قال مدير مستشفى الشفاء في غزة الدكتور محمد أبو سلمية، إن الأطباء يقومون بلف الأطفال الخدج بورق الألمونيوم ووضعهم بجوار الماء الساخن، في محاولة يائسة منهم لإبقائهم على قيد الحياة في الظروف الكارثية التي يمر بها أكبر مستشفى في القطاع.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أمس (الاثنين)، وفاة 6 أطفال خدج و9 مرضى في المستشفى، بسبب نفاد الوقود وخروج أقسامه عن الخدمة نتيجة حصار القوات الإسرائيلية له.
وقال أبو سلمية، لشبكة «سي إن إن» الأميركية: «لم يعد هناك ماء أو طعام أو حليب للأطفال والرضع. الوضع في المستشفى كارثي».
وأكد أن العاملين في المستشفى يبذلون قصارى جهدهم لإبقاء الأطفال حديثي الولادة على قيد الحياة بعد نفاد إمدادات الأكسجين، مضيفاً: «لقد أخرجنا الأطفال الخدج من الحاضنات، ونقوم بلفهم بورق الألمونيوم ووضعهم بجوار الماء الساخن لنتمكن من تدفئتهم».
وأشار أبو سلمية أيضاً إلى أن غرف العمليات بالمستشفى لا تعمل بسبب انقطاع الكهرباء، مؤكداً أن «الأشخاص الذين يحتاجون للخضوع لعمليات جراحية يموتون دون أن نتمكن من فعل أي شيء لهم».
وتابع: «الآن يأتي إلينا الجرحى ولا نستطيع أن نقدم لهم أي شيء سوى الإسعافات الأولية».
ومن جهته، قال الدكتور مدحت عباس، مدير عام وزارة الصحة في غزة، إن الطاقم الطبي في مستشفى الشفاء أبقى 4 أطفال خدج على قيد الحياة بعد وفاة أمهاتهم، إثر إجراء عمليات قيصرية لهن.
وأضاف: «الآن عليهم أن يبقوا أحياء دون وجود كهرباء أو وقود... هل يمكنك تخيل ذلك؟ عندما يولد هؤلاء الأطفال قبل الأوان، وللحفاظ على حياتهم، فإنهم يحتاجون إلى البقاء في درجة حرارة مماثلة لتلك التي اعتادوا عليها في أجسام أمهاتهم. لا يمكن توفير درجة الحرارة هذه إلا في الحاضنات التي يتم تسخينها بشكل صحيح».
وحذر من أن الوضع سوف يزداد سوءاً مع دخول فصل الشتاء.
وتفيد الأمم المتحدة بأن نحو 10 آلاف فلسطيني من مرضى وطواقم ونازحين من القتال، يوجدون في موقع مستشفى الشفاء، وقد يكون العدد أكبر، بحسب مسؤولين محليين.
وحذرت منظمة «أطباء بلا حدود» عبر منصة «إكس»، من أن «الوضع خطر للغاية وغير إنساني».
وتتركز الاشتباكات والمواجهات بين مقاتلي حركة «حماس» والجنود الإسرائيليين منذ أيام حول مستشفى الشفاء، إذ يتهم الجيش الإسرائيلي الحركة بأنها أقامت فيه منشآت في شبكة من الأنفاق، وبأنها تستخدم المرضى والنازحين «دروعاً بشرية».