تتصدر قضية التمديد لمهام قائد الجيش اللبناني، العماد جوزف عون، الاهتمام السياسي في لبنان، في موازاة انشغال اللبنانيين بالتوتر على الجبهة الجنوبية مع إسرائيل. ومع اقتراب انتهاء ولاية عون في بداية العام المقبل، ينشط الحراك السياسي على خط التمديد له في ظل القيود التي يفرضها الفراغ الرئاسي على صلاحيات البرلمان وحكومة تصريف الأعمال والتي لطالما كانت محور خلاف بين الأفرقاء اللبنانيين.
وكان هذا الموضوع محور عدد من الاجتماعات التي عقدت الاثنين بين عدد من الأفرقاء؛ إذ زار وفد من كتلة «الجمهورية القوية» (حزب القوات اللبنانية) رئيس البرلمان نبيه بري، وذلك بعد أيام على تقديم الكتلة اقتراح قانون للتمديد للعماد عون. ونقلت عن بري أنه سيتريث حتى نهاية الشهر كي يعين جلسة للبرلمان للتمديد لقائد الجيش مفضّلاً أن يتم هذا الأمر عبر الحكومة التي يتريّث رئيسها نجيب ميقاتي أيضاً في هذه الخطوة.
جورج عدوان: بري وعدنا بتعيين جلسة نهاية الشهر الحالي لإعطاء الوقت للحكومة للتمديد لقائد الجيش.#جورج_عدوان #الجمهورية_القوية #جيشنا_أماننا @GeorgesAdwan pic.twitter.com/lwojf5zCsv
— Lebanese Forces (@LFPartyOfficial) November 13, 2023
وبعد اللقاء، قال النائب جورج عدوان إن «الزيارة لطلب تعيين جلسة للتمديد لرتبة عماد في الجيش، نظراً إلى منع الشغور في الموقع». وتحدث عن 3 حيثيات دفعت الكتلة لتقديم اقتراح القانون؛ «هي الظروف التي تمر بها المنطقة ولبنان والمآسي، إضافة إلى الوجود السوري غير الشرعي الذي يرتب انعكاسات على الأوضاع الديموغرافية الاقتصادية والأمنية، وطبعاً الوضعين المالي والنقدي، إضافة إلى أنه في ظل غياب رئيس للجمهورية غير ممكن أن نعين قائداً جديداً للجيش؛ لأن تعيين قائد جديد يتطلب مشاركة رئيس الجمهورية».
والأمر الثالث هو أن «الجميع يعرف أن قيادة الجيش ليست مسألة تقنية وتعالج فورياً. فتعيين قائد جديد يتطلب أشهراً من العمل من القائد الجديد كي يرتب موضوع الألوية والوحدات ويوزع انتشارها، فالعماد جوزف عون أثبت خلال السنوات الماضية الحرفية والمهنية لقيادته الجيش وتطبيقه القوانين ومحافظته على السلم الأهلي. فمن واجبنا كنواب أن نقدم على هذه الخطوة المهمة التي تؤمن لكل اللبنانيين في هذه الظروف الصعبة كل هذا الاطمئنان لمستقبل أولادهم ووطنهم وكيانهم».
"القوات اللبنانية": جلسة التمديد لقائد الجيش تتجاوز التشريع إلى ما يرتقي لمستوى Raison d'État.#القوات_اللبنانية #جيشنا_أماننا pic.twitter.com/fcMUUgfAT0
— Lebanese Forces (@LFPartyOfficial) November 13, 2023
ولفت عدوان إلى أن خلاصة الاجتماع كانت أنهم حصلوا على وعد من رئيس المجلس النيابي بأنه «سوف ينتظر حتى نهاية الشهر فقط؛ لأنه يفضل أن يتم التمديد في مجلس الوزراء، وبعد آخر الشهر سوف يعين جلسة، وسيكون الاقتراح الذي قدمناه أول بند بين المشاريع المستعجلة، ونحن كتكتل سوف ندرس كيفية التعاطي مع هذه الجلسة».
وأشار إلى أن «الرئيس بري يأمل أن يتم التمديد في الحكومة في الأسبوعين المقبلين، ونحن كذلك. وبعد أن أصبحت الأمور واضحة، نريد أن نقول للحكومة ونطالب الرئيس ميقاتي بأن يستعجل ويذهب إلى جلسة بسرعة في الأيام المقبلة لكي نمدد إلى رتبة عماد ونحافظ على قيادة الجيش».
وموضوع التمديد لقائد الجيش كان محور لقاء البطريرك الماروني بشارة الراعي والسفيرة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا. ولفتت «الوكالة الوطنية للإعلام» إلى أن الراعي جدد موقفه الرافض إسقاط قائد الجيش، مشيرة كذلك إلى أنه تم التداول خلال اللقاء في مختلف المواضيع، وأنه كان هناك تشديد على أن «أحوج ما يكون إليه لبنان اليوم هو انتخاب رئيس للجمهورية؛ إذ إن الولايات المتحدة الأميركية مهتمة باستقرار لبنان على كل الصعد، وترفض دخوله في حرب غزة».
وفي السياق ذاته، زارت كتلة «الاعتدال الوطني» مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان وناقشت معه مسألة التمديد لقائد الجيش، وكذلك المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان.