هدنة غزة تسير بسلاسة مع بدء عملية تبادل الأسرى

تدفقت شاحنات المساعدات الغذائية والطبية والوقود إلى جنوب قطاع غزة

قافلة الرهائن المفرج عنهم من قبل حركة «حماس» لدى وصولها إلى معبر رفح الجمعة (د.ب.أ)
قافلة الرهائن المفرج عنهم من قبل حركة «حماس» لدى وصولها إلى معبر رفح الجمعة (د.ب.أ)
TT

هدنة غزة تسير بسلاسة مع بدء عملية تبادل الأسرى

قافلة الرهائن المفرج عنهم من قبل حركة «حماس» لدى وصولها إلى معبر رفح الجمعة (د.ب.أ)
قافلة الرهائن المفرج عنهم من قبل حركة «حماس» لدى وصولها إلى معبر رفح الجمعة (د.ب.أ)

صمدت الهدنة الإنسانية في يومها الأول في قطاع غزة، وسارت بسلاسة وهدوء بعد 48 يوماً من القصف والقتل والتدمير المتواصل بلا توقف.

وفيما تنفس الغزيون الصعداء، أطلقت حركة «حماس» سراح 13 من المحتجزين النساء والأطفال الإسرائيليين، إضافة إلى 10 تايلانديين ومواطن فلبيني، وسلمتهم إلى «الصليب الأحمر» الذي سلمهم بدوره إلى مصر قبل أن تتسلمهم إسرائيل. وفي المقابل، أطلقت تل أبيب سراح 39 من الأسرى النساء والأطفال، لكن في وقت متأخر من يوم الجمعة، وهي الصفقة التي تعد البند الأساسي في الهدنة.

والتزمت «حماس» بتسليم النساء والأطفال الإسرائيليين عند الساعة الرابعة عصر الجمعة، في وقت كانت فيه إسرائيل قد جمعت 39 من الأسرى الفلسطينيين في سجن «عوفر» للإفراج عنهم، بينهم 24 أسيرة من سجن «الدامون» و15 «أسيراً» من سجن «مجدو»، وذلك وفق صفقة التبادل التي تنص على إطلاق 3 فلسطينيين مقابل كل إسرائيلي.

جانب من عملية نقل الرهائن الذين أفرجت عنهم حركة «حماس» عند معبر رفح الجمعة (رويترز)

وإضافة إلى صفقة التبادل مع إسرائيل، أطلقت حماس سراح 10 مواطنين تايلانديين ومواطن فلبيني، في اتفاق منفصل لا علاقة له بإسرائيل، ورعته قطر.

وكان مقاتلون من «حماس» وفصائل أخرى اقتادوا العمال التايلانديين الذي كانوا في منطقة غلاف غزة عند بدء هجوم «حماس» في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) إلى قطاع غزة دون التحقق من هوياتهم.

وعلى الرغم من أن الإسرائيليين الـ13 بينهم مزدوجو الجنسية لكن لم تشمل الدفعة الأولى أي رهائن أميركيين، ويفترض أن تشملهم دفعات أخرى في الأيام الثلاثة المقبلة.

عناصر من الشرطة الإسرائيلية عند مدخل سجن عوفر قبل البدء في إطلاق الأسرى الفلسطينيين الجمعة (د.ب.أ)

ووفق اتفاق الهدنة يفترض أن تطلق «حماس» سراح 50 امرأة وطفلاً إسرائيلياً مقابل 150 أسيرًا فلسطينيًّا خلال 4 أيام بدأت يوم الجمعة، كل يوم 13 من غزة، مقابل 39 من الأسرى الفلسطينيين، ثم يمكن تمديد الهدنة إذا استطاعت «حماس» تسليم أسرى آخرين غير المتفق عليهم، وهم أسرى لدى فصائل وجهات أخرى في غزة، بواقع يوم هدنة إضافي لكل 10 أسرى جدد.

وفي العملية التي أطلقت عليها إسرائيل اسم «أبواب السماء»، تم تسلم 13 من الأسرى الإسرائيليين في ظل تعتيم شديد، ونقلوا في 4 مروحيات لأربعة مشافٍ للفحوصات، بينما كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت ورئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنغبي يتابعون العملية من مقر وزارة الدفاع في تل أبيب. وينتظر أن يخضعهم «الشاباك» في وقت لاحق لاستجواب حول ظروف احتجازهم.

دمار واسع في أول أيام الهدنة بمدينة غزة (أ.ب)

وقالت مصادر إسرائيلية إنهم بعد تسلم محتجزيهم، الجمعة، ينتظرون قائمة من «حماس» بالأسماء الذين سيطلق سراحهم السبت. وبعد أن تسلمت إسرائيل محتجزيها اضطر الفلسطينيون إلى الانتظار عدة ساعات قبل إطلاق سراح أسراهم.

ومنعت القوات الإسرائيلية الفلسطينيين من التجمع في نقاط قريبة قرب سجن عوفر القريب من رام الله، وأطلقت الرصاص وقنابل الغاز تجاههم، ما أدى إلى إصابة فتيين بالرصاص. وتبادل الأسرى هو الأساس في الهدنة الإنسانية الحالية، التي شملت كذلك إدخال شاحنات مساعدات ووقود، وتوقف الأعمال العسكرية والطيران في سماء غزة.

أبنية مدمرة جراء الغارات الإسرائيلية على مدينة غزة (أ.ب)

وتدفقت شاحنات المساعدات الغذائية والطبية، والوقود، وغاز الطهي إلى جنوب قطاع غزة الجمعة، ومن ثم إلى شمال القطاع، وتوقفت الطائرات عن التحليق في جنوب قطاع غزة، وامتنعت عن ذلك 6 ساعات في شمال القطاع من الساعة العاشرة صباحاً حتى الرابعة مساءً، وفق بنود الاتفاق.

وكان جيش الاحتلال قد حذّر سكان مناطق جنوب قطاع غزة والنازحين إليها من التوجه إلى المناطق الشمالية ومدينة غزة خلال الهدنة الإنسانية المؤقتة بوصفها مناطق قتال خطرة، وأن الحرب لم تنته. وحافظ الجيش الإسرائيلي على وجوده في مناطق واسعة في شمال القطاع، وانسحب من مناطق أخرى، في إعادة تموضع، بعدما كثف قصفه قبل دخول الهدنة حيز التنفيذ، وفجّر أنفاقاً تحت مجمع «الشفاء» الطبي بمدينة غزة.

وأكد وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين أن حكومته ستستأنف حربها ضد قطاع غزة بعد انتهاء الهدنة، حتى تصفية حركة «حماس»، واستعادة جميع الأسرى الإسرائيليين.

لكن رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية، تعهد بكسر إسرائيل. وقال هنية: «إن المقاومة تمكّنت من مواجهة الاحتلال وكسر إرادته وإفشال مخططاته رغم الألم الكبير»، مضيفاً في كلمة مسجلة يوم الجمعة: «لن نغادر مواقعنا أو نتخلى عن مسؤولياتنا تجاه أبناء شعبنا قبل وفي أثناء وبعد المعركة، ونؤكد تمسّكنا بوحدة الشعب والأرض والمصير».


مقالات ذات صلة

حرب غزة: أكثر من 7 آلاف مجزرة إسرائيلية... و1400 عائلة مُحيت من السجلات

المشرق العربي صبي جريح يجلس في مستشفى شهداء الأقصى عقب تعرضه للإصابة في غارة جوية إسرائيلية في مخيم البريج وسط غزة (إ.ب.أ)

حرب غزة: أكثر من 7 آلاف مجزرة إسرائيلية... و1400 عائلة مُحيت من السجلات

أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة أن «قوات الاحتلال ارتكبت 7160 مجزرة بحق العائلات الفلسطينية في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر».

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي تصاعد دخان كثيف وألسنة لهب جراء غارة جوية إسرائيلية استهدفت مبنى في الطيونة ببيروت الاثنين 25 نوفمبر 2024 (أ.ب)

واشنطن وباريس: محادثات وقف النار في لبنان حققت تقدماً كبيراً

قال البيت الأبيض، الاثنين، إن المناقشات التي أجرتها الحكومة الأميركية بشأن وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل إيجابية، وتمضي في الاتجاه الصحيح.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي الدخان يتصاعد بعد غارة جوية إسرائيلية على مخيم النصيرات بوسط قطاع غزة (د.ب.أ) play-circle 01:47

موجة نزوح جديدة في غزة... وإصابة مدير مستشفى «كمال عدوان» بقصف إسرائيلي

أفادت وزارة الصحة في غزة، الأحد، بارتفاع عدد قتلى الحرب الإسرائيلية على القطاع إلى 44 ألفاً و211 وإصابة 104 آلاف و567 منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل خلال مؤتمر صحافي في بيروت (رويترز)

بوريل: لبنان على شفير الانهيار

حذّر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، الأحد، من بيروت، بأن لبنان بات «على شفير الانهيار»، بعد شهرين من المواجهة المفتوحة بين «حزب الله» وإسرائيل.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي أحد أفراد الدفاع المدني يسير بين أنقاض موقع دمرته غارة إسرائيلية ببيروت (رويترز)

الجيش الإسرائيلي يهاجم أهدافاً في البقاع... ويطالب سكان قرى جنوبية بإخلائها

قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، إن الجيش هاجم بنى عسكرية مجاورة لمعبر جوسية الحدودي شمال البقاع، التي قال إن «حزب الله» اللبناني يستخدمها.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

كردستان يرد على صهر صدام: إيران لم تقصف حلبجة بالكيماوي

معرض عن ذكرى قصف حلبجة بالسلاح الكيماوي عام 1988 (أ.ف.ب)
معرض عن ذكرى قصف حلبجة بالسلاح الكيماوي عام 1988 (أ.ف.ب)
TT

كردستان يرد على صهر صدام: إيران لم تقصف حلبجة بالكيماوي

معرض عن ذكرى قصف حلبجة بالسلاح الكيماوي عام 1988 (أ.ف.ب)
معرض عن ذكرى قصف حلبجة بالسلاح الكيماوي عام 1988 (أ.ف.ب)

تفاعلت أوساط عراقية مع المقابلة التي أجرتها «الشرق الأوسط» مع جمال مصطفى، صهر الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وسكرتيره الثاني.

وردّاً على قوله إن إيران قصفت مدينة حلبجة (شمال العراق) بالسلاح الكيماوي نهاية الثمانينات، أصدرت حكومة إقليم كردستان بيان تكذيب، شدّدت فيه على أن «ما قاله صهر الديكتاتور العراقي السابق (صدام حسين) ملفق، وعارٍ عن الصحة».

رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني (إعلام حكومي)

وجاء في بيان لمكتب رئيس حكومة كردستان، مسرور بارزاني، أنه «في مقابلة مع صحيفة (الشرق الأوسط) أطلق شخص يُدعى جمال مصطفى التكريتي، صهر الديكتاتور العراقي السابق، ادعاءً يُنكر فيه الهجوم الكيماوي الذي اقترفه النظام البعثي السابق على حلبجة، وتمادى في ادعائه، ناسباً تصريحاً باطلاً لرئيس حكومة إقليم كردستان، مسرور بارزاني، بأن (طائرتين إيرانيتين قصفتا حلبجة)».

وقال مكتب بارزاني: «إن رئيس حكومة الإقليم لم يسبق أن أدلى بمثل هذا التصريح»، وشدد البيان على أن «مرتكبي الهجوم الكيماوي على حلبجة هو النظام العراقي السابق نفسه، وكل الأدلة تُثبت قطعاً أنه مَن اقترف هذه الجريمة».

وكان جمال مصطفى قد قال في المقابلة التي أجراها مع رئيس تحرير «الشرق الأوسط»، غسان شربل، إن «إيران هي مَن قصفت حلبجة»، والشاهد على ذلك قبل فترة غير بعيدة، مسرور بارزاني، رئيس وزراء كردستان الذي أعلن «أن طائرتين إيرانيتين قصفتا حلبجة قبل دخول الإيرانيين إليها».

وتعرضت حلبجة في 16 مارس (آذار) 1988، إلى القصف بالأسلحة الكيماوية، ما أدى إلى مقتل أكثر من 5 آلاف من مواطنيها، وإصابة ضعف هذا العدد، كثير منهم يعاني حتى اليوم من تأثيرات الغازات السامة، وفقاً لمؤسسات حكومية ومدنية في كردستان.

وفي يناير (كانون الثاني) 2010 حُكم بالإعدام على علي حسن المجيد، الملقب بـ«علي الكيماوي»، ابن عم صدام حسين، ونفذ فيه الحكم لمسؤوليته عن «مجزرة» حلبجة.

جمال مصطفى مع رئيس التحرير غسان شربل خلال المقابلة

وتفاعل مدونون في مواقع التواصل الاجتماعي مع تصريحات صهر صدام عن زعيم حزب «السيادة»، خميس الخنجر.

وقال مصطفى، إن المحققين (خلال فترة احتجازه) حاولوا تلفيق تهمة، مفادها أنه «أعطى قبل الاحتلال، خميس الخنجر، مائتين وخمسين مليون دولار، وقالوا له: إذا لم تعترف بذلك ستبقى في السجن طيلة عمرك».

وأكد صهر صدام، أن هذا «الادعاء لا أساس له من الصحة، رغم أنه كان على علاقة بالخنجر» بحكم «اهتمامه بملف العشائر».

واستعاد مدونون الجدل حول محاكمة أركان النظام السابق، في حين شكك عدد منهم في تصريحات جمال مصطفى حول تلك الحقبة.

وجمال مصطفى التكريتي، ضابط برتبة مقدم في الجيش العراقي، وعُيّن في جهاز حماية صدام، ومسؤول عن ملف شؤون القبائل والعشائر، وهو زوج «حلا»، الابنة الصغرى لصدام حسين.