دخلت الاشتباكات المسلحة في قطاع غزة مرحلة جديدة بتكثيف المعارك العنيفة واشتداد حدتها، في «يوم المستشفيات» الذي شهد محاصرة القوات الإسرائيلية مستشفيات عدة في مدينة غزة وسط القطاع، بينها مستشفى «الشفاء» الذي يقول الجيش إنه مركز قيادة «كتائب القسام»، الذراع المسلحة لحركة «حماس».
وقالت مصادر في الفصائل الفلسطينية لـ«الشرق الأوسط» إن اشتباكات ضارية وغير مسبوقة تجري في محيط مستشفى «الشفاء» ومحاور أخرى، بينها مخيم الشاطئ وحي الشيخ رضوان وحي النصر ومفرق الاتصالات وحي تل الهوى وبرج الوحدة.
وأكدت المصادر أن الاشتباكات لا تتوقف على مدار 24 ساعة، وأن آلاف النازحين والمرضى والكوادر الطبية محاصرون داخل المستشفيات الثلاث التي تشكّل المجمع، بينما أكد مدير مستشفى «الشفاء» أن الجثث مكدسة داخل المجمع، مشيراً إلى عدم القدرة على إنقاذ الجرحى. وقالت الوكالة الفلسطينية الرسمية إن القصف المدفعي طال قسم العناية المكثفة في المستشفى، واستمر القصف مخلفاً «عشرات جثامين الشهداء الملقاة في ساحة المجمع وفي محيطه».
وتصاعدت الاشتباكات مع تطويق الجيش الإسرائيلي مستشفى «الشفاء» بعدما قصف الطيران محيط المستشفى مخلفاً المزيد من الضحايا، في محاولة لإجبار النازحين والأطباء والمرضى على مغادرته. وحاصر الجيش الإسرائيلي المجمع الطبي منذ فجر أمس (السبت)، وقصف عدداً من البنايات بداخله وبنايات مجاورة له.
وقالت إسرائيل إنها استولت منذ بدء الحرب على 11 موقعاً لـ«حماس»، وعثرت على مدخل نفق قرب إحدى المدارس، وإن الجيش دمر البنى التحتية في منطقة تل الهوى وحي الشيخ عجلين، وإن ما لا يقل عن 150 ألف شخص غادروا شمال غزة خلال الأيام الثلاثة الماضية.