسطينيين في المجتمع الدولي، بعد 14 شهراً من الصراع الذي دمر قطاع غزة، وأسفر عن مقتل أكثر من 44 ألف شخص.

وقال عبد الغني، وهو أب لخمسة أطفال اكتفى بذكر اسمه الأول: «هذا يُظهِر أن غزة يتيمة، من دون أي دعم ولا رحمة من قِبَل العالم الظالم»، مضيفاً: «أنا أشعر بالغضب تجاه العالم اللي فشل في أنه يعمل حل للمشكلة في المنطقتين سوا... يمكن أنه يكون في صفقة جاية لغزة، بقول يمكن».

وسيشكل وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله» دون التوصل إلى اتفاق في غزة ضربة موجعة لـ«حماس» التي تشبث قادتها بأمل أن يؤدي توسع الحرب إلى لبنان إلى الضغط على إسرائيل، للتوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار. وكان «حزب الله» يصر على أنه لن يوافق على وقف إطلاق النار قبل انتهاء الحرب في غزة، ولكنه تخلى عن هذا الشرط.

وقال تامر البرعي، وهو رجل أعمال من مدينة غزة نزح عن منزله مثل أغلب سكان غزة: «إحنا خايفين؛ لأنه الجيش الآن راح يكون له مطلق الحرية في غزة، وسمعنا قيادات في الجيش الإسرائيلي بتقول إنه بعد استتباب الهدوء في لبنان، القوات الإسرائيلية راح يتم إعادتها لتواصل العمل في غزة».

وأضاف: «كان عِنَّا (لدينا) أمل كبير أنه (حزب الله) يظل صامداً حتى النهاية؛ لكن يبدو أنه ما قدروش، لبنان يتدمر والدولة بتنهار والقصف الإسرائيلي توسع لما بعد الضاحية الجنوبية».

وقد يترك الاتفاق مع لبنان بعض قادة «حزب الله» في مواقعهم، بعد أن اغتالت إسرائيل أمين عام الحزب حسن نصر الله وخليفته؛ لكن إسرائيل تعهدت بالقضاء التام على «حماس».

وقالت زكية رزق (56 عاماً) وهي أم لستة أطفال: «بيكفي، بيكفي، إحنا تعبنا، قديش كمان (كم أيضاً) لازم يموت لتوقف الحرب؟ الحرب في غزة لازم توقف، الناس عمالة بتنباد (تتعرض للإبادة) وبيتم تجويعهم وقصفهم كل يوم».