مقتل 3 مدنيين على جانبي الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية

التصعيد المتبادل مستمر... واستهداف جديد للإعلاميين

TT

مقتل 3 مدنيين على جانبي الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية

غارة إسرائيلية على منزل في عيتا الشعب جنوب لبنان الاثنين (أ.ب)
غارة إسرائيلية على منزل في عيتا الشعب جنوب لبنان الاثنين (أ.ب)

قُتل مدنيان لبنانيان ومدني إسرائيلي نتيجة التصعيد المستمر بين «حزب الله» والجيش الإسرائيلي بشكل يومي منذ انطلاق عملية «طوفان الأقصى» في غزة وسط مد وجزر من التصعيد تبعاً للخسائر الإسرائيلية.

وأعلن، الاثنين، عن مقتل مدنيين لبنانيين وثالث إسرائيلي، فيما نعى «حزب الله» مقاتلاً جديداً، مع تسجيل استهداف جديد للإعلاميين الذين يغطون الحدث من جنوب لبنان.

ويسود الترقّب في لبنان حول ما ستحمله الساعات والأيام المقبلة من مستجدات أمنية في ظل هذا التصعيد الإسرائيلي، عسكرياً وسياسياً، والحزب الذي كان أمينه العام حسن نصر الله قد أعلن أن «الكلام للميدان»، في وقت يرى فيه البعض أنه ليس من صالح الطرفين الانتقال إلى مرحلة متقدمة من المواجهات.

وهذا ما يؤكده رئيس مركز «الشرق الأوسط والخليج للتحليل العسكري - أنيجما» رياض قهوجي، الذي لاحظ في تصريح لـ«الشرق الأوسط» «وضوح ضبط الإيقاع حتى الآن؛ إذ يتجنب الطرفان التصعيد، لكنهما عالقان عند سقف تهديداتهما وتصريحاتهما، وبالتالي يضطران إلى رفع وتيرة الرد بين وقت وآخر، لكن هذا الرد يسير بشكل متدرج بحيث يبقى الخوف من أن تخرج الأمور عن السيطرة». وفي حين يلفت إلى أن نصر الله كان قد أعلن أنه ما دامت الحرب على غزة قائمة فإن جبهة لبنان ستبقى مفتوحة ضمن قواعد اشتباك حددها هو، يشير إلى «تسجيل رد فعل متصاعد من قبل إسرائيل عندما ينفذ الحزب ضربات مؤلمة باتجاهها».

ويتوقف قهوجي من جهة أخرى عند المطالب المستجدة التي بدأت تعلو في إسرائيل من قبل سكان مستعمرات الشمال الذين يرفضون العودة إذا بقي «حزب الله»، وهذا «قد يؤدي إلى مشكلة وحالة جديدة في جنوب لبنان».

 ميدانياً، ذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية اللبنانية أن القصف الإسرائيلي استهدف، الاثنين، أحد المنازل في بلدة عيناتا بغارة جوية؛ ما أدى إلى مقتل مواطنين كانا يمران قربه، وسقوط عدد من الجرحى. وأعلنت غرفة عمليات الدفاع المدني المركزية أن «عناصر الدفاع المدني في جمعية (كشافة الرسالة الإسلامية) في بلدة عيناتا عملوا على إجلاء شهيدين كانا قد ارتقيا نتيجة القصف على خراج البلدة».

تشييع عنصر من «حزب الله» في مشغرة الاثنين (رويترز)

ومن جهته، أعلن «حزب الله» عن مقتل أحد عناصره علي مهدي سيف الدين «ذو الفقار» من بلدة حلبتا في البقاع (شرق لبنان).

وفي موازاة القصف المستمر على بلدات جنوبية عدة، أعلن «حزب الله» في بيانات متفرقة عن تنفيذه عدداً من العمليات، ولفت إلى أن مقاتليه استهدفوا صباحاً «قوة ‏مشاة صهيونيّة قرب ثكنة ‏برانيت بالصواريخ الموجهة، وأوقعوا فيها إصابات مؤكدة بين قتيل وجريح»، واستهدفوا ظُهراً موقع الراهب ‏بالأسلحة المناسبة، وحققوا فيه إصابات مباشرة»‎. وأعلن كذلك أنهم استهدفوا بعد الظهر «موقع الرمثا في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالأسلحة المناسبة، وحققوا فيه إصابات مباشرة»، وعند الساعة الرابعة والنصف استهدفوا موقع حدب يارون «بالأسلحة المناسبة، وحققوا فيه إصابات مباشرة».

والرد الإسرائيلي على هذه العمليات طال عدداً من البلدات الجنوبية. وقال الجيش الإسرائيلي إنه قصف بالمدفعية أهدافاً داخل لبنان بعد رصد إطلاق قذيفتي (هاون) من الأراضي اللبنانية، بعدما كانت قد أعلنت هيئة البث الإسرائيلية أن قذيفتين سقطتا في منطقة الجليل شمال إسرائيل دون وقوع إصابات، مشيرة إلى أن المقذوفين سقطا بعد تفعيل صفارات الإنذار، وأنهما سقطا في منطقة مفتوحة.

وأعلنت شركة الكهرباء الإسرائيلية، الاثنين، مقتل أحد موظفيها متأثراً بجروح أصيب بها جراء صاروخ مضاد للدبابات أطلق من لبنان، الأحد.

وكان الجيش الإسرائيلي قد رد على الهجوم الذي أصاب مركبة قرب تجمع دوفيف السكاني بالمدفعية، بينما أعلنت خدمة الطوارئ والإسعاف عن تسجيل 10 إصابات.

وذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام» أنه أُطلقت رشقة صاروخية من داخل الأراضي اللبنانية باتجاه إسرائيل، مشيرة كذلك إلى أنه جرى استهداف موقع بليدا الإسرائيلي، بينما أفادت قناة «المنار» اللبنانية التابعة لـ«حزب الله» بـ«استهداف موقع الظهيرة الإسرائيلي في القطاع الغربي بعدد كبير من الصواريخ النوعية».

وذكرت «الوطنية» أن الجيش الإسرائيلي نفّذ قرابة الواحدة والثلث من بعد الظهر قصفاً جوياً، حيث استهدف بطيرانه الحربي المنطقة الواقعة بين مدينة بنت جبيل وعيناتا بغارة جوية وبلدتي رامية وبيت ليف بالقذائف الفسفورية.

وفي حاصبيا استهدف القصف المدفعي خراج كفرشوبا والهبارية وشانوح. وفي مرجعيون طال القصف تلة الحمامص ومحيط المسلخ في منطقة الخيام وأطراف رميش وعيتا الشعب وحولا ومركبا، واستهدف أطراف بلدتي بليدا ومحيبيب والجزء الجنوبي لبلدة ميس الجبل بالقذائف المدفعية والفسفورية، بينما أدى القصف الإسرائيلي إلى تدمير 3 منازل بشكل كامل، وفق «الوطنية».

وفي قضاء صور شن الطيران الإسرائيلي غارتين جديدتين على منطقة اللبونة، الناقورة، واستهدف القصف المدفعي العنيف أطراف بلدة الجبين وعلما الشعب والضهيرة وعين الزرقا، كما تعرض منزل في بلدة عيتا الشعب للقصف للمرة الخامسة منذ اندلاع المواجهات الشهر الماضي. وفي صور أيضاً تعرضت أطراف بلدات طيرحرفا وشيحين وأم التوت، لقصف مدفعي.

وكان ليل المناطق الجنوبية وعلى طول الحدود مع إسرائيل متوتراً بفعل التحليق المستمر للطيران الإسرائيلي، وعلى علو منخفض مركزاً بتحليقه فوق مجرى نهر الليطاني، واستمر حتى ساعات الصباح الأولى، وفق «الوكالة»، مشيرة إلى أن القنابل المضيئة لم تغب عن سماء القطاعين الغربي والأوسط.

ولفتت «الوطنية» إلى «نزوح معظم سكان القرى المتاخمة للحدود إلى مناطق أكثر أماناً، مع العلم أن الخدمات التي تقدم للنازحين في مراكز مدينة صور لا تفي بأقل مظاهر العيش ومستلزماته».

استهداف الإعلاميين

اشتعال النيران قرب سيارة كانت تقل إعلاميين في بلدة يارون بجنوب لبنان نتيجة قصف إسرائيلي (أ.ف.ب)

ونجا فريق من الإعلاميين من قصف إسرائيلي مباشر استهدفهم في بلدة يارون خلال قيامهم بعملهم، وهو ما لاقى ردود فعل مستنكرة وشاجبة في لبنان، وذلك بعد شهر على مقتل مصور وكالة «رويترز» عصام عبد الله، وإصابة عدد من الإعلاميين أيضاً نتيجة استهدافهم بقصف إسرائيلي في جنوب لبنان.

وكان الصحافيون وبينهم فريق قناة «الجزيرة» وآخرون من وسائل إعلام لبنانية، يقومون، الاثنين، بجولة ميدانية للاطلاع على أضرار ناتجة عن قصف إسرائيلي استهدف بلدة يارون في اليوم السابق.

وأعلنت قناة «الجزيرة» عن إصابة مصورها عصام مواسي بجروح طفيفة، وتضرر عربة البث جراء القصف الإسرائيلي لبلدة يارون في جنوب لبنان.

وأظهرت مقاطع فيديو جرى تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي اندلاع النيران قرب جدار أحد المنازل، وسيارات متوقفة على جانبي الطريق بينها عربات بث مباشر.

وأدانت نقابة الصحافة اللبنانية «الاعتداء الإسرائيلي الذي طال موكباً إعلامياً من الزميلات والزملاء والمصورين خلال قيامهم بواجبهم المهني في تغطية وقائع العدوان الإسرائيلي الهمجي على القرى اللبنانية الجنوبية الحدودية مع فلسطين المحتلة».

كذلك أدان نقيب محرري الصحافة اللبنانية جوزيف القصيفي في بيان، الاستهداف الإسرائيلي للصحافيين. 


مقالات ذات صلة

سيناتور أميركي يتهم «حزب الله» بإعادة تسليح نفسه

المشرق العربي عناصر من «حزب الله» خلال مناورة عسكرية بجنوب لبنان في مايو 2023 (د.ب.أ)

سيناتور أميركي يتهم «حزب الله» بإعادة تسليح نفسه

اتهم عضو مجلس الشيوخ الأميركي، ليندسي غراهام، «حزب الله» بالسعي إلى إعادة تسليح نفسه

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي مقر «المصرف المركزي» في بيروت (الوكالة الوطنية للإعلام)

لبنان: مشروع قانون استرداد الودائع يُفجر غضب المصارف والمودعين

أثار الإعلان عن الخطوط العريضة لقانون استرداد الودائع المصرفية المجمدة منذ عام 2019 غضب المودعين في المصارف اللبنانية وجمعية المصارف.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي آلية للجيش اللبناني في بلدة ميس الجبل بجنوب لبنان تعبر قرب أبنية متضررة جراء الحرب (أرشيفية - رويترز)

النازحون من جنوب لبنان ينتشرون في العمق... ويبدأون حياة جديدة

لا يزال نحو مائة ألف مواطن لبناني من الطائفة الشيعية، تهجروا من منازلهم ومناطقهم نتيجة الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان، يعيشون في مناطق متفرقة.

بولا أسطيح (بيروت)
المشرق العربي جلسة البرلمان اللبناني انعقدت الخميس بغياب ممثلي «القوات» و«الكتائب» وقوى التغيير (الوكالة الوطنية)

لبنان: «حزب الله» يخوض معركة قانون الانتخابات من موقع القلق

شكلت مقاطعة أحزاب لجلسة البرلمان ترجمة مباشرة للقلق من مسار تشريعي يُخشى أن يتحوّل مدخلاً إلى تعطيل الانتخابات أو تأجيلها تحت عناوين تقنية

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي 
رئيس الحكومة نواف سلام مستقبلاً رئيس الوفد اللبناني في لجنة الميكانيزم سيمون كرم (رئاسة الحكومة)

سلام: حصر السلاح بين نهري الليطاني والأولي قريباً

أكَّد رئيسُ الحكومة اللبنانية نواف سلام لـ«الشرق الأوسط»، أنَّ المرحلة الثانية من خطة الجيش لحصر السلاح والمفترض أن تبدأ قريباً، ستكون بين ضفتي نهر الليطاني.

ثائر عباس (بيروت)

مسؤول أممي يتوقع عودة مليون لاجئ إلى سوريا في عام 2026

قادمون من لبنان عند معبر «جديدة يابوس» جنوب غربي سوريا في 6 أكتوبر الماضي (أ.ف.ب)
قادمون من لبنان عند معبر «جديدة يابوس» جنوب غربي سوريا في 6 أكتوبر الماضي (أ.ف.ب)
TT

مسؤول أممي يتوقع عودة مليون لاجئ إلى سوريا في عام 2026

قادمون من لبنان عند معبر «جديدة يابوس» جنوب غربي سوريا في 6 أكتوبر الماضي (أ.ف.ب)
قادمون من لبنان عند معبر «جديدة يابوس» جنوب غربي سوريا في 6 أكتوبر الماضي (أ.ف.ب)

توقّعت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عودة نحو مليون لاجئ سوري إلى بلادهم خلال عام 2026، في ظل التعافي التدريجي الذي تشهده سوريا عقب سقوط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) 2024.

وقال غونزالو فارغاس يوسا، ممثل المفوضية في سوريا، إن نحو 1.3 مليون لاجئ سوري عادوا بالفعل إلى بلادهم منذ ديسمبر 2024، إضافة إلى نحو مليونَي شخص من النازحين داخلياً الذين عادوا إلى مناطقهم الأصلية.

وأوضح أن ذلك يعني أن أكثر من 3 ملايين سوري عادوا، خلال فترة زمنية قصيرة نسبياً، إلى مناطقهم في بلد أنهكته الحرب على المستويات الاقتصادية والبنيوية والخدمية.

تكدُّس السوريين أمام البوابات الحدودية في تركيا انتظاراً لعودتهم إلى بلادهم (أ.ب)

وقال المسؤول الأممي لوكالة «الأناضول»، إنه كان في سوريا قبل أشهر قليلة من سقوط النظام المخلوع، وشهد عن قرب مرحلة الانتقال السياسي في البلاد. وأشار إلى أن الخوف الذي كان يهيمن على المجتمع السوري «تراجع بسرعة، ليحلّ محله شعور واسع بالأمل».

وأضاف أنه توجّه مع فريقه يوم 9 ديسمبر 2024 إلى الحدود اللبنانية، حيث شاهد آلاف السوريين يعودون تلقائياً إلى بلادهم بعد أكثر من 14 عاماً من اللجوء القسري. ولفت إلى أن الكثير من العائدين السوريين عبّروا عن فرحتهم ببلوغ وطنهم عبر تقبيل الأرض فور وصولهم.

الحاجة للدعم الدولي

وفي ما يخص التوقعات المستقبلية، قال يوسا: «منذ 8 ديسمبر 2024، عاد لاجئون سوريون بشكل أساسي من تركيا ولبنان والأردن، وبنسب أقل من مصر والعراق».

وأضاف: «تشير تقديراتنا إلى أن عام 2026 قد يشهد عودة نحو مليون شخص إضافي، ما يعني أن أكثر من 4 ملايين سوري سيعودون خلال فترة عامين». وأشار إلى أن «هذا الحجم الكبير من العودة يتم في ظروف بالغة الصعوبة، ما يجعل الدعم المالي الدولي مسألة عاجلة وحاسمة لضمان الاستقرار ومنع تفاقم الأزمات الإنسانية».

السوريون في تركيا يواصلون عودتهم إلى بلادهم منذ سقوط نظام الأسد (أ.ب)

دور تركي فاعل

وأشاد يوسا بدور تركيا، موضحاً أنها استضافت أعداداً كبيرة من اللاجئين السوريين لسنوات طويلة، ولعبت في الوقت ذاته «دوراً إيجابياً» في دعم الحكومة السورية الجديدة عقب 8 ديسمبر 2024.

وأشار إلى أن ممثلين عن القطاع الخاص التركي بدأوا بزيارة سوريا لاستكشاف فرص الاستثمار. واعتبر المسؤول الأممي خطوة المستثمرين الأتراك «مؤشراً مهماً» على بدء مرحلة جديدة من التعافي الاقتصادي وإعادة الإعمار.

عودة بعد عزلة

وفي تقييمه للمرحلة الراهنة، اعتبر يوسا أن ما تشهده سوريا هو عملية انتقالية معقّدة ستستغرق وقتاً، في ظل الدمار الواسع الذي خلّفته الحرب على مدى 14 عاماً.

وقال: «بعد حرب طويلة، من الطبيعي أن تكون البلاد مدمرة اقتصادياً وبنيوياً، وهذا التعافي لن يكون فورياً. ومع ذلك، فإن الحكومة والشعب السوري يستحقون إشادة كبيرة لنجاحهم في إعادة ربط البلاد بالعالم خلال فترة قصيرة نسبياً».

وأشار إلى أن سوريا كانت معزولة عن الساحة الدولية لأكثر من 14 عاماً، قبل أن تعود خلال عام واحد فقط إلى إقامة علاقات مع عدد متزايد من الدول، وهو ما اعتبره «تطوراً بالغ الأهمية».

وأكد المسؤول الأممي أن رؤية أعداد كبيرة من السوريين يعودون إلى ديارهم «تمثّل مؤشراً إيجابياً، إلا أن تحسن الأوضاع الاقتصادية بشكل ملموس سيحتاج إلى وقت، ما يستدعي دعماً دولياً منسقاً ومستداماً».

محل صرافة وتحويل أموال في دمشق يوم 18 ديسمبر بعد أن أُلغيت عقوبات «قيصر» الصارمة التي فُرضت على سوريا في عهد الرئيس السابق بشار الأسد (رويترز)

مفتاح التعافي

وسلّط ممثل «المفوضية» الضوء على جملة من العوامل الضرورية لتسريع عملية التعافي في سوريا، وفي مقدمتها الرفع الكامل للعقوبات.

وأعرب عن أمله أن يفتح رفع العقوبات الباب أمام استثمارات واسعة من القطاع الخاص في خطوة ضرورية لمرحلة إعادة الإعمار والتنمية.

وأوضح أن «المفوضية» وشركاءها يقدّمون دعماً مباشراً للعائدين، خاصة في ما يتعلق بإعادة استخراج الوثائق الرسمية.

ولفت إلى أن أكثر من ربع العائدين يفتقرون إلى وثائق أساسية مثل الهويات الشخصية أو سندات الملكية.

مطار دمشق الدولي يستقبل آلاف السوريين منذ سقوط النظام (سانا)

والخميس، وقّع الرئيس الأميركي دونالد ترمب في حفل بالبيت الأبيض قانون تفويض «الدفاع الوطني» لعام 2026 المتضمن بنداً لإلغاء العقوبات المفروضة على سوريا بموجب «قانون قيصر»، وبذلك تم رفع العقوبات رسمياً عن سوريا.

وفي 11 ديسمبر 2019 أقر الكونغرس الأميركي «قانون قيصر» لمعاقبة أركان نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد على «جرائم حرب» ارتكبها بحق المدنيين.

وجرى توقيع «قانون قيصر» خلال ولاية ترمب الرئاسية الأولى (2017 ـ 2021)، لكن تطورات سوريا أواخر العام الماضي دفعته إلى العمل على إلغائه.

ورحبت «الخارجية السورية» في بيان، الجمعة، بـ«الإزالة النهائية» للعقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا بموجب «قانون قيصر»، وما تضمنه من إجراءات أثرت على مختلف مناحي الحياة المعيشية والاقتصادية.

وأضافت الوزارة أن الخطوة «تطور مهم يسهم في تخفيف الأعباء عن الشعب السوري، ويفتح المجال أمام مرحلة جديدة من التعافي والاستقرار».


ساعر: «حماس» تحاول ترسيخ سيطرتها على غزة... ولن نقبل ذلك

وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر (د.ب.أ)
وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر (د.ب.أ)
TT

ساعر: «حماس» تحاول ترسيخ سيطرتها على غزة... ولن نقبل ذلك

وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر (د.ب.أ)
وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر (د.ب.أ)

قال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، اليوم (الأحد)، إن حركة «حماس» الفلسطينية لا تعمل على نزع سلاحها.

وأوضح ساعر، عبر منصة «إكس»، أنه أخبر السيناتور الأميركي ليندسي غراهام خلال لقائهما أن «(حماس) لا تنزع سلاحها، بل تحاول ترسيخ سلطتها في غزة، وليس التخلي عنها»، مشدداً: «نحن لن نقبل هذا».

وأضاف ساعر: «إذا قامت (حماس) بنزع سلاحها سيكون هناك إعادة إعمار ومستقبل أفضل لغزة».

وحضّت الولايات المتحدة وقطر ومصر وتركيا، السبت، الطرفين المعنيين بوقف إطلاق النار في غزة على الوفاء بالتزاماتهما وممارسة ضبط النفس، وفق ما أفاد الموفد الأميركي ستيف ويتكوف بعد محادثات في ميامي.

واجتمع مسؤولون من الدول الثلاث مع ويتكوف، المبعوث الخاص للرئيس دونالد ترمب، لمراجعة المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر (تشرين الأول)، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وجاء في بيان نشره ويتكوف على منصة «إكس»: «نؤكد مجدداً التزامنا الكامل بخطة السلام المكونة من 20 نقطة والتي وضعها الرئيس، وندعو جميع الأطراف إلى الوفاء بالتزاماتها، وممارسة ضبط النفس، والتعاون مع ترتيبات المراقبة».

ودعت الدول الأربع إلى «إنشاء وتفعيل» إدارة انتقالية «على المدى القريب»، وهي خطوة تنص عليها المرحلة الثانية من الاتفاق، لافتة النظر إلى أن المشاورات ستستمر في الأسابيع المقبلة بشأن تنفيذها.

وبموجب الاتفاق، من المفترض أن تنسحب إسرائيل من مواقعها الحالية في غزة، وأن تتولى سلطة مؤقتة إدارة القطاع الفلسطيني بدلاً من حركة «حماس»، وأن يتم نشر «قوة استقرار دولية».


إجراءات أمنية مشددة لحماية احتفالات الميلاد ورأس السنة في سوريا

إضاءة «شجرة الميلاد» في قرية القنية بريف إدلب الغربي (سانا)
إضاءة «شجرة الميلاد» في قرية القنية بريف إدلب الغربي (سانا)
TT

إجراءات أمنية مشددة لحماية احتفالات الميلاد ورأس السنة في سوريا

إضاءة «شجرة الميلاد» في قرية القنية بريف إدلب الغربي (سانا)
إضاءة «شجرة الميلاد» في قرية القنية بريف إدلب الغربي (سانا)

لأول مرة منذ 14 عاماً، احتفل المسيحيون في محافظة إدلب بإنارة شجرة عيد الميلاد، بحضور وسائل إعلام محلية ودولية، في وقت اتخذت فيه وزارة الداخلية إجراءات أمنية احترازية مشددة؛ لضمان حماية الأماكن التي تشهد تجمعات حاشدة.

ومع بدء الطوائف المسيحية المختلفة في سوريا التحضير لأعياد الميلاد ورأس السنة والاحتفالات بإنارة «شجرة الميلاد» وإقامة البازارات، نفذت قوى الأمن الداخلي انتشاراً كثيفاً في أحياء باب شرقي وباب توما والقصاع والقصور. بدأ ذلك مساء السبت بقطع بعض الطرق، ومنع دخول السيارات في الشوارع المكتظة بمحيط الكنائس، وسط حراسة مشددة، وذلك عقب حادثة سرقة تعرض لها نصب تذكري للقديس بولس في باب كيسان أمام باب دير مار بولس لطائفة الروم الكاثوليك، في حادثة غامضة أحدثت صدمة في أوساط المسيحيين.

وقالت مصادر من أهالي الحي بالقرب من الدير، إن اللصوص استغلوا أن موقع النصب المصنوع من البرونز والنحاس، والبالغ ارتفاعه ثلاثة أمتار ونصف المتر، قريب من ساحة باب مصلى على الشارع العام، كما استغلوا اقتصار الحراسة على شخص واحد من الكنيسة، وقاموا في ساعة متأخرة من الليل بإزالة التمثال عن قاعدته وسرقته، ولم يتبادر لذهن العابرين في المكان أن من يقوم بفك النصب بطريقة احترافية لصوص.

عنصر أمن سوري على سطح يطل على كنيسة القصير أثناء الاحتفال بإنارة «شجرة الميلاد» (متداولة)

وأرخت حادثة سرقة نصب القديس بولس بظلال ثقيلة على أجواء العيد في دمشق، مع أن التحليلات تتجه إلى أن الدافع هو سرقة المعدن المصنوع منه، إلا أن ذلك زاد التحديات الأمنية لدى السلطات التي تبدي اهتماماً خاصاً هذا العام بضبط الأمن في أماكن الاحتفالات والتجمعات الشعبية عموماً والدينية خصوصاً. وبدا هذا واضحاً في المدن والبلدات التي تشهد احتفالات، مثل مدينة حمص والبلدات التابعة لها، وفي بلدات الساحل السوري، ومحافظة حماة، والمناطق كافة التي سبق أن حصلت فيها حوادث عنف ذات طابع طائفي.

صورة جوية لبلدة الغسانية ذات الأغلبية المسيحية جنوب حمص وقد بدأ سكانها بالعودة إلى منازلهم ومتاجرهم المدمرة (أ.ف.ب)

كما برز بوضوح الاهتمام الرسمي باحتفالات البلدات المسيحية مثل القنية واليعقوبية في محافظة إدلب التي عاد إليها قسم كبير من أبنائها بعد الإطاحة بنظام الأسد، حيث كانت تلك المناطق لسنوات ساحات للمواجهات العسكرية ومخيمات النازحين.

فرقة كنسية تعزف في ساحة كنيسة الصليب المقدس بدمشق احتفالاً بإضاءة شجرة عيد الميلاد (سانا)

واتخذت قوات الأمن التابعة لوزارة الداخلية السورية إجراءات أمنية في إدلب لضمان إقامة الفعاليات بشكل آمن. كما عُزفت موسيقى عيد الميلاد للمرة الأولى، بعد أن اقتصرت الاحتفالات خلال سنوات الحرب على الصلوات داخل الكنيسة وفي المنازل.

وأظهرت الصور المتداولة للاحتفالات مشاركة واسعة من الأهالي؛ كونها الأولى منذ عام 2011، ولها أهمية تتجاوز أبعاد الاحتفال الديني إلى التأكيد على بدء عودة الحياة الطبيعية لمناطق كانت الأولى في اندلاع المواجهات العسكرية.

صورة متداولة لتمثال مار بولس المسروق (متداولة)

في الأثناء، حاولت «الشرق الأوسط» التواصل مع الكنيسة لمعرفة مزيد من التفاصيل، إلا أنه تم التحفظ على المعلومات؛ لأن الأمر ما زال قيد التحقيق.

وقال الأب سلامة سمعان في تصريحات إنه سيكتفي بقول جملة واحدة فقط: «دمشق من دون مار بولس». وللقديس بولس أهمية روحية ورمزية عند المسيحيين والدمشقيين؛ كونه يعبر عن لحظة اهتداء بولس إلى المسيحية على أسوار دمشق. وقد نفذه نحات إيطالي ووُضع أمام باب كيسان، حيث إن مدخل الدير هو الموقع الذي اهتدى فيه القديس بولس. ويظهر بالنصب لحظة وقوعه عن ظهر الحصان، وكان نظره متجهاً نحو السماء.

رجل ينتظر عند كشك «عصير زين» ضمن التحضيرات لأعياد الميلاد في دمشق (أ.ب)

يقول الإعلامي السوري ثابت سالم لـ«الشرق الأوسط»: «لو عرف اللصوص رمزية نصب بولس بغض النظر عن البُعد الديني، ما أقدموا على هذه الفعلة»، لافتاً إلى أنه في بداية أبريل (نيسان) عام 2007، قامت نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الأميركي بزيارة لدمشق، وقُبيل مغادرتها قالت في مؤتمر صحافي: «I am on the road to Damascus»، وترجمتها: «أنا على طريق دمشق»، مرددة تعبير بولس.

ويشير سالم إلى أن وزير الخارجية آنذاك وليد المعلم لم يفهم ما قصدته بيلوسي في تصريحها المهم، ولم يرد على تصريحها رغم لغته الإنجليزية القوية، وأنه عادة ما يستخدم هذا القول للإشارة إلى تحول بولس الرسول أو «شاؤول» إلى المسيحية عند تل كوكب قُرب داريا، نتيجة رؤيته المعروفة للهداية، وهو الضابط اليهودي المكلف بتأديب المسيحيين في دمشق وإنهاء وجودهم.